المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الــــروائــــع الــنـــزاريـــــة



شـهـريـار
22-01-2006, 08:07 PM
مرحباً


أنا من أشد المعجبين بالشاعر الكبير نزار قباني ذلك المبدع الذي ما إن يمسك القلم و إلا و أتحفنا برائعة نتغى فيها

أحب هنا أن أضع أكبر عدد من قصائد نزار قباني الموجودة عندي ...





نزار قباني


http://www.geocities.com/safahat_chamiyeh/quotes/nizarphoto.jpeg

نزار قباني دبلوماسي و شاعر عربي. ولد في دمشق
(سوريا) عام 1923 من عائلة دمشقية عريقة هي أسرة
قباني ، حصل على البكالوريا من مدرسة الكلية
العلمية الوطنية بدمشق ، ثم التحق بكلية الحقوق
بالجامعة السورية وتخرّج فيها عام 1945 .
يقول نزار قباني عن نشأته "ولدت في دمشق في آذار
(مارس) 1923 بيت واسع، كثير الماء والزهر، من
منازل دمشق القديمة، والدي توفيق القباني، تاجر
وجيه في حيه، عمل في الحركة الوطنية ووهب حياته
وماله لها. تميز أبي بحساسية نادرة وبحبه للشعر
ولكل ما هو جميل.امتازت طفولتي بحب عجيب للاكتشاف وتفكيك الأشياء وردها إلى أجزائها ومطاردة الأشكال النادرة وتحطيم الجميل من الألعاب بحثا عن المجهول الأجمل. عنيت
في بداية حياتي بالرسم. فمن الخامسة إلى الثانية
عشرة من عمري كنت أعيش في بحر من الألوان. أرسم
على الأرض وعلى الجدران وألطخ كل ما تقع عليه يدي
بحثا عن أشكال جديدة. ثم انتقلت بعدها إلى
الموسيقى ولكن مشاكل الدراسة الثانوية أبعدتني عن
هذه الهواية". التحق بعد تخرجه بالعمل الدبلوماسي ، وتنقل خلالهن بين القاهرة ، وأنقرة ، ولندن ، ومدريد .

وفي ربيع 1966 ، ترك نزار العمل الدبلوماسي
وأسس في بيروت دارا للنشر تحمل اسمه ، وتفرغ
للشعر. وكانت ثمرة مسيرته الشعرية إحدى وأربعين
مجموعة شعرية ونثرية، كانت أولاها " قالت لي
السمراء " 1944 .
بدأ أولاً بكتابة الشعر التقليدي ثم انتقل إلى
الشعر العمودي، وساهم في تطوير الشعر العربي
الحديث إلى حد كبير. يعتبر نزار مؤسس مدرسة شعرية
و فكرية، تناولت دواوينه الأربعة الأولى قصائد
رومانسية. وكان ديوان "قصائد من نزار قباني"
الصادر عام 1956 نقطة تحول في شعر نزار، حيث تضمن
هذا الديوان قصيدة "خبز وحشيش وقمر" التي انتقدت
بشكل لاذع خمول المجتمع العربي. تميز قباني
أيضاً بنقده السياسي القوي، من أشهر قصائده
السياسية "هوامش على دفتر النكسة" 1967 التي
تناولت هزيمة العرب على أيدي إسرائيل في نكسة
حزيران.
من أهم أعماله "حبيبتي" (1961)، "الرسم
بالكلمات" (1966) و"قصائد حب عربية" (1993).
كان لانتحار شقيقته التي أجبرت على الزواج من رجل
لم تحبه، أثر كبير في حياته, قرر بعدها محاربة كل
الأشياء التي تسببت في موتها.
عندما سؤل نزار قبانى إذا كان يعتبر نفسه ثائراً, أجاب الشاعر :"إن الحب في العالم العربي سجين و أنا أريد تحريره،أريد تحرير الحس و الجسد العربي بشعري، أن العلاقة بين الرجل و المرأة في مجتمعنا غير سليمة".
تزوّج نزار قباني مرتين، الأولى من ابنة عمه
"زهراء آقبيق" وأنجب منها هدباء و وتوفيق . و
الثانية عراقية هي "بلقيس الراوي" و أنجب منها
عُمر و زينب . توفي ابنة توفيق و هو في السابعة
عشرة من عمرة مصاباً بمرض القلب و كانت وفاته صدمة
كبيرة لنزار، و قد رثاه في قصيدة إلى الأمير
الدمشقي توفيق قباني. وفي عام 1982 قُتلت بلقيس
الراوي في انفجار السفارة العراقية ببيروت، وترك
رحيلها أثراً نفسياً سيئاً عند نزار ورثاها بقصيدة
شهيرة تحمل اسمها بلقيس .. بعد مقتل بلقيس ترك نزار بيروت وتنقل في باريس وجنيف حتى استقر به المقام في لندن التي قضى بها الأعوام الخمسة عشر الأخيرة من حياته ومن لندن كان نزار يكتب أشعاره ويثير المعارك والجدل خاصة قصائده السياسة خلال فترة التسعينات مثل :
متى يعلنون وفاة العرب؟؟ ، و المهرولون .
وافته المنية في لندن يوم 30/4/1998 عن عمر يناهز
75 عاما قضى منها أكثر من 50 عاماً في الحب و
السياسة و الثورة .

كل الأساطير ماتت ….
بموتك … وانتحرت شهرزاد...




تم حذف الكلمات التي تحتوي على تجاوزات دينية

شـهـريـار
22-01-2006, 08:14 PM
هذا أنا

أدمنت أحزاني
فصرت أخاف أن لا أحزنا
وطعنت ألافا من المرات
حتى صار يوجعني ، بأن لا أطعنا
ولُعِنْتُ في كل اللغات..
وصار يقلقني بأن لا ألعنا ...
ولقد شنقت على جدار قصائدي
ووصيتي كانت .. بأن لا أدفنا.
وتشابهت كل البلاد..
فلا أرى نفسي هناك
ولا أرى نفسي هنا ..
وتشابهت كل النساء
فجسم مريم في الظلام .. كما منى ..
ما كان شعري لعبة عبثية
أو نزهة قمرية
إني أقول الشعر - سيدتي -
لأعرف من أنا ....
يا سادتي :
إني أسافر في قطار مدامعي
هل يركب الشعراء إلا في قطارات الضنى؟
إني أفكر باختراع الماء..
إن الشعر يجعل كل حلم ممكنا
وأنا أفكر باختراع النهد ..
حتى تطلع الصحراء ، بعدي سوسنا
وأنا أفكر باختراع الناي
حتى يأكل الفقراء، بعدي ، " الميجنا"
إن صادروا وطن الطفولة من يدي
فلقد جعلت من القصيدة موطنا..
يا سادتي :
إن السماء رحيبة جدا..
ولكن الصيارفة الذين تقاسموا ميراثنا ..
وتقاسموا أوطاننا.. وتقاسموا أجسادنا..
لم يتركوا شبرا لنا ..
يا سادتي :
قاتلت عصرا لا مثيل لقبحه
وفتحت جرح قبيلتي المتعفنا..
أنا لست مكترثا بكل الباعة المتجولين..
وكل كتاب البلاط..
وكل من جعلوا الكتابة حرفة
مثل الزنى...
يا سادتي : عفوا إذا أقلقتكم
أنا لست مضطرا لأعلن توبتي
هذا أنا ... هذا أنا ... هذا أنا ...



حكاية


كنت أعدو في غابة اللوز .. لما
قال عني، أماه، إني حلوة
وعلى سالفي .. غفا زر ورد
وقميص تفلتت منه عروة
قال ما قال .. فالقميص جحيم
فوق صدري، والثوب يقطر نشوة
قال لي : مبسمي وريقة توت
ولقد قال إن صدري ثروة
وروى لي عن ناهدي حكايا..
فهما جدولا نبيذ وقهوة
وهما دورقا رحيق ونور
وهما ربوة تعانق ربوة..
أأنا حلوة؟ وأيقظ أنثى
في عروقي ، وشق للنور كوه
إن في صوته قرارا رخيما
وبأحداقه .. بريق النبوة
جبهة حرة .. كما انسرح النور
وثغر فيه اعتداد وقسوة
يغصب القبلة اغتصابا .. وأرضي
وجميل أن يؤخذ الثغر عنوة
ورددت الجفون عنه .. حياء
وحياء النساء للحب دعوة
تستحي مقلتي .. ويسأل طهري
عن شذاه .. كأن للطهر شهوة
أنت .. لن تنكري على احتراقي
كلنا .. في مجامر النار نسوه



فم

في وجهها يدور .. كالبرعم
بمثله الأحلام لم تحلم
كلوحة ناجحة .. لونها
أثار حتى حائط المرسم
كفكرة .. جناحها أحمر
كجملة قيلت ولم تفهم
كنجمة قد ضعيت دربها
في خصلات الأسود المعتم
زجاجة للطيب مختومة
ليت أواني الطيب لم تختم


رسائل لم تكتب لها

مزقيها..
كتبي الفارغة الجوفاء إن تستلميها..
والعنيني .. والعنيها
كاذبا كنت .. وحبي لكي دعوى أدعيها
إنني أكتب للهو.. فلا تعتقدي ما جاء فيها
فأنا - كاتبها المهووس - لا أذكره
ما جاء فيها ..
اقذفيها ..
اقذفي تلك الرسالات .. بسل المهملات
واحذري..
أن تقعي في الشرك المخبوء بين الكلمات
فأنا نفسي لا أدرك معنى كلماتي
فكري تغلي..
ولا بد لطوفان ظنوني من قناة
أرسم الحرف
كما يمشي مريض في سبات

فإذا سودت في الليل تلال الصفحات
فلأن الحرف، هذا الحرف جزء من حياتي
ولأني رحلة سوداء في موج الدواة
أتلفيها ..
وادفني كل رسالاتي بأحشاء الوقود
واحذري أن تخطئي..
أن تقرئي يوما بريدي
فأنا نفسي لا أذكر ما يحوي بريدي!..
وكتاباتي،
وأفكاري،
وزعمي،
ووعودي،
لم تكن شيئا ، فحبي لك جزء من شرودي
فأنا أكتب كالسكران
لا أدري اتجاهي وحدودي
أتلهي بك، بالكلمة ، تمتص وريدي
فحياتي كلها..
شوق إلى حرف جديد
ووجود الحرف من أبسط حاجات وجودي
هل عرفت الآن ما معنى بريدي؟



صار عمري خمس عشرة


صار عمري خمس عشرة
صرت أحلى ألف مرة
صار حبي لك أكبر ... ألف مرة..
ربما من سنتين
لم تكن تهتم في وجهي المدور
كان حسني بين بين ..
وفساتيني تغطي الركبتين
كنت آتيك بثوبي المدرسي
وشريطي القرمزي
كان يكفيني بأن تهدي إلي
دمية .. قطعة سكر ..
لم أكن أطلب أكثر
وتطور.. بعد هذا كل شيء
لم أعد أقنع في قطعة سكر
ودمي .. تطرحها بين يدي
صارت اللعبة أخطر... ألف مرة..
صرت أنت اللعبة الكبرى لدي
صرت أحلى لعبة بين يدي
صار عمري خمس عشره..



***
صار عمري خمس عشره
كل ما في داخلي ..
غنى وأزهر
كل شيء .. صار أخضر
شفتي خوح .. وياقوت مكسر
وبصدري ضحكت قبة مرمر
وينابيع .. وشمس .. وصنوبر
صارت المرآة لو تلمس نهدي تتخدر
والذي كان سويا قبل عامين تدور
فتصور ..
طفلة الأمس التي كانت
على بابك تلعب
والتي كانت على حضنك
تغفو حين تتعب
أصبحت قطعة جوهر..
لا تقدر ..

***
صار عمري خمس عشره
صرت أجمل ..
وستدعوني إلى الرقص .. وأقبل
سوف ألتف بشال قصبي
وسأبدوا كالأميرات ببهو عربي..
أنت بعد اليوم لن تخجل في
فلقد أصبحت أطول ..
آه كم صليت كي أصبح أطول..
إصبعا .. أو إصبعين..
آه .. كم حاولت أن أظهر أكبر
سنة أو سنتين ..
آه .. كم ثرت على وجهي المدور
وذؤاباتي .. وثوبي المدرسي
وعلى الحب .. بشكل أبوي
لا تعاملني بشكل أبوي
فلقد أصبح عمري خمس عشرة.





القصيدة المتوحشة

أحبيني .. بلا عقد
وضيعي في خطوط يدي
أحبيني .. لأسبوع .. لأيام .. لساعات..
فلست أنا الذي يهتم بالأبد..
أنا تشرين .. شهر الريح،
والأمطار .. والبرد..
كصاعقة على جسدي..
أحبيني ..
بكل توحش التتر.. بكل حرارة الأدغال
بكل شراسة المطر.. ولا تبقي ولا تذري..
ولا تتحضري أبدا..
فقد سقطت على شفتيك
كل حضارة الحضر
أحبيني..
كزلزال .. كموت غير منتظر..
وخلي نهدك المعجون..
بالكبريت والشرر..
يهاجمني .. كذئب جائع خطر
وينهشني .. ويضربني ..
كما الأمطار تضرب ساحل الجزر..
أنا رجل بلا قدر
فكوني .. أنت لي قدري
وأبقيني .. على نهديك..
مثل النقش في الحجر..

***
أحبيني .. ولا تتساءلي كيفا..
ولا تتلعثمي خجلا
ولا تتساقطي خوفا
أحبيني .. بلا شكوى
أيشكو الغمد .. إذ يستقبل السيفا؟
وكوني البحر والميناء..
كوني الأرض والمنفى
وكوني الصحو والإعصار
كوني اللين و العنفا..
أحبيني .. بألف وألف أسلوب
ولا تتكرري كالصيف..
إني أكره الصيفا..
أحبيني .. وقوليها
لأرفض أن تحبيني بلا صوت
وأرفض أن أواري الحب
في قبر من الصمت
أحبيني .. بعيدا عن بلاد القهر والكبت
بعيدا عن مدينتنا التي شبعت من الموت..
بعيدا عن تعصبها.. بعيدا عن تخشبها..
أحبيني .. بعيدا عن مدينتنا
التي من يوم أن كانت
إليها الحب لا يأتي..

***
أحبيني .. ولا تخشي على قدميك
- سيدتي - من الماء
فلن تتعمدى امرأة
وجسمك خارج الماء
وشعرك خارج الماء
فنهدك .. بطة بيضاء ..
لا تحيا بلا ماء ..
أحبيني .. بطهري .. أو بأخطائي
بصحوي .. أو بأنوائي
وغطيني ..
أيا سقفا من الأزهار .. يا غابات حناء ..
تعري .. واسقطي مطرا
على عطشي وصحرائي ..
وذوبي في فمي .. كالشمع
و انعجني بأجزائي ...



قصيدة غير منتهية في تعريف العشق

1
.. عندما قررت أن أكتب عن تجربتي في الحب،
فكرت كثيرا..
ما الذي تجدي اعترافاتي؟
وقبلي كتب الناس عن الحب كثيرا..
صوروه فوق حيطان المغارات،
وفي أوعية الفخار والطين، قديما
نقشوه فوق عاج الفيل في الهند..
وفوق الورق البردي في مصر ،
وفوق الرز في الصين..
وأهدوه القرابين، وأهدوه النذورا..
عندما قررت أن أنشر أفكاري عن العشق.
ترددت كثيرا..
فأنا لست بقسيس،
ولا مارست تعليم التلاميذ،
ولا أؤمن أن الورد..
مضطر لأن يشرح للناس العبيرا..
ما الذي أكتب يا سيدتي؟ إنها تجربتي وحدي..
وتعنيني أنا وحدي..
إنها السيف الذي يثقبني وحدي..
فأزداد مع الموت حضورا..
2
عندما سافرت في بحرك يا سيدتي..
لم أكن أنظر في خارطة البحر،
ولم أحمل معي زورق مطاط..
ولا طوق نجاة..
بل تقدمت إلى نارك كالبوذي..
واخترت المصيرا..
لذتي كانت بأن أكتب بالطبشور..
عنواني على الشمس..
وأبني فوق نهديك الجسورا..
3
حين أحببتك..
لاحظت بأن الكرز الأحمر في بستاننا
أصبح جمرا مستديرا..
وبأن السمك الخائف من صنارة الأولاد..
يأتي بالملايين ليلقي في شوا طينا البذورا..
وبأن السرو قد زاد ارتفاعا..
وبأن العمر قد زاد اتساعا..
4
حين أحببتك ..
لاحظت بأن الصيف يأتي..
عشر مرات إلينا كل عام..
وبأن القمح ينمو..
عشر مرات لدينا كل يوم
وبأن القمر الهارب من بلدتنا..
جاء يستأجر بيتا وسريرا..
وبأن العرق الممزوج بالسكر والينسون..
قد طاب على العشق كثيرا..
5
حين أحببتك ..
صارت ضحكة الأطفال في العالم أحلى..
ومذاق الخبز أحلى..
وسقوط الثلج أحلى..
ومواء القطط السوداء في الشارع أحلى..
ولقاء الكف بالكف على أرصفة " الحمراء " أحلى ..
والرسومات الصغيرات التي نتركها في فوطة المطعم أحلى..
وارتشاف القهوة السوداء..
والتدخين..
والسهرة في المسح ليل السبت..
والرمل الذي يبقي على أجسادنا من عطلة الأسبوع،
واللون النحاسي على ظهرك، من بعد ارتحال الصيف،
أحلى..
والمجلات التي نمنا عليها ..
وتمددنا .. وثرثرنا لساعات عليها ..
أصبحت في أفق الذكرى طيورا...
6

حين أحببتك يا سيدتي
طوبوا لي ..
كل أشجار الأناناس بعينيك ..
وآلاف الفدادين على الشمس،
وأعطوني مفاتيح السماوات..
وأهدوني النياشين..
وأهدوني الحريرا
7

عندما حاولت أن أكتب عن حبي ..
تعذبت كثيرا..
إنني في داخل البحر ...
وإحساسي بضغط الماء لا يعرفه
غير من ضاعوا بأعماق المحيطات دهورا.
8

ما الذي أكتب عن حبك يا سيدتي؟
كل ما تذكره ذاكرتي..
أنني استيقظت من نومي صباحا..
لأرى نفسي أميرا ..


الحب في الجاهلية


شاءت الأقدار، يا سيدتي،
أن نلتقي في الجاهليه!!..
حيث تمتد السماوات خطوطا أفقيه
والنباتات، خطوطا أفقيه..
والكتابات، الديانات، المواويل، عروض الشعر،
والأنهار، والأفكار، والأشجار،
والأيام، والساعات،
تجري في خطوط أفقيه..
شاءت الأقدار..
أن أهواك في مجتمع الكبريت والملح..
وأن أكتب الشعر على هذي السماء المعدنيه
حيث شمس الصيف فأس حجريه
والنهارات قطارات كآبه..
شاءت الأقدار أن تعرف عيناك الكتابه
في صحارى ليس فيها..
نخله..
أو قمر ..
أو أبجديه ...
شاءت الأقدار، يا سيدتي،
أن تمطري مثل السحابة
فوق أرض ما بها قطرة ماء
وتكوني زهرة مزروعة عند خط الاستواء..
وتكوني صورة شعرية
في زمان قطعوا فيه رءوس الشعراء
وتكوني امرأة نادرة
في بلاد طردت من أرضها كل النساء...
***
أو يا سيدتي..
يا زواج الضوء والعتمة في ليل العيون الشركسية..
يا ملايين العصافير التي تنقر الرمان..
من تنورة أندلسية..
شاءت الأقدار أن نعشق بالسر..
وأن نتعاطى الجنس بالسر..
وأن تنجبي الأطفال بالسر..
وأن أنتمي - من أجل عينيك -
لكل الحركات الباطنية..
***
شاءت الأقدار يا سيدتي..
أن تسقطي كالمجدلية..
تحت أقدام المماليك.. وأسنان الصعاليك..
ودقات الطبول الوثنية.. وتكوني فرسا رائعة..
فوق أرض يقتلون الحب فيها..
والخيول العربية..
***
شاءت الأقدار أن نذبح يا سيدتي
مثل آلاف الخيول العربية..



إلى تلميذة


قل لي - ولو كذباً- كلاماً ناعما ً
قد كاد يقتلني بك التمثال

مازلت في فن المحبة .. طفلة
بيني وبينك أبحر وجبال

لم تستطيعي - بعد - أن تفهمي
أن الرجال جميعهم أطفال

إني لأرفض أن أكون مهرجاً
قزماً .. على كلماته يحتال

فإذا وقفت أمام حسنك صامتاً
فالصمت في حرم الجمال .. جمال

كلماتنا في الحب .. تقتل حبنا
إن الحروف تموت حين تقال

قصص الهوى قد أفسدتك .. فكلها
غيبوبة .. وخرافة .. وخيال

الحب ليس رواية شرقية
بختامها يتزوج الأبطال

لكنه الإبحار دون سفينة
وشعورنا أن الوصول محال

هو أن تظل على الأصابع رعشة
وعلى الشفاه المطبقات سؤال

هو جدول الأحزان في أعماقنا
تنمو كروم حوله .. وغلال

هو هذه الأزمات تسحقنا معاً
فنموت نحن .. وتزهر الآمال

هو أن نثور لأي شيء تافه
هو يأسنا .. هو شكنا القتال

هو هذه الكف التي تغتالنا
ونقبل الكف التي تغتال

لا تجرحي التمثال في إحساسه
فلكم بكى في صمته .. تمثال
قد يطلع الحجر الصغير براعما ً
وتسيل منه جداول وظلال

حسبي وحسبك .. أن تظلي دائماً
سراً يمز قني .. وليس يقال






يتبع ,,,

شـهـريـار
22-01-2006, 08:19 PM
الحزن


علمني حبك أن احزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة.. تجعلني احزن
لامرأة.. ابكي فوق ذراعيها ... مثل العصفور
لامرأة .. تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور
علمني حبك .. سيدتي أسوأ عادات
علمني أفتح فنجاني في الليلة آلاف المرات
وأجرب طلب العطارين .. وأطرق باب العرافات
علمني أخرج من بيتي ..لأمشط أرصفة الطرقات
وأطارد وجهك في الأمطار .. وفي أضواء السيارات
أطارد ثوبك في أثواب المجهولات
أطارد طيفك حتى حتى
في أوراق الإعلانات
علمني حبك كيف أهيم على وجهي ساعات
بحثا عن شعر غجري تحسده كل الغجريات
بحثا عن وجه .. عن صوت .. هو كل الأوجه والأصوات
أدخلني حبك سيدتي .. مدن الأحزان
وأنا من قبلك لم ادخل مدن الأحزان
لم اعرف أبداً أن الدمع هو الإنسان
وان الإنسان بلا حزن .. ذكرى إنسان
علمني حبك
علمني حبك أن أتصرف كالصبيان
أن ارسم وجهك بالطبشور على الحيطان
وعلى أشرعه الصيادين .. على الأجراس على الصلبان
علمني حبك
كيف الحب يغير خارطة الأزمان
علمني أني حين أحب تكف الأرض عن الدوران
علمني حبك أشياء
ما كانت أبداً في الحسبان
فقرأت أقاصيص الأطفال .. دخلت قصور ملوك الجان
وحلمت أن تتزوجني بنت السلطان
تلك العيناها .. أصفى من ماء الخلجان
تلك الشفتاها .. أشهى من زهر الرمان
وحلمت أن اخطفها مثل الفرسان
وحلمت باني اهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان
علمني حبك يا سيدتي ... ما الهذيان
علمني كيف يمر العمر ... ولا تأتي بنت السلطان
علمني حبك ... كيف احبك في كل الأشياء
في الشجر العاري .. في الأوراق اليابسة الصفراء
في الجو الماطر في الأنواء
في اصغر مقهى نشرب فيه مساء
قهوتنا السوداء
علمني حبك أن أوى
لفنادق ليس لها أسماء
ومقاه ليس لها أسماء
علمني حبك كيف الليل يضخم أحزان الغرباء
علمني كيف أرى بيروت
امرأة طاغية الأغراء
امرأة تلبس كل مساء
وترش العطر على نهديها للبحارة والأمراء
علمني كيف ينام الحزن كغلام مقطوع القدمين
"في طرق " الروشة " و " الحمراء
علمني حبك أن احزن
وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني احزن
لامرأة ابكي فوق ذراعيها
مثل العصفور
لامرأة تجمع أجزائي
كشظايا البلور المكسور


القرار

إني عشقتك واتخذت قراري
فلمن أقدم يا ترى أعذاري
لا سلطه في الحب
تعلو سلطتي
فالرأي رائي والخيار خياري
هذه أحاسيسي فلا تتدخلي أرجوك
بين البحر والبحاري
ماذا أخاف ... ماذا أخاف
وأنا المحيط .... وأنتِ من انهاري
وأنا النساء جعلتهن خواتم لأصابعي
وكواكب لمداري
خليك صامته ولا تتكلمي
فأنا أدير مع النساء حواري
وأنا الذي أعطي مراسيم الهوى
للواقفات أمام باب مزاري
وأنا أرتب دولتي وخرائطي
وأنا الذي اختار لون بحاري
أنا في الهوى متحكماً متسلطاً
في كل عشقاً نكهة استعماري
فـ استسلمي لإرادتي ومشيئتي
واستقبلي بطفولة أمطاري
إن كان عندي ما أقول
فسأقوله للواحد القهاري
عيناك وحدهما هما شرعيتي
ومراكبي وصديقتي ومساري
إن كان لي وطنا فوجهك موطني
أو كان لي داراً فحبك داري
يا أنتي يا سلطانتي ومليكتي
يا كوكبي البحرية يا عشتاري
أنى احبكي دون أي تحفظاً
أعيش فيكِ ولادتي ودماري
أني اقترفتكِ عامداً متعمداً
وان كنتِ عاراً
يا لروعت عاري
ماذا أخاف
ومن أخاف
أنا الذي نام الزمان على صدى أوتاري
وأنا مفاتيح القصيدة في يدي
من قبل بشاراً ومن مهيارِ
وأنا جعلت الشعر خبزاً ساخناً
وجعلته ثمراً على الأشجارِ



سافرت في بحر النساء
ولم أزل من يومها مقطوعة أخباري
من ذا يقاضيني
وأنتي قضيتي
ورصيف أحلامي ... وضوء نهاري
من ذا يهددني وأنتي حضارتي... وثقافتي
وكتابتي ... ومناري
أني استقلت من القبائل كلها
وتركت خلفي خيمتي وغباري
هم يرفضون طفولتي
وأنا ارفض مدائن الفخاري
كل القبائل لا تريد نسائها
إن يكتشفً الحب في أشعاري
كل السلاطين الذين عرفتهم
قطعوا يداي وصادروا أشعاري
لكنني قاتلتهم وقتلتهم
ومررت بالتاريخ كالإعصاري
أسقطت بالكلمات آلف خليفة
وحفرت بالكلمات آلف جداري
يا صغيرتي إن السفينة أبحرت
فتكوني كـ حمامة بجواري
ما عاد ينفعك البكاء والأسى
فقد عشقتك واتخذت قراري


رسالة من تحت الماء

إن كنتَ صديقي.. ساعِدني
كَي أرحَلَ عَنك..
أو كُنتَ حبيبي.. ساعِدني
كَي أُشفى منك
لو أنِّي أعرِفُ أنَّ الحُبَّ خطيرٌ جِدَّاً
ما أحببت
لو أنِّي أعرفُ أنَّ البَحرَ عميقٌ جِداً
ما أبحرت..
لو أنِّي أعرفُ خاتمتي
ما كنتُ بَدأت...

اشتقت إليكَ.. فعلِّمني
أن لا أشتاق
علِّمني كيفَ أقُصُّ جذورَ هواكَ من الأعماق
علِّمني كيف تموتُ الدمعةُ في الأحداق
علِّمني كيفَ يموتُ القلبُ و تنتحر الأشواق



إن كنتَ قويَّاً.. أخرجني
من هذا اليَمّ..
فأنا لا أعرفُ فنَّ العوم
الموجُ الأزرقُ في عينيك..
يُجرجِرُني نحوَ الأعمق
وأنا ما عندي تجربةٌ
في الحُبِّ .. ولا عندي زَورَق
إن كُنتُ أعزُّ عليكَ فَخُذ بيديّ

فأنا عاشِقَةٌ من رأسي حتَّى قَدَمَيّ

إني أتنفَّسُ تحتَ الماء..

إنّي أغرق..

أغرق..

أغرق..

***




قارئة الفنجان

جلست .. والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت : يا ولدي لا تحزن
فالحب عليك هوا المكتوب
يا ولدي .. قد مات شهيداً
من مات على دين المحبوب
فنجانك .. دنيا مرعبه
وحياتك أسفار وحروب
ستحب كثيرا وكثيرا
وتموت كثيرا وكثيرا
وستعشق كل نساء الأرض
وترجع كالملك المغلوب
بحياتك .. يا ولدي .. امرأة
عيناها .. سبحان المعبود
فمها .. مرسوم كالعنقود
ضحكتها .. موسيقي وورود
لكن سماءك ممطرة
وطريقك مسدود مسدود
فحبيبه قلبك .. يا ولدي
نائمة في قصر مرصود
والقصر كبيراً يا ولدي
وكلاب تحرسه وجنود
وأميرة قلبك نائمة
من يدخل حجرتها مفقود
من يدنو من سور حديقتها مفقود
من حاول فك ضفائرها يا ولدي
مفقود .. مفقود .. مفقود
بصرت ونجمت كثيراً
لكني .. لم اقرأ أبدا
فنجانا يشبه فنجانك
لم اعرف أبداً يا ولدي
أحزاناً تشبه أحزانك
مقدورك أن تمشي أبدا
في الحب .. على حد الخنجر
وتظل وحيداً كالأصداف
وتظل حزيناً كالصفصاف
مقدورك أن تمضي ابداً
في بحر الحب بغير قلوع
وتحب ملايين المرات
وترجع كالملك المخلوع
جلست .. والخوف بعينيها
تتأمل فنجاني المقلوب
قالت : يا ولدي لا تحزن
فالحب عليك هوا المكتوب
يا ولدي .. قد مات شهيداً
من مات على دين المحبوب



كتاب الحب



تسألني حبيبتي
ما الفرق ما بيني وما بين السماء ؟
الفرق ما بينكما
أنك إن ضحكت يا حبيبتي
أنسى السماء

***
الحب يا حبيبتي
قصيدة جميلة مكتوبة على القمر
الحب مرسوم على جميع أوراق الشجر
. . الحب منقوش على
ريش العصافير ، وحبات المطر
لكن أي امرأة في بلدي
إذا أحبت رجلا
ترمى بخمسين حجر

***
حين أنا سقطت في الحب تغيرت
صار الدجى ينام في معطفي
وتشرق الشمس من الغرب
***
يا رب قلبي لم يعد كافيا
لأن من أحبها .. تعادل الدنيا
فضع بصدري واحدا غيره
يكون في مساحة الدنيا
***
ما زلت تسألني عن عيد ميلادي
سجل لديك إذن .. ما أنت تجهله
تاريخ حبك لي .. تاريخ ميلادي
***
لو خرج المارد من قمقمه
وقال لي : لبيك دقيقة واحدة لديك
تختار فيها كل ما تريده
من قطع الياقوت والزمرد
لاخترت عينَيْكِ .. بلا تردد

***
ذات العينين السوداوين
ذات العينين الصاحيتين الممطرتين
لا أطلب أبدا من ربي إلا شيئين
أن يحفظ هاتين العينين
ويزيد بأيامي يومين
كي أكتب شعرا .. في هاتين الؤلؤتين
لو كنت يا صديقتي
بمستوى جنوني
رميت ما عليك من جواهر
وبعت ما لديك من أساور
و نمت في عيوني
***
أشكوك للسماء أشكوك للسماء
كيف استطعتِ ، كيف ، أن تختصري
جميع ما في الكون من نساء

***
لأن كلام القواميس مات
لأن كلام المكاتيب مات
لأن كلام الروايات مات
أريد اكتشاف طريقة عشق
أحبك فيها .. بلا كلمات
***
أنا عنك ما أخبرتهم .. لكنهم
لمحوك تغتسلين في أحداقي
أنا عنك ما كلمتهم .. لكنهم
قرأؤك في حبري وفي أوراقي
للحب رائحة .. وليس بوسعها
أن لا تفوح .. مزارع الدراق
***
ذوبت في غرامك الأقلام
. . من أزرق .. وأحمر .. وأخضر
حتى انتهى الكلام
علقت حبي لك في أساور الحمام
ولم أكن أعرف يا حبيبتي
أن الهوى يطير كالحمام

***
عدي على أصابع اليدين ، ما يأتي
فأولا : حبيبتي أنت
وثانيا : حبيبتي أنت
وثالثا : حبيبتي أنت
ورابعا وخامسا
وسادسا وسباعا
وثامنا وتاسعا
وعاشرا . . حبيبتي أنت

***
حبك يا عميقة العينين
تطرف .. تصوف عبادة
حبك مثل الموت والولادة
صعب بأن يعاد مرتين
***
عشرين ألف امرأة أحببت
عشرين ألف امرأة جربت
وعندما التقيت فيك يا حبيبتي
شعرت أني الآن قد بدأت

***
لقد حجزت غرفة لاثنين في بيت القمر
نقضي بها نهاية الأسبوع يا حبيبتي
فنادق العالم لا تعجبني
الفندق الذي أحب أن أسكنه هو القمر
لكنهم هنالك يا حبيبتي
لا يقبلون زائرا يأتي بغير امرأة
فهل تجيئين معي
يا قمري . . إلى القمر

***
لن تهربي مني فإني رجل مقدر عليك
لن تخلصي مني . . فإن الله قد أرسلني إليك
فمرة .. أطلع من أرنبتي أذنيك
ومرة أطلع من أساور الفيروز في يديك
وحين يأتي الصيف يا حبيبتي
أسبح كالأسماك في بُحْرَتَيْ عينيك
***
لو كنت تذكرين كل كلمة
لفظتها في فترة العامين
لو أفتح الرسائل الألف .. التي
كتبت في عامين كاملين
كنا بآفاق الهوى طرنا حمامتين
وأصبح الخاتم في
إصبعكِ الأيسر . . خاتمين

***
محفورة أنت على وجه يدي
كأٍسطر كوفية على جدار مسجد
محفورة في خشب الكرسي.. يا حبيبتي
وفي ذراع المقعد
وكلما حاولت أن تبتعدي
دقيقة واحدة
أراك في جوف يدي

***
لا تحزني
إن هبط الرواد في أرض القمر
فسوف تبقين بعيني دائما
أحلى قمر
***
حين أكون عاشقا
أشعر أني ملك الزمان
أمتلك الأرض وما عليها
وأدخل الشمس على حصاني
***
حين أكون عاشقا
أجعل شاه الفرس من رعيتي
وأخضع الصين لصولجاني
وأنقل البحار من مكانها
ولو أردت أوقف الثواني
***
حين أكون عاشقا
أصبح ضوءا سائلا
لا تستطيع العين أن تراني
وتصبح الأشعار في دفاتري
حقول ميموزا وأقحوان
***
حين أكون عاشقا
تنفجر المياه من أصابعي
وينبت العشب على لساني
حين أكون عاشقا
أغدو زمنانا خارج الزمان
***
إني أحبك عندما تبكينا
وأحب وجهك غائما وحزينا
الحزن يصهرنا معا ويذيبنا
من حيث لا أدري ولا تدرينا
تلك الدموع الهاميات أحبها
وأحب خلف سقوطها تشرينا
بعض النساء وجوههن جميلة
وتصير أجمل .. عندما يبكينا

***
يحدث أحيانا أن أبكي
مثل الأطفال بلا سبب
يحدث أن أسأم من عينيك الطيبتين بلا سبب
يحدث أن أتعب من كلماتي
من أوراق من كتبي
يحدث أن أتعب من تعبي

***
عيناك مثل الليلة الماطرة
مراكبي غارقة فيها
كتابتي منسية فيها
إن المرايا ما لها ذاكره
***
كتبت فوق الريح
اسم التي أحبها
كتبت فوق الماء
لم أدر أن الريح
لا تحسن الإصغاء
لم أدر أن الماء
لا يحفظ الأسماء

***
ما زلتِ يا مسافرة
مازلت بعد السنة العاشرة
مزروعة
كالرمح في الخاصرة

***
أهطل في عينيك كالسحابة
أحمل في حقائبي إليهما
كنزا من الأحزان والكآبة
أحمل ألف جدول
وألف ألف غابه
وأحمل التاريخ تحت معطفي
وأحرف الكتابة
****
أروع ما في حبنا أنه
ليس له عقل ولا منطق
أجمل ما في حبنا أنه
يمشي على الماء ولا يغرق
***
لا تقلقي يا حلوة الحلوات
ما دمت في شعري وفي كلماتي
قد تكبرين مع السنين .. وإنما
لن تكبرين أبدا .. على صفحاتي
***
ليس يكفيك أن تكوني جميلة
كان لابد من مرورك يوما
بذراعيَّ
كي تصيري جميلة
***
وكلما سافرت في عينيك يا حبيبتي
أحس أني راكب سجادة سحريه
فغيمة وردية ترفعني
وبعدها .. تأتي البنفسجية
أدور في عينيك يا حبيبتي
أدور مثل الكرة الأرضية

***
كم تشبهين السمكة
سريعة في الحب .. مثل السمكة
قتلتِ ألف امرأة .. في داخلي
وصرت أنت الملكة
***
.. إني رسول الحب
أحمل للنساء مفاجآتي
لو أنني بالخمر .. لم أغسلهما
نهداك.. ما كانا على قيد الحياة
فإذا استدارت حلمتاك
فتلك أصغر معجزاتي
***
أجمل ما فيك هو الجنون
أجمل ما فيك ، إذا سمحت
خروج نهديك على القانون
***
تعري فمنذ زمان طويل
على الأرض لم تسقط المعجزات
تعري .. تعري
أنا أخرس
وجسمك يعرف كل اللغات
***
ضعي أظافرك الحمراء ..في عنقي
ولا تكوني معي شاة .. ولا حملا
وقاوميني بما أوتيت من حيل
إذا أتيتك كالبركان مشتعلا
أحلى الشفاه التي تعصي .. وأسوأها
تلك الشفاه التي دوما تقول : بلى

***
كم تغيرت بين عام وعام
كان همي أن تخلعي كل شيء
وتظلي كغابة من رخام
وأنا اليوم لا أريدك إلا
أن تكوني .. إشارة استفهام

***
وكلما انفصلتُ عن واحدة
أقول في سذاجة
سوف تكون المرأة الأخيرة
والمرة الأخيرة
وبعدها سقطت في الغرام ألف مرة
ومت ألف مرة ولم أزل أقول
" تلك المرة الأخيرة "

***

عبثا ما أكتب سيدتي

إحساسي أكبر من لغتي

وشعوري نحوك يتخطى

صوتي .. يتخطى حنجرتي

عبثا ما أكتب .. ما دامت

كلماتي .. أوسع من شفتي

أكرهها كل كتاباتي

مشكلتي أنكِ مشكلتي

***

لأن حبي لكي فوق مستوى الكلام

قررت أن أسكت .. . . والسلام


يتبع ,,,

شـهـريـار
22-01-2006, 08:24 PM
المرأة و جسدها الموسوعي

1
ليسَ صحيحاً أن جسَدَكِ.. لا علاقة له بالشعر..
أو بالنثر, أو بالمسرح, أو بالفنون التشكيلية..
أو بالتأليف السمفوني..
فالذين يطلقون هذه الإشاعة, هم ذكور القبيلة..
الذين احتكروا كتابة التاريخ..
و كتابة أسمائهم في لوائح المبشرين بدخول الجنة..
و مارسوا الإقطاع الزراعي, و السياسي, و الاقتصادي,
و الثقافي و النسائي.. و حددوا مساحة غرف نومهم..
و مقاييس فراشهم.. و توقيت شهواتهم..
و علقوا فوق رؤوسهم
آخر صورة زيتية للمأسوف على فحولته..
أبي زيد الهلالي!!..
2
ليس صحيحاً.. أن جسد المرأة لا يؤسس شيئاً.
و لا ينتج شيئاً..ولا يبدع شيئاً..
فالوردة هي أنثى ..و السنبلة هي أنثى..
و الفراشة و الأغنية و النحلة و القصيدة هي أنثى.
أما الرجل فهو الذي اخترع الحروب و الأسلحة.
و اخترع مهنة الخيانة.. و زواج المتعة..
و حزام العفة.. و هو الذي اخترع ورقة الطلاق..
3
ليس صحيحاً أن جسدك ساذج.. و نصف أمي..
و لا يعرف شمال الرجولة.. من جنوبها..
و لا يفرق بين رائحة الرجل في شهر تموز..
و رائحة البهارات الهندية..
4
ليس صحيحاً أن جسدك قليل التجربة.. و قليل الثقافة..
و أن العصافير تأكل عشاءك..
فجسدك ذكي جداً.. و متطلب جداً..
و مبرمج لقراءة المجهول..
و مواجهة القرن الواحد و العشرين!!.
5
ليس صحيحاً..
أن جسدك لم يكمل دراسته العالية..
و أنه لا يعرف شيئاً من فقه الحب..
و أبجدية الصبابة..
و لا عن العيون و أخواتها..
و الشفاه..و أخواتها.. و القبلة .. و أخواتها..
6
لجسد المرأة قرون استشعارية..
تسمح لها أن تلتقط كلمات الحب
بكل لغات العالم.. و تحفظها على شريط تسجيل..

7
ليس هناك امرأة لا تحفظ عن ظهر قلب ..
أسماء الرجال الذين أحبوها ..
و عدد رسائل الحب التي استلمتها..
و ألوان الأزهار التي أهديت لها..
8
ليس هناك امرأة ليس بداخلها بوصلة..
تدلها على مرافئ الحب..
و على الشواطئ التي تتكاثر فيها الأسماك.
و تتزوج فيها العصافير..
و على الطرق الموصلة إلى جنوب إسبانيا
حيث يتصارع الرجال و الثيران..
للموت تحت أقدام امرأة جميلة..
9
جسد المرأة ناي
لم يتوقف عن العزف منذ ملايين السنين.
ناي لا يعرف النوتة الموسيقية.. و لا يقرأ مفاتيحها..
ناي لا يحتاج إلى من يدوزنه..
لأنه يدوزن نفسه..
10
جسد المرأة يعمل بوقوده الذاتي
و يفرز الحب..
كما تفرز الشرنقة حريرها..و الثدي حليبه..
و البحر زرقته.. و الغيمة مطرها..
و الأهداب سوادها..
11
جسد هذه المرأة ..مروحة..
و جسد تلك ..صيف إفريقي..
12
الحب في جسدك..
قديم و أزلي..
كما الملح جزء من جسد البحر..
13
ليس صحيحاً..
أن جسد المرأة يتلعثم عندما يرى رجلا.
انه يلتزم الصمت..
ليكون أكثر فصاحة!!..
14
ليس هناك جسد أنثوي لا يتكلم بطلاقة..
بل هناك رجل
يجهل أصول الكلام...
15
لا بد في الجنس من الخروج على النص..
و إلا تحولت أجساد النساء
إلى جرائد شعبية.. عناوينها متشابهة.
صفحاتها مكررة!!.


أحبـك وأقفل القـوس


لا أستطيع أن أحبك أكثر . .
لقد كتبت بالخط الكوفي
على أسوار الحمام
وأباريق النحاس الدمشقي
وقناديل السيدة زينب
وجوامع الآستانه وقباب غرناطة
وعلى الصفحة الأولى من الإنشاد .
وأقفلت القوس . . .

أنت عادة كتابية لا شفاء منها .
عادة احتلال ، وتملك ، واستيطان .
عادة فتح ، وفتك ، وبربرية .
أنت عادة مشرشة في لحم كلماتي .
فأما أن تسافري أنت . . وأما أن أسافر أنا . .
وأما أن تسافر الكتابة . .

جمالك . .
يحرض ذاكرتي الثقافية .
ويكهرب لغتي . . وأصابعي . .
وجسد الورقة البيضاء . .
جمالك . .
يشعل البروق في أثاث غرفتي
وشراشف سريري . . ويربط أسلاك الرجولة
بيني وبين نون النسوة . . وتاءات التأنيث . .
فكيف أتحاشاك يا امرأة . . .
حتى القبح إذا اقترب منك
يصبح جميلا . . .

أنت اللغة التي
يتغير عدد أحرفها ، كل يوم .
وتتغير جذورها . . ومشتقاتها . .
وطريقة إعرابها . . كل يوم . . .

أنت الكتابة السرية
التي لا يعرفها إلا الراسخون في العشق . .
أنت الكلام الذي يغير في كل لحظة كلامه . . .

كل نهار
أتعلمك عن ظهر قلب .
أتعلم خرائط أنوثتك . .
وسيراميك خضرك . . وموسيقى يديك . .
وجميع أسمائك الحسنى
عن ظهر قلب . . .
كل صباح أدرسك
كما أدرس تفاصيل الوردة..
ورقة.. ورقة.. تويجا.. تويجا..
وأذاكرك كما أذاكر
كونشيرتو البيانو لموزارت
أو قصيدة غزل
من العصر العباسي...

أيتها المرأة المعجونة بأنوثتها
كفطيرة العسل.
والمعجونة بدم قصائدي ودم شهواتي.
يا امرأة الدهشة المستمرة
يا التي بداياتها تلغي نهاياتها
وأولها يلغي آخرها..
وشفتها السفلى..
تأكل شفتها العليا..

أيتها المرأة
التي تتركني معلقا بين الهاوية و الهاوية..
أيتها المرأة – المأزق
أيتها المرأة – الدراما
أيتها المرأة – الجنون
أخاف أن أحبك..



أشهدُ أن لا امرأة ً إلا أنتِ


1

أشهدُ أن لا امرأة ً
أتقنت اللعبة إلا أنت
واحتملت حماقتي
عشرة أعوام كما احتملت
واصطبرت على جنوني مثلما صبرت
وقلمت أظافري .. ورتبت دفاتري
وأدخلتني روضة الأطفال
إلا أنتِ ..
2

أشهدُ أن لا امرأة ً
تشبهني كصورة زيتية
في الفكر والسلوك إلا أنت
والعقل والجنون إلا أنت
والملل السريع والتعلق السريع
إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة ً
قد أخذت من اهتمامي
نصف ما أخذتِ
واستعمرتني مثلما فعلت
وحررتني مثلما فعلت
3
أشهدُ أن لا امرأة ً
تعاملت معي كطفل عمره شهران
إلا أنتِ ..
وقدمت لي لبن العصفور والأزهار والألعاب
إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة ً
كانت معي كريمة كالبحر... راقية كالشعر
ودللتني مثلما فعلت وأفسدتني مثلما فعلت
أشهد أن لا امرأة
قد جعلت طفولتي
تمتد للخمسين .. إلا أنت

4
أشهدُ أن لا امرأة ً
تقدر أن تقول إنها النساء .. إلا أنت
وإن في سُرَّتِها مركز هذا الكون
أشهدُ أن لا امرأة ً
تتبعها الأشجار عندما تسير إلا أنتِ ..
ويشرب الحمام من مياه جسمها الثلجي...إلا أنتِ ..
وتأكل الخراف من حشيش إبطها الصيفي
إلا أنت
أشهدُ أن لا امرأة ً
إختصرت بكلمتين قصة الأنوثة
وحرضت رجولتي عليَّ .. إلا أنتِ ..
5

أشهدُ أن لا امرأة ً
توقف الزمان عند نهدها الأيمن ... إلا أنتِ ..
وقامت الثورات من سفوح نهدها الأيسر ... إلا أنتِ ..
أشهدُ أن لا امرأة ً
قد غيرت شرائع العالم إلا أنت
وغيرت خريطة الحلال والحرام
إلا أنتِ ..

6
أشهدُ أن لا امرأة ً
تجتاحني في لحظات العشق كالزلزال
تحرقني ... تغرقني... تشعلني ... تطفئني
تكسرني نصفين كالهلال
أشهدُ أن لا امرأة ً
تحتل نفسي أطول احتلال
وأسعد احتلال
تزرعني وردا دمشقيا
ونعناعا وبرتقال
يا امرأة
اترك تحت شَعرها أسئلتي
ولم تجب يوما على سؤال
يا امرأة هي اللغات كلها
لكنها تلمس بالذِهْنِ ولا تُقال
7
أيتها البحرية العينين
والشمعية اليدين
والرائعة الحضور
أيتها البيضاء كالفضة
والملساء كالبلور
أشهدُ أن لا امرأة ً
على محيط خصرها . .تجتمع العصور
وألف ألف كوكب يدور
أشهدُ أن لا امرأة ً .. غيرك يا حبيبتي
على ذراعيها تربى أول الذكور
وآخر الذكور

8
أيتها اللماحة الشفافة
العادلة الجميلة
أيتها الشهية البهية الدائمة الطفولة
أشهدُ أن لا امرأة ً
تحررت من حكم أهل الكهف إلا أنت
وكسرت أصنامهم وبددت أوهامهم
وأسقطت سلطة أهل الكهف إلا أنت
أشهد أن لا امرأة
إستقبلت بصدرها خناجر القبيلة
واعتبرت حبي لها
خلاصة الفضيلة
9

أشهدُ أن لا امرأة ً
جاءت تماما مثلما انتظرت
وجاء طول شعرها أطول مما شئت أو حلمت
وجاء شكل نهدها
مطابقا لكل ما خططت أو رسمت
أشهدُ أن لا امرأة ً
تخرج من سحب الدخان .. إن دخنت
تطير كالحمامة البيضاء في فكري .. إذا فكرت
يا امرأة ..كتبت عنها كتبا بحالها
لكنها برغم شعري كله
قد بقيت .. أجمل من جميع ما كتبت

10
أشهدُ أن لا امرأة ً
مارست الحب معي بمنتهى الحضارة
وأخرجتني من غبار العالم الثالث
إلا أنت
أشهدُ أن لا امرأة ً
قبلك حلت عقدي وثـقـفت لي جسدي
وحاورته مثلما تحاور القيثارة
أشهدُ أن لا امرأة ً
إلا أنتِ ..
إلا أنتِ .. إلا أنتِ


أميـة الشفتين

أميــــة الشفتين...لا تتبـــرمي
إني أتيتــك هــاديا ومـبــشــرا
حتى أعـلمك الهوى ...فتعلمــي
مازال قــانون القبيلـة حاكـــما
...جسد النساء...فحاولي أن تحكمي

أصغي إلي ... فإن وقــتي ضيــق
والقمح ينبـت مرة في الموسم
خليــك عاقــــلة... و لا تستقبلي
مطر الربيــع ، بوجهك المتجهم
كوني كمــا كل النساء... فإنني
لا أعرف امرأة تعيش بلا فم

هذه تعاليمي أمامك... كــلهـــا
سترين فيهــا جنـتي...وجهنــمي
إن كنت حتى الآن لم تستوعبي
ما جاء فيها ... فاسألي واستفهمي

أنا لا أريد عليك فرض مواقفي
إن كان يعجبك الكلام... تكــلمي
أو كنت ترتاحين في شتمي...اشتمي
فالحب بالإكراه... ليس هوايتـــي
والعنف - سيدتي - يزيد تأزمي

سأكون نذلا... لو جررتك الهوى
جر النعاج... فحاولي أن تفهمي
خليك هادئة... فليس بنيتي
أن أقلب الليل الجميل لمأتم

أنا لم أكن يوما رئيس قبيلة
حــتى أحبــك بالأظافر والدم
...لكنني رجــــــل يحاول دائما
تغيير خارطة السماء بشعره
...وبعشقه... تغيير طقس الأنجم







أيتها المثقفة


أيتها المثقفة إلى درجة التجلد
الأكاديمية إلى درجة القشعريرة
أيتها المحاصرة
بين جدران الكلمات المأثورة
وتعاليم حكماء الهند و لزوميات ما لا يلزم
أنتِ مأخوذة بأبي العتاهية
وأنا مأخوذ بالشعراء الصعاليك
أنتِ مهتمة بالمعتزلة
وأنا مهتم بأبي نواس
أنتِ معجبة برقص الباليه
وأنا معجب برقص الدراويش
أنتِ تسكنين مراكب الورق
وأنا أسكن البحر
أنتِ تسكنين الطمأنينة وأن أسكن الانتحار
أيتها الضائعة في غبار النصوص
إن دمي أنقى من حبر مخطوطاتك
وقراءة فمي أهم من جميع قراءاتك
فلماذا لا تثقفين على يدي
فأنا الثقافة.. أنا الثقافة.. أنا الثقافة
أنا الذي أستطيع أن أحول كفيكِ إلى حمامة
وفمكِ إلى عش للعصافير
أنا الذي أستطيع أن أجعلك
ملكة أو جارية... سمكة أو غزالة
أو قمراً في بادية



التحديات


أتحدّى..
من إلى عينيكِ، يا سيّدتي، قد سبقوني
يحملونَ الشمسَ في راحتهم
وعقودَ الياسمينِ..
أتحدّى كلَّ من عاشرتهم
من مجانينَ، ومفقودينَ في بحرِ الحنينِ
أن يحبّوكِ بأسلوبي، وطيشي، وجنوني..

أتحدّى..
كتبَ العشقِ ومخطوطاتهِ
منذُ آلافِ القرونِ..
أن ترَيْ فيها كتاباً واحداً
فيهِ، يا سيّدتي، ما ذكروني
أتحدّاكِ أنا.. أنْ تجدي
وطناً مثلَ فمي..
وسريراً دافئاً.. مثلَ عيوني

أتحدّاهُم جميعاً..
أن يخطّوا لكِ مكتوبَ هوىً
كمكاتيبِ غرامي..
أو يجيؤوكِ –على كثرتهم-
بحروفٍ كحروفي، وكلامٍ ككلامي..

أتحداكِ أنا أن تذكُري
رجلاً من بينِ من أحببتهم
أفرغَ الصيفَ بعينيكِ.. وفيروزَ البحورْ
أتحدّى..
مفرداتِ الحبِّ في شتّى العصورْ
والكتاباتِ على جدرانِ صيدونَ وصورْ
فـ اقرئي أقدمَ أوراقَ الهوى..
تجديني دائماً بينَ السطورْ
إنني أسكنُ في الحبّ..
فما من قبلةٍ.. أُخذتْ.. أو أُعطيتْ
ليسَ لي فيها حلولٌ أو حضورْ...
أتحدّى أشجعَ الفرسانِ.. يا سيّدتي
وبواريدَ القبيلة..
أتحدّى من أحبُّوكِ ومن أحببتِهمْ
منذُ ميلادكِ.. حتّى صرتِ كالنخلِ العراقيِّ.. طويلة
أتحدّاهم جميعاً..
أن يكونوا قطرةً صُغرى ببحري..
أو يكونوا أطفئوا أعمارَهمْ
مثلما أطفأتُ في عينيكِ عُمري..
أتحدّاكِ أنا.. أن تجدي عاشقاً مثلي..
وعصراً ذهبياً.. مثلَ عصري
فارحلي، حيثُ تريدينَ.. ارحلي..
واضحكي، وابكي، وجوعي،
فأنا أعرفُ أنْ لنْ تجدي
موطناً فيهِ تنامينَ كصدري..


الرسم بالكلمات

لا تطلبي مني حساب حياتي
إن الحديث يطول يا مولاتي!

كل العصور أنا بها ... فكأنما
عمري ملايين من السنوات ...

تعبت من السفر الطويل حقائبي
وتعبت من خيلي ومن غزواتي ...

لم يبق نهد ... اسود أو ابيض
إلا زرعت بأرضه راياتي ...

لم تبق زاوية بجسم جميله
إلا ومرت فوقها عرباتي...

فصلت من جلد النساء عباءة
وبنيت أهراما من الحلمات ...

...واليوم اجلس فوق سطح سفيتي
كاللص .. ابحث عن طريق نجاه

وأدير مفتاح الحريم ... فلا أرى
في الظل غير جماجم الأموات
أين السبايا ؟ .. أين ما ملكت يدي؟
أين البخور يضوع من حجراتي؟

اليوم تنتقم النهود لنفسها ..
وترد لي الطعنات بالطعنات ..

مأساة هارون الرشيد مريرة
لو تدركين مرارة المأساة

إني كمصباح الطريق .. صديقي
ابكي .. ولا احد يرى دمعاتي ..

الجنس كان مسكنا جربته
لم ينه أحزاني ولا أزماتي

والحب .. أصبح كله متشابها
كتشابه الأوراق في الغابات ..

فمك المطيب .. لا يحل قضيتي
فقضيتي في دفتري و داواتي ..

كل الدروب أمامنا مسدودة
وخلاصنا .. في الرسم بالكلمات ..



حب استثنائي لامرأة استثنائية


أكثر ما يعذبني في حبك..
أني لا أستطيع أن أحبك لأكثر..
وأكثر ما يضايقني في حواسي الخمس
أنها بقيت خمسا.. لا أكثر..
إن امرأة استثنائية مثلك
تحتاج إلى أحاسيس استثنائية
وأشواق استثنائية..
ودموع استثنائية..
وديانة رابعة..
إن امرأة استثنائية مثلك..
تحتاج إلى كتب تكتب لها وحدها ..
وإلى حزن خاص بها وحدها..
وإلى موت خاص بها وحدها..
انك امرأة متعددة
واللغة واحدة..
فماذا يمكنني أن أفعل
كي أتصالح مع لغتي..
وأزيل هذه الغربة بين سطوحك المصقولة وعرباتي
المدفونة في الثلج
بين محيط خصرك..
وطموح مركبي..
لاكتشاف كروية الأرض..

ربما كنت راضية عني..
لأني جعلت كالأميرات في كتب الأطفال
ورسمتك كالملائكة على سقوف الكنائس..
ولكني لست راضياً عن نفسي..
قد كان بإمكاني أن أرسمك بشكل أفضل .
أو ربما كنت قانعة مثل كل لنساء
بأي قصيدة حب تقال لك..
أما أنا فغير قانع بقناعتك..
فهناك مئات الكلمات تطلب مقابلتي..
ولا أقابلها..
وهناك مئات من القصائد ..
تجلس ساعات في غرفة الانتظار
فاعتذر لها..
اني لا أبحث عن قصيدة ما
امرأة ما..
ولكني أبحث عن قصيدتك أنت..
ولكني حاولت أن أصوغ عينيك شعراً فما وصلت لشيء ..
فكل الكتابات قبلك صفر..
و كل الكتابات بعدك صفر
فاني أبحث عن كلام يقولك دون كلام..
أو عن شعر يقطع
المسافة بين صهيل يدي وهديل الحمام...



يتبع غداً ...

ليــن القســا
23-01-2006, 12:39 AM
أخي شهريار ..
أشكرك لتلك الإضافات الجميلة ...
ما زلت أتابعك ...

شـهـريـار
23-01-2006, 11:33 AM
لين أهلا بك



شاكر تواجدك



و آمل استمرارك



أخوك شهريار


تحياتي

شـهـريـار
23-01-2006, 11:36 AM
حبُّ ..بلا حُدُودْ.

.-1-


يا سيِّدتي:
كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
قبل رحيل العامْ.
أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
بعد ولادة هذا العامْ..
أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ.
أنتِ امرأةٌ..
صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..
و من ذهب الأحلامْ..
أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي
قبل ملايين الأعوامْ..

-2-
يا سيِّدتي:
يا لمغزولة من قطنٍ و غمامْ.
يا أمطاراً من ياقوتٍ..
يا أنهاراً من نهوندٍ..
يا غاباتِ رخام..
يا ن تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..
و تسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.
لن يتغير شيء في عاطفتي..
في إحساسي..
في وجداني..في إيماني..
فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..


-3-
يا سيِّدتي:
لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ, و أسماء السنواتْ.
أنتِ امرأةً تبقت امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.
سوف أحِبُّكِ..
عد دخول القرن الواحد و العشرينَ..
و عند دخول القرن الخامس و العشرينَ..
و عند دخول القرن التاسع و العشرينَ..
و سوفَ أحبُّكِ..
حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..
و تحترقُ الغاباتْ..



-4-
يا سيِّدتي:
أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..
و وردةُ كلِّ الحرياتْ.
يكفي أنت أتهجى إسمَكِ..
حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..
و فرعون الكلماتْ..
يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..
حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..
و ترفعَ من أجلي الراياتْ..




-5-
يا سيِّدتي:
لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.
لَن يتغَّرَ شيءٌ منّي.
لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.
لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.
لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.
حين يكون الحبُ كبيراً ..
و المحبوبة قمراً..
لن يتحول هذا الحُبُّ
لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...



-6-
يا سيِّدتي:
ليس هنالكَ شيئٌ يملأ عَيني
لا الأضواءُ..
و لا الزيناتُ..
و لا أجراس العيد..
و لا شَجَرُ الميلادْ.
لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
لا تعني لي الحانةُ شيئاً.
لا يعني أي كلامٍ
يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.



-7-
يا سيِّدتي:
لا أتذكَّرُ إلا صوتَكِ
حين تدقُّ نواقيس الأحيادْ.
لا أتذكرُ إلا عطرَكِ
حين أنام على ورق الأعشابْ.
لا أتذكر إلا وجهكِ..
حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..
و أسمع طَقْطَقَةَ الأحطابْ..
-8-
ما يُفرِحُني يا سيِّدتي
أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ
بين بساتينِ الأهدابْ..

. -9-
ما يبهرني يا سيِّدتي
أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..
أعانقُهُ..
و أنام سعيداً كالأولادْ...

-10-
يا سيِّدتي:
ما أسعدني في منفاي
أقطِّرُ ماء الشعرِ..
و أشرب من خمر الرهبانْ
ما أقواني..
حين أكونُ صديقاً
للحريةِ.. و الإنسانْ...
-11-
يا سيِّدتي:
كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..
و في عصر التصويرِ..
و في عصرِ الرُوَّادْ
كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً
في فلورنسا.. أو قرطبة أو في الكوفة أو في حَلَبً.
أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...
-12-
يا سيِّدتي:
كم أتمنى لو سافرنا
نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ.
حيث الحبُّ بلا أسوارْ. و الكلمات بلا أسوارْ.
و الأحلامُ بلا أسوارْ.
13
يا سيِّدةَ العالَمِ:
لا يشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ.
أنتِ امرأتي الأولى.
أمي الأولى. رحمي الأولُ.
شَغَفي الأولُ. شَبَقي الأوَّلُ.
طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...
14
يا سيِّدتي:
يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى.
هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..
هاتي يَدَكِ اليُسْرَى.. كي أستوطنَ فيها..
قُلي أيَّ عبارة حُبٍّ
حيت تبتدئَ الأعيادْ...


صبــاحك سكــر

إذا مرّ يومُ ولم أتذكر...
به أن أقولَ: صباحك سكر
ورحت أخطّ كطفل صغيرٍ...
كلاماً غريباً على وجه دفترْ
فلا تضجري من ذهولي وصمتي..
ولا تحسبي أن شيئاً تغيّرْ
فحين أنا لا أقولُ أحبُّ..
فمعناه أني أحبكِ أكثرْ..
إذا جئتني ذات يومٍ بثوبٍ
كعشب البحيراتِ.. أخضرَ.. أخضرْ
وشعْرُكِ ملقى على كتفيكِ...
كبحرٍ كأبعادِ ليلٍ مبعثرْ
ونهدكِ.. تحت ارتفافِ القميصِ
شهيٌّ.. شهيٌّ.. كطعنة خنجرْ
ورحتُ أعبُّ دخاني بعمقٍ...
وأرشف حبر دواتي وأسكرْ
فلا تنعتيني بموتِ الشعورِ
ولا تحسبي أن قلبي تَحَجّرْ
فـ بالوهم أخلق منكِ حباً
وأجعل نهدك قطعة جوهرْ
وبالوهم .. أزرع شعركِ دِفلى
وقمحاً .. ولوزاً.. وغاباتِ زعترْ..
إذا ما جلست طويلاً أمامي
كمملكة من عبيرٍ ومرمرْ..
وأغمضتُ عنْ طيباتكِ عيني
وأهملتُ شكوى القميصِ المعطرْ
فلا تحسبي أنني لا أراكِ
فبعض المواضيعِ بالذهن يُبصرْ
ففي الظلِ يغدو لعطرك صوتٌ
وتصبح أبعاد عينيكِ أكبرْ
أحبكِ فوق المحبة.. لكن
دعيني أراك كما أتصورْ






يتبع ,,

شـهـريـار
23-01-2006, 11:41 AM
حبيبتي هي القانون


أيتها الأنثى التي في صوتها
تمتزج الفضة . . بالنبيذ . . بالأمطار
ومن مرايا ركبتيها يطلع النهار
ويستعد العمر للإبحار
أيتها الأنثى التي
يختلط البحر بعينيها مع الزيتون
يا وردتي ونجمتي
وتاج رأسي
ربما أكون
مشاغبا . . أو فوضوي الفكر أو مجنون
إن كنت مجنونا . . وهذا ممكن
فأنت يا سيدتي
مسؤولة عن ذلك الجنون
أو كنت ملعونا وهذا ممكن
فكل من يمارس الحب بلا إجازة
في العالم الثالث
يا سيدتي ملعون
فسامحيني مرة واحدة
إذا أنا خرجت عن حرفية القانون
فما الذي أصنع يا ريحانتي ؟
إن كان كل امرأة أحببتها
صارت هي القانون****




و إني أحبك


أحبك.. أحبك.. والبقية تأتي

(وإنّي أحبك)
حـديـثـُـكِ سُجّادة فارسيّة ..
وعيناكِ عُصفورتان دمشقـيّـتان ..
تطيران بين الجدار وبين الجدار ..
وقلبي يسافر مثل الحمامة بين يديكِ ،
ويأخذ قيلولةً تحت ظلّ السوار ..

و إني أحبك

لكن أخافُ التورط فيكِ ،
أخاف التوحد فيكِ ،
أخاف التقمّص فيكِ ،
فقد علمتني التجارب أن أتجنـّب عشق النساء ،
وموج البحار ..
أنا لا أناقش حبّـكِ .. فهو نهاري ..
ولستُ أناقش شمس النهار .. أنا لا أناقش حبّكِ ..
فهو يقرر في أي يوم سيأتي .. وفي أي يوم سيذهب ..
وهو يحدد وقت الحوار ، وشكل الحوار ..
* * *
دعيني أصبّ لكِي الشاي ،
أنتِ خرافيّة الحُسْن ِهذا الصباح ،
وصوتكِ نقشٌ جميل على ثوبِ مراكشيّة ..
وعِقدكِ يلعب كالطفل تحت المرايا ..
ويرتشف الماء من شفة المزهريّة ..
دعيني أصبّ لكِي الشاي ، هل قلتُ إني أحبّـكِ ؟
هل قلتُ إنـّي سعيدٌ لأنكِ جئتِ ..
وأنَّ حضوركِ يُسِعد مثل حضور القصيدة ..
ومثل حضور المراكبِ ، والذكريات البعيدة ..
* * *
دعيني أترجم بعض كلام المقاعد وهي ترحبُ فيكِ ..
دعيني ، أعبّر عمّا يدور ببالِ الفناجين ،
وهي تفكـّر في شفتيكِ ..
وبالِ الملاعق ، والسكريّة ..
دعيني أضيفُكِ حرفًا جديدًا .. على أحرف الأبجديّة ..
دعيني أناقض نفسي قليلاً ..
وأجمع في الحبّ بين الحضارة والبربريّة ..
* * *
أأعجبكِ الشايُ ؟
هل ترغبين ببعض الحليب ؟
وهل تكتفين - كما كنتِ دومًا - بقطعة سكر ؟
وأمّا أنا فأفضّل وجهكِ من غير سكّر .

* * *
أكرر للمرة الألف أني أحبّكِ ..
كيف تريدينني أن أفسِّر ما لا يفسَّر ؟
وكيف تريدينني أن أقيس مساحة حزني ؟
وحزني كالطفلِ .. يزداد في كلّ يوم جمالاً ويكبر ..
* * *
دعيني أقولُ بكلّ اللغات التي تعرفين ولا تعرفين ..
أحبّكِ أنتِ ..
دعيني أفتـّش عن مفرداتٍ .. تكون بحجم حنيني إليكِ ..
وعن كلماتٍ .. تغطـّي مساحة نهديكِ ..
بالماء ، والعشبِ ، والياسمين ..
دعيني أفكـّر عنكِ .. وأشتاق عنكِ ..
وأبكي ، وأضحكُ عنكِ ..
وألغي المسافةَ بين الخيال وبين اليقين ..
* * *
دعيني أنادي عليكِ ، بكلّ حروف النداءِ ..
لعلـّي إذا ما تغرْغرتُ باسمكِ ، من شفتي تولدين ..
دعيني أؤسس دولة عشقٍ ..
تكونين أنتِ المليكة فيها ..
وأصبح فيها أنا أعظمُ العاشقين ..

دعيني أقود انقلابًا ..
يوطّدُ سلطة عينيكِ بين الشعوبِ ،
دعيني .. أغير بالحبّ وجه الحضارة ..
أنتِ الحضارة ..
أنت التراث الذي يتشكّل في باطن الأرض منذ ألوف السنين ..
* * *
أحبّكِ ..
كيف تريديني أن أبرهن أن حضوركِ في الكون ،
مثل حضور المياه ،
ومثل حضور الشجر ..
وأنّكِ زهرة دوار شمسٍ ..
وبستان نخلٍ ..
وأغنيةٌ أبحرتْ من وتر ..
دعيني أقولكِ بالصمتِ ..
حين تضيق العبارة عمّا أعاني ..
وحين يصير الكلام مؤامرةً أتورّط فيها ..
وتغدو القصيدة آنية من حجر .

***

دعيني .. أقولكِ ما بين نفسي وبيني ..
وما بين أهداب عيني ، وعيني .. دعيني ..
أقولكِ بالرمزِ ، إن كنتِ لا تثقين بضوءِ القمر ..
دعيني أقولكِ بالبرقِ ، أو برذاذ المطر ..
دعيني أقدّم للبحرِ عنوان عينيكِ .. إن تقبلي دعوتي للسفر

* * *
لماذا أحبّكِ ؟
إن السفينة في البحر لا تتذكر كيف أحاط بها الماءُ ..
لا تتذكـّر كيف اعتراها الدُوار .. لماذا أحبّكِ ؟
إنّ الرصاصة في اللحم لا تتساءل من أين جاءت ..
وليستْ تقدم أيّ اعتذار ..
* * *
لماذا أحبّكِ .. لا تسأليني ..
فليس لديَّ الخيار .. وليس لديكِ الخيار



هل عندك شك


هل عندك شك أنك أحلى وأغلى امرأة في الدنيا
وأهم امرأة في دنيا
هل عندك شك أن دخولك في قلبي
هو أعظم يوم بالتاريخ وأجمل خبر في الدنيا
هل عندك شك أنك عمري وحياتي
وبأني من عينيك سرقت النار وقمت بأخطر ثوراتي
أيتها الوردة والريحانة والياقوتة والسلطانة
والشعبية والشرعية بين جميع الملكات
يا قمرًَا يطلع كل مساءٍ من نافذة الكلمات
يا آخر وطن أولد فيه وأدفن فيه وأنشر فيه كتاباتي
غاليتي أنتي غاليتي ..
لا أدري كيف رماني الموج على قدميكِ
لا أدري كيف مشيتي إلي وكيف مشيت إليك
دافئة أنتي كليلة حب
من يوم طرقت الباب علي ابتدأ العمر
كم صار رقيقًا قلبي حين تعلم بين يديك
كم كان كبيرًا حظي حين عثرت يا عمري عليك
يا نارًا تجتاح كياني .. يا فرحًا يطرد أحزاني
يا جسدا يقطع مثل السيف ويضرب مثل البركان
يا وجهًا يعبق مثل حقول الورد ويركض نحوي كحصان
قولي لي كيف سأنقذ نفسي من أشواقي وأحزاني
قولي لي ماذا أفعل فيكي أنا في حالة إدمان
قولي ما الحل فأشواقي وصلت لحدود الهذيان
قاتلتي ترقص حافية القدمين بمدخل شرياني
من أين أتيت وكيف أتيت وكيف عصفت بوجداني

شـهـريـار
23-01-2006, 11:59 AM
أريدك أنثى

أريدك أنثى ...
ولا ادعي العلم في كيمياء النساء..
ومن أين يأتي رحيق الأنوثة
وكيف تصير الظباء ظباء
وكيف العصافير تتقن فن الغناء..

أريدك أنثى ..
ويكفي حضورك كي لا يكون المكان...
ويكفي مجيئك كي لا يجيء الزمان..
وتكفي ابتسامة عينيك كي يبدأ المهرجان...
فوجهك تأشيرتي لدخول بلاد الحنان...

أريدك أنثى ...
كما جاء في كتب الشعر منذ ألوف السنين...
وما جاء في كتب العشق والعاشقين...
وما جاء في كتب الماء... والورد ... والياسمين..
أريدك وادعة كالحمامة...
وصافية كمياه الغمامة...
وشاردة كالغزالة...
ما بين نجد .. وبين تهامة...


أريدك مثل النساء اللواتي
نراهن في خالدات الصور...
ومثل العذارى اللواتي
نراهن فوق سقوف الكنائس
يغسلن أثدائهن بضوء القمر...

أريدك أنثى ..
لتبقى الحياة على أرضنا ممكنة..
وتبقى القصائد في عصرنا ممكنة...
وتبقى الكواكب والأزمنة..
وتبقى المراكب، والبحر، والأحرف الأبجدية..
فما دمت أنثى فنحن بخير...

أريك أنثى لأن الحضارة أنثى..
لأن القصيدة أنثى ..
وسنبلة القمح أنثى..
وقارورة العطر أنثى...
وباريس – بين المدائن- أنثى...
وبيروت تبقى – برغم الجراحات – أنثى...
فباسم الذين يريدون أن يكتبوا الشعر .. كوني
امرأة..
وباسم الذين يريدون أن يصنعوا الحب ... كوني
امرأة..


أقدم اعتذاري



أقدم اعتذاري
لوجهك الحزين مثل شمس آخر النهارِ
عن الكتابات التي كتبتها
عن الحماقات التي ارتكبتها
هن كل ما أحدثته
في جسمك النقي من دمارِ
وكل ما أثرته حولك من غبارِ

أقدم اعتذاري
عن كل ما كتبت من قصائد شريرة
في لحظة انهياري
فالشعر يا صديقتي
منفاي واحتضاري
طهارتي وعاري
و لا أريد مطلقاً أن توصمي بعاري

من أجل هذا جئت يا صديقتي
أقدم اعتذاري





الدخــــول إلى البحــــر


حدثت تجربة الحب أخيرا . . .
ودخلنا جنة الله ، ككل الداخلين
وانزلقنا . .
تحت سطح الماء أسماكا . .
رأينا لؤلؤ البحر الحقيقي . .
وكنا ذاهلين . .

حدثت . . تجربة الحب أخيرا . .
حدثت من غير إرهاب ولا قسر . .
فأعطيت . . وأعطيت . .
وكنا عادلين . .
حدثت في منتهى اليسر كما
يكتب المرء بماء الياسمين. .
وكما ينفجر النبع من الأرض . .
فشكرا . .
لك يا سيدتي
ولرب العالمين . .


الرسائل المحترقة


أحقاً رسالاتي إليك تمزقت
وهن حبيباتي .. وهن روائعي

أأنكر ما فيهن ؟ لا يا صديقتي
عليهن أسلوبي .. عليهن طابعي

عليهن أحداقي ، وزرقة أعيني
وروعة أسحاري وسحر مطالعي

حروفي .. سفيراتي .. مرايا خواطري
وأطيب طيب في زوايا المخادع

وأجمل ما غنيت .. ما طرزت يد
وأكرم ما أعطت أنامل صانع

بأعصاب أعصابي .. رسمت حروفها
وأطعمتها من صحتي ، من مدامعي

وأنفقت أيامي .. أصوغ سطورها
بدقة مثال ، وأشواق راكع

أجيبي .. أجيبي .. ما مصير رسائلي
فإني مذ ضيعتها ألف ضائع ..

ألم تترك النيران منها بقية
ألم ينج حتى مقطع من مقاطعي ؟

حصيلة عام .. تنتهي في دقائق
وتلتهم النيران كل مزارعي

وتذهب أوراقي التي استهلكت دمي
فلا رجع موال .. ولا صوت زارع

أمطعمة النيران .. أحلى رسائلي
جمالك ماذا كان ؟ لولا روائعي

فثغرك بعض من أناقة أحرفي
وصدرك بعض من عويل زوابعي

أنا بعض هذا الحبر .. ما عدت ذاكراً
حدود حروفي من حدود أصابعي



أين أذهب؟


لم أعد دارياً إلى أين أذهب..
كل يوم.. يصير وجهك أقرب..

كل يوم.. يصير وجهك جزءاً..
من حياتي.. ويصبح العمر أخصب..

وتصير الأشكال أجمل شكلاً..
وتصير الأشياء أحنى وأطيب..

قد تسربتِ في مسامات جسمي..
مثلما قطرة الندى.. تتسرب..

اعتيادي على غيابكِ صعب..
واعتيادي على حضوركِ أصعب..

كم أنا.. كم أنا أحبكِ.. حتى..
أن نفسي من نفسها.. تتعجب..

يسكن الشِعر في حدائق عينيكِ..
فلولا عيناكِ.. لا شعر يكتب..


منذ أحببتك الشموس استدارت..
والسماوات.. صرن أنقى وأرحب..

منذ أحببتكِ.. البحار جميعاً..
أصبحت من مياه عينيكِ تشرب..

خطأي.. أنني تصورت نفسي..
ملكاً يا صديقتي ليس يغلب..

وتصرفتُ مثل طفل صغير..
يشتهي أن يطول أبعد كوكب..

سامحيني.. إذا تماديت في الحلم..
وألبستكِ الحرير المقصب..

أتمنى.. لو كنتِ بؤبؤ عيني..
أتراني طلبتُ ما ليس يطلب؟..

أخبريني من أنت؟ إن شعوري..
كشعور الذي يطارد أرنب..

أنت أحلى خرافة في حياتي..
والذي يلحق الخرافات يتعب..



حُـب

أكثر ما يرعبني
في القرن الواحد والعشرين
انك لن تكوني فيه حبيبتي
وأنني لن أكتب فيه قصيدة واحدة
في تمجيد العشق
أو مديح النساء
إنه قرن لا قلب له
وليس فيه مكان للحب ... أو للشعر .. أو
للكلمات الجميلة
قرن ستنقرض فيه ذرية الإنسان
العاشق
والإنسان الحالم
والإنسان الكاتب
أكثر ما يخيفني
أنهم سوف يبرمجونك
ويبرمجونني
ويتحكمون بحركة شفاهنا
وأصابعنا
وتاريخ لقاءاتنا
وتوقيت رغباتنا
ومواسم ضحكنا

ماذا سنفعل يا حبيبتي
في عصر التباس الأجناس
وسلطة أقنية الفضاء
والإنترنت
وأشعة الليزر
والوجبات السريعة
وهستيريا الهاتف الخلوي
لست متحمسا لحداثة
تأخذ مني نقائي وطفولتي
ولا لحداثة تمحو أبجديتي
وسلالاتي الثقافية
ولا لكل الحداثات
التي تلغي ذاكرتي الشعرية
لست متحمسا كي أبيع المتنبي
حتى أشتري شكسبير
ولا أن أبيع أم كلثوم
حتى أشتري مادونا
لست متحمسا
كي أكون سويدياً
أو دنمركياً .. أو نرويجياً
أو شاعرا من شعراء الأسكيمو
فالحب تحت الصفر
لا يتناسب مع مناخاتي الاستوائية



إنني عربي يصنع القهوة
على نار الفحم
ويصنع الحب على نار الفحم
ويكتب القصيدة على نار الفحم
ويستقبل النساء
وهو مطمور في داخل منقل فحم
لا يمكنني أن احبك في عصر الحداثة
فهو يستنزف إنسانيتي
ويقتل طفولتي
لا يمكنني أن ألمس شفتيك
بالريموت كونترول
وأراك كملايين المشاهدين
بالفيديو كليب
فهذا اغتصاب لخصوصيتي
وعدوان
على رجولتي
لا يمكنني أن أجعلك يا حبيبتي
طعاما للكمبيوتر
وتقريراً صحفيا في ثورة المعلومات
لا يمكنني أن أحبك
على الطريقة الدادائية
أو السريالية
فالتجريد ليس من طبيعتي
وسيلفادور دالي وخوان ميرو
وشاغال
وماكس ارنست
لن يتمكنوا من إلغاء بداوتي
لا يمكنني أن أحبك
على طريقة النسّاك
والزاهدين , والمتصوفين
ولا أن ادخل مع شفتيك في حوار فلسفي
لأن كف المرأة لا يقرأ كتب الفلسفة
ولا يعرف من هو ديكارد
و هيغل .. وابن رشد .. وابن خلدون
و التفري .. ومحيي الدين بن عربي
كف المرأة
لا يريد منظرين .. و أكادميين .. وفقهاء
بل يريد انقلابيين حقيقيين
يسقطون نظام العشق العربي
ويرفعون راية الأنوثة
ويغيرون كروية الأرض
لا يمكنك أن تطالبينني
أن أكون أمامك طفلاً
مطيعا .. ومهذبا
فالأطفال المهذبون
ينتهون دائما إلى الطبيب النفسي
أو إلى مستشفى المعاقين
وأنا أريد أن أكون طفلاً
طبيعيا
يلعب .. ويصرخ .. ويخربش على الحيطان
ويحرق ستائر الحيط .. ويحطم أوانيه

أريد أن تكوني حبيبتي
خارج العصر الجاهلي
وخارج العصر المملوكي
وخارج الفيتو الأمريكي
وخارج العصر الإسرائيلي
الذي ذبحنا كالدجاج
على باب الجامعة العربية
كلما أحببتك
كبرت مساحة حريتي
إنني لا استطيع أن أعشق امرأة
لا تحررني
اذهب إلى موعدك
لاهثا ومتحمسا
ومبهوراً
كما اذهب إلى ورقة الكتابة
اعشقي من شئت
وتزوجي من شئت
وسافري مع من شئت
فحيث تكونين
أنت جزء من قصيدتي
سوف يأتي يوم
لا تجدين فيه أمامك على طاولة الزينة
إلا قصائدي



الرجال العرب
مسؤولون عن وأد المرأة جسديا
في العصر الجاهلي
ومسؤولون عن وأدها ثقافيا
في عصر الأقمار الصناعية
لا حياد مع الشعر يا سيدتي
كما لا حياد مع النساء
انني أبحث عن قصيدة تتفجر
وتفجرني معها
وعن امرأة ترمي نفسها في هاوية العشق
وتسحبني معها
فحاولي أن تتركيني قلقا ومرتابا
ومتحفزا كنمر أفريقي
حاولي أن تستفزي الشعر في داخلي
وتشعلي كبريت رجولتي
وتطرزي جسدي بآلاف القبلات وآلاف الطعنات
لا أريد منك جوابا على أي شيء
ولا نهاية لأي شيء
فظلي خنجرا مخبوءا تحت شراشفي
لا أعرف متى يذبحني ومتى يصفح عني
ظلّي الزلزال الجميل الذي انتظره
والموت الذي يأتي ولا يأتي
فأنا لم أفكر أبدا في إقامة علاقة مع امرأة من خشب
أو في كتابة قصيدة من خشب

****


يتبع ,,,

شـهـريـار
24-01-2006, 12:03 PM
هوامش على دفتر النكسة

1

أنعي لكم يا أصدقائي، اللغة القديمة
والكتب القديمة
أنعي لكم :
كلامنا المثقوب كالأحذية القديمة
ومفردات العهر، والهجاء، والشتيمة..
أنعي لكم..
نهاية الكفر الذي قاد إلى الهزيمة.
2

مالحة في فمنا القصائد
مالحة ضفائر النساء
والليل والأستار، والمقاعد
مالحة أمامنا الأشياء..
3

يا وطني الحزين
حولتني بلحظة
من شاعر يكتب شعر الحب والحنين
لشاعر يكتب بالسكين..
4

لأن ما نحسه
أكبر من أوراقنا..
لابد أن نخجل من أشعارنا
5

إذا خسرنا الحرب ، لا غرابة
لأننا ندخلها
بكل ما يملكه الشرقي من مواهب الخطابة
بالعنتريات التي ما قتلت ذبابه
لأننا ندخلها
بمنطق الطلبة والربابة..
6

السر في مأساتنا
صراخنا أضخم من أصواتنا
وسيفنا..
أطول من قاماتنا..
7

خلاصتة القضية
توجز في عباره
لقد لبسنا قشرة الحضارة
والروح جاهلية...
8

بالناي والمزماز
لا يحدث انتصار...
9

كلفنا ارتجالنا
خمسين ألف خيمة جديدة..
10

لا تلعنوا السماء
إذا تخلت عنكم
لا تلعنوا الظروف
فالله يؤتي النصر من يشاء
وليس حدادا لديكم..
يصنع السيوف..
11

يوجعني أن أسمع الأنباء في الصباح
يوجعني..
أن أسمع النباح ...
12

ما ذخل اليهود من حدودنا
وإنما..
تسربوا كالنمل من عيوبنا..
13

خمسة آلاف سنة ..
ونحن في السرداب
ذقوننا طويلة
نقودنا مجهولة
عيوننا مرافئ الذباب ..
يا أصدقائي :
جربوا أن تكسروا الأبواب
أن تغسلوا أفكاركم
وتغسلوا الأثواب



يا أصدقائي
جربوا أن تقرؤوا كتاب ..
أن تكتبوا كتاب..
أن تزرعوا الحروف..
والرمان ..
والأعناب..
أن تبحروا إلى بلاد الثلج والضباب
فالناس يجهلونكم..
في خارج السرداب
الناس يحسبونكم
نوعا من الذئاب ...
14

جلودنا ميتة الإحساس
أروحنا تشكو من الإفلاس
أيامنا تدور بين الزار..
والشطرنج ..
والنعاس..
هل " نحن خير أمة قد أخرجت للناس " ؟
15

كان بوسع نقطنا الدافق في الصحاري
أن يستحيل خنجرا..
من لهب ونار
لكنه ..
وأخجله الأشراف من قريش
وخجلة الأحرار من أوس ومن نزار
يراق تحت أرجل الجواري..
16

نركض في الشوارع
نحمل تحت إبطنا الحبالا
نمارس السحل بلا تبصر
نحطم الزجاج و الأقفالا
نمدح كالضفادع
نشتم كالضفادع
نجعل من أقزامنا أبطالا
نجعل من أشرافنا أنذالا
نرتجل البطولة ارتجالا
نقعد في الجوامع
تنابلا ، كسالى
نشطر الأبيات ، أو نؤلف الأمثالا
17

لو أحد يمنحني الأمان
لو كنت أستطيع أن أقابل السلطان
قلت له :
يا سيدي السلطان
كلابك المفترسات مزقت ردائي
عيونهم ورائي..
أنوفهم ورائي ..
أقدامهم ورائي..
يستجوبون زوجتي..
ويكتبون عندهم أسماء أصدقائي..
يا حضرة السلطان
لأنني اقتربت من أسوارك الصماء..
لأني حاولت أن أكشف عن خزني وعن بلائي
ضربت بالحذاء..
أرغمني جندك أن آكل من حذائي..
يا سيدي .. يا سيدي السلطان
لقد خسرت الحرب مرتين
لأن نصف شعبنا ليس له لسان
ما قيمة الشعب الذي ليس له لسان؟!
لأن نصف شعبنا محاصر كالنمل والجرذان
في داخل الجدران..
...
لو أحد يمنحني الأمان
من عسكر السلطان
قلت له : يا حضرة السلطان
لقد خسرت الحرب مرتين
لأنك انفصلت عن قضية الإنسان
18

لو أننا لم ندفن الوحدة في التراب
لو لم نمزق جسمها الطري بالحراب
لو بقيت في داخل العيون والأهداب
لما استباحت لحمنا الكلاب ..
19

نريد جيلا غاضبا
نريد جيلا يفلح الآفاق
وينكش التاريخ من جذوره
وينكش الفكر من الأعماق
نريد جيلا قادما مختلف الملامح
لا يغفر الأخطاء .. لا يسامح
لا ينحني.. لا يعرف النفاق ..
نريد جيلا، رائدا، عملاق ..
20

يا أيها الأطفال :
من المحيط للخليج، أنتم سنابل الآمال
وأنتم الجيل الذي سيكسر الأغلال
ويقتل الأفيون في رؤوسنا
ويقتل الخيال..
يا أيها الأطفال:
أنتم- بعد - طيبون
وطاهرون، كالندى والثلج، طاهرون
لا تقرؤوا عن جيلنا المهزوم، يا أطفال
فنحن خائبون
ونحن، مثل قشرة البطيخ، تافهون
ونحن منخورون..
منخورون كالنعال..
لا تقرؤوا أخبارنا
لا تقبلوا أفكارنا
لا تقتفوا آثارنا
فنحن جيل القيء. والزهري .. والسعال..
ونحن جيل الدجل ، والرقص على الحبال
يا أيها الأطفال :
يا مطر الربيع. يا سنابل الآمان
أنتم بذور الخصب في حياتنا العقيقة
وأنتم الجيل الذي سيهزم الهزيمة...

شـهـريـار
24-01-2006, 12:05 PM
منشورات فدائية على جدران إسرائيل


لن تجعلوا من شعبنا
شعب هنود حمر
فنحن باقون هنا ..
في هذه الأرض التي تلبسن في معصمها
إسوارة من زهر ..
فهذه بلادنا
فيها وجدنا منذ فجر العمر
فيها لعبنا .. وعشقنا..
وكتبنا الشعر
مشرشون نحن في خلجانها
مثل حشيش البحر
مشرشون نحن في تاريخها
في خبزها المرقوق .. في زيتونها
في قمحها المصفر ..
مشرشون نحن في وجدانها
باقون في آذارها ..
باقون في نسيانها ...
باقون كالحفر على صلبانها
باقون في نبيها الكريم ، في قرانها
وفي الوصايا العشر ..
2

لا تسكروا بالنصر
إذا قتلتم خالدا
فسوف يأتي عمرو
وإن سحقتم وردة
فسوف يبقي العطر ..
3

لأن موسى قطعت يداه
ولم يتقن فن السحر
لأن موسى كسرت عصاه
ولم يعد بوسعه
شق مياه البحر
لأنكم لستم كأمريكا
ولسنا كالهنود الحمر
فسوف تهلكون عن آخركم
فوق صحارى مصر ..
4

المسجد الأقصى ، شهيد جديد
نضيفه إلى الحساب العتيق
وليست النار، وليس الحريق
سوى قناديل تضيء الطريق
5

نخرج كالجن لكم
من قصب الغابات
من رزم البريد، من مقاعد الباصات
من علب الدخان، من صفائح البنزين،
من شواهد الأموات
من الطباشير.. من الألواح.. من ضفائر البنات ..
من خشب الصلبان.. من أوعية البخور..
من أغطية الصلاة..
من ورق المصحف، نأتيكم
من السطور والآيات
لن تفلتوا من يدنا..
فنحن مبثوثون في الريح .. وفي الماء .. وفي النبات
ونحن معجونون بالألوان والأصوات
لن تفلتوا..
لن تفلتوا..
فكل بيت فيه بندقية
من ضفة النيل إلى الفرات..
6

لن تستريحوا معنا..
كل قتيل عندنا
يموت آلافا من المرات..
7

انتبهوا..
انتبهوا..
أعمدة النور لها أظافر
وللشبابيك عيون عشر
والموت في انتظاركم
في كل وجه عابر.. أو لفتة .. أو خصر ..
الموت مخبوء لكم
في مشط كل امرأة..
وخصلة من شعر ...
8

يا آل إسرائيل، لا يأخذكم الغزور
عقارب الساعة إن تؤقفت
لا بد أن تدور..
إن اغتصاب الأرض لا يخيفنا
فالريش قد يسقط من أجنحة النسور
والعطش الطويل لا يخيفنا
فالماء يبقي دائما في باطن الصخور
هزمتم الجيوش .. إلا أنكم لم تهزموا الشعور
قطعتم الأشجار من رؤوسها
وظلت الجذور..
9

ننصحكم أن تقرؤوا
ما جاء في الزبور ..
ننصحكم أن تحملوا توراتكم
وتتبعوا نبيكم للطور
فما لكم خبز هنا .. ولا لكم حضور
من باب كل جامع
من خلف كل منبر مكسور
سيخرج الحجاج ذات ليلة ..
ويخرج المنصور...
10

انتظرونا دائما..
في كل ما لا ينتظر
فنحن في كل المطارات..
وفي كل بطاقات السفر..
نطلع في روما.. وفي زوريخ..
من تحت الحجر
نطلع من خلف التماثيل..
وأحواض الزهر..
رجالنا يأتون دون موعد
في غضب الرعد.. وزخات المطر
يأتون في عباءة الرسول..
أو سيف عمر ..
نساؤنا..
يرسمن أحزان فلسطين على دمع الشجر
يقبرن أطفال فلسطين بوجدان البشر
نساؤنا..
يحملن أحجار فلسطين إلى أرض القمر..


11

لقد سرقتم وطنا ..
فصفق العالم للمغامرة
صادرتم الألوف من بيوتنا
وبعتم الألوف من أطفالنا
فصفق العالم للسماسرة
سرقتم الزيت من الكنائس
سرقتم المسيح من منزله في الناصرة
فصفق العالم للمغامرة
وتنصبون مأتما
إذا خطفنا طائرة..
12

تذكروا ..
تذكروا دائما ..
بأن أمريكا - على شأنها -
ليست هي الله العزيز القدير
وأن أمريكا - على بأسها -
لن تمنع الطيور من أن تطير
قد تقتل الكبير ، بارودة
صغيرة ، في يد طفل صغير.
13

ما بيننا .. وبينكم .. لا ينتهي بعام
لا ينتهي بخمسة أو عشرة ولا بألف عام
طويلة معارك التحرير كالصيام
ونحن باقون على صدروكم كالنقش في الرخام
باقون في صوت المزاريب .. وفي أجنحة الحمام
باقون في ذاكرة الشمس ، وفي دفاتر الأيام
باقون في شعر امرئ القيس، وفي شعر أبي تمام
باقون في شفاه من تحبهم
باقون في مخارج الكلام..
14

موعدنا حين يجيء المغيب
موعدنا القادم في تل أبيب
نصر من الله ، وفتح قريب
15

ليس حزيران سوى يوم من الأيام
وأجمل الورود ، ما ينبث في حديقة الأحزان..
16

للحزن أولاد سيكبرون..
للوجع الطويل، أولاد سيكبرون..
لمن قتلتم في فلسطين صغار سوف يكبرون..
للأرض .. للحارت .. للأبواب .. أولاد سيكبرون وهؤلاء كلهم ..
تجمعوا منذ ثلاثين سنة
في غرف التحقيق .. في مراكز البوليس .. في السجون
تجمعوا كالدمع في العيون..
وهؤلاء كلهم ..
في أي .. أي لحظة
من كل أبواب فلسطين سيدخلون..
17

وجاء في كتابه تعالى :
بأنكم من مصر تخرجون..
وأنكم في تيهها سوف تجوعون وتعطشون
وأنكم ستعبدون العجل دون ربكم
وأنكم بنعمة الله عليكم، سوف تكفرون.
وفي المناشير التي يحلمها رجالنا
زدنا على ما قاله تعالى ، سطرين آخرين :
" ومن ذرى الجولان تخرجون.."
" بقوة السلاح تخرجون .."
18

سوف يموت الأعور الدجال
سوف يموت الأعور الدجال
ونحن باقون هنا..
حدائقا.. وعطر برتقال
باقون فيما رسم الله على دفاتر الجبال
باقون في معاصر الزيت.. وفي الأنوال
في المد.. في الجزر.. وفي الشروق والزوال
باقون في مراكب الصيد ..
وفي الأصداف والرمال..
باقون في قصائد الحب ..
وفي قصائد النضال
باقون في الشعر .. وفي الأزجال . .
باقون في عطر المناديل .. وفي " الدبكة " و " الموال ".
في القصص الشعبي .. في الأمثال
باقون في الكوفية البيضاء ... والعقال
باقون في مروءة الخيل ، وفي مروءة الخيال
باقون في المهباج .. والبن..
وفي تحية الرجال للرجال..
باقون في معاطف الجنود..
في الجراح، في السعال
باقون في سنابل القمح، وفي نسائم الشمال
باقون في الصليب..
باقون في الهلال..
في ثورة الطلاب باقون ، وفي معاول العمال
باقون في خواتم الخطبة .. في أسرة الأطفال
باقون في الدموع ..
باقون في الآمال ..
تسعون مليونا من الأعراب..
خلف الأفق غاضبون
يا ويلكم من ثأرهم
يوم من القمقم يطلعون ..
20

لأن هارون الرشيد مات من زمان
ولم يعد في القصر غلمان.. ولا خصيان
لأننا نحن قتلناة، وأطعمناة للحيتان
لأن هارون الرشيد لم يعد إنسان
لأنه في تخته الوثير..
لا يعرف ما القدس.. وما بيسان
فقد قطعنا رأسه أمس..
وعلقناه في بيسان
لأن هارون الرشيد أرنب جبان
فقد جعلنا قصره.. قيادة الأركان..
21

ظل الفلسطيني أعواما على الأبواب
يشحذ خبز العدل من موائد الذئاب
ويشتكي عذابه للخالق التواب
وعندما..
أخرج من إسطبله حصانه
وزيت البارودة الملقاة في السرداب
أصبح في مقدوره
أن يبدأ الحساب ..
نحن الذين نرسم الخريطة
ونرسم السفوح والهضاب
نحن الذين نبدأ المحاكمة
ونفرض الثواب والعقاب ..
23

العرب الذين كانوا عندكم
مصدري أحلام
تحولوا - بعد حزيران - إلى حقل من الألغام
وانتقلت " هانوي" من مكانها ..
وانتقلت " فيتنام " ..
24

حدئق التاريخ دوما تزهر
ففي ربى السودان قد ماج الشقيق الأحمر
وفي صحارى ليبيا
أورق غصن أخضر
والعرب الذين قلتم عنهم تحجروا..
تغييروا ..
تغيير..
25

أنا الفلسطيني
بعد رحلة الضياع والسراب
أطلع كالعشب من الخراب
أضيء كالبرق على وجوهكم
أهطل كل ليلة.
من فسحة الدار .. ومن مقابض الأبواب
من ورق التوت .. ومن شجيرة اللبلات ..
من بركة الماء..
ومن ثرثرة المزراب..
أطلع من صوت أبي ..
من وجه أمي، الطيب، الجذاب
أطلع من كل العيون السود .. والأهداب
ومن شبابيك الحبيبات..
ومن رسائل الأحباب
أطلع من رائحة التراب
أفتح من رائحة التراب
أفتح باب منزلي ..
أدخله . من غير أن أنتظر الجواب
لأنني أنا السؤال والجواب..
26

محاصرون أنتم بالحقد والكراهية
فمن هنا .. جيش أبي عبيدة
ومن هنا معاوية
سلامكم ممزق
وبيتكم مطوق
كبيت أي زانية ..
27

نأتي ..
بكوفياتنا البيضاء والسوداء
نرسم فوق جلدكم
إشارة الفداء
من رحم الأيام نأتي كانبثاق الماء
من خيمة الذل التي يعلكها الهواء
من وجع الحسين نأتي ..
من أسى فاطمة الزهراء..
من أحد، نأتي ، ومن بدر ..
ومن أحزان كربلاء
نأتي .. لكي نصحح التاريخ والأشياء ..
ونطمس الحروف في الشوارع العبرية الأسماء ...

شـهـريـار
24-01-2006, 12:08 PM
قصيدة اعتذار لأبي تمام

ألقيت في مهرجان أبي تمام بالموصل . كانون الأول / ديسمبر 1971

1 -

أحبائي :
إذا جئنا لنحضر حفلة للزار ..
منها يضجر الضجر
إذا كانت طبول الشعر ، يا سادة
تفرقنا .. وتجمعنا
وتعطينا حبوب النوم في فمنا
وتسطلنا .. وتكسرنا.
كما الأوراق في تشرين تنكسر
فإني سوف أعتذر ..
2 -

أحبائي :
إذا كنا سنرقص دون سيقان .. كعادتنا
ونخطب دون أسنان .. كعادتنا ..
ونؤمن دون إيمان .. كعادتنا ..
ونشنق كل من جاؤوا إلى القاعة
على حبل طويل من بلاغتنا
سأجمع كل أوراقي..
وأعتذر...
3 -

إذا كنا سنبقي أيها السادة
ليوم الدين .. مختلفين حول كتابة الهمزة ..
وحول قصيدة نسبت إلى عمرو بن كلثوم ..
إذا كنا سنقرأ مرة أخرى
قصائدنا التي كنا قرأناها ..
ونمضغ مرة أخرى
حروف النصب والجر .. التي كنا مضغناها
إذا كنا سنكذب مرة أخرى
ونخدع مرة أخرى الجماهير التي كنا خدعناها
ونرعد مرة أخرى ، ولا مطر ..
سأجمع كل أرواقي ..
وأعتذر..
4 -

إذا كان تلاقينا
لكي نتبادل الانخاب، أو نسكر ..
ونستلقي على تخت من الريحان والعنبر
إذا كنا نظن الشعر راقصة .. مع الأفراح تستأجر
وفي الميلاد ، والتأبين تستأجر
ونتلوه كما نتلو كلام الزير أو عنتر
إذا كانت هموم الشعر يا سادة
هي الترفيه عن معشوقة القيصر
ورشوة كل من في القصر من حرس .. ومن عسكر ..
إذا كنا سنسرق خطبة الحجاج : والحجاج .. والمنبر ..
ونذبح بعضنا بعضا لنعرف من بنا أشعر ..
فأكبر شاعر فينا هو الخنجر..
5 -

أبا تمام .. أين تكون .. أين حديثك العطر؟
وأين يد مغامرة تسافر في مجاهيل ، وتبتكر ..
أبا تمام ..
أرملة قصائدنا .. وأرملة كتابتنا ..
وأرملة هي الألفاظ والصور..
فلا ماء يسيل على دفاترنا..
ولا ريح تهب على مراكبنا
ولا شمس ولا قمر
أبا تمام، دار الشعر دورته
وثار اللفظ .. والقاموس..
ثار البدو والحضر ..
ومل البحر زرقته ..
ومل جذوعه الشجر
ونحن هنا ..
كأهل الكهف .. لا علم ولا خبر
فلا ثوارنا ثاروا ..
ولا شعراؤنا شعروا ..
أبا تمام : لا تقرأ قصائدنا ..
فكل قصورنا ورق ..
وكل دموعنا حجر ..
6 -

أبا تمام : إن الشعر في أعماقه سفر
وإبحار إلى الآتي .. وكشف ليس ينتظر
ولكنا .. جعلنا منه شيئا يشبه الزفة
وإيقاعا نحاسيا، يدق كأنه القدر ..
7 -

أمير الحرف .. سامحنا
فقد خنا جميعا مهنة الحرف
وأرهقناه بالتشطير ، والتربيع ، والتخميس ، والوصف
أبا تمام .. إن النار تأكلنا
وما زلنا نجادل بعضنا بعضا ..
عن المصروف .. والممنوع من صرف ..
وجيش الغاصب المحتل ممنوع من الصرف!!
وما زلنا نطقطق عظيم أرجلنا
ونقعد في بيوت الله ننتظر ..
بأن يأتي الإمام على .. أو يأتي لنا عمر
ولن يأتوا .. ولن يأتوا
فلا أحدا بسيف سواه ينتصر ..
8 -

أبا تمام : إن الناس بالكلمات قد كفروا
وبالشعراء قد كفروا..
فقل لي أيها الشاعر
لماذا الشعر - حين يشيخ -
لا يستل سكينا .. وينتحر؟

شـهـريـار
24-01-2006, 12:12 PM
حزب المطر


في المقهى


جواري اتخذت مقعدها
كوعاء الورد في اطمئنانها
وكتاب ضارع في يدها
يحصد الفضلة من إيمانها
يثب الفنجان من لهفته
في يدي ، شوقا إلى فنجانها
آه من قبعة الشمس التي
يلهث الصيف على خيطانها
جولة الضوء على ركبتها
زلزلت روحي من أركانها
هي من فنجانها شاربة
وأنا أشرب من أجفانها
قصة العينين .. تستعبدني
من رأى الأنجم في طوفانها
كلما حدقت فيها ضحكت
وتعرى الثلج في أسنانها
شاركيني قهوة الصبح .. ولا
تدفني نفسك في أشجانها
إنني جارك يا سيدتي
والربى تسأل عن جيرانها
من أنا .. خلي السؤالات أنا
لوحة تبحث عن ألوانها
موعدا .. سيدتي! وابتسمت
وأشارت لي إلى عنوانها..
وتطلعت فلم ألمح سوى
طبعة الحمرة في فنجانها



القبلة الأولى


عامان .. مرا عليها يا مقلتي
وعطرها لم يزل يجري على شفتي
كأنها الآن .. لم تذهب حلاوتها
ولا يزال شذاها ملء صومعتي
إذ كان شعرك في كفي زوبعة
وكأن ثغرك أحطابي .. وموقدتي
قولي. أأفرغت في ثغري الجحيم وهل
من الهوى أن تكوني أنت محرقتي
لما تصالب ثغرانا بدافئة
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
تروي الحكايات أن الثغر معصية
حمراء .. إنك قد حببت معصيتي
ويزعم الناس أن الثغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟
يا طيب قبلتك الأولى .. يرف بها
شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي
ويا نبيذية الثغر الصبي .. إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..
ماذا على شفتي السفلى تركت .. وهل
طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟
لم يبق لي منك .. إلا خيط رائحة
يدعوك أن ترجعي للوكر .. سيدتي
ذهبت أنت لغيري .. وهي باقية
نبعا من الوهج .. لم ينشف .. ولم يمت
تركتني جائع الأعصاب .. منفردا
أنا على نهم الميعاد .. فالتفتي.

شـهـريـار
24-01-2006, 12:16 PM
رسالة إلى رجل ما ..

1

يا سيدي العزيز
هذا خطاب امرأة حمقاء
هل كتبت إليك قبلي امرأة حمقاء؟
اسمي أنا؟ دعنا من الأسماء
رانية .. أم زينب
أم هند .. أم هيفاء
أسخف ما نحمله - يا سيدي - الأسماء
**
2

يا سيدي
أخاف أن أقول ما لدي من أشياء
أخاف - لو فعلت -
أن تحترق السماء..
فشرقكم يا سيدي العزيز
يصادر الرسائل الزرقاء
يصادر الأحلام من خزائن النساء
يمارس الحجر على عواطف النساء
يستعمل السكين..
والساطور..
كي يخاطب النساء
ويذبح الربيع، والأشواق ..
والضفائر السوداء
وشرقكم يا سيدي العزيز
يصنع تاج الشرف الرفيع
من جماجم النساء..
3

لا تنتقدني سيدي
إن كان خطى سيئا..
فإنني أكتب والسياف خلف بابي
وخارج الحجرة صوت الريح والكلاب ..
يا سيدي!
عنترة العبسي خلف بابي
يذبحني..
إذا رأى خطابي ..
يقطع رأسي..
لو رأى الشفاف من ثيابي..
يقطع رأسي..
لو أنا عبرت عن عذابي..
فشرقكم يا سيدي العزيز؟
يحاصر المرأة بالحراب..
وشرفكم، يا سيدي العزيز
يبايع الرجال أنبياء
ويطمر النساء في التراب..
4

لا تنزعج!
يا سيدي العزيز .. من سطوري
لا تنزعج!
إذا كسرت القمقم المسدود من عصور ..
إذا نزعت خاتم الرصاص عن ضميري
إذا أنا هربت
من أقبية الحريم في القصور..
إذا تمردت، على موتي..
على قبري، على جذوري..
والمسلخ الكبير ..
لا تنزعج، يا سيدي
إذا أنا كشفت عن شعوري..
فالرجل الشرقي
لا يهتم بالشعر ولا الشعور..
الرجل الشرقي
- واغفر جرأتي -
لا يفهم المرأة إلا داخل السرير..
5

معذرة يا سيدي
إذا تطاولت على مملكة الرجال
فالأدب الكبير - طبعا - أدب الرجال
والحب كان دائما
من حصة الرجال ..
والجنس كان دائما
مخدرا يباع للرجال..
خرافة حرية النساء في بلادنا
فليس من حرية
أخرى، سوى حرية الرجال..
يا سيدي..
قل ما تريده عني . فلن أبالي
سطحية . غبية . مجنونة . بلهاء.
فلم أعد أبالي..
لأن من تكتب عن همومها..
في منطق الرجال تدعى امرأة حمقاء
ألم أقل في أول الخطاب إني امرأة حمقاء...
بلقيس الراوي

هذه القصيدة قالها رثاءً في زوجته بلقيس التي قتلت في تفجير للسفارة العراقية في بيروت

.. شكراً لكم
.. شكراً لكم
فحبيبتي قتلت .. وصار بوسعكم
أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدة
وقصيدتي اغتيلت وهل من أمة في الأرض
إلا نحن .. نغتال القصيدة
بلقيس كانت اجمل الملكات في تاريخ بابل
بلقيس
وتتبعها أيائل
بلقيس
يا وجعي ..
يا وجع القصيدة حين تلمسها الأنامل
هل يا ترى ..
من بعد شعرك سوف ترتفع السنابل ؟
قتلوك يا بلقيس ..
أي امة عربية ..
تلك التي تغتال أصوات البلابل ؟
أين السموأل ؟
المهلهل ؟
والغطاريف الأوائل ؟
فقبائل قتلت قبائل ..
وثعالب قتلت ثعالب ..
وعناكب قتلت عناكب ..
قسما بعينيك اللتين أليهما ..
تأوي ملايين الكواكب ..
سأقول يا قمري عن العرب العجائب
فهل البطولة كذبه عربية ؟
أم مثلنا التاريخ كاذب ؟
بلقيس
لا تتغيبي عني
فإن الشمس بعدك
لا تضيء على السواحل ..
سأقول في التحقيق :
أن اللص اصبح يرتدي ثوب
المقاتل
أقول في التحقيق :
أن القائد الموهوب اصبح
كالمقاول ..
وأقول
أن حكاية الإشعاع
اسخف نكتة قيلت ..
فنحن قبيلة بين القبائل
هذا هو التاريخ يا بلقيس
كيف يفرق الإنسان ..
مابين الحدائق والمزابل
بلقيس أيتها الشهيدة .. والقصيدة ..
والمطهرة .. النقية ..
سبأ تفتش عن مليكتها
فردي للجماهير التحية ..
يا اعظم الملكات ..
يا امرأة تجسد كل أمجاد العصور
السومريه
بلقيس
يا عصفورتي ألاحلى ..
ويا أيقونتي الأغلى ..
ويا دمعا تناثر فوق خد المجدلية
أترى ظلمتك أن نقلتك
ذات يوم .. من ضفاف ألاعظمية
بيروت تقتل كل يوم ولدا أمنا ..
وتبحث كل يوم عن ضحية
والموت .. في فنجان قهوتنا ..
وفي مفتاح شقتنا ..
وفي أزهار شرفتنا ..
وفي ورق الجرائد ..
والحروف ألابجديه ..
ها نحن .. يا بلقيس
ندخل مرة أخرى العصور الجاهلية ..
ها نحن ندخل في التوحش
والتخلف .. والبشاعة .. والوضاعه
ندخل مرة أخرى .. عصور البربرية
حيث الكتابة رحلة
بين الشظية .. والشظية ؟
فهي أهم ما كتبوه في كتب الغرام
كانت مزيجا رائعا
بين القطيفة والرخام
كان البنفسج بين عينيها
ينام ولا ينام ..
بلقيس يا عطراً بذاكرتي
ويا قبر يسافر في الغمام
قتلوك في بيروت مثل أي غزالة
من بعد ما قتلوا الكلام
بلقيس
ليس هذه مرثية
لكن ..
على العرب السلام
لكن ..
على العرب السلام
لكن..
على العرب السلام
بلقيس
مشتاقون .. مشتاقون .. مشتاقون
والبيت الصغير
يسائل عن أميرته المعطرة الذيول
نصغي إلى الأخبار .. والأخبار غامضة
ولا تروي فضول ..
بلقيس
مذبحون حتى العظم
والأولاد لا يدرون
ما يجري ..
ولا ادري انا ..
ماذا أقول ؟
ولا ادري انا ..
ماذا أقول ؟
بلقيس
يا بلقيس
يا بلقيس
كل غمامه تبكي عليك ..
فمن ترى يبكي عليا
بلقيس .. كيف رحلتي صامته
ولم تضعي يديك
على يديا ؟
بلقيس
كيف تركتنا في الريح
نرجف مثل أوراق الأشجار ؟
وتركتنا نحن الثلاثة .. ضائعين
كريشه تحت الأمطار ..
أتراك مافكرت بي ؟
أتراك مافكرت بي ؟
وأنا الذي
يحتاج حبك ..
مثل ( زينب )
أو ( عمر )
بلقيس
إن هم فجروك .. فعندنا
كل الجنائز تبتدي في كربلاء
وتنتهي في كربلاء
البحر في بيروت
بعد رحيل عينيك استقال
والشعر .. يسأل عن قصيدته
التى لم تكتمل كلماتها
ولا أحد .. يجيب على السؤال
أخذوك أيتها الحبيبة من يدي
اخذوا القصيدة من فمي
اخذوا الكتابة .. والقراءة
والطفولة .. والأماني
أني لا اعرف جيدا ..
أن الذين تورطوا في القتل
كان مرادهم أن يقتلوا كلماتي !!!
نامي بحفظ الله
أيتها الجميلة
فالشعر بعدك مستحيل
..والأنوثة مستحيلة

محمد السليس
24-01-2006, 08:32 PM
شهريار اهلا بكى في رحاب غرابيل وفياض الادب الفصيح وسير المبدعين يامبدعه

لكى ودى واحترامى

بقايا قلم
24-01-2006, 09:51 PM
أخي شهريار ,,,, والله إني طرت فرحا بقدومك في غرابيل ,,,,,

تحيا بكم كل أرض تنزلون بها ,,,,,,,, كأنكم في بقاع الأرض أمطار

والله ما إن أرى من يعجب بساحرة العقول ( الفصحى ) الا وأحمد الله على سلامة الذائقة , وأقول ( لسه الدنيا بخير )

عزيزي شهريار ,,, موضوع نزار قباني يطول الحديث عنه ولاسيما وأنك وصفته بالمبدع ,,,,,

وهو في عرف النقاد والأدباء ليس أكثر من ناظم ,,,, وللأمانه له بعض الابيات ضمن قصائده تكاد تدخل تحت مسمى الشعر ,,,, فالشعر ليس نظما فحسب ولكنه منظومة من النظم والخيال والإبداع اللغوي والفكري ,,,,,

أرى في وجهة نظري المتواضعة أن نزار قباني أخذ أكثر من حجمه ( الإعلام ساهم كثيرا في اعلاء صيته )

وفي المقابل نجد مبدع القرن العشرين بلا منازع ,,,,,,,,,, كما نعت بذلك النقاد ,,,,
لا يكاد يعرفه أحد وسيستغرب البعض من اسمه ,,,,, ( عبدالله البردوني ) لانه وبكل بساطه لم يجد بساط الريح الذي وجده نزار ,,,,,

شهريار أنا احيانا تستوقفني بعض أبيات نزار التي أجد فيها إبداعا يصرخ !!!!

لا تجرحي التمثال في إحساسه
فلكم بكى في صمته .. تمثال

والشهادة لله فله بعض الابيات ( وأكر بعض الابيات ) التي نعتبرها شعرا اذا اتفقنا أولا على مفهوم الشعر ,,,

أرجوا أن لا يفهم من ما سطرت انه انتقاصا من نزار لا والله ولكن رؤيتي أنه اخذ أكثر من ما يستحق وفي المقابل نجد ظلما واجحافا لأسماء لامعة كثيرة , لا داعي لذكرها ,,,, كل هذا بسبب الإعلام الذي لا يملك ميزانا أدبيا يقيس عليه , وله مقايسه الخاصه ,,,,,

وللحديث بقية ,,,,, ويسعدني تواجدك أخي شهريار ولا تحرمنا جديدك ,,,,,

شـهـريـار
25-01-2006, 08:51 PM
بقايا قلم ..

أهلا بك ...

و شاكر لــ ترحيبك اللطيف و لسا الدنيا بخير !!!


(( وهو في عرف النقاد والأدباء ليس أكثر من ناظم ))


لأول مرة أسمع هذا الكلام ... هو أبعد ما يكون عن هذا

لا أعلم ماذا تقصد بالنظم فما أعرفه أنه الكلام الموزون المقفى الذي يخلو من الخيال و العاطفة و الصور البيدعية

و هو ما يعرف بالشعر التعليمي كـ ألفية ابن مالك

أما إن كنت تقصد الشعر الحر الذي يتخلص من القافية فهذا ما اشتهر نزار به ...


و إذا كنت تعتقد أن هذا النوع من الشعر لا يتعبر شعراً بل نظما أو نثراً ... فهذا موضوع آخر

فالعرب منذ أربع عشر قرناً لم يصطلحوا على تعريف للشعر ...

و ما أعتقده أن جميع القصائد الذي نشرت في الموضوع هي شعر ليست نظم أو نثر ...



تقول ((( فالشعر ليس نظما فحسب ولكنه منظومة من النظم والخيال والإبداع اللغوي والفكري )))


و هل خرج نزار خرج عن ما قلته ؟؟؟

الجواب : أعد قراءة القصائد السابقة !!!



أرى في وجهة نظري المتواضعة أن نزار قباني أخذ أكثر من حجمه ( الإعلام ساهم كثيرا في اعلاء صيته )...

لم يكن ليأخذ هذا الحجم لولا قوة شعره و جماله ..

و اعتقد أنه يستحق التسليط الإعلامي الكبير

و لا تنسى طرحه للعديد من القضايا الحساسة كـ قضية المرأة و شعره السياسي اللاذع ...

أما البردوني فـ حقيقة لم أقرأ له كثيراً لكن صدقني لا يصل أبداً لمكانة قباني ...






بقايا قلم

سعدت كثيراً بـ تواجدك

و استمتعت بمداخلتك الشائقة




تقبل تحياتي ...

بقايا قلم
26-01-2006, 04:00 AM
شهريار ,,,, لكم حب تنشأ في فؤادي ..... فليس له وإن زجر انتهاء ,,,,

حنانيك يا شهريار ,,,, أبامنذر أفنيت فاستبق بعضنا ,,,, حنانيك بعض الشر أهون من بعض,,,

صدقني يا حشاشة قلبي ,,, كونك تطرح موضوعا بهذا الأسلوب فهو دال على سعة اطلاعك وعمق نظرتك ,,,,

وكم يسرني ذلك والله ,,,,,,,, ولكن ,,,

(( وهو في عرف النقاد والأدباء ليس أكثر من ناظم )) فصدقني أنه قول كثير من الأدباء والنقاد ,,,, الذين اخرج نفسي من بينهم ,,, لأني وبكل بساطه متذوق للأدب ,,,,, فحسب ,,,,

نعم عزيزي ,,, النظم هو الكلام الموزون المقفى الخالي من الإبداع اللفظي ,,,,,
وهل قصائد نزار تدخل في هذا المعنى ؟!
إنك لتقرأ عدة قصائد لنزار لا تجد فيها ابداعا متجليا ,,,, وصدقني أني أملك أعماله الشعرية الكاملة ( أكثر من 3000 صفحة ) والله اني اتنقل من قصيده حداثية لأخرة تقليدية ( عامودية ) ولا أجد فيها ابداعا يحمل معنى الشعر ,,,,

أما بخصوص الشعر الحر فليس لي اغتراض عليه ابدا ,,,,,

أخي الشعر بمعناه الحديث الذي يقرره النقاد والأدباء هو أن تقف مع كل كلمة في الشطر وتتأملها وتتعجب من وضع الشاعر لها في هذا الموضع !!!! خذ على سبيل المثال هذا النادرة ( بين ليل وفجر )...... للبردوني ( وكل حرف يقوله البردوني فهو نادرة )

في هجعة الليل المخيف الشاتي ,,,,, والجو يحلم بالصباح الآتي
والريح كالمهموم تهذي والدجى,,,,, في الأفق أشباح من الإنصات
والشهب أحلام معلقة على ,,,,,,,, أهداب تمثال من الظلمات
.
.
.
عد إلى ما نظم من شعر في القديم والحديث ,,,, هل تجد مثل هذا الإبداع ؟؟؟؟! أراهن على ذلك ,,,

وخذا هذه الرائعة لعمر أبو ريشة ,,,,

وسرت في وحشتي والليل ملتحف ,,,, بالزمهرير ومافي الأفق ومض سنا


أخي...... الشعر شيء آخر أكاد أجزم أننا لم نصل إلى تعريف يوفيه حقه لحد الآن .......

سؤال سيحسم الموضوع من جهتك ,,, هل عندك فكرة عن المدارس الشعرية وتعريف كل مدرسة للشعر ؟؟؟
وأهمها على الإطلاق تعريف الشعر من وجهة نظر المدرسة الحديثة ؟؟؟

هذه ابيات عشوائية لنزار ودعنا نقف معها ,,,,,

أدمنت أحزاني
فصرت أخاف أن لا أحزنا
وطعنت ألافا من المرات
حتى صار يوجعني ، بأن لا أطعنا
ولُعِنْتُ في كل اللغات..
وصار يقلقني بأن لا ألعنا ...
ولقد شنقت على جدار قصائدي
ووصيتي كانت .. بأن لا أدفنا.

بالله يا منصفين ,,,, حددوا موطن الإبداع في هذه المقطوعة ؟!؟!
هو عبارة عن كلام مرصوص ,,,,, وكأنه شخص يخاطب صديقه ..... اين تعبيره عن الحزن وتشبيه له؟ ,,,,
أين استنطاق الكلمات من اللاشيء ؟! أين مكان اللغز؟! ,,,,,,,

عزيزي ما إن تقرأ قصيده لنزار إلا وتفهمها من أول وهله ؟؟؟ وهل هذا هو الشعر؟؟!!

ألم تقرأ قول المتنبي ,,,, أنام ملئ جفوني عن شواردها .... ويسهر الخلق جراها ويختصم...
ماذا يقصد بشواردها؟؟؟!!! أي أفكارها ومعانيها,,,
المتنبي ماليء الدنيا وشاغل الناس يعرف من أين تؤكل الكتف فيقول ,,,,
أنا أرمي لهم دررا محاطة بترس ,, بحيث أنهم يحتارون في طبيعتها وصفاتها الحقيقة
فكل من يقرأ بيت للمتنبي يقول انه يقصد به شيئا معينا ,,, ويقرأه الناقد فيوضح ان مراده شيء آخر ,,,,

هذا هو الشعر إن أردت أن تقف على حقيقته يا عزيزي ,,,,,

شهريار ,,,, والله اني معجب بطرحك وإن كنت اختلف معك

شهريار أرى من العوامل التي ساعدت على انتشار نزار هو بساطة ألفاظه وقربها من قلوب الناس وعقولهم ....
وهذا لم ولن يكن مقياسا في تمييز رديء الشعر من جيده ,,,,,

أعيد وأكرر أن نزار له ابيات رائعة وتسوتقف كثيرا من الأدباء والنقاد والمتذوقين ,,,,,,,

لكن في الجملة رجل خُدم بعدة عوامل وأكرر هذه الجملة ,,,,,

أخي شهريار ,,,,, إني عاتب عليك كثيرا جدا في جملة خرجت من بين شفتيك ونسفت ثقافتك الأدبية بكاملها وللأسف !!!!!!!!!!

والله إنها من أعاجيب الزمن يا شهريار !!!!!!

نعم والله لقد أصبت نفسك في مقتل !!!! وإن كنت مصرا على مقولتك ؟؟؟!! فجهز رمسا لثقاتك الأدبية وسامحني !!!!!


جملتك القاتلة لثقافتك الأدبية ..... (( أما البردوني فـ حقيقة لم أقرأ له كثيراً لكن صدقني لا يصل أبداً لمكانة قباني ...))

يا الله مالذي أسمعه ؟؟!!! شهريار ,,,, أضن هذه الجملة كافية لأن أترك النقاش معك لكني والله اردت ان تستفيد فحسب ,,,,

معظم النقاد يقولون أن البردوني هو شاعر القرن العشرين بلا منازع ,,, وتقول لا أضنه يصل لمستوى قباني؟؟ !!!!!

شهريار ’’’’ الميزان الذي يقاس عليه الأدب هو الإبداع فحسب ........ والنقاد هم من يحدد ذلك وليس ذائقة العوام عزيزي!!!

وفي النهاية ارمي لك بيتبن تأملهما لمدة ساعة واحده فليس خسارة في البردوني,,,,,

مر البردوني على قبر حبيبته ايام الطفولة فكتب قصيده منها هذين البيتين ,,,,

يا أخت روحي وابتسام طفولتي ,,,,, وبكا شبابي آه ما ألقى وما ؟!
فارقت في مثواك رفق أبوتي ,,,,,, وفقدت عطف الأم فيك مجسما ...
.
.
.
وسامحني إن قسوت ,,,, قسا ليزدجروا ومن يك راحما ,,,, فليقس أحيانا على من يرحم

وأنار الله طريقك ......

شـهـريـار
27-01-2006, 02:40 PM
بقايا قلم


أهلا بك مجدداً و اعذرني على التأخر في الرد ...

يسعدني أن أرى قلمك الرائع يصول و يجول هنا ... ينثر أراءه و أفكاره بروعة و جمال ...


بالنسبة لـ نزار و البياتي فيبدو يا أخي أن المسألة أذواق ...

لا تهمني أراء النقاد كثيراً و لا أحفل بها .. ما يهمني ما أستعذبه .. و ما تستحسنه ذائقتي .. فمالي و للنقاد ...


بقايا قلم ... هناك مقولة لاميلي دكنسون تقول ( إذا بدأت أقرأ و شعرت أن قمة رأسي قد انتزعت فإنني أدرك أن ما أقرأه شعر )))


و هذا ما يحدث لي حينما أقرأ لـ نزار و ما يحدث لك حينما تقرأ للبردوني...

ربما أرى شيئا لا تراه أو أبحث عن شيئ لا أعلمه بين ثنايا أبياته ..

فـــ تبقى المسألة أذواق بالنسبة لنا ...

أما بالنسبة لأبياته الرائعة " أدمنت أحزاني " فالشاعر يصف حالته النفسية بكل تعقيدها و و ما وصلت إليه جراء الهجوم المتواصل عليه من الكل فـ نزار أعلن الثورة على الكل !!!
فـ كلماته أدمنت , طعنت , لعنت , شنقت على جدار قصائدي , قطارات الضنى ,
كلها كلمات وصفت بدقة حالته النفسية و نقلتها لنا و عشناها و تألمنا بألمها ...

و ليس بالضرورة أن تكون أبياته غامضه و أو ألغاز حتى تشعرنا باللذة و التفاعل معها .. ليس بالضرورة أن نسهر مفكرين فيما يكون معناها أو ماذا يقصد بها ,,, ليس بالضرورة أن يكون مثل الطيب المتنبي أو أبو ريشة هو شاعر له اسلوبه و له خصوصيته التي تجعنا _ نحن عشاقه_ لا ننفك نقرأ قصائده و نتعلق فيها و نعيش فيها أيضاً ...

يجب أن يكون لكل شاعر صوته و رائحته و مذاقه فإذا قرأت قصيدة ذات يوم بلا توقيع فـ ستعرف فورا أنها لفلان


أخي ,,,

أنا أعتبر نزار قباني أفضل شاعر نطق بالعربية بعد الطيب المتنبي و هذا ما سنيهي الحوار على ما اعتقد لأنه نسف البقية المتبقة من ثقافتي الأدبية على حد تعبيرك و بالنسبة لي إذا لم يبق منها سوى قصائد نزار فـ يكفي !!!




* أبيات البردوني رائعة و صادقة و عميقة قطعاً سأرجع لها


سعدت بتواجدك و بنقدك و حسن طرحك و اسلوبك الرائع ...


تحياتي ...