المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقال حول تقبيل اليدين. بقلم زكريا شعبان حنش



أهــل الحـديث
20-10-2012, 02:31 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


بسم الله الرحمن الرحيم
تقبيل اليدين جائزٌ ولكن... بقلم زكريا شعبان حنش .
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
أمَّا بعد :
فلا شكَّ أنَّ تقبيل يد العالم العامل التقي أمرٌ استحبَّه كثيرٌ العلماء، ولا أريد أن أعرِّج على مشروعية هذا العمل، فعلى القول الراجح أنَّه جائزٌ.
ولكن الذي استوقفني أمرٌ مهم، وهو أنَّ الطالب عندما يقبل يد معلِّمه وشيخه؛ وذلك أنَّ الطالب يعتقد أنَّ معلمه أفضل منه علماً، وأتقى منه ديناً، وأكبر منه سناً، وهذه نظرة نرتضيها لطالب العلم، ونسأل الله أن يرفعه بها، ونظرته هذه تدل على تواضعه، وحسن تربيته.
أمَّا الاستاذ المعلم الشيخ، عندما يدنو منه الطالب ويقبل يده، ولا يسحبها، بل يرتضي ذلك، ويفرح بذلك!! فالسؤال: فما الذي يشعر به عندما تقبل يده؟وما الذي يجعله لا يرفض ذلك الفعل؟ فهذا السؤال حيرني كثيراً، ولم أستطع أنْ الإجابة عليه، ولن يستطيع يجيب عليه إلا من تقبل يده!!
فإن وقع في قلبه عندما تقبل يده أنَّه أعلم منه؛ فلذلك يرضى أنْ تقبل يده فتلك مصيبة!!
وإن شعر أنَّه أزكى منه وأتقى منه؛ فلذلك قبل أن تقبل يده فتلك بليَّة!!
أمَّا إن شعر أنَّه تقبل يده لكبر سنه فهذا عذر مخدوش؛ وذلك قد يكون هناك من الطلبة من منَّ الله عليه بدين متين، والدين يقدَّم على العمر، فليس ثمَّة مزية في عمر طويل مع سوء عمل وإن كان عالماً، هذا أولاً، أمَّا ثانياً فإنَّا نجد أنَّ هناك شيخ لديه تلاميذ أكبر منه سنَّاً، فانتقضت مسألة العمر.
فأنا أود أنْ يشاركني إخوتي في الإجابة على تساؤلي ، والله المعين .
ثمَّ أليس يجدر بالشيخ أنْ يمنع الطلبة من تقبيل يده حتى لا يدخل إلى قلبه داخل ما؟!!.
أليس الأجدر بالشيخ أن يمنع ذلك متهماً نفسه، حتى يكون إقباله على العمل الصالح أزيد .
أليس يجدر بالشيخ أنْ يختلي بنفسه ويعرف صلاح سريرته من فسادها، فإنْ كانت صالحةً فليسأل ربَّه حسن الخاتمة، وإنْ كانت فاسدة فليتدارك نفسه قبل أن يهتك!!(حياة السرائر صورة كاملة لحياة الإنسان في البرزخ).
والذي سطَّرته في الأعلى كلامي على الشيخ الذي نحسن الظنَّ به، أمَّا الذي يطلب من الناس أنْ تقبل يده جهاراً، فذلك شيخ مفتون مغبون!!، نعف اللسان عن ذكره، فقد أخذ أجر علمه في دنياه قبل أخراه، فيا أسفى عليهم، ولتبيضَّ عيونهم على أنفسهم حزناً، والله الموعد.
موعظة: ثمة رجل يرفع يديه لإخوته الطلبة؛ لقصد أنْ يقبلوها، وهو على هذه الحال، قال له أحد الإخوة: يا هذا، احذر أنْ يحبط عملك!! فصدم بذلك القول، وكأنَّه صاعة هزته، فلم يستطع أن يتكلم!!.