المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بيان بطلان حديث الرغائب.



أهــل الحـديث
23-10-2012, 07:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بيان بطلان حديث الرغائب

قال الإمام المحدث أبو المعالي شهاب الدين الأبرقوهي في (مشيخته/تخريج الحافظ سعد الدين الحارثي) [ق/8/ب-9/أ-ب]:
[33] وبه (1)، قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ الْجِيلِيُّ : أَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْبَرَكَاتِ هِبَةُ اللَّهِ السَّقْطِيُّ، قَالَ: أَنَا الْقَاضِي أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ يَحْيَى الْمَكِّيُّ، قَالَ: أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَزَرِيُّ(2)، بِمَكَّةَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، قَالَ: أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَهْضَمٍ الْهَمَذَانِيُّ، أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ السَّعْدِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: أَنَا أَبِي، قَالَ: أَنَا خَلَفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «رَجَبٌ شَهْرُ اللَّهِ تَعَالَى، وَشَعْبَانُ شَهْرِي، وَرَمَضَانُ شَهْرُ أُمَّتِي. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا مَعْنَى قَوْلِكَ: شَهْرُ اللَّهِ؟ قَالَ: لأَنَّهُ مَخْصُوصٌ بِالْمَغْفِرَةِ، وَفِيهِ تُحْقَنُ الدِّمَاءُ، وَفِيهِ تَابَ اللَّهُ عَلَى أَنْبِيَائِهِ، وَفِيهِ أَنْقَذَ أَوْلِيَاءَهُ مِنْ يَدِ أَعْدَائِهِ، مَنْ صَامَهُ اسْتَوْجَبَ عَلَى اللَّهِ ثَلاثَةَ أَشْيَاءَ: مَغْفِرَةً لِجَمِيعِ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَعِصْمَةً فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِهِ، وَأَمَّا الثَّالِثَ: يَأْمَنُ الْعَطَشَ يَوْمَ الْعَرْضِ الأَكْبَرِ. فقام شيخ كبير ضعيف، فقال: يا رسول الله إني أعجز عن صيامه كله؟
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : صُمْ أَوَّلَ يَوْمٍ مِنْهُ، وَأَوْسَطَ يَوْمٍ مِنْهُ، وَآخِرَ يَوْمٍ مِنْهُ؛ فَإِنَّكَ تُعْطَى ثَوَابَ مَنْ صَامَهُ كُلَّهُ، فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، وَلَكِنْ لا تَغْفَلُوا عَنْ لَيْلَةِ أَوَّلِ جُمُعَةٍ فِي رَجَبٍ، فَإِنَّهَا لَيْلَةٌ تُسَمِّيهَا الْمَلائِكَةُ: الرَّغَائِبَ، وَذَلِكَ أَنَّهُ إِذَا مَضَى ثُلُثُ اللَّيْلِ لا يَبْقَى مَلَكٌ فِي جَمِيعِ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِينَ إِلا وَيَجْتَمِعُونَ فِي الْكَعْبَةِ وَحَوَالَيْهَا، فَيَطَّلِعُ اللَّهُ عَلَيْهِمُ اطِّلاعَةً، فَيَقُولُ: مَلائِكَتِي سَلُونِي مَا شِئْتُمْ. فَيَقُولُونَ: رَبَّنَا حَاجَتُنَا [8/ب] إِلَيْكَ أَنْ تَغْفِرَ لِصُوَّامِ رَجَبٍ. فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: قَدْ فَعَلْتُ ذَلِكَ.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَصُومُ يَوْمَ الْخَمِيسِ أَوَّلَ خَمِيسٍ فِي رَجَبٍ ثُمَّ يُصَلِّي فِيمَا بَيْنَ الْعِشَاءِ وَالْعَتَمَةِ - يَعْنِي لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ- اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً يَقْرَأُ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ مَرَّةً، وَ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾ ثَلاثَ مَرَّاتٍ، وَ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ مَرَّةً، يَفْصِلَ بَيْنَ كُلِّ رَكْعَتَيْنِ بِتَسْلِيمَةٍ، فَإِذَا فَرَغَ مِنْ صَلاتِهِ صَلَّى عَلَيَّ سَبْعِينَ مَرَّةً يَقُولُ: اللَّهُمَّ صَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَعَلَى آلِهِ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَةً وَيَقُولُ فِي سُجُودِهِ: سُبُّوحٌ، قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ. سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَقُولُ: رَبِّ اغْفِرْ، وَارْحَمْ، وَتَجَاوَزْ عَمَّا تَعْلَمُ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الأَعْظَمُ. سَبْعِينَ مَرَّةً، ثُمَّ يَسْجُدُ الثَّانِيَةَ فَيَقُولُ فِيهَا مِثْلَ مَا قَالَ فِي السَّجْدَةِ الأُولَى، ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ حَاجَتَهُ فِي سُجُودِهِ؛ فَإِنَّهَا تُقْضَى.
ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ: مَا مِنْ عَبْدٍ وَلا أَمَةٍ صَلَّى هَذِهِ الصَّلاةَ إِلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ جَمِيعَ ذُنُوبِهِ وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ، وَعَدَد الرَّمْلِ، وَوَزْن الْجِبَالِ، وَعَدَد قَطْرِ الأَمْطَارِ، وَوَرَقِ الأَشْجَارِ، وَشَفَعَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِي سَبْعِ مِئة مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَإِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَتِهِ فِي قَبْرِهِ جَاءَهُ ثَوَابُ هَذِهِ الصَّلاةِ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وَلِسَانٍ ذَلْقٍ، فَيَقُولُ لَهُ: يَا حَبِيبِي أَبْشِرْ، فَقَدْ نَجَوْتَ مِنْ كُلِّ شِدَّةٍ. فَيَقُولُ: مَنْ أَنْتَ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ وَجْهًا أَحْسَنَ وَجْهًا مِنْ وَجْهِكَ، وَلا سَمِعْتُ كَلامًا أَحْلَى مِنْ كَلامِكَ، وَلا شَمَمْتُ رَائِحَةً أَطْيَبَ مِنْ رَائِحَتِكَ؟ فَيَقُولُ لَهُ: يَا حَبِيبِي أَنَا ثَوَابُ تِلْكَ الصَّلاةِ الَّتِي صَلَّيْتَهَا فِي لَيْلَةِ كَذَا فِي شَهْرِ كَذَا مِنْ سَنَةِ كَذَا، جِئْتُ اللَّيْلَةَ لأَقْضِيَ حَقَّكَ، وَأُؤْنِسَ وَحْدَتَكَ، وَأَدْفَعَ عَنْكَ وَحْشَتَكَ، فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ أَظْلَلْتُ فِي عَرَصَةِ الْقِيَامَةِ عَلَى [9/أ] رَأْسِكَ، أَبْشِرْ فَلَنْ تَعْدِمَ الْخَيْرَ مِنْ مَوْلاكَ أَبَدًا»(3).
---------------------------------------
(1) أي: وبالسند المتقدم.
(2) الْجَزَرِيُّ: بفتح أوله والزاي، وكسر الراء. نسبة إلى «جزيرة ابن عمر» وإلى «إقليم الجزيرة» وأم مدائنه الموصل، وإلى «بيع الجزر»، وهو قليل. وإلى «الجزيرة الخضراء» مدينة بالاندلس، ولكن أكثر ما ينسب إليها: الجزيري. انظر: «الأنساب» [2/ 55]، للسمعاني، و«اللباب في تهذيب الأنساب» [1/ 277]، لابن الأثير، و«توضيح المشتبه» [2/ 169]، لابن ناصر الدين الدمشقي.
(3) [موضوع] أخرجه أبو معشر عبد الكريم الطبري في « جزء فيه حديثان أحدهما في فضل رجب/ضمن مجموع حديثي في شهر رجب» [ص/ 339/طبعة مؤسسة الريان]، والحافظ أبو موسى المديني في « وظائف اللَّيَالِي وَالْأَيَّام» كما في «ذيل الميزان» [ص/ 162/الطبعة العلمية]، للعراقي، وشيخ الإسلام أبو محمد عبد القادر الجيلاني في «الغنية لطالبي الحق»[ص/238-239/طبعة دار إحياء التراث العربي]- ومن طريقه المؤلف هنا – وكذا الذهبي في «تاريخ الإسلام» [28/ 208/طبعة المكتبة التوفيقية]، وابن الجوزي في «الموضوعات» [2/ 124-125]، ومن طريقه أبو الفيض الزبيدي في «إتحاف السادة المتقين» [3/422-423/طبعة مؤسسة التاريخ العربي]، وابن عساكر في «معجم شيوخه» [1/ 186/طبعة دار البشائر]، وأبو شامة في «الباعث على إنكار البدع والحوادث [ص/ 42/طبعة دار الهدى]، وغيرهم من طرق عن أبي الْحسن عَليّ بن عبد الله بن جهضم الْهَمذانِي عن أَبُي الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن سعيد الْبَصْرِيّ حَدثنِي أبي حَدثنَا خلف بن عبد الله الصَّنْعَانِيّ عَن حميد الطَّوِيل عَن أنس بن مَالك به نحوه .... وهو عند بعضهم مختصرًا ببعض فقراته أو إشارة.
قال أبو موسى المديني: « هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا أعلم أَنِّي كتبته إِلَّا من رِوَايَة ابْن جَهْضَم. وَرِجَال إِسْنَاده غير معروفين إِلَى حميد »؟
وقال ابن عساكر: « هذا حديث غريب جدا! وفي إسناده غير واحد من المجهولين»؟

تابع البقية .......