المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بطلان احتجاج القبوريين بأثر أبي بصير على تجويز بناء المساجد على القبور/ للعلامة عبد العزيز بن مرزوق الطريفي



أهــل الحـديث
30-10-2012, 09:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



قال العلامة المحدث عبد العزيز بن مرزوق الطريفي:

المقدم: بالنسبة يا شيخ يحتاج بعضهم بقصة أبي بصير كيف نرد على مثل هذا الاحتجاج؟

الشيخ: قد ذكرنا أن السلف الصالح لا يعلم عنهم بأمثال هذه الأدلة، ولا يوجد أحد من السلف الصالح لا من الصحابة ولا من التابعين ولا من أتباعهم من تكلم عن هذه المسألة بالإباحة أو تطرق إليها بنوع من أنواع التسويغ أو التجويز
أما ما يستدل به البعض بقصة أبي بصير وأنه بني على مسجده وهو من الصحابة عليهم رضوان الله تعالى
أولا ليعلم أن هذه الرواية التي تحكى في قصة أبي بصير عليه رضوان الله تعالى ، هذه قصة منكرة لا تثبت عنه عليه رضوان الله ، قد اخرج البخاري عليه رحمة الله هذه القصة من حديث عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن مسور ومروان بن الحكم عليهما رحمة الله فأنكر هذه القصة ولم يذكر البنا على مسجد أبي بصير
أولا قصة أبي بصير عليه رضوان الله تعالى وكذلك قصة أبي جندل وكان النبي صلى الله عليه وسلم حينما وضع الصلح في الحديبية مع كفار قريش أن من آمن منهم يعني من كفار قريش وأراد أن يأتي رسول الله فإنه يرجع إلى كفار قريش ، النبي صلى الله عليه وسلم حينما أسلم أبو بصير ورده النبي صلى الله عليه وسلم وتركه ذهب أبو بصير ومن معه إلى ساحل البحر وجاء معه أبو جندل ومعه من اسلم من كفار قريش ولحقوا به حتى أصبحوا ثلاثمائة فأخذوا يقطعون في عير قريش فإذا سمعوا أحدا من رواحلهم أو من تجارتهم يذهب إلى الشام اقتطعوا الطريق حتى أرسلوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه الله والرحم ،يعني أنك تأمر هؤلاء وأن يلحقوا بك يعني قد أذنا وأسقطنا ذلك الشرط، فكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بصير عليه رضوان الله تعالى
وقد جاء في الرواية التي يحكونها أنه توفي أبو بصر وكان مريضا وبيده كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال أبو جندل عليه رضوان الله بنوا عليه مسجدا .. ، هذه الرواية لا تصح بل هي منكرة ، يذكرها ابن إسحاق وغيره من حديث موسى بن عقبة في سيره عن الزهري وهو لم يسمع منه وكذلك تارة يرسلها إلى أبي بصير وأبي جندل ، وبينه وبينهم مفاوز ولا يثبت
والخبر في الصحيح في صحيح البخاري وما إلى ذلك لم يخرج هذه اللفظة أي أنهم بنوا على قبره مسجدا ، مع أن هذه الزيادة قد جاءت من غير هذا الوجه ، فإنه قد رواه محمد بن إسحاق ومعمر عن الزهري عن عروة عن المسور بن مخرمة وكذلك مروان بن الحكم فلم يذكروا أيضا هذه الزيادة ، وهذه الزيادة وإن قلنا أنها من موسى بن عقبة فهو لم يدرك أحدا من رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين في هذه القصة والحكاية مما يدل على إرسالها
كذلك أيضا أنه قد جاء في بعض الروايات في رواية أخرى أنهم بنوا بجوار قبره مسجدا لا على قبره ،رواية أخرى وعلى كل هذه الرواية بجوار أو على ، لا تصح من جهة الاسناد ونحن أمة إسناد
ومن العجب أن يستدل بأمثال هذه الروايات التي لا تصح من جهة الاسناد، والأحاديث المتظافرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة وحديث عبد الله بن عباس وحديث أم سلمة وحديث كذلك جندب ، وحديث أيضا ابن مسعود وغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، في تحريم اتخاذ المساجد على القبور أو البناء عليها والأدلة الصريحة الواضحة
والله جل وعلا قد جعل المساجد له خالصة ، وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر حياته مما لا مجال للخوض في مسألة التيسير ومسالة النسخ ثم يستدل بأمثال هذه الروايات في كتب السير والمغازي
ثم أيضا معضلة لمسألة عظيمة تتعلق بالتوحيد والعقائد لاشك أن هذا من الجهل وكذلك أيضا من عدم اليقين بنصوص الشريعة المتظافرة

تفريغ أخيكم أبي مالك إبراهيم الفوكي من سلسلة (ماتشابه منه)