المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة من طويلب علمٍ الى رفيق الدرب



أهــل الحـديث
22-10-2012, 11:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


رسالة من طويلب علمِ الى رفيق الدرب.


كتبتها أم عبد الرحمن بنت خليل



عتبي عليك كبير... وأنا أرى خطأي وقد أصبح تحت المجهر يتفرج عليه المتفرجون...





عتبي عليك كبير... وانا أرى ذنبي وقد أصبح أنشودةً تُذاع على ألسن المنشدين...





عتبي عليك كبير ... وأنا أرى تقصيري فاكهةً يتلذذ بها في مجالسهم المغتابون...





أخي كنت أتمنى أن تكون بجانبي عندما زلت بي القدم، كنت أتمنى أن أراك أول المدافعين عندما هاجمتني الفتن، كنت أتمنى أن تكون أول من يأخذ بيدي عندما تقاذفتني أمواج المحن...





كنت أعتقد ونحن على مقعدِ دراسي واحد، تحت سقفٍ واحد، تحفُّنا الملائكةُ من كل جانب ،نتدارس كتابَ ربّنا و نتعلّم سوياً حديث نبينا:" من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة، ومن تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته وفضحه، ولو كان في جوف بيته"،انّك أول من سيسترني ويخلو بي لينصحني .





أنسيت أنّنا على دربِ واحد؟! أنسيت أنّه إن ضلّ أحدنا فسيضلّ الآخر ؟! أنسيت أنه إن انتشرت رائحة الدخان فستحرقنا سوياً؟





أوليست دعوتي دعوتك؟ أوليس همّي همّك؟ أوليس هدفي هدفك؟ فمالي أراك تتربصّ بيَّ الدوائر ؟ مالي أراك تجعلني في عينك الفاحصة؟ إن أذنب أخي فمن تقصيري في دعوتي، وإن أذنب ولدي فلعدم اخلاصي .وان أذنب والدي فلغفلتي عن عائلتي..





عجباً والله ألم يكن نوح نبياً وولده مات غرقاً مع الكافرين ؟ أو لم يكن ابراهيم نبياً ووالده مع المشركين يحشدون له العذاب الأليم ؟ أولم يكن يعقوب نبياً وأولاده فيما بينهم يكيدون بأخيهم الصغير ليقتلوه؟ أولم يكن محمد رسولاً ومات عمّه كافراً ولم ينطق بالشهادتين؟؟؟





أولم نشرح تكراراً ومراراً كلام ربّنا {انّك لاتهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء}.





فإذا ما ابتليت، رأيتك أول الشامتين وابتعدت بل وأبعدت عنّي المقرّبين وحذرتهم أنّي ممن يقولون مالايفعلون..





أنا لا أنكر أنّ على من يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، أن يبدأ أول ما يبدأ في أهل بيته، كدأب الصحابة والتابعين الكرام ونحن بهديهم نقتدي، ولكن كأنّي بك أراك نسيت قول العلماء، الذي طالما سطرته يمنانا وحفظناه في قلوبنا التي باتت مريضة أنّ الهداية نوعان : هداية توفيق لايقدر عليها الا الله وهداية إرشاد وهو ما نقوم بها أنا وأنت.





لا تلمني يا أخي بل ارشدني ، ولا تفضحني بل انصحني، ولاتشدد عليّ فيكفيني ما أصابني من قسوة الدّنيا وخذل الأحباب، فنحن كالبنيان المرصوص يشدّ بعضنا بعضاً..





نحن ورثة نبينا أبالتركة نتخاصم ونتشاجر؟ ونتباغض؟ فما الفرق ييننا وبينا الأخوة الأعداء المتشاجرون على حطام الدنيا؟ما الفرق بيننا وبين المتنافسين على قشور الدنيا؟ ما الفرق بيننا وبين المتسابقين على كراسي ومناصب الدنيا؟





أو تنقص قدري ليعلو قدرك؟ أوتصغر شأني ليكبر شأنك؟ أوتتهمني ليظهر فضلك؟ فاذا كان ذلك فعلى الدنيا السلام ماذا نتتظر بعد ؟امنك هذا؟ إذّن عدوي ماذا سيقدم لي ؟ عدّوي بما سيحاربني؟





أقول أخي: أنا بحاجة لك كما أنّك بحاجة لي، فلا تكن والشيطان ومن ولاه في صفٍ واحدٍ ضدي. تعال من جديد نمضي سوياً في دربنا الذي اخترناه، نمشي بدربنا الذي اليه هدانا ربّنا لولاه لما اهتدينا..
.



تعال نعود للعهد الذي أخدناه على أنفسنا أنّنا سنستظل تحت عرش الرحمن يوم لا ظلّ الا ظلّه ..الى مجلسٍ يغبطنا عليه الأنبياء والشهداء والصديقين...تعال فما زال في الوقت متسعاً.