المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ــ اَلمِنْهَجُ النَّصِيحُ فِي دِرَاسَةِ الجَامِعِ الصَّحِيحِ ــ



أهــل الحـديث
31-10-2012, 11:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم

اَلمِنْهَجُ النَّصِيحُ فِي دِرَاسَةِ الجَامِعِ الصَّحِيحِ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمد وعلى آل محمد وصحبه أجمعين.
أما بعد؛ فهذه رسالة إلى طلبة العلم من المشتغلين بالآثار والسنن، الراغبين في فتق معانيها، وحل غوامضها، والغوص على مشكلاتها، بينت فيها السبيل السليم لدراسة الجامع الصحيح لأبي عبد الله البخاري، وذلك لعظم منزلته، وعلو مكانته، وجودة مادته، فعليه المعول عند الفقهاء والمحدثين، وعند عتبته أنيخت رحال الساعين، وانتهت إليه فهوم المجتهدين، وغاصت على دقائقه وخباياه عيون الناظرين، وقصرت عن إدراكه عيون ألباب المحققين.
ولما كتب الله تعالى وقيض لي البدء في دراسة كتب الحديث، كان أول ما عزمت البداءة بدراسته وفهمه، كتاب الجامع الصحيح، لعموم بركته، وجزالة فضله، وسعة مضمونه، ولإجماع الأمة على أنه أصح كتاب بعد كتاب الله، وأن البدء به أولى، فوضعت منهجا متكاملا لدراسته ودرسه، وامتثلت السير عليه، فكان بحمد الله تعالى منهجا حسنا سديدا، آتى أكله، وأعطى ثمرته.
وهذا ما حداني إلى خط هذه الرسالة المستطرفة في بيان هذا المنهج، وإبرازه لطلبة العلم، علَّ الله تعالى ينفعهم به، ويجزيني على ذلك خير جزاء، وسأضعه هنا على أجزاء إن شاء الله تعالى.
واعلم رحمك الله؛ أن دراسة الجامع الصحيح كدراسة أي كتاب في الحديث مرتبٍ على أبواب الفقه، مشهورٍ بين أهل العلم، محظوظٍ بالعناية الكبيرة، وربطُ هذا المنهج - الذي أنا على وشك بيانه وعرضه - بالجامع الصحيح للإمام البخاري وقصرُه عليه، سوء فهم، فهو يصلح لأي كتاب مثله، كصحيح مسلم، والسنن الأربعة، والموطإ وغيرها من كتب الحديث المشهورة المخدومة، إلا أنه يحتاج إلى بعض الإضافات والتعديلات بحسب الكتاب المدروس.
ثم اعلم رحمك الله؛ أن دراسته - أعني الجامع الصحيح - دراسةً دقيقةً شاملةً واسعةً، بقصد الفهم والاستعياب لمحوياته ومعانيه وخباياه، لا تتم إلا بدراسة أشياءٍ ثلاثةٍ:
1. الأبواب: وهي تراجم الكتاب، وتتم دراستها من حيث: التركيب، والمعنى، والمناسبة، والعلاقة بالحديث، وغير ذلك.
2. الأسانيد: وتتم دراستها من حيث: الاتصال والانقطاع، والرفع والوقف، وتتبع الطرق، وجمع الروايات، ودراسة المتابعات والشواهد، وغير ذلك.
3. المتون: وتتم دراستها من حيث: اختلاف الألفاظ، وبيان المشكل، وشرح الغريب، والتوفيق أو الترجيح بين مختلف الحديث، وبيان الناسخ والمنسوخ، وفك المبهم، وبيان فقه الحديث، وما اشتمل عليه من الفوائد والفرائد، وغير ذلك.
فهذه الثلاثة بعضها من بعض، ولا تنفك إحداها عن الأخرى، بل هي بمجموعها كمال العلم، وتمام الفهم، وبلوغ المرام، ونيل المراد، من كتاب الجامع الصحيح.
وهذا المنهج مبني على أربع خطوات:

،،،،،،،،،،،،،،،،،،، يتبعُ: