المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : اجمل قصهه عن الصدااقه...



عميد اتحادي
23-10-2012, 04:10 PM
في أحد المستشفيات كان هناك مريضان هرمين في غرفة واحدة كﻼ****هما معه مرض عضال .. أحدهما كان مسموح له بالجلوس في سريره لمدة ساعة يوميا بعد العصر ... ولحسن حظه فقد كان سريره بجانب النافذة الوحيدة في الغرفة .. أما اﻵ****خر فكان عليه أن يبقى مستلقياً على ظهره طوال الوقت*


كان المريضان يقضيان وقتهما في الكﻼ****م دون أن يرى أحدهما اﻵ****خر*
ﻷ****ن كﻼ****ً منهما كان مستلقياً على ظهره ناظراً إلى السقف*
تحدثا عن أهليهما.. بيتيهما.. حياتهما .. كل شيء*

وفي كل يوم بعد العصر كان اﻷ****ول يجلس في سريره حسب أوامر الطبيب*
ينظر في النافذة واصفاً لصاحبه العالم الخارجي*
وكان اﻵ****خر ينتظر هذه الساعة كما ينتظرها اﻷ****ول ﻷ****نها تجعل حياته*
مفعمة بالحيوية وهو يستمع لوصف صاحبه للحياة في الخارج*
ففي الحديقة كان هناك بحيرة كبيرة يسبح فيها البط*


واﻷ****وﻻ****د صنعوا زوارق من مواد مختلفة وأخذوا يلعبون فيها داخل الماء*

وهناك رجل يؤجِّر المراكب الصغيرة للناس يبحرون بها في البحيرة*
والنساء قد أدخلت كل منهن ذراعها في ذراع زوجها والجميع يتمشى حول حافة البحيرة .. و آخرون جلسوا في ظﻼ****ل اﻷ****شجار أو بجانب الزهور ذات اﻷ****لوان الجذابة .. ومنظر السماء كان بديعاً يسر الناظرين*

وفيما يقوم اﻷ****ول بعملية الوصف ينصت اﻵ****خر في ذهول لهذا الوصف الدقيق الرائع .. ثم يغمض عينيه ويبدأ في تصور ذلك المنظر البديع للحياة خارج المستشفى*


وفي أحد اﻷ****يام وصف له عرضاً عسكرياً ورغم أنه لم يسمع عزف الفرقة الموسيقية ... إﻻ**** أنه كان يراها بعيني عقله من خﻼ****ل وصف صاحبه لها*

ومرت اﻷ****يام واﻷ****سابيع وكل منهما سعيد بصاحبه*
وفي أحد اﻷ****يام جاءت الممرضة صباحاً لخدمتهما كعادتها*
فوجدت المريض الذي بجانب النافذة قد قضى نحبه خﻼ****ل الليل*
ولم يعلم اﻵ****خر بوفاته إﻻ**** من خﻼ****ل حديث الممرضة عبر الهاتف*
وهي تطلب المساعدة ﻹ****خراجه من الغرفة*
فحزن على صاحبه أشد الحزن*


وعندما وجد الفرصة مناسبة طلب من الممرضة أن تنقل سريره إلى جانب النافذة ... ولم يكن هناك مانع فأجيب طلبه ولما حانت ساعة بعد العصر تذكر الحديث الشيق الذي كان يتحفه به صاحبه انتحب لفقده ولكنه قرر أن يحاول الجلوس ليعوض ما فاته في هذه الساعة وتحامل على نفسه وهو يتألم ورفع رأسه رويداً رويداً مستعيناً بذراعيه ثم اتكأ على أحد مرفقيه وأدار وجهه ببطء شديد تجاه النافذة لينظر العالم الخارجي .. وهنا كانت المفاجأة


حيث لم ير أمامه إﻻ**** جداراً أصم من جدران المستشفى، فقد كانت النافذة على ساحة داخلية .. نادى الممرضة وسألها إن كانت هذه هي النافذة التي كان صاحبه ينظر من خﻼ****لها .. فأجابت إنها هي!! فالغرفة ليس فيها سوى نافذة واحدة .. ثم سألته عن سبب تعجبه فقص عليها ما كان يرى صاحبه عبر النافذة وما كان يصفه له*

كان تعجب الممرضة أكبر إذ قالت له : ولكن المتوفى كان أعمى ولم يكن يرى حتى هذا الجدار اﻷ****صم .. ولعله أراد أن يجعل حياتك سعيدة حتى ﻻ**** تُصاب باليأس فتتمنى الموت*


انتهت القصة*