المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وما سلطان الدنيا أريد وما للدنيا أعمل



أهــل الحـديث
30-10-2012, 04:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم
أخي المسلم انظر في هذا الأمر العجيب والموقف العظيم الذي ينبي عن الحقيقة التي كان عليها أصحاب رسول الله وكيف أن نفوسهم زكية همهم نصر الدين وعلوه لا انتصارا لشهواتهم ولا بحثا عن علو بغير حق ،
في هذا الموقف حقيقة المجاهد هل هو يجاهد في سبيل الله تعالى ونصر دينه أم يقاتل من أجل منصب ورفعة ومن أجل مال وسمعة ؟
وفي هذا الموقف عبرة لطلبة العلم أن يراجعوا تنافسهم وتباغضهم وتحاسدهم لعلهم يقلعوا عن هذا وليكن في نفس كل منهم أن أخاه على ثغر من الثغور في دعوته وتأليفه وكتابته وأن كل منهم يريد وجه الله تعالى فليس منا من يزايد على أخيه في محبة الله ورسوله ودينه وتبيان الحق للناس ،ومن أراد الرد على باطل ومخالفة لأخيه فليكن تبيان الحق في رده وتأليفه للحق لا للتشفي والإنتقام ، فأظن والله أعلم قد اجتمعت في نفوس الكثير منا موافقة (الآراء للأهواء) فحصل ما حصل !!!
فهذا سيف الله المسلول خالد بن الوليد رضي الله عنه لمّا عزله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب وهو محاصر لدمشق في سنة أربع عشرة من الهجرة لقتال الروم وكان قد أصدر عمر كتاباً بعزله وتعيين أبي عبيدة قائداً للجيش فاستحى أبو عبيدة أن يقرئه الكتاب إجلالاً وتعظيماً وإكراماً لخالد, فلما فتحت دمشق أظهر أبو عبيدة ذلك, ولما علم خالد بعزله دخل على أبي عبيدة فقال له :
(( يغفر الله لك , أتاك كتاب أمير المؤمنين بالولاية فلم تعلمني وأنت تصلي خلفي والسلطان سلطانك فقال أبو عبيدة : وأنت يغفر الله لك ماكنت لأُعلِمك ذلك حتى تعلمه من عند غيري وماكنت لأكسر عليك حربك حتى ينقضي ذلك كله ثم قد كنت أُعلِمُك , وما سلطان الدنيا أريد وما للدنيا أعمل وإن ماترى سيصير إلى زوال وانقطاع وإنما نحن إخوان وقوّام بأمر الله عزوجل وما يضر الرجل أن يلي عليه أخوه في دينه ولا دنياه بل يعلم الوالي أنه يكاد أن يكون أدناهما إلى الفتنة وأوقعهما في الخطيئة , لما يعرض من الهلكة إلا من عصم الله عزوجل وقليل ماهم وقام خالد وقال للناس((بعث عليكم أمين هذه ألأمة))
وقال أبو عبيدة للناس عن خالد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ((خالد سيف من سيوف الله نعم فتى العشيرة))
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات والصلاة والسلام على خير البريات محمد وعلى آله وأصحابه.