المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإمام أيوب السختياني وصفاته الحسنة



أهــل الحـديث
04-11-2012, 05:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هو من أعلام التابعين وأجلة الحفاظ المشهورين, روى له أصحاب الكتب الستة, وكان رحمه الله على حظ كبير من الزهد والورع والتقى.
قال الحسن البصري عنه: أيوب سيد شباب أهل البصرة.
وقال الحميدي: لقي ابن عيينة ستة وثمانين من التابعين وكان يقول: ما رأيت مثل أيوب.
كان قلبه متوفرا بحب الله وحب رسوله صصص. قال مالك رحمه الله: كنا ندخل على أيوب السختياني, فإذا ذكرنا له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه.
وروى أبو حنيفة عن أيوب أنه دنا من قبر النبي صلى الله عليه وسلم مستدبر القبلة متوجها إلى التربة, ثم سلم عليه وصلى, ثم غلبه البكاء حتى كاد أن يغشى عليه.
كان رحمه الله كريما متحليا بالخلق الحسن. قال حماد: ما رأيت رجلا قط أشد تبسما في وجوه الرجال من أيوب.
وقال شعبة: ما واعدت أيوب موعدا قط إلا قال حين يفارقني: ليس بيني وبينك موعد. فإذا جئت وجدته قد سبقني. انتهى.
فكان لا يواعد خوفا من النقض. فلله دره ما أشد ورعه.
وأعجب حسناته رحمه الله الذي امتاز به عن أقرانه هو حرصه الشديد على أن لا يعرفه الناس وأن لا يذكروه, وفراره الدائم عن أن يظهر للناس منه فضيلة أو يقفوا منه على حميدة. وهذه غاية الإخلاص التي كان رحمه الله متصفا بها. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وإلى القارئ الكريم نماذج من إخلاص أيوب رحمه الله:
قال حماد بن زيد: كان أيوب في مجلس فجاءته عبرة - أي دمعة - فجعل يتمخط ويقول: ما أشد الزكام!
وقال: غلبه البكاء مرة فقال: الشيخ إذا كبر مج. يعني يمج ريقه ولا يستطيع حبسه من كثرته.
وقال: دخلنا عليه فإذا هو على فراش مخمس أحمر فرفعته أو قال رفعه بعض أصحابنا فإذا خصيفة محشوة بليف. انتهى.
فكان هذا ليخفى زهده وسذاجة عيشه عن الناس.
وقال سلام: كان أيوب السختياني يقوم الليل كله فييخفي ذلك, فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.
وقال حماد: كنت أمشي معه, فيأخذ في طرق إني لأعجب له كيف يهتدي لها, فرارا من الناس أن يقال: هذا أيوب!
وقال شعبة: ربما ذهبت مع أيوب لحاجة, فلا يدعني أمشي معه ويخرج من ها هنا وها هنا لكي لا يفطن له.
وقد توفي أيوب سنة إحدى وثلاثين ومائة, فرحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه بأعلى جنته.
المراجع: سير أعلام النبلاء للذهبي وجامع المسانيد لأبي حنيفة وغيرهما.