المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مهم لكانيدا--خطة الفوز على الأهلي في الاياب -خطة منتخب اليونان 2004



عميد اتحادي
24-10-2012, 06:20 PM
الفريق الأول : منتخب اليونان ، بطولة الأمم الأوروبية 2004




ربما حقق الفريق اليوناني أكبر دهشة شهدتها كرة القدم الأوروبية بالتحديد والعالمية على نطاق أوسع حين فازوا بلقب كأس بطولة الأمم الأوروبية يورو 2004 . المفاجأت تحدث دائماً وغالباً ما تنتهي المباراة بهدف وحيد بمرمى الفريق المسيطر كلياً على مجريات اللقاء ، على سبيل المثال لا الحصر ، منتخب الولايات المتحدة الأمريكية فاز على منتخب المملكة المتحدة البريطانية 1-0 عام 1950 ، منتخب السنغال انتصر على بطل كأس العالم منتخب فرنسا 1-0 عام 2002 .. لكن ما فعلته اليونان لا يعتبر مفاجأة بقدر ما هو جهد لم يتوقف على مباراة واحدة فحسب ، بل استمر طوال البطولة على هذا المنوال إلى أن أحرز اللقب بكل جدارة واستحقاق على الرغم من أن منتخب اليونان لم يسبق له أن فاز في مباراة واحدة في البطولة قبل عام 2004 . منتخب اليونان استحق ان يكون تكتيكه أفضل إنجاز في العقد الأول من الألفية الثالثة ولا جدال في ذلك .

قد يتذمر البعض من المنتخب اليوناني على سلبيته في لعب كرة القدم ودافعه المبالغ فيه وتشاؤمه اللا محدود حيث أن رياضة كرة القدم عُرف أنها تفاؤلية بالهجوم والدفاع المتزن ، لكن هذه البنود تتهاوى أمام رؤية اليونانيين وهم يربحون الرهان يوماً بعد يوم بتلك البطولة . في مباراتهم الإفتتاحية هزموا المضيف منتخب البرتغال بنتيجة 2-1 ، بعدها كيلت لهم المدائح وأشاد الجميع بطريقة لعبهم ، تمرير ماكر وسلس ، العديد من اللاعبين يهاجمون بوقت بواحد ، طريقة لعب آتت أكلها أسفرت عن نتيجة إيجابية وخير بداية على طريق المجد . ذلك الفوز ، عدّه الخبراء نسخة كربونية عن فوز منتخب السنغال على منتخب فرنسا في إفتتاحية بطولة كأس العالم 2002 .


اليونان بطلة بطولة أمم أوروبا 2004

وبإعتراف الجميع ، اليونان لم تقدم كرة جميلة في دور خروج المغلوب ومراحل الحسم بعد دور المجموعات ، لكن كم هي مدهشة و فعّالة إستراتيجيتهم التي أوصلتهم للمجد ، إليكم سيناريو الأدوار المتقدمة من تلك البطولة :

# ربع النهائي أمام فرنسا ( حامل اللقب ) ، انتصروا 1-0 برأسية بعد عرضية قادمة من الجناح الأيمن .

# نصف النهائي أمام التشيك ( أفضل فريق في البطولة ) ، انتصروا 1-0 برأسية بعد ركلة ركنية قادمة من الجناح الأيمن .

# النهائي أمام البرتغال ( المضيف ) ، انتصروا 1-0 برأسية بعد ركلة ركنية قادمة من الجناح الأيمن .

حينما تهزم حامل اللقب وأفضل فريق والفريق المستضيف ، في ثلاث مباريات متعاقبة وبنفس النتيجة بل وبنفس طريقة هدف الحسم ! ، هذا الشيء لا يحدث عن طريق الصدفة ، بل نتج عن حكمة تكتيكية جبارة ، وتطبيق حذر لأسلوب اللعب بحذافيره ليلائم كل مباراة .

لنعد بالنظر للوراء وتحديداً بتاريخ السادس من أكتوبر عام 2001 ، حينما سجل اللاعب دافيد بيكهام ركلة ثابتة في الدقيقة 93 أمام منتخب اليونان الذي يدربه السيد الألماني أوتو ريهاغل على استاد الأولد ترافورد ، وسمح لمنتخب بلاده تفادي الدخول في حسابات للتأهل لنهائيات كأس العالم 2002 . ومن المؤكد بأنكم تتذكرون كيف لعبت إنجلترا بقبح شديد لمعاناتهم في عدم خلق فرص وسلموا اللقاء للمنتخب الأغريقي الذي قدم واحدة من أجمل مستوياته . لكن من المحتمل أنكم لا تتذكرون بأن تلك المباراة كانت أول مباراة للمدرب القدير ريهاغل على دكة المنتخب اليوناني . وصل ريهاغل ووجد أن الفريق يمر في ازمات من الصعب أن يخرج منها إلا أنه وجد التوليفة المناسبة وطرأت عليه فكرة تمكّنه من التغلب على المنتخبات الأفضل مستوى ، ألا وهي نظام الرقابة اللصيقة رجل لرجل المبدأ المأخوذ من طريقة الكاتيناتشيو الإيطالية . هذه الطريقة قد تمكنهم من التعادل في أغلب الأوقات ، لكنها ثمينة بالنسبة لفريق خرج للتو من وضعية مخيفة ، لا عجب بأن نقطة التعادل كانت تساوي 3 نقاط .


تشكيلة المنتخب اليوناني أمام منتخب فرنسا

وبالنسبة لفريق متماسك وصلب ويحمل طابع ملل كروي ، فإن لاعبي اليونان تأقلموا ببراعة مع أسلوبهم الجديد لكي يواجهوا به أي خطة تكتيكية كانت . الشيء الوحيد الثابت حينما تختلف خطط الخصوم ، هو أن يتأكد مدافعي الإغريق من وجود لاعب ليبرو إضافي " قشّاش " خلفهم . أمام منتخب فرنسا ، خطة اليونان كانت تنص على تواجد مدافع رابع في حال الضغط على مرماهم ، فيما لعبت فرنسا بمهاجمين في خط المقدمة مما دعا المدرب ريهاغل لتعيين كلاً من قلب الدفاع كابسيس و الظهير الأيمن سيتاريديس لمراقبة كلاً من المهاجمين تريزيغيه و هنري على التوالي . أما الظهير الأيسر اليوناني فيساس فكان حراً لشن هجومات على المرمى الفرنسي ، في حين وفّر اللاعب اليوناني زاجوراكس الهجمات من الناحية اليمنى وتغلغل في مناطق المنتخب الفرنسي اليسرى من الملعب . الصحف الرياضية في اليوم الذي يليه ، تباينت آراءها ما بين أن تشكيلة المنتخب اليوناني كانت تتكون من 3 مدافعين فيما ذهبت بقيت الصحف إلى أنها احتوت 4 لاعبين بخط الدفاع . الأهم هو أن لاعبي ريهاغل طبقوا استراتيجية مراقبة لاعبي الخصم رجل لرجل ، الطريقة التي اعتمدت بشكل كلي على تحركات الفرنسيين في الميدان ، رغم أن الهجوم الفرنسي كان غير متناسق ويفتقد للتوازن ، الأمر الذي شوّه صورة الدفاع اليوناني لينتج عن ذلك لبس في عدد المدافعين عند الصحافة .

في ذات الوقت ، شلّ محاور المنتخب اليوناني الأربعة في منتصف الميدان مقدرة المنتخب الفرنسي من إمتلاك وحيازة الكرة وقت أطول . عندما تتعمق في النظر إلى المنتخب اليوناني ترى بأنهم يلعبون بـ 7 مدافعين ، لكن إنطلاقات كلاً من فيساس و زاجوراكس أتاحت لهم خلق فرص خطرة جداً أتى منها هدف الإنتصار ، بالطبع فإن هجوم اليونان يصبح في حال المرتدات 5 لاعبين ، ولا عجب حينما رأينا زاجوراكس يرسل عرضية رائعة يأتي منها الهدف .

أوتو ريهاغل بقي على نفس التشكيلة والخطة ولعب بها أمام منتخب التشيك ، المنتخب الذي اقترف نفس الخطأ ولعب بمهاجمين في المقدمة . وبالرغم من أن التشيك اجتاحوا منتصف ملعب اليونان ، إلا أن الإغريق احتالوا بنفس الحيلة ، ليسجل ديلاس الهدف الفضي في الأشواط الإضافية .


تشكيلة المنتخب اليوناني أمام منتخب البرتغال على النهائي

بعد ذلك ، واجهوا تحدي مختلف بالكامل ضد منتخب البرتغال المستضيف والذي أذاقوه الأمرّين بإفتتاحية البطولة . هذه المرة لعب البرتغالييون بمهاجم وحيد وهو باوليتا ، بمعنى أن المنتخب اليوناني سيتخلى عن فرضية اللعب بـ 3 مدافعين وذلك لكي لا يكون هناك فائض من اللاعبين في منطقة العمليات وبالتالي ضعف في خط الوسط أو على جوانب وأطراف الملعب ، في حين أن أظهرة المنتخب البرتغالي تحولوا إلى الهجوم . ريهاغل فكّر في أن يعود للطريقة التقليدية ويستخدم 4 مدافعين ليتحفظ على مدافع ليبرو خلف قلوب الدفاع مهمته تشتيت الكرات الخطرة . بهذه الطريقة ، أظهرة المنتخب اليوناني تكفلوا بمراقبة فيغو و رونالدو وقتلوا خطورتهما . ومن ثم اصبح خط الوسط تحت سيطرة المنتخب اليوناني ، 3 برتغاليين أمام 3 يونانيين ، بوجود كلاً من بازيناس و كاتسورانيس في العمق ، بالإضافة لوجود زاجوراكس الذي يشنّ هجمات ويوزع كرات عرضية فقط لكي يثبت وجود الهجوم اليوناني على أرض الميدان في الوقت الذي يعاني منه المنتخب اليوناني بعد إفتقادهم لأهم لاعب في المنتصف ألا وهو كاراغونيس ، الأمر الذي بسببه نادراً ما رأينا المنتخب اليوناني يهدد شباك البرتغال من لعب مفتوح أو يحتفظ بالكرة طويلاً .

من ناحية أخرى ، لعب المهاجم فريزاس وحيداً في خط الهجوم اليوناني وتلقى مساعدات من لاعبين من زملائه : الأول هو جياناكوبولوس الجناح التقليدي الذي بقي في خانته أغلب المباراة وأحياناً يرجع للوراء مرغماً من قبل الظهير الأيمن البرتغالي ميغيل ، الثاني هو خاريستياس الذي لم يواجه خطورة حقيقية من الظهير الأيسر البرتغالي نونو فالينتي الذي تلقى بدوره ضغط كبير من الجانب الأيمن للمنتخب اليوناني . الجميل في تلك المباراة ، أن خاريستياس يتحول إلى مهاجم في حال إرتداد الهجمة لصالح اليونان فيما يقوم الظهير الأيمن اليوناني سيتياريديس المتميز بدور الجناح الأيمن ويوفر للإغريق التقدم للأعلى في ميمنة الفريق .

خاريستياس كان بطل تلك الملحمة حينما سجل هدف اليونان في الدقيقة 57 بعد أقل من 15 دقيقة من بداية الشوط الثاني . الهجوم البرتغالي نادراً ما يتعمق في الدفاع اليوناني ويكسر الروابط الحديدية في خط الظهر الإغريقي . في آخر ربع ساعة من عمر اللقاء ، تم استبدال جياناكوبولوس ودخل مكانه فينيتيديس الظهير الأيسر ، من تلك اللحظة أصبح المنتخب اليوناني يدافع بـ 8 لاعبين يشكلان خطي دفاع متوازيين في منطقة العمليات أمام مرمى الحارس اليوناني المتألق نيكوبوليديس . فيليب سكولاري المدرب البرتغالي ، لم يتنبه أبداً لثبات المدافع إضافي الليبرو في المنتخب اليوناني ، وكان بإمكانه أن يضيف مهاجم آخر ويلعب بمهاجمين مما قد يربك الدفاعات اليونانية بلا شك ، إلا أنه قام بإخراج مهاجم ( باوليتا ) وأدخل مهاجم آخر ( نونو غوميش ) ،، لا جديد .

ليس من السهل أن يغيّر فريق خطته من 3 مدافعين إلى 4 ، والعديد من المدربين يؤمنون بنظرية " لا تغير الفريق الذي يجلب لك الفوز " ، النظرية التي صدقت أمام فرنسا والتشيك . لكن بالطبع ينبغي عليك أن تغير شكل الفريق حينما تجبرك الظروف وتجبرك طريقة لعب الفريق الآخر ، حينها ريهاغل أصرّ على أن يرى خطة وتكتيك الفريق المنافس أولاً قبل أن يعتمد تشكيلة فريقه وشكل الخطة التي سيلعب بها نهائي بطولة أمم أوروبا 2004 .


أوتو ريهاغل مدرب المنتخب اليوناني

التزم المدرب أوتو ريهاغل بالعنصرين الأساسيين لأي خطة تكتيكية ناجحة :-

أولاً : لعب بقدر إمكانيات فريقه المتواضعة وعرف كيف يوظف كل لاعب التوظيف الصحيح . لديه دفاع صلب ويمكن الوثوق به بالإضافة لخط وسط مجتهد خلف هجوم أقل موهبة وتمرّس . فكرة أن تفتح اللعب أمام الخصم وتبادلهم الهجمات كانت انتحارية ، ولهذا رفضها ريهاغل . دافعوا مستبسلين ، إرتدادهم كان سريعاً وأخيراً تنظيمهم على الميدان كان فاتناً .

ثانياً : اضطر لتغيير استراتيجية لعب فريقه وذلك لإحباط نقاط قوة الخصوم ، ولإعاقة مكامن الخطورة في لاعبيهم . المنظومة التي لعب بها أمام فرنسا والتشيك ، كانت لن تفلح أمام البرتغال ، والعكس أيضاً صحيح .


ببساطة ، ريهاغل طوّر نقاط قوة فريقه وأضعف قوى الآخرين وعمل على أن يجعل للمنتخب الإغريقي هيبة في الوسط العالمي وأن يؤسس لهم خطة لا يزالون يعملون بها ، لكي ينتج أكبر صدمة في تاريخ كرة القدم العالمية ، ولهذا استحقت اليونان أن تأتي أول الترتيب في قائمة تحليل تكتيكات سلسلة فرق العقد .

آمل أن تحوز على استحسانكم وأن ترضي ذائقتكم ،،


:it:it:it:it:it:it:$:$:$:$:$:$:$:$