المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إتحاف النجباء بالإجلاء لحكم ذكر الله في الخلاء !!



أهــل الحـديث
27-10-2012, 07:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


إتحاف النجباء بالإجلاء لحكم ذكر الله في الخلاء !!

*** قال العلامة أبو الوليد محمد بن أحمد بن رشد القرطبي (المتوفى : 450هـ) في البيان والتحصيل والشرح والتوجيه والتعليل لمسائل المستخرجة (( مسألة وسئل ابن القاسم عن الرجل يعطس وهو يبول ، أو وهو على حاجته ؛ أيحمد الله ؟ قال نعم . قال محمد بن رشد : قد روي عن ابن عباس أنه قال يكره أن يذكر الله على حالتين على خلائه وهو يواقع أهله والدليل لقول ابن القاسم من جهة الأثرن ما روي من أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل الخلاء ، قال : أعوذ بك من الخبث والخبائث . وما روي عن عائشة ا ،ها قالت : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يذكر الله في كل أحيانه . ومن طريق النظر ، أن ذكر الله يصعد إلى الله ، فلا يتعلق به من دناءة الموضع شيء .قال الله عز وجل : {إليه يصعد الكلم الطيب ، والعمل الصالح يرفعه} . - فلا ينبغي أن يمتنع من ذكر الله على حال من الأحوال ، إلا بنص ليس فيه احتمال ومن ذهب إلى ما روي عن ابن عباس ، تأول ما روي من أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا دخل الخلاء ، قال : اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث . - على أن معنى ذلك ، كان إذا أراد أن يدخل الخلاء ، وأظن ذلك يوجد في بعض الآثار وإن ثبت ذلك ، فأكثر ما فيه ارتفاع النص في جواز ذكر الله على تلك الحال ، لا المنع من ذلك وإذا لم يثبت الحظر والمنع في ذلك ، وجب أن يكون مطلقاً على الأصل في جواز الذكر عموماً أما ما روي من أن سول الله - صلى الله عليه وسلم - مر عليه رجل - وهو يبول فسلم عليه ، فقال : إذا رأيتني على هذه الحال ، فلا تسلم علي ؛ فإنك إن فعلت لم أرد عليك لا دليل فيه على أن ذكر الله لا يجوز على تلك الحال ، إذ قد يحتمل أن يكون - صلى الله عليه وسلم - ترك رد السلام على من سلم عليه في تلك الحال - بعد أن نهاه عن ذلك - أدباً منه ( له ) على مخالفته نهيه ؛ لكونه على تلك الحال ، أو لكونه على غير طهارة على ما كان عليه في أول الإسلام من أنه لا يذكر الله إلا على طهارة ، حتى نسخ ذلك - على ما روي بقول الله تعالى : {يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة} - الآية .)) اهـ.

*** قال الامام ابو عبدالله القرطبي (المتوفى : 671هـ) في الجامع لأحكام القرآن (( قوله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِياماً وَقُعُوداً وَعَلى جُنُوبِهِمْ) ذكر تعالى ثلاث هيئات لا يخلوا ابن آدم منها في غالب أمره، فكأنها تحصر زمانه. ومن هذا المعنى قول عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يذكر الله على كل أحيانه. أخرجه مسلم. فدخل في ذلك كونه على الخلاء وغير ذلك. وقد اختلف العلماء في هذا، فأجاز ذلك عبد الله بن عمرو وابن سيرين والنخعي، وكره ذلك ابن عباس وعطاء والشعبي. والأول أصح لعموم الآية والحديث. قال النخعي: لا بأس بذكر. الله في الخلاء فإنه يصعد. المعنى: تصعد به الملائكة مكتوبا في صحفهم، فحذف المضاف. دليله قول تعالى:" ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ" [ق: 18] «1». وقال:" وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ كِراماً كاتِبِينَ" [الانفطار: 11- 10] «2». ولان الله عز وجل أمر عباده بالذكر على كل حال ولم يستثن فقال:" اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً" [الأحزاب: 41] «3» وقال:" فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ" [البقرة: 152] «4» وقال:" إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا" [الكهف: 3] «5» فعم. فذاكر الله تعالى على كل حالاته مثاب مأجور إن شاء الله تعالى. وذكر أبو نعيم قال: حدثنا أبو بكر بن مالك حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا وكيع قال حدثنا سفيان عن عطاء بن أبي مروان عن أبيه عن كعب الأحبار قال قال موسى عليه السلام: (يا رب أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك قال: يا موسى أنا جليس من ذكرني قال: يا رب فإنا نكون من الحال على حال نجلك ونعظمك أن نذكرك قال: وما هي؟ قال: الجنابة والغائط قال: يا موسى اذكرني على كل حال (. وكراهية من كره ذلك إما لتنزيه ذكر الله تعالى في المواضع المرغوب عن ذكره فيها ككراهية قراءة القرآن في الحمام، وإما إبقاء على الكرام الكاتبين على أن يحلهم موضع الأقذار والأنجاس لكتابة ما يلفظ به. والله أعلم. )) اهـ.