المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ملخص نقاش مع تلاميذ سعيد فودة



أهــل الحـديث
29-10-2012, 01:10 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


في نقاش لي مع تلاميذ سعيد فودة حول عقيدة علو الله سبحانه و تعالى ،
بدأت معهم بسؤال : هل المعدوم داخل العالم ؟ أم خارجه ؟
و الجواب البدهي : لا داخل العالم و لا خارجه .

فردوا علي و بنوا أجوبتهم على أمور :
- أن القول بأن الله لا داخل العالم و لا خارجه و جعل وجوده مماثلاً لوجود العدم - الغير موجود أصلاً - هو اشتراك في السلب ، و أن هذا لا شيء فيه ، فإن العدم لا يلد و لا يولد ، و الله كذلك ، فلا إشكال في مثل هذا الاشتراك لأنه اشتراك في صفة سلبية .
- أن القول بأن الله لا داخل العالم و لا خارجه مبني على مقدمة أولية و هي : أن الله متحيز و بالتالي يلزمه أن يكون داخل العالم أو خارجه ، و المقدمة مجرد دعوى لا دليل عليها و هي تشبيه لله بخلقه و قائمة على استقرائنا و على اننا لا نعرف شيئاً إلا داخل أو خارج العالم ، و ليست ضرورة عقلية ، فهي باطلة و بالتالي بطلت النتيجة و لا يلزمنا أن نقول لا داخل و لا خارج .
- أن القول بانه خارج العالم يلزم منه الامتداد و التحيز و هذا باطل و تمثيل لله بخلقه ، و يلزم منه لوازم كثيرة باطلة ، لذا فإن القول بانه خارج العالم باطل ، و القول بأنه داخل العالم باطل بالاتفاق بيننا ، فلم يبق من التقسيم المنطقي إلا الجواب الثالث : لا داخل العالم و لا خارجه

فهذا ملخص شبههم و ردودهم

و كان الرد عليهم كالتالي :

أما أنه لا اشكال في الاشتراك في الصفات السلبية ، و أن سلب الوجود داخل أو خارج العالم لا اشكال فيه ، فأوله حق و آخره باطل ، فنعم الاشتراك في الصفات السلبية لا إشكال فيه ، إلا إن كان سبب الاشتراك افتقاراً و نقصاً و كانت الصفة الوجودية صفة كمال من كل وجه و اتصف بها الممكن ، فمن باب أولى أن يتصف بها من جعلها فيه ، ففاقد الشيء لا يعطيه ، و كلامنا عن أصل الوجود لا عن صفة من صفات الموجود أصلاً ، و نحن نناقش في وجوده سبحانه ، و هل هو موجود داخل العالم أم خارجه ، لا في صفة من صفاته ، فالكلام في أصل مايميز الموجود عن المعدوم ، و بالتالي فإن جعلكم الكلام في أصل الوجود من جنس الكلام في الصفات السلبية للموجود أصلاً قياس مع الفارق ، فإثبات الصفة السلبية لا يستلزم سلب الوجود بعكس قولكم هذا الذي جعلتم به وجود الله كوجود المعدوم ، لا داخل العالم و لا خارجه ، فأي تناقض بعد هذا ، فقد تبين للناس أنكم ما زدتم على أن زينتم قول الجهمية : لا موجود و لا معدوم ، بقولكم : أنه لا داخل العالم و لا خارجه مما يلزمكم أن وجوده كوجود المعدوم !

و أما زعمكم أن الضرورة العقلية : الموجودان إما متحايثان و إما متباينان
مبنية على مقدمة : كل موجود متحيز ،
فهو زعم باطل مبني على دور باطل ،
فماذا تقصدون بالتحيز ؟؟
و قد أجابني محمد أكرم أبو غوش أحد طلاب سعيد فودة أن الخروج هو التحيز ،
و بهذا يتبين أنكم لا تريدون بالتحيز إلا مباينة الله لخلقه ،
و يظهر للجميع بطلان حجتكم هذه لأنها كالتالي :
لفظها : القول بأن الله خارج العالم مبني على مقدمة أن الله متحيز و المقدمة باطلة و مجرد دعوى ..
مفهومها : القول بأن الله خارج العالم مبني على مقدمة أن الله " خارج العالم " و المقدمة باطلة و مجرد دعوى ..
فانظر إلى هذا الدور الباطل ، و كيف استدلوا بموطن النزاع ، فنحن نقول أنها ضرورة عقلية غير مبنية على شيء من النظريات ، بل الطفل الصغير إن لم يجد أمه في الغرفة خرج يبحث عنها خارج الغرفة ، كما أنه يلتفت إلى مصدر الصوت حين يسمعه لفطرة و ضرورية السببية في عقله ، فضرورة تعين الموجودات في الخارج إما متحايثة و إما متباينة ، بقوة ضرورة السببية التي بها يثبت وجود الله ! و بجحدها يجحد أي شيء ! بل و العقل المجرد يفهم أن الشيء إن لم يكن في العالم المحدود و لا خارجه - الغير متناهي - ، فإنه يكون معدوماً ، و القول بأن هناك موجود لا داخل العالم و لا خارجه ، يلزم منه إثبات وجود المعدومات و الممتنعات التي هي لا داخل العالم و لا خارجه .
فهي ضرورة غاية أمرنا أن نوضحها و نبينها لكم ، فنرفع عن بصائركم حجب الشبه ، لتعلموا أن أي موجود إما داخل العالم أو خارجه ، و عدم قدرتكم على نقضها أو مجرد تصور نقيضها أو الإتيان بمثال موجود ينقضها ، دليل كاف على ضروريتها ، كيف و الأمثلة التي جاء بها سعيد فودة لينقض هذه الضرورة كلها من المعدومات !! كالأعداد و الأبوة ، التي هي مجرد مفاهيم ذهنية اعتبارية لا وجودية في الخارج ، فجعل وجود الله من جنس وجودها !!
ناهيك أن سعيد فودة صرح بأن اللا خارج تصدق على : الداخل و المعدوم ، و بالتالي فإنه بالاحتكام إلى تصريحه يتبين أن الأشاعرة يثبتون وجوداً للمعدوم ، فمعطياتنا المأخوذة من كلامه كالتالي : ( اللا داخل = الخارج أو اللا داخل = المعدوم ) ، و ( اللاخارج = الداخل أو اللا خارج = المعدوم ) فما نتيجة المعادلة التالية ( لا داخل + لا خارج = ؟ ) ، نتيجتها جوابان ( داخل و خارج ) أو ( معدوم ) !
و قد سألت تلاميذه سؤالاً لم يجبني عليه أحد " إذا سألك الملحد : أين لبن الديناصور ؟ داخل العالم أم خارجه ؟ ، فإنك ستجيب : لا داخل العالم و لا خارجه ، فيلزمك الملحد قائلاً : و أنت تقول أن ربك لا داخل العالم و لا خارجه ، و بالتالي لا يوجد ربك حتى يوجد لبن الديناصور "

أما الجواب على النقطة الأخيرة ، فإن هذه اللوازم لم تلزم الجوهر الفرد ! الذي تثبتون إنه إما داخل العالم و إما خارجه ، على الرغم من أنه لا امتداد له و لا سطوح و لا حجم و لا كمية و لا غيرها من اللوازم التي تعتبرونها لوازم باطلة لإثبات وجود الله سبحانه مبايناً لخلقه ، فلم جعلتموها لوازم للخالق و أبطلتم بها الضرورة العقلية السابقة ، بينما سلبتم الجوهر الفرد هذه اللوازم مع إثباتكم أنه إما داخل العالم و إما خارجه ؟ ، فهذا تصريح منكم أن الحكم بهذه الضرورة لا يلزم منه هذه اللوازم بغض النظر عن فهمكم لهذه اللوازم و مدى الحق فيها من الباطل .

هذا ملخص الرد عليهم و على ما يكررونه من حجج ، و أتمنى من الأخوة ذوي الباع في دراسة العقيدة و الرد على الشبه و المخالفين ، أن يزيدوا ما يرونه قد نقص من الرد ، أو يصححوا ما يرونه خللاً فيه أو سوء فهم ، فمن أمثالكم يا أهل الملتقى نسفيد و نتعلم .