تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : هل هذا حديث أم أقصوصة



أهــل الحـديث
22-10-2012, 11:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


عفَا الله عَنْ عبدٍ أَعَانَ بدعوَةٍ * لِخِلَّيْنِ كَانَا دَائِمِين عَلَى الوُدِّ

قَالَ المَسْعُوْدِيّ: …أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيْم بن جَابِر، قَالَ:

كُنْتُ أَجلس فِي حَلْقَة إِبْرَاهِيْم الحَرْبِيّ،
وَكَانَ يجلسُ إِلَيْنَا غُلاَمَان فِي نهَايَة الحُسَن وَالجمَال مِنَ الصورَة وَالبِزَّة،
وَكَأَنَّهُمَا روح فِي جسدٍ، إِن قَامَا قَامَا مَعاً، وَإِنْ حضَرَا، فكَذَلِكَ،
فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الجمع، حضَر أَحَدهُمَا وقَدْ بَان الاصفرَار بوجهه وَالاَنكسَار في عينيه...،
فَلَمَّا كَانَتِ الجمعَة الثانية، حضَر الغَائِب، وَلَمْ يحضر الَّذِي جَاءَ فِي الجمعَة الأُوْلَى مِنْهُمَا،
وَإِذِ الصُّفْرَة وَالاَنكسَار بَيّنَ فِي لونه...

وَقُلْتُ: إِن ذَلِكَ للفرَاق الوَاقع بينهُمَا، وَذَلِكَ للأُلفَة الجَامعَة لَهُمَا،
فَلَمْ يزَالاَ يتسَابقَان فِي كُلِّ جمعَةٍ إِلَى الحلقَة، فَأَيهُمَا سبق إِلَى الحلقَة لَمْ يَجْلِس الآخر...
فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ الجُمع حضَر أَحَدهُمَا فَجَلَسَ إلينا ثُمَّ جَاءَ الآخر فأشرف على الحلقة،
فَوَجَد صَاحِبَه قَدْ سبق، وَإِذَا المسبوق قَدْ أَخذته العبرَة، فَتبينت ذَلِكَ مِنْهُ فِي دَائِرَة عينيه،
وَإِذَا فِي يُسرَاهُ رِقَاع صغَار مَكْتُوبَة، فَقبض بيمِينه رُقعَة مِنْهَا،
وَحذف بِهَا فِي وَسط الحلقَة، وَانسَاب بَيْنَ النَّاس مُستخفياً،
وَأَنَا أَرْمقه، وَكَانَ ثَمَّ أَبُو عُبَيْدَةَ بن حَرْبَوَيْه، فَنشر الرُّقعَة وَقرأَهَا...
وَفِيْهَا دعَاء، أَنْ يدعُو لصَاحبهَا مَرِيْضاً كَانَ أَوْ غَيْر ذَلِكَ، وَيُؤمِّن عَلَى الدُّعَاء مِنْ حضَر،

فَقَالَ الشَّيْخُ: اللَّهُمَّ اجمع بينهُمَا، وَأَلَّف قُلُوْبهُمَا،
وَاجعل ذَلِكَ فِيمَا يُقرَّب مِنْكَ، وَيُزْلِف لديك.
وَأَمَّنُوا عَلَى دعَائِه ثُمَّ طوَى الرُّقعَة وَحذفنِي بِهَا، فتَأَملت مَا فِيْهَا... فَإِذَا فِيْهَا مكتوب:

عفَا الله عَنْ عبدٍ أَعَانَ بدعوَةٍ * لِخِلَّيْنِ كَانَا دَائِمِين عَلَى الوُدِّ
إِلَى أَنْ وَشَى وَاشِي الهوَى بنمِيمَةٍ * إِلَى ذَاكَ مِنْ هَذَا فَحَالاَ عَن العهدِ

فلَمَّا كَانَ فِي الجمعَة الثَّانِيَة حضَرَا جَمِيْعاً،
وَإِذَا الاصفرَار وَالاَنكسَار قَدْ زَالَ.

فَقُلْتُ لابْن حربويه: إِنِّيْ أَرَى الدعوَة قَدْ أُجيبت،
وَأَنَّ دعَاء الشَّيْخ كَانَ عَلَى التمَام،
فَلَمَّا كَانَ فِي تِلْكَ السّنَة كُنْت فِيْمَنْ حَجَّ
فَكَأَنِّيْ أَنظر إِلَى الغُلاَمِين مُحْرِمَيْنِ... بَيْنَ مِنَى وَعَرَفَة،
فَلَمْ أَزل أَرَاهُمَا متآلفين إِلَى أَنْ تكهَّلا.


سير أعلام النبلاء (13/365) الناشر : مؤسسة الرسالة
قال حُذَيفَةُ بنُ قتادةَ المرعشيُّ رحمه الله :
( إنْ أطَعْتَ اللهَ في السِّـرِّ أصلحَ قلبَكَ ، شئتَ أم أبيتَ )!
صفة الصفوة (4/270)




هل هذه قصة أم حديث