المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقالة الثانية من : إيقاظُ الوَسنانِ مِن زَلاّتِ اللِّسانِ



أهــل الحـديث
10-11-2012, 11:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


إيقاظ الوَسنان من زَلاّت اللِّسان

هو حَسَن القِراءةِ للقرآنِ لا حَسَن القُرآن : وهو رَديءُ القِراءةِ للقُرآنِ لا رَديءُ القُرآنِ،نبّه عليه البخاري – رحمه اللّه - في صحيحه،وفي خلق أفعال العباد،قال الحافظُ ابنُ حجر في فتح الباري (15 /485 – 486): ( وقال [ البخاري ] في كتاب خلق أفعال العباد ... ويُقال: فلانٌ حَسَنُ القراءةِ ورَديءُ القِراءةِ،ولا يُقال:حَسَنُ القُرآنِ،ولا رَديءُ القُرآنِ؛وإنّما يُسنَدُ إلى العبادِ القِراءةُ لا القرآنُ؛لأنّ القرآنَ كلامُ الرَّبِّ سبحانه وتعالى،والقراءة فعل العبد،ولا يَخفى هذا إلاّ على مَن لم يُوَفَّق ).
ونصُّ كلام البخاري في خلق أفعال العباد (2 /266 /545 دراسة وتحقيق:فهد بن سليمان الفهيد): ( وقد يُقال:فلانٌ حَسَنُ القراءةِ،ورَديءُ القِراءةِ،ولا يُقال:حَسَنُ القُرآنِ،و [لا] رَديءُ القُرآنِ؛وإنّما نُسِبَ إلى العبادِ القِراءةُ [لا القُرآنُ]؛لأنّ القرآنَ كلامُ الرَّبِّ جَلَّ ذِكرُهُ،والقِراءةُ فعلُ العبدِ،ولا يَخفى معرفةُ هذا القَدْرِ إلاَ على مَن أعمى اللهُ قلبَهُ،ولم يُوَفِّقْهُ،ولم يَهدِهِ سبيلَ الرَّشادِ ) .
وهنا قيد لنموذجين لهذا الغلط الواقع في بعض المصادر :
• جاء في تاريخ دمشق (35 /469 رقم 3970 ) ضمن ترجمة عبد اللّه بن ملّ النَّهْدي،قوله: ( أنبأنا أبو عليّ الحسن بن أحمد،قال: ... ثمّ قدم المدينة في أيّام عمر بن الخطّاب،وكان كثير العبادة،حسن القرآن،لزم سلمان الفارسي،وصحبه اثنتي عشرة سنة ) .
• وفي محاضرات الأدباء (1 /2 /659 ـ 660 مَن قلَّ في دعوته الطّعام) قال الرّاغب: ( وأضافَ رجلٌ أعرابيًّا فلم يأتهِ بشيءٍ يأكلُهُ حتّى غُشِيَ عليه مِن الجُوع،فأخذَ يقرأُ عليه القرآنَ؛فقال:
لَخبزٌ يا أخيّ عليهِ لحمٌ ... أحبُّ إليَّ من حَسَن القُرانِ
تَظلُّ تُدَهْدِهُ القُرآنَ حَوْلي ... كأنّي مِن عَفاريت الزّمانِ ) .
ويراجع :
1- تاريخ الإسلام (19 /266 البخاري) .
2- طبقات الشّافعية الكبرى (2 /229 /50 محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة بن بردزبه) .
3- معجم المناهي اللّفظيّة (ص231) .
4- شرح كتاب التّوحيد من صحيح البخاري (2 /452، 484) للشّيخ عبد الله بن محمد الغنيمان .

يتبع / وكتب : محمّد تبركان