المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ابتعدي عن “الاتحاد” يا العنود “فورا”!!



عميد اتحادي
23-10-2012, 12:20 PM
ابتعدي عن “الاتحاد” يا العنود “فورا”!! (http://www.al-madina.com/node/409508)

يشرع الاتحاد نوافذه لكل العاشقين، ويمنح عرشه لأي من الراغبين.. على اختلاف طبقاتهم وثقـافاتهم وأطيافهم

فيصل سعد الجهني
الثلاثاء 23/10/2012
حريدة المدينة
http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/feesl_0.jpg (http://www.al-madina.com/files/feesl_0.jpg)

اهربي من الاتحاد يا ابنتي.. الاتحاد.. الفريق الأول في بلادنا.. هو ما أعنية يا العنود.. الولع بالاتحاد يقلق ويوجع!
الاتحاد ليس كرة تركلها الأقدام فحسب.. إنه التاريخ والمكان والعلاقة الجميلة بالأشياء والتحدي لكل ظروف الدمار والهلاك.. بالتأكيد فكثيرون حاولوا الإطاحة بهذا الثمانيني العتيق، ولكنهم فشلوا وبقي الاتحاد.. مارسوا معه كل فنون القهر والظلم، ولكنه ظل صامداً ينظر إليهم من علٍ!
الاتحاد يا العنود لا يريح عاشقيه أبدا، لأنه يبقى متحولاً على قمم الموجات في كل بحار الدنيا! سلسلة متعاقبة من الموجات تقلب الماء الأزرق صخباً وجنوناً وبهاءً، بحر الاتحاد لا يستقر أبداً وبحارته عليهم أن يكونوا في لجة الأحداث على الدوام!
"الاتحاد من تعب ومن ذهب وأندلس وشام.. فضة زبد وصايا الأرض في ريش الحمام"..
أعرف أنك تنتظرين مواجهته الآسيوية الأولى مع غريمه التقليدي، ولكني أقول لك واليوم أحد والغد اثنين إنه سينتصر ويتأهل، وربما يذهب في المجد بعيداً للكأس الآسيوية المنتظرة.. متى ما أراد هو.. وليس غيره بالتأكيد.. وربما أنني أظن أنه يريد هذه المرة.. يريدها متوهجة مشتعلة، كأرض غلبها الحنين فرقصت.. الرقصة إياها التي لا يجيدها سوى الأبطال (الخالصون).. فقط.. ومع ذلك أقول لك (تخلصي) إن عرفت من ذاكرة الاتحاد.. ابتعدي (على الفور).. هل تستطيعين يا ابنتي أن تستوعبي ذاكرة النهر.. والشمس والقمر.. مرة واحدة؟! سوف يختل اتزانك فتوغلين في بحر التيه مديدا! لن يقدر قلبك الصغير أن يتحمل الكيان الاتحادي الكبير فتتعبيه وتتعبينا.. يكفي يا ابنتي أن يتعب أحدنا.. أما كلانا فلا!!
الاتحاد يا العنود.. هم الذين رأيتيهم - صغيرة- وهم يقتعدون أمكنتهم الصفراء في النادي العريق، منذ خمسة عقود من الزمن.. وهم البحارة الذين يقطعون رتابة الليالي الموحشة بالمواويل، التي ترقص عرائس الجن على الشواطئ الغامرة بالحنين، وهم الرجال (الشعبيون)، الذين لملموا جراحات الفريق في الأيام المترعة بالبرجوازيين والمتسلقين.!!
الاتحاد يا العنود هو العم أحمد الذي ظل يطارد الأصفر من ملعب إلى ملعب طوال نصف قرن من الزمان، وكان يدع كل شيء وكل عمل وكل اشتغال في الليلة التي يقرر فيها الذهاب باكراً للاستمتاع بالاتحاد وهو يتجلى! وأنا الذي أريدك أن تهتمي أولاً وآخر بدروسك ومعارفك!! وهو كل الذين منحوا قلوبا يستبد بها الألق المبين!
دعيه لي.. فأنا قد تكفلت به منذ البداية!!
حقائق اتحادية (ليست لك وحدك)

* قاس هو الاتحاد عندما ينتصر أو عندما ينهزم على السواء.. هو لا يحب الحياد، فإما حياة تليق وإما موت (بجلاجل)!

* لا يمكن أن يتنبأ أحد بالذي سوف يفعل الاتحاد؟ هو كالنص الأدبي المفتون بالدهشة، المتسع لكل الاحتمالات وطرائق النهايات!!

* الاتحاد نص عجيب، يتأبى على التنميط، ويعشق التحولات.. التحولات التي تصيب بالرعشة الحاضرة عند مصادفة الأشياء العظيمة أول مرة.. هو يبدو طرياً منتعشاً يتجدد في كل لحظة!

* كاتب النص الاتحادي ليس مؤلفاً واحداً تغيب معه كل الأصوات، وإنما هو مجموعة حوارية متناغمة من بوليفونية الأصوات والشخصيات.

* يشرع الاتحاد نوافذه لكل العاشقين، ويمنح عرشه لأي من الراغبين.. على اختلاف طبقاتهم وثقافاتهم وأطيافهم!

* المسألة لدى الاتحاديين هي دائما: الاتحاد أو الاتحاد!!

تلويحة صفراء:
مرحبا سيد البيد.. إنا نصبناك فوق الجراح العظيمة.. كي تكون سماءنا وصحراءنا وهوانا الذي يستبد.. فلا تحتويه النعوت.

خاتمة:
أعرف يا ابنتي أنك قبل غيرك سيعجب من هذا النثار الذي يتجاوز صرامة اللحظة وجدية الحقيقة.. ولكني أظل أحد هؤلاء.. الذين أوغلوا في الاتحاد كثيراً فتعبوا وأتعبوا!! لا يزال الإنسان مفعماً بالوجدانيات الخالدة!!