المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التزيين ضمن التحسين والتقبيح العقليين



أهــل الحـديث
02-11-2012, 05:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم وبعد:
فبناءً على إثبات التحسين والتقبيح العقليين أرجو توضيح الفرق بين تزيين الحق لأهله والباطل لأهله عقلًا وشرعًا..

وهو أن: كيف يكون تزيين الباطل لأهله واطمأنانهم له ورضاهم به وحسنه لهم، غير موافق لتزيين الحق لأهله واطمأنانهم له ورضاهم به؟

فقد وردت مواد (زين، طمن) للحق والباطل، للصواب والخطأ، للحسن والقبيح:
قال الراغب:
"وقد نَسَب الله تعالى التّزيين في مواضع إلى نفسه، وفي مواضع إلى الشيطان، وفي مواضع ذكره غير مسمّى فاعله، فممّا نسبه إلى نفسه قوله في الإيمان: وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ [الحجرات/ 7] ، وفي الكفر قوله: زَيَّنَّا لَهُمْ أَعْمالَهُمْ [النمل/ 4] ، زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ [الأنعام/ 108] ، وممّا نسبه إلى الشيطان قوله: وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطانُ أَعْمالَهُمْ [الأنفال/ 48] ، وقوله تعالى:
لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ [الحجر/ 39] ، ولم يذكر المفعول لأنّ المعنى مفهوم. وممّا لم يسمّ فاعله قوله عزّ وجلّ: زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَواتِ [آل عمران/ 14] ، زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمالِهِمْ [التوبة/ 37] ، وقال: زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَياةُ الدُّنْيا [البقرة/ 212] ، وقوله:
زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلادِهِمْ شُرَكاؤُهُمْ، تقديره: زيّنه شركاؤهم " (صـ389)

وفي المعجم الاشتقاقي المؤصَّل:
"والذي في القرآن الكريم من مفردات التركيب كله من الزينة: الحلية الظاهرة" (2/942)

وفيـ"التَّهْذِيبِ: الزِّينة اسْمٌ جَامِعٌ لِكُلِّ شَيْءٍ يُتَزَيَّن بِهِ." اللسان (13 /202)

"والزين نقيض الشين" المصباح (1 / 261)

كذا اطمأنانهم به فقد قال الراغب في (طمن):
الطُّمَأْنِينَةُ والاطْمِئْنَانُ: السّكونُ بعد الانزعاج. قال تعالى: وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ
[الأنفال/ 10] ، وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي
[البقرة/ 260] ، يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ
[الفجر/ 27] ، وهي أن لا تصير أمّارة بالسّوء، وقال تعالى: أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ
[الرعد/ 28] ، تنبيها أنّ بمعرفته تعالى والإكثار من عبادته يكتسب اطْمِئْنَانَ النّفسِ المسئول بقوله: وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي
[البقرة/ 260] ، وقوله: وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ
[النحل/106] ، وقال: فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ
[النساء/ 103] ، وَرَضُوا بِالْحَياةِ الدُّنْيا وَاطْمَأَنُّوا بِها
[يونس/ 7] ، واطْمَأَنَّ وتَطَامَنَ يتقاربان لفظا ومعنى. (524-525)

أرجو المساعدة بارك الله فيكم وجزاكم خيرًا.