المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : شيطان يتصدر بيوتنا (مسلسل)



أهــل الحـديث
09-11-2012, 11:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



شيطان يتصدر بيوتنا_1_

كتبتها

أم عبد الرحمن بنت خليل



يقول الله عزَّ وجلّ في كتابه العزيز : (ظهر الفساد في البرّ والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون) [الروم:41] .

ممّا يُستغرب له ويقف المرء حائراً عندما يشاهد ذلك التناقض الفاحش في مجتمعنا ، فترى الأبَ المسلم حريصاً كلّ الحرص على أن يُنشئَ ولده وفلذة كبده نشأة صالحةً ، ويُربيه تربيةً ذات قيّم ومبادئ ، عملاً بقول الرسولﷺ : (وإن لولدك عليك حقاً) [أخرجه مسلم] ، فيأمره بالصلاة ويحثّه على حفظ القرآن الكريم ، ويعتني بجسمه وصحته عنايةً فائقة ، فلا يبخل عليه بأن يجعله في أحسن المدارس مستوىً ، ولا يتأخر أن يقدم له أشهى وأغلى الأطعمة ثمناً ، وحتى في كثير من الأحيان ومن شدّة خوفه عليه يختار هو بنفسه أصدقاء ولدهِ ويمنعه من رفقة السّوء...هذا جيّد والحمد لله ..

ولكن .... بعد ذلك ها هو وولده يجلسان الساعات الطوال أمام جهاز يتحكم بعقله ومشاعره وتصرفه ــــ حتى بعقيدته ـــــ تحكماً مغناطيسياً ، هذا إن كان ذلك الجهاز في غرفة الجلوس ، فما بالك إذا كان في غرفة نوم الولد (كما هو الحال في كثير من منازلنا في هذه الأيام) فيغلق ذلك الابن المدلّل الباب على نفسه ويجالس التلفاز مجالسةَ الصديق المشتاق ، لا يترك شاردةً ولا واردةً إلا ويستقبلها استقبال الظمآن للماء البارد ، فيُفَرِّغ في عقل المسكين جميع ما في البشرية من فساد ، فماذا يشاهد؟؟

يشاهد أنواعاً شتّى وأصنافاً مختلفة من : أفعال الشرّ والإجرام ، والعنف والجنس ، من قتل وضرب واغتصاب وتقبيل وسرقة وسُكر وكذب ، وغش وتزوير واحتيال ، وإدمان للتدخين والمخدرات ، وفسق وفجورٍ وتمردٍ...

هذا ناهيك عن نقل حياة أولئك الكفرة والفجرة وما فيها من انحلال وإلحادٍ ليتصدّروا بيوتنا الطاهرة العفيفة التي فيها جباهٌ تسجد للرحمن وتدعوه أن يُحوّل الحال إلى أحسن ويبعد أولادنا عن الفتن ما ظهر منها وما بطن ، بيوت تتلى فيها آياتُ الذّكر الحكيم في إحدى الغرف ، وفي الغرفة الأخرى تتعالى مزامير الشيطان وأغاني السّفلة من المطربين والمطربات السّاقطات ، أبعد هذا التناقض تناقض ؟؟

كيف بالله سيؤثر القرآن بعد ذلك بولدي وكلّ ما أبنيه في سنين وشهور وأيام تأتي ساعة أو ساعتان أمام هذا الدّخيل فتهدمه هدماً فظيعاً وأمام عيني ؟؟

لا تقولي مهلاً مهلاً ... ففي التلفاز خيرٌ كثير ومنافع للناس إن أحسنّا استعماله ... هناك إعلام هادف ووجه مشرق .... سأقول لكِ نعم ! هذا صحيح... لكن! بالله عليكِ ولدٌ صغير تحت سن البلوغ أو شابٌ مراهق في مقتبل العمر وفتاةٌ ضائعة لا هدف لها ، وفي غرفة النّوم حيث لا أهل ولا مراقب ، وحتى الخوف من الله مفقود إلا من رحم الله ، فماذا سيشاهد ؟ وتلك الفتاة ماذا ستنتقي ، محاضرات دينية ؟ قال الله عزَّ وجلّ : (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى) [طه:124] .

تتعالى الشّكاوى وترتفع أصوات الأمهات والآباء والمدّرسين والمربّين في مجالسهم لأنّهم يعلمون حديث النبيﷺ : (ألا كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته) . ( أخرجه البخاري )

ما هذا ؟ لـِمَ صار أولاد هذا الجيل هكذا ؟؟ لا يوقّرون الكبير ولا يعطفون على الصّغير ؟؟ ولا يحترمون حتى آباءهم ، فتراهم مشاكسين دائماً رافضين واقعهم ، يسخطون على كلّ من يكلمهم يعتقدون أنّ الجميع أعداؤهم .

يا ربّي !! لماذا الفتيات هذه الأيام فقدنَ الحياء ؟ أتشوق لرؤية تلك الفتاة التي كان يُضرب المثل في حيائها حيث كان يقال : (أشدّ حياء من العذراء في خدرها) ، لماذا تلبس تلك الثياب الفاضحة المبتذلة ، فيبدو مظهرها وكأنّها إحدى الراقصات والعياذ بالله .

لماذا هذا التّدني في الدّراسة وتأخر علامات الأولاد في الفصل ؟ حتى أنّ الطالب ينجح بعد جهدٍ جهيد ليأتي بدرجة (مقبول) !! لا يحبّون الدّراسة ، يذهبون إلى المدارس رغماً عنهم ، هذا إن ذهبوا ولم يحتالوا ليغيبوا ...

لماذا هذا الأرقّ يصيب أولادنا ،؟ ترى الولد يدخل إلى غرفته لينام فيظل يتقلب ساعة ،أو ساعتين حتى ينام ، فإذا به يستيقظ مذعوراً صارخاً قد رأى كابوساً ما ،أو أشباحاً تلاحقه...

أوجاعٌ وآلامٌ تصيب أولادنا ، وخمولٌ وكسلٌ وكأنّ الواحد قد بلغ الأربعين أو الخمسين ، أين النّشاط ؟ أين الشّباب ؟...

هذه الأسئلة سنحاول إلقاء الضّوء عليها ....

سائلين الله عزَّ وجلّ أن يوفقنا ،لنصل لنتيجة واحدة وأكيدة فارتقبيها ....