المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تنبيهات عند النقل من كتب التفسير بالمأثور



أهــل الحـديث
07-11-2012, 10:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد، فهذه بعض التنبيهات الميسرة عند النقل من كتب التفسير بالمأثور بطريقة ميسرة تساعده على الانتباه من بعض الروايات التي لم تصح من هذا الطريق ، أسأل الله أن ينفع بها :

المبحث الأول : الانتباه من الأسانيد المنقطعة لمرويات - قتادة - أشهر المفسرين من التابعين :
التعريف به : قتادة بن دعامة بن قتادة ، و يقال قتادة بن دعامة بن عكابة أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه المفسر ، رأس الطبقة الرابعة [تلى الوسطى من التابعين ، ولد: 60 هـ أو 61 هـ توفي : 100 و بضع عشرة هـ بـ واسط ، روى له الكتب الستة، رتبته عند ابن حجر : ثقة ثبت ، وعند الذهبي : الحافظ ، انظر : تهذيب الكمال [23/498، 499

القاعدة الكبرى : كل مرويات قتادة عن الصحابة لا تتصل له إلا ما رواه عن أنس، على أكثر أقوال أهل العلم
وعليه: فروايته عن الخلفاء الراشدين، وغيرهم لا تثبت،
فغالب الصحابة إما أن قتادة لم يدركهم أو لم يسمع منهم أما من سمع منهم وحدث عنهم قتادة من الصحابة فأبرزهم [أنس بن مالك ] ،
قال الحاكم في علوم الحديث : لم يسمع قتادة من صحابي غير أنس، وقد ذكر ابن أبي حاتم عن احمد بن حنبل مثل ذلك وزاد قيل له فابن سرجس فكأنه لم يره سماعا كتاب تهذيب التهذيب لـ للإمام الحافظ بن حجر العسقلاني في كتابه تهذيب التهذيب: / ج/ 8 / 316
تطبيقات عملية على القاعدة :
القاعدة الأولى: كل ما روي بسند قتادة عن [ ابن مسعود ] لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يدرك ابن مسعود ، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي
مثال ذلك ما رواه الطبري في كتابه :
7289 - حدثنا بشر قال: حدثنا يزيد قال، حدثنا سعيد، عن قتادة، أن عبد الله بن مسعود كان يقول: كنا نَرى ونحن مع رسول الله أنّ من الذنب الذي لا يُغفر: يمين الصَّبر، إذا فجر فيها صاحبها. (1)
(1) الحديث: 7289- يقول المحقق أحمد شاكر : هذا إسناد مرسل. فإن قتادة لم يدرك ابن مسعود. ولد بعد موته بنحو 29 سنة.
والحديث لم أجده إلا عند السيوطي 2: 46 ونسبه لابن جرير فقط.
المرجع : كتاب الطبري ، 6/ 534 ، تحقيق : أحمد محمد شاكر ، الناشر : مؤسسة الرسالة ، الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م
القاعدة الثانية كل ما روي بسند قتادة عن [ابن عباس ] لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يدرك ابن عباس ، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غير هؤلاء، برفعه إلى النبي
مثال ذلك : ما رواه الطبري في كتابه :
1924- حدثنا ابن بشار قال، حدثنا سلم بن قتيبة قال، حدثنا عمر بن نبهان، عن قتادة، عن ابن عباس في قوله:"وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات" قال، مناسك الحج. (3)
1925- حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قال، كان ابن عباس يقول في قوله:"وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات" قال، المناسك.
(3) الخبر : 1924- يقول المحقق أحمد شاكر : هذا الإسناد ضعيف من ناحيتين
الوجه الأول: فلأن"عمر بن نبهان الغبري" بضم الغين المعجمة وفتح الباء الموحدة : ضعيف جدا ، ذمه الإمام أحمد ، وقال ابن معين : ليس بشيء . وهو مترجم في التهذيب ، وابن أبي حاتم 3/1/138 .
والوجه الآخر من الضعف : أنه منقطع ، لأن قتادة لم يدرك ابن عباس.
المرجع : كتاب الطبري ، 2/ 12 ، تحقيق : أحمد محمد شاكر ، الناشر : مؤسسة الرسالة ، الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م
القاعدة الثالثة : [كل ما روي بسند قتادة عن أبي بن كعب لا يصح من هذا الطريق[/COLOR] ، لأن قتادة لم يدرك ابن أبي ، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي .
مثال ذلك : ما رواه الطبري في كتابه :
17517- حدثني أبو كريب قال، حدثنا يونس بن محمد قال، حدثنا أبان بن يزيد العطار، عن قتادة، عن أبي بن كعب قال: أحدث القرآن عهدًا بالله، الآيتان:(لقد جاءكم رسول من أنفسكم) ، إلى آخر السورة.
قال العلامة أحمد شاكر الأثر: 17517 مرسل ، قتادة لم يرو عن أبي بن كعب .
المرجع : كتاب الطبري ، 14/ 589 ، تحقيق : أحمد محمد شاكر ، الناشر : مؤسسة الرسالة ، الطبعة : الأولى ، 1420 هـ - 2000 م
القاعدة الرابعة[/كل ما روي بسند قتادة عن [أبي بكر الصديق] لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يدرك أبي بكر الصديق ، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي
فمن ذلك ما أخرجه البيهقي :
عن قتادة قال : ذكر لنا أن أبا بكر أوصي بخمس ماله وقال : لا أرضى من مالي بما وصى الله به من غنائم المسلمين ؟ ! وقال قتادة : وكان يقال : الخمس معروف والربع جهد والثلث يجيزه القضاة "
قال الألباني: قلت : وهذا إسناد منقطع لأن قتادة لم يدرك أبا بكر ضعيف . أخرجه البيهقي ( 6 / 270 )
انظر : إرواء الغليل / 6/ 85.
تابع وفقك الله :
القاعدة الخامسة[كل ما روي بسند قتادة عن [عمر ابن الخطاب ] لا يصح من هذا الطريق ، لأن قتادة لم يدرك عمر ابن الخطاب ، ويكون الحديث بذلك منقطعًا عند علماء الحديث، إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي
مثال ذلك ما رواه الطبراني :
عن قتادة أن عمر بن الخطاب رفع إليه رجل قتل رجلا فجاء أولياء المقتول وقد عفا أحدهم فقال عمر لابن مسعود : ما تقول ؟ وهو إلى جنبه فقال ابن مسعود : أرى أنه قد أحرز من القتل قال : فضرب على كتفه وقال : كنيف مليء علما ، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا أن قتادة لم يدرك عمر ولا ابن مسعود
انظر : مجمع الزوائد / 6/475
لاحظ العبارة المتكررة : [إلا أن يكون له طريق آخر غيره برفعه إلى النبي ]
تأمل نفس الحديث السابق:
عن محمد بن سليمان الأنباري حدثنا عبد الوهاب عن سعيد عن قتادة أن عمر بن الخطاب قال: من ملك ذا رحم محرم فهو حر ]. أورد أبو داود هذا الأثر رقم [3950 ، ورقم ، 3952]عن عمر بن الخطاب أنه قال: [من ملك ذا رحم محرم فهو حر]، وهذا أثر موقوف على عن عمر ، وفيه انقطاع؛ لأن قتادة لم يدرك عمر بن الخطاب .
انظر: شرح سنن أبي داود 23/ 222 د عبد المحسن العباد
وقد ورد ذلك مرفوعا من طريق آخر :
ما رواه ابن ماجه : برقم [ 2046 و 2047] عن عقبة بن مكرم وإسحق بن منصور قالا حدثنا محمد بن بكر البرساني عن حماد بن سلمة عن قتادة وعاصم عن الحسن عن سمرة بن جندب عن النبي صلى الله عليه و سلم قال من ملك ذا رحم محرم فهو حر * ( قال الألباني : حديث صحيح انظر : الإرواء 1746
وانظر صحيح أبي داود باختصار السند رقم 3342 – 3949

وتقبلوا فائق التقدير / أخوكم جمال القرش
بتابع المثال بإذن الله تعالى فيما بعد