تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : من صفات الفرقة الناجية



أهــل الحـديث
31-10-2012, 08:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ربّ العالمين والصلاةُ والسلامُ على نبينا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .
أمــا بعــدُ :
فإنّ الفرقة الناجية التي ذكرها رسول الله صصص في الأحاديث الصحيحة كما في صحيح مسلم :
( لنْ يبرحَ هذا الدينُ قائماً يقاتل عليه عصابةً من المسلمين حتى تقوم الساعة )
لها صفات حميدة كثيرة تتميز بها عن بقية الطوائف الأخرى ، نذكر بعضها مستعينين بالله :-

1-يأْتمُّون بالكتاب والسنة في جميع علاقاتهم مع بعضهم أو معَ غيرهم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( ويأمرون بالصبر عند البلاء ، والشكر عند الرخاء ، والرضا بمرِّ القضاء ،ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ويعتقدون معنى قوله صصص(أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ) ويندبون إلى أنْ تصلَ منَ قطعك وتعطي منْ حرمك وتعفو عمنْ ظلمك ويأمرونَ ببر الوالدين وصلة الأرحام وحُسنِ الجوار والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل والرفق بالمملوك وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق ويأمرون بمعالي الأخلاق وينهون عن سفسافها وكل ما يقولونه أو يفعلونه مِنْ هذا أو غيره فإنَّما هم فيه متبعون للكتاب والسنة ) المجموع ج3/ص158 .

2-هم خير الناس للناس .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ( الرسول صصص بعثه الله تعالى هدىً و رحمةً للعالمين فإنّه كما أرسله بالعلم و الهدى و البراهين العقلية و السمعية فإنه أرسله بالإحسان إلى النا س و الرحمة لهم بلا عوض و بالصبر على أذاهم و احتماله فبعثه بالعلم و الكرم و الحلم ، عليم هاد كريم محسن حليم صفوح …. ) المجموع ج16/ص313 .

3-ولائهم للحق وحدهُ وليس على أساس المذهب أو الشيخ أو الجماعة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :( وليس لأحد أنْ يعلّق الحمدَ والذمَ والحبَّ والبغضَ والموالاة َوالمعاداةَ والصلاةَ واللعنَ بغير الأسماء التي علّق الله بها ذلك مثل أسماء القبائل والمدائن والمذاهب والطرائق المضافة إلى الأئمة والمشايخ ونحو ذلك مما يراد به التعريف …. فمن كان مؤمناً وجبت موالاته من أيّ صنفٍّ كان ومنْ كان كافراً وجبت معاداته من أي صنف كان ….ومن كان فيه إيمانٌ وفيه فجورٌ أُعطيَ منَ الموالاة بحسب إيمانه من البغض بحسب فجوره لا يخرج من الإيمان بالكلية بمجرد الذنوب والمعاصي كما يقوله الخوارج والمعتزلة ) المجموع ج28/ص227-229 .

4- يعملون على تأليف القلوب واجتماع الكلمة .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :( تعلمون من القواعد العظيمة التي هي جماع الدين : تأليف القلوب واجتماع الكلمة وإصلاح ذات البين فانَّ الله تعالى يقول )ِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ( (لأنفال: من الآية1)
وأمثال هذه النصوص التي تآمر بالجماعة والائتلاف وتنهى عن الفرقة والاختلاف ، وأهل هذا الأصل هم أهل الجماعة كما إنَّ الخارجين عنْهم هم أهل الفرقة … فتعلمون رضي الله عنكم إنِّي لا أحبُّ أنْ يؤذى أحدٌ من عموم المسلمين فضلاً عن أصحابنا بشيء أصلاً لا باطناً ولا ظاهراً ولا عندي عتبٌ على أحدٍ منهم ولا لوم أصلاً بل لهم عندي من الكرامة والإجلال والمحبة والتعظيم أضعاف أضعاف ما كان كل بحسبه
ولا يخلو الرجل إما أنْ يكون مجتهداً مصيباً أو مخطئاً أو مذنباً، فالأوّل مأجور مشكور والثاني مع أجره على الاجتهاد فمعفو عنه مغفور له والثالث فالله يغفر لنا وله ولسائر المؤمنين ) المجموع ج28 ص51 .

5-يوالون بعضهم بعضاً ولاءاً عاماً ويعذر بعضهم بعضاً .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :( الواجب أن يقدم من قدمه الله ورسوله ويؤخر من أخره الله ورسوله ويحب ما أحبه الله ورسوله ويبغض ما أبغضه الله ورسوله وينهى عما نهى الله عنه ورسوله وأن يرضى بما رضي الله به ورسوله وأن يكون المسلمون يداً واحدةً فكيف إذا بلغ الأمر ببعض الناس إلى أنْ يُضلّلَ غيره ويكفّرهُ وقد يكون الصواب معه وهو الموافق للكتاب والسنة ولو كان أخوهُ المسلم قد أخطأ في شيء منْ أمور الدين فليس كل من أخطأ يكون كافراً ولا فاسقاً بل قد عفا الله لهذه الأمة عن الخطأ والنسيان ) المجموع ج3/ص420 .

6-يتناظرون في المسائل العلمية والعملية مع بقاء الألفة والمحبة بينهم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :( وقد كان العلماء من الصحابة والتابعين ومن بعدهم إذا تنازعوا في الأمر اتبعوا أمر الله تعالى في قوله (( فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً )) النساء: من الآية59) وكانوا يتناظرون في المسألة مناظرةَ مشاورةٍ ومناصحةٍ وربما اختلفَ قولهُم في المسألة العلمية والعملية مع بقاء الأُلفة والعصمة وأخوة الدّين ) المجموع ج24/ص172 .

7-لا يتنابزون بالألقاب فيما بينهم .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :(وكذلك التفريق بين الأمة وامتحانها بما لم يأمر الله به ولا رسوله مثل أن يقال للرجل أنت شكيلي أو قرفندي – يعني أنت من طائفة كذا وكذا - فإن هذه أسماء باطلة ما أنزل الله بها من سلطان وليس في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ولا في الآثار المعروفة عن سلف الأئمة لا شكيلي ولا قرفندي والواجب على المسلم إذا سئل عن ذلك أن يقول لا أنا شكيلي ولا قرفندي بل أنا مسلم متبع لكتاب الله وسنة رسوله رسوله وقد روينا عن معاوية بن أبي سفيان أنه سأل عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فقال أنت على ملة علي أو ملة عثمان فقال لست على ملة علي ولا على ملة عثمان بل أنا على ملة رسول الله وكذلك كان كل من السلف يقولون كل هذه الأهواء في النار ويقول أحدهم ما أبالي أي النعمتين أعظم على أن هداني الله للإسلام أو أن جنبني هذه الأهواء والله تعالى قد سمانا في القرآن المسلمين المؤمنين عباد الله فلا نعدل عن الأسماء التي سمانا الله بها إلى أسماء أحدثها قوم وسموها هم وآباؤهم ما أنزل الله بها من سلطان ) المجموع ج3/ص415 .

أخي الحبيب كانت تلك بعض صفات هذه الطائفة المباركة وهي قليلة جداً مقارنة بالصفات الأخرى السامية فاحرص لأن تكون منهم وأنْ تتصف بصفاتهم .( وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ)

نسأل الله العظيم أن يجعلنا منهم وأنْ لا يزيغَ قلوبنا بعد إذْ هدانا ويهبَ لنا من لدنْه رحمة إنه هو الوهاب ، والله أعلم وصلّى الله على محمّد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا ً.

ملاحظة : وجدت هذا الموضوع في أرشيفي القديم وأظن أني نقلته آنذاك أو اختصرته وغيرت فيه مع أخ لي والله أعلم .
( والمتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور )