المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أخلاق ! في الحروب



أهــل الحـديث
18-10-2012, 10:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله الرحمن الرحيم
أمر عجب لعلك تستغربه ولعلك تستنكره ولعلك إن لم تعرف بطل القصة تكفره أو تتهمه!!! ولكن بعد قراءة الحدث وكيف ولماذا ؟ تجد الأمر فوق مانتصور من علم عند القوم ومن أخلاق! إنهم الأصحاب رضي الله عنهم وأرضاهم .

في صحيح البخاري عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه قال
: كاتبت أمية بن خلف كتابا بأن يحفظني في صاغيتي بمكة وأحفظه في صاغيته بالمدينة فلما ذكرت الرحمن قال لا أعرف الرحمن كاتبني باسمك الذي كان في الجاهلية فكاتبته عبد عمرو فلما كان في يوم بدر خرجت إلى جبل لأحرزه حين نام الناس فأبصره بلال فخرج حتى وقف على مجلس من الأنصار فقال أمية بن خلف لا نجوت إن نجا أمية فخرج معه فريق من الأنصار في آثارنا فلما خشيت أن يلحقونا خلفت لهم ابنه لأشغلهم فقتلوه ثم أبوا حتى يتبعونا وكان رجلا ثقيلا فلما أدركونا قلت له ابرك فبرك فألقيت عليه نفسي لأمنعه فتخللوه بالسيوف من تحتي حتى قتلوه وأصاب أحدهم رجلي بسيفه وكان عبد الرحمن بن عوف يرينا ذلك الأثر في ظهر قدمه .
[ ( صاغيتي ) أهلي وحاشيتي . ( ذكرت الرحمن ) أي كتبت اسمي عبد الرحمن ،
( لأحرزه ) لأحفظه أو لأحوزه من الحيازة وهو الجمع، ( فتخللوه ) أدخلوا سيافهم خلاله حتى وصلوا إليه وطعنوه بها من تحتي ]
وفي شرح ابن بطال على البخاري -
وقوله: فألقيت عليه نفسى لأمنعه، فلم يمتنع بذلك أمية بن خلف من القتل، هو منسوخ بقوله عليه السلام: « يجير على المسلمين أدناهم » لأن حديث أم هانئ كان يوم فتح مكة.
وفيه من الفقه: مجازاة المسلمُ الكافَر على البر يكون منه للمسلم والإحسان إليه، ومفارضته على جميل فعله، والسعى له فى تخليصه من القتل وشبهه.
وفيه أيضًا: المجازاة على سوء الفعل بمثله، والانتقام من الظالم، وإنما سعى بلال فى قتل أمية بن خلف، واستصرخ الأنصار عليه وأغراهم به فى ندائه: أمية بن خلف، لا نجوتُ إن نجا أمية؛ لأنه كان عذب بلالاً بمكة على ترك الإسلام، وكان يخرجه إلى الرمضاء بمكة إذا حميت فيضجعه على ظهره، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ويقول: لا تزال هكذا أو تفارق دين محمد، فيقول بلال: أحد أحد.
وفي عمدة القاري شرح صحيح البخاري -
ذكر ما يستفاد منه ، ( فيه أن قريشا لم يكن لهم أمان يوم بدر ولهذا لم يجز بلال ومن معه من الأنصار أمان عبد الرحمن وقد نسخ هذا بحديث يجير على المسلمين أدناهم وفيه الوفاء بالعهد لأن عبد الرحمن كان صديقا لأمية بمكة فوفي بالعهد الذي كان بينهما.)