المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال عن اوسان من بتال القوس



عميد اتحادي
27-10-2012, 11:20 AM
بعد مباراتهما الأربعاء في طشقند، كتبت في حسابي على تويتر: أولسان يضرب بونيودكور بالثلاثة على أرضه وبين جماهيره. وزدت بأن هذا الكوري لم يجد من يوقفه عند حده، في إشارة إلى أنه لم يخسر بعد خارج أرضه، بل يضرب بلا هوادة أو رحمة.

ردود الأصدقاء تباينت بحسب ميولهم لا عقولهم، اتحاديون واثقون قالوا: الكوريون تخصص النمور نحب افتراسهم. ولو كانت بالألقاب والأسماء، حتما هؤلاء لا يعرفون أن اسم أولسان هو هورانج أولسان، أي نمور مدينة أولسان ولا يمكن لنمر أن يفترس نمرا إلا إذا كان أحدهما مشكوكا في تركيبته الجينية.

الأهلاويون هم الآخرون، خاضوا مع الخائضين، وأغلبهم كأنه سيد زيان في فيلم المتسول حين كان يردد لزمته: سيبوه.. سيبوه. ونسوا أن عادل أمام كان في الفيلم ذاته يرد على زيان: ما تفك نفسك إنته الأول. وهو رد مناسب مع خسارة عملاق جدة الأخضر لذهاب نصف النهائي الإثنين الماضي. هلاليون تجاوزوا حدود الخجل وقالوا: ليس له إلا الزعيم، هو نده، والقادر على صده. رغم جراح الزعيم الندية من مخالب نمر أولسان.

المضحك أن نصراويين يقولون: هذا الكوري لن يوقفه إلا عالمي. وما دام التنافس بالكلام فلا غريب أن يكون للنصر قَسّمٌ من المكان.

أولسان الكوري، أحسن وفادة الشباب السعودي قبل سبعة أعوام بسداسية، ولا أتذكر مباراة الرد بينهما مع هذا الرقم الكبير الذي يمكن توزيعه على أربع مواجهات لا ذهاب وإياب فقط، ثم وقع خماسية موجعة في مرمى الهلال أربعة منها في العاصمة الرياض، أي أن له من الدين في رقابنا أحد عشر هدفا، وفوزين، ولم نغضبه ولم نجرح شعوره، وكنا في المرتين في أجمل وأبهى صور الوداعة والأدب والاحترام والرضا بما كُتب علينا وما أُرسل به أولسان يعمله فينا.

نمر كوريا الذي لم يبلغ الثلاثين عاما بعد، يحمل في سجلاته لقبين في الدوري الكوري، لم يدربه أجنبي قط، يحظى قائده الفني الحالي المواطن كيم هو جون الصامت الواقف طوال المباراة، بشعبية عالية، ومنحته شركة هونداي الكبرى للسيارات، مالك الفريق، والثالثة في أكبر مبيعات لسيارات آسيوية في العالم، وأحد رعاة كأس العالم الدائمين، منحته صلاحيات كاملة في إدارة الفريق، ثقة في قدراته الفنية التي تحصل عليها من دورات حقيقية واستنادا إلى تاريخه المونديالي لاعبا مع منتخب بلاده. ورغم أن الشركة عينت أحد مديريها التنفيذيين اسمه وون أو جي رئيسا للنادي، إلا أن كثيرا من أنصار الفريق لا يعرفونه، ولا تنشر صوره في الإعلام ولا يصرح بعد المباريات ولا يحضر في المنصات، ولا تلاحقه الكاميرات، وبقي مؤدبا لا يستغل جهل الناس به في النزول إلى أرض الملعب ولم يعرف عنه يوما أنه مارس حماقة مع الحكام أو الصحافيين و الجماهير، ولو فعل أُقيل على عجل بسبب سوء تصرفه.

الرئيس وون أو جي، هكذا أظن دون أي ألقاب تسبقه، يداوم في النادي من الثامنة صباحا، حتى الثامنة مساء، يعقد اجتماعاته المجدولة مسبقا، يتابع كشوفات ناديه المالية وحجم الصرف مقارنة بالميزانية المرصودة من أول العام، يتابع ما ترفعه له إدارة كرة القدم، يوقع على أوراق التعاقد مع لاعب ما، طلبه مدرب الفريق، متى كانت الميزانية المرصودة تسمح، يحوّلُ ما يأتيه من اتحاد القدم لإدارة الكرة للتقرير تجاهه، يعود إلى منزله ويتناول عشاءه ويخلد إلى فراشه ولا يتابع البرامج الرياضية ولا يخصص فريقا لتسجيلها، بل يجري لقاءين في نهاية العام أحدهما تلفزيوني والآخر صحافي، يقدم فيهما كشفا ماليا، ولا يعد ولا يهاجم ولا يتهم، ولو قرأ تغريدتي التي اختلف عليها أصدقائي المشجعون، وردودهم، لقال لي: مو لايس هو. وعليكم أن تستعينوا بجوجل لمعرفة ماذا تعني مو لايس هو، بالكورية.

[ بتال القوس ]