المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : جمع الحديث النبوي في مقام واحد وبدون تكرار



أهــل الحـديث
01-11-2012, 01:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


هو فكرة علمية طموحة تقوم على جمع الحديث النبوي في مقام واحد بدون تكرار مع الإشارة إلى مواضع الزيادة ومصدرها وخدمة ذلك حديثيًّا وتقنيًّا بشكل يسهل على العلماء والباحثين النظر في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه وتوثيقه... إلخ.
وسوف يعتمد إنجاز «جامع المتون» على الخبرات المتراكمة وما وصلت إليه دار التأصيل من تقنية التعامل مع النصوص (التحليل الصرفي- التخريج الآلي- التعيين الآلي- التشكيل الآلي- غريب اللغة- كتب الشروح- المخطوطات).
أولا: التعريف بجامع المتون:
يقصد به ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة، وجمعه في صعيد واحد دون تكرار.
ثانيًا: تأصيل هذا العمل:
1 - منهج علماء السلف بعد القرن الرابع:
هذا العمل لا يعتبر بدعة فعصر التدوين بدأ من نهاية القرن الثاني وحتى نهاية القرن الرابع، وبانقضاء القرن الرابع أصبحت من السمات السائدة بداية من القرن الخامس الجمع بين ما صنف من مراجع في القرون الأربعة الأولى مثل الجمع بين «الصحيحين» و«الجمع بين الكتب الستة» و«الجوامع العامة» وهي كثيرة منها «جامع المسانيد والألقاب» لأبي الفرج عبدالرحمن ابن علي الجوزي، المتوفى سنة (597هـ)، و«جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن» لابن كثير (ت774هـ)، «مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» للهيثمي (ت807هـ)، وغيرها العديد.
2- أمنية الحافظ ابن حجر في إنجاز مصنف شامل لأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم دون تكرار:
قال الحافظ ابن حجر: «ولقد كان استيعاب الأحاديث سهلا لو أراد الله تعالى ذلك، بأن يجمع الأول منهم ما وصل إليه، ثم يذكر من بعده ما اطلع عليه مما فاته من حديث مستقل أو زيادة في الأحاديث التي ذكرها، فيكون كالدليل عليه، وكذا من بعده فلا يمضي كثير من الزمان إلا وقد استوعبت وصارت كالمصنف الواحد، ولعمري لقد كان هذا في غاية الحسن». «تدريب الراوي» (1/100).
3 - تعقيب السيوطي على أمنية الحافظ:
قال السيوطي تعقيبًا على ما سبق: «قد صنع المتأخرون ما يقرب من ذلك، فجمع بعض المحدثين عمن كان في عصر شيخ الإسلام زوائد سنن ابن ماجه على الأصول الخمسة، وجمع الحافظ أبو الحسن الهيثمي زوائد مسند أحمد على الكتب الستة المذكورة في مجلدين، وزوائد مسند البزار في مجلد ضخم، وزوائد معجم الطبراني الكبير في ثلاثة، وزوائد المعجمين الأوسط والصغير في مجلدين، وزوائد أبي يعلى في مجلد، ثم جمع هذه الزوائد كلها في كتاب محذوف الأسانيد وتكلم على الأحاديث، ويوجد فيها صحيح كثير، وجمع زوائد الحلية لأبي نعيم في مجلد ضخم، وزوائد فوائد تمام وغير ذلك، وجمع شيخ الإسلام زوائد مسانيد إسحاق، وابن أبي+عمر ومسدد، وابن أبي شيبة، والحميدي، وعبد بن حميد، وأحمد بن منيع والطيالسي في مجلدين، وزوائد مسند الفردوس في مجلد، وجمع صاحبنا الشيخ زين الدين قاسم الحنفي زوائد سنن الدارقطني في مجلد، وجمعت زوائد شعب الإيمان للبيهقي في مجلد، وكتب الحديث الموجودة سواها كثيرة جدًّا، وفيها الزوائد بكثرة» ا.هـ. «تدريب الراوي» (1/100).
ومما سبق تتضح أصالة الفكرة وإلحاحها على علماء الأمة منذ بداية القرن الخامس.
ثالثا: العدد المتوقع لهذه المتون:
كما ذكرنا سابقًا أن التدوين قد انقضى بانقضاء القرون الأربعة الأولى وأن ما جاء بعد ذلك من الأسانيد إنما ينطبق عليه قول ابن الصلاح: «وصار معظم المقصود بما يتداول من الأسانيد خارجًا عن ذلك، إبقاء سلسلة الإسناد التي خصت بها هذه الأمة، زادها الله شرفًا، آمين».
وكما لا يخفى على أحد أن الحديث الواحد يتكرر في المرجع الواحد وتتعدد طرقه ويزداد الأمر تشعبًا في المراجع العديدة التي بلغ المطبوع منها حوالي خمسمائة مرجع تحوي أكثر من مليون طريق.
ورغم ذلك فالمتصور أن عدد المتون التي يمكن نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وسلم لايتعدى العشرة آلاف متن.
ما يستأنس به على صحة هذا التقدير:
تعليق الذهبي على قول أبي زرعة لعبدالله بن أحمد بن حنبل: «أبوك يحفظ ألف ألف حديث، فقيل له: وما يدريك؟ فقال: ذاكرته فأخذت عليه الأبواب» قال الذهبي: فهذه الحكاية صحيحة في سعة علم أبي عبدالله، وكانوا يعدون في ذلك المكرر، والأثر، وفتوى التابعي، وما فسر، ونحو ذلك. وإلا فالمتون المرفوعة القوية لا تبلغ عشر معشار ذلك. (السير 11/187).
وعشر معشار الألف ألف أي (مليون على مائة ) يعني عشرة آلاف.
قال الحافظ ابن حجر في «النكت» (297): «إنهم يطلقون هذه العبارة على الموقوفات والمقطوعات والمكررات».
قال الإمام النووي: «لم يفت الخمسة إلا القليل» (التقريب مع تدريب الراوي ص 47). والمتون المرفوعة بها لا تتجاوز هذا الرقم بدون تكرار.
وذكر عن الثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وابن مهدي وأحمد ابن حنبل وغيرهم أن جملة الأحاديث المسندة عن النبي أربعة آلاف وأربعمائة حديث. وعن إسحاق بن راهويه أنه سبعة آلاف ونيف وقال أحمد بن حنبل: وسمعت ابن مهدي يقول: الحلال والحرام من ذلك ثمانمائة حديث. وكذا قال إسحاق بن راهويه عن يحيى بن سعيد. كما في «النكت» للحافظ ابن حجر ( 299).
لذلك فإذا ذهبنا إلى أن جامع المتون سيصل إلى عشرة آلاف حديث نجد أن ما استأنسنا به من أقوال الأئمة يدور حول هذا الرقم، ولا يضر أن يزيد عن ذلك أو ينقص.
كيفية تنفيذ جامع المتون باستخدام الحاسب الآلي:
المرحلة الأولى:
ينظر إلى المتن الأكمل والأصح، ويجعل هو الأصل مع نسبته إلى مرجعه وإلى الصحابي المروي عنه ويفضل البدء بـ «صحيح مسلم» بعد إزالة التكرار منه.
تعرض المتون المجموعة من «صحيح مسلم» بدون تكرار وتعرض على المراجع الواحد تلو الآخر فنبدأ أولًا بـ«صحيح مسلم» فالبخاري ثم أبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه ومسند أحمد.
عند المقارنة بكل مرجع يثبت منه الآتي:
الزيادات في الألفاظ عن المتن المختار.
اختلافات الألفاظ.
اسم الصحابي الجديد إن أسند المتن إلى صحابي آخر مع المحافظة على إثبات لفظ المتن المختار إلى الصحابي الذي رواه في المرجع الذي استخرج منه (وهذا قريب من عمل الترمذي بقوله: «وفي الباب عن أبي هريرة وأبي بكر وعمر...إلخ»).
تضاف المتون الجديدة التي قد يستقل بها كل مرجع إلى جامع المتون بالشروط السابقة.
يحتفظ كل طريق بسنده ومتنه، وتظل هذه البيانات لإجراء المقارنات فلا يحذف إسنادٌ ولا يُشوّه متنٌ.
المرحلة الثانية:
تُعتمد الكتب الستة ومسند أحمد لإنهاء هذه المرحلة.
المرحلة الثالثة:
ستتضح الصورة وتتبلور بعد الانتهاء من المراجع المذكورة ويصبح من اليسير إضافة المراجع الأخرى الواحد تلو الآخر حسب الترتيب الزمني وفي داخل الترتيب الزمني يراعى من اشترط الصحة كابن خزيمة وابن حبان والمستخرجات والمستدركات على الصحيحين.
الفائدة التي تعود من تنفيذ هذا العمل:
يصعب الآن حصر الفوائد التي تعود على الأمة من هذا العمل خاصة لو حاز القبول لدى الأوساط العلمية، ولكن دون حصر يمكن القول إنه سيفيد في الآتي:
توحيد المتون: فيما لا يزيد عن الرقم الذي أشرنا إليه.
الوقوف على أصح الطرق للمتن: وتحديد الزيادات والتغيرات التي طرأت عليه والحكم عليها من حيث القبول والرد.
توحيد جهود الأمة بجمع تعليقات الأئمة على كل متن في مكان واحد.
جمع كل ما يخدم المتن من شروح وتعليقات لغوية: في صعيد واحد ففتح الباري والنووي والأبي على مسلم وعون المعبود وغيرهم من كتب الشروح يمكن ربطها بالمتن المجمع، وكذا كتب الغريب.
التبويب الفقهي والفوائد الفقهية.
وغير ذلك من العلوم المتعلقة بخدمة السنة النبوية الشريفة.
باختصار: سيجتمع جهد الأمة سلفًا وخلفًا لخدمة عشرة آلاف متن لن تزيد عن ستة مجلدات حال طبعها.
وحينما يستعرض الباحث الحديث بالحاسب الآلي يأتيه المتن الرئيسي المنتخب في جامع المتون ومن خلاله يمكنه البحث حيث يشاء. ولا بد أن نؤكد أن هذا العمل لن يختصر إسنادًا ولن يغير متنًا فجميع المراجع مرتبطة بالمتن الموحد المعزو لفظه لمرجع معروف حيث تقارن فيه سندًا ومتنًا؛ لإظهار ما أضافته من تغييرات أو زيادات عليه... إلخ.
نسأل الله تعالى أن يتم هذا العمل على أيدينا، وأن يمتعنا برؤيته، ويكتب لنا أجره وفضل السبق إليه.

رئيس مجلس إدارة دار التأصيل
مركز البحوث وتقنية المعلومات
عبدالرحمن بن عبدالله بن عقيل
http://www.taaseel.com/ProductS_S.aspx?id=17