المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انقطاع عذاب جهنم للكفار بعد ما يلبثون فيه احقابا



أهــل الحـديث
30-10-2012, 01:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحیم
الحمدلله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من والاه
اما بعد:
انا اتعجب من الذين يفسرون قرآن الكريم كانها كلام غضبان و ليس رحمن و يقولون ان الله يعذب الكفار عذابا شديدا متزايدا لا نهاية له الى الابد!
و كنت اعتقد هذا، قبل ان اقرأ هذين الكتابين:
1.الانكار على من لم يعتقد خلود و تابيد الكفار في النار للشيخ العارف عبدالكريم بن صالح الحميد
(رابط تحميل: http://www.4shared.com/office/JAOhiuKB/____.html)
2. الرد على من قال بفناء الجنة والنار وبيان الأقوال في ذلك للشيخ الاسلام ابن تيمية (موجود على المكتبة الشاملة)

الدلائل:
1. رد الله تعالى على اعتقاد اليهود:عندما قال اليهود انهم يعذبون في النار سبعة ايام(اياما معدودات) و فرقة اخرى منهم قال اربعين يوما(اياما معدودة) رد الله تعالى اعتقادهم في هذين الموضعين من القرآن الكريم:
ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24)(سورة آل عمران)
وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80) بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) (سورة البقرة)
و كما تعلمون (معدودة) يعني (قليلة) لان الكثير يمتنع من عدها لكثرتها.
فالله سبحانه و تعالى لم يرد على اعتقادهم بانقطاع عذابهم و انما رد على اعتقادهم بقلة ايام التي يعذبون فيها بالنار. و ان كان عذاب النار ابديا لا نهاية لها، كان اولى و افصح ان يرد على اعتقادهم بانقطاع عذابهم.
2. التجاء الذين يعتقدون بابدية النار بحجج واهية لتبرير معتقدهم:
الشرك :بعضهم يبرر هذا الاعتقاد بالقول انهم وحدهم شاءوا هذا العذاب و ليس الله سبحانه و تعالى.
ارادة الكفار للعصيان الى الابد و العود الى العصيان بعد الخروج من النار: و هذا يرده قول الله تعالى:
وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (سورة النمل 90)
فهم يعذبون في النار انما لاعمالهم في الدنيا و لا لارادتهم في الدنيا و لا لارادتهم في الآخرة.
ادعاء الاجماع: هم ظنوا ان محكم القرآن على عدم انقطاع عذاب جهنم فحملوا قول الذين يقولون بفناء عذاب النارمن الصحابة و العلماءبفناء نار الموحدين دون غيرهم و الشاهد على ذلك:
قول ابن حزم في الفصل في الملل و الاهواء و النحل مجلد الرابع صفحة 71:
وروينا عن عبد الله بن عمرو بن العاص لو أقام أهل النار في النار ما شاء الله أن يبقوا لكان لهم على ذلك يوم يخرجون فيه منها
وهذا إنما هو في أهل الإسلام الداخلين في النار بكبائرهم ثم يخرجون منهم بالشفاعة ويبقى ذلك المكان خاليا ولا يحل لأحد أن يظن في الصالحين الفاضلين خلاف القرآن وحاشا لهما من ذلك ...
قول عبيدالله بعد نقل قول ابي هريرة، و هذا الاثر صححه سليمان بن ناصر العلوان في (الادلة و البراهين لايضاح المعتقد السليم و الرد على المخالفين):
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (ما أنا بالذي لا أقول أنه سيأتي على جهنم يوم لا يبقى فيها أحد) وقرأ قوله: (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُواْ فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ) الآية. قال عبيد الله كان أصحابنا يقولون يعني به الموحدين.

3. ظاهر قرآن الكريم:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (168) إِلَّا طَرِيقَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا (169) (سورة النساء)
و هذا (الابد) مقيد بقوله:
خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ (107) (سورة هود)
فهنا قيد الله دوامهم في النار بدوام السماوات و الارض و دوام السماوات و الارض له نهاية كما يقول الله تعالى في آية محكمة (كل شيء هالك الا وجهه)
و ليس في ظاهر مقيم و غرام و خلد ما يدل على الدوام الى الابد، على سبيل المثال:
وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (76) (سورة الحجر) و هذا السبيل سيفنى في القيامة.
وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (34) و نحن نعلم ان هناك صلحاء كانوا قبل الرسول-صلى الله عليه و سلم- في النعيم الى الابد.
و هناك آيات اخرى مثل:
يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ (37)
ايضا ليس هناك شيء في ظاهر هذه الآيات ان هذا هو حال اهل النار الى ابد غير مقيد.