تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فتوى الشيخ العبيكان



حاتم أبوعوف
19-01-2006, 10:39 PM
أحبائي
السلام عليكم
أرجوا مساعدتي في الوصول إلى نص فتوى الشيخ العبيكان في تحريم قتال الأمريكان في العراق ، لأنني أحتاجه في بحث عاجل .
وأشكر لكم تفاعلكم

*أهداب*
20-01-2006, 01:41 AM
أخي الكريم هذا ما وجدته لك من خلال بحثي الذي استغرق وقتاً طويلااً عبر القوقل ....


المكان : إذاعة ( بانوراما ).
الرجل صاحب الصوت الباكي : مواطن من أهل العراق.
والشيخ الفاضل : عبد المحسن العبيكان .

والحوار يدور حول العراق وفلسطين فشيخنا الجليل قد حرّم الجهاد في بلاد النهرين وفي أرض القدس وحرم هذا الجهاد حتى على مواطني تلك الدول والمستضعفين منهم ..
يقول السائل : شخينا الفاضل : اليهود طغوا وبغوا في الأرض يقتلون أقربائنا وينتهكون أعراض أخواتنا ويستحلون دماء المواطنين العزل الأبرياء ويهدمون المنازل ويجرفون الأراضي وننام في منازلنا سبعة أشخاص ونستيقظ ستة أشخاص وأنت تقول يا شيخنا الفاضل لا تجاهدوا ؟


فرد الشيخ الجليل وقال بكل ثقة : يا أخي الفاضل لا تحاول قتل احد ٍ إلا إذا دخل عليك العدو في بيتك فيجوز لك أن تدافع عن نفسك وتدحره بما عندك ولو وصل لدرجة القتل ، وأنك لو خرجت في تلك الأرض محاولا الدفاع عن نفسك وعن أهلك لقتلوك فابق في منزلك بارك الله فيك .. ودع اليهود حتى يخلصوا من مهمتهم ومن ثم يغادرون البلاد .. ( وكان يقصد بمهمة اليهود في أرض العراق ) . وإن كان لديكم أسلحة فيجب ان تسلموها لهم لكي لا تتعرضوا لأي مبررات لقتلكم .


وأخذ يصرخ السائل مدافعا ً عن نفسه وأهله ودينه ووطنه وكعادة العرب سرعان ما هرعوا وقطعوا عليه الاتصال وأخذ الشيخ يكمل في رأيه ويخلق المبررات الواهية

فإذا بالمكالمة الثانية تأتي من عصام وهو أبن فلسطين ويسأل شيخنا الفاضل نفس السؤال ويتعجب من جوابه ويرد عليه الشيخ بنفس الجواب ونفس البرود .. ثم تلاه اتصالا ً من سوريا ومن مصر ومن كل مكان يستغربون ويستنكرون .. وشيخنا بخطى واثقة يسهب في حديثه وتعلو شفتيه ابتسامات الرضا والقنوع .

هكذا استمر الحوار حتى نهاية الحلقة ... وكانت هذه الحلقة أولى حلقة يصدر فيها تلك الفتوى وهي بداية لفتنة الفتوى والتي بعدها نراه في كل قناة وكأن بلادي تريد هذا الشيء . فلو كان غير الشيخ من قال هذا الكلام .. لقت أنه جاهل أو مدفوع الأجر




الحمد لله .. الموفق للحق وإلى طريق مستقيم .. والصلاة والسلام على
أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ...

أذكر أخواني جميعا بقول الله تعالى : ( فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى
الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا ) .
وبقوله تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم
لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) .
وبقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني
فقد أبى ) ...
وقال الشافعي رحمه الله : أجمع المسلمون أن من استبانت له سنة رسول الله
صلى الله عليه وسلم لم يكن له ليدعها لقول أحد من الناس ...
وقال الأمام أحمد رحمه الله : لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الأوزاعي وخذ
من حيث أخذوا ...

المسألة التي نحن بصددها زعم البعض أنه حصل فيهاخلاف بين أهل العلم ونحن
نذكر المسألة ونذكر الخلاف ثم نذكر ما يحضرنا من حكم الشرع فيها .

المسألة هي شرعية قتال الأمريكان والحكومة التي عينها الأمريكان .
فزعم بعض أن بعض العلماء حرم القتال ، وقال إنه قتال فتنة ، واختلفوا
في العلة ، فقال الشيخ العبيكان أن العلة هي أن الحكومة شرعية استعلت
بالغلبة فوجب على المسلمين طاعتها وعدم الخروج عليها ، وقال الشيخ
الفوزان وآخرون أن العلة هي عدم وجود الراية فيكون القتال حينئذ
غير جائز .. وهذه الفتاوى وهذه النقول والتعليلات من كلام ابن مفلح
الحنبلي وبعض الأخوة ممن نقلوا الفتوى ، وأنا لم أسمعها ولم أقرأها
بنفسي ولكن بواسطة ، وظهر من كلام الأخ ابن مفلح والأخ طالب الرشد أنهم
ارتضوا هذا النقل عن أولئك المشايخ ووافقوا على تلك التعليلات أنها
منسوبة إليهم .. فنقاشي سيكون منصبا على هذا النقل الذي وافق عليه
طالب الرشد وابن مفلح الحنبلي ، ولست مسؤولا عن نقول أخرى تظهر بعد
ذلك ...

أما الفتوى المذكورة عن الشيخ الفوزان والشيخ العبيكان فهي خاطئة
باطلة لا تستند إلى دليل من الكتاب أو السنة أو إجماع الأمة ولا إلى
قياس معتبر أو مصلحة شرعية معتبرة ، بل وليس لهم سلف فيها سواء
من القرون الثلاثة الخيرية أو حتى ما بعد القرون الثلاثة ، بل إن
العمل بين المسلمين على خلافها على مر العصور وهذا ما سنثبته بالبينة
والبرهان الذي لا مجال لدفعه ودحضه ...

وما نعتقده في هذا الباب ونفتي به أن الجهاد ، أعني قتال الأمريكان
والحكومة المعينة من قبلها في العراق فرض عين على أهل العراق من
المسلمين ثم على من وليهم إذا عجز أهل العراق عن دفع العدو الصائل
الكافر ، ويجب على المسلمين في كل العالم نصرتهم بكل ما يستطيعونه
بالوجه الذي تتحقق به المصلحة والنصرة ... ولو بالدعاء والحشد المعنوي .

والدليل على ذلك من الكتاب والسنة وإجماع الأمة .
أما الكتاب فالأدلة فيه مستفيضة متكاثرة نكتفي منها بثلاثة أدلة :
منها قوله تعالى : ( أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا .. ) وأهل العراق
ظلموا ولا شك ... والآية فيه إذن صريح بالقتال لمن ظلم ...

ومنها قوله تعالى : ( وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة )
وهذه الآية غير منسوخة بإجماع العلماء ، فإن كانت في جهاد الطلب
فالقتال في العراق أولى لأنه جهاد دفع ، وإن كانت في جهاد الدفع فهي
المقصودة في الاستدلال ، لأن المشركين جمعوا جيوشهم وجحافلهم لقتال
المسلمين فوجب قتالهم المشركين كما أنهم يقاتلوننا ، وكلمة قاتلوا
المشركين أمر ، والأمر للوجوب حيث لا قرينة صارفة، والمزعوم ألا قرينة ،
ومن كان عنده قرينة صارفة فليتفضل بذكرها مشكورا ...

ومنها قوله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم
من الكفار وليجدوا فيكم غلظة ) . هذه الآية صريحة في قتال من قرب
من الكافرين ، فإن كانت في جهاد الطلب فما في العراق أولى لأنه
جهاد دفع ، وإن كانت في جهاد الدفع فهي المقصودة في الاستدلال ،
لأن الأمريكان كفار بإجماع المسلمين ، وقد ولوا المسلمين في العراق
على وجه ظالم ، إذ لا عهد ولا هدنة ولا أمان ، بل احتلال محض وغصب
صرف ، فوجب مقاتلهم ، لأن كلمة ( قاتلوا ) أمر ، والأمر للوجوب ،
ولا قرينة صارفة ...

أما الأحاديث فكثيرة مستفيضة ... ونكتفي منها بثلاثة أحاديث :
الأول : قوله صلى الله عليه وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا
ألا إله إلا الله ... ) والأمريكان جاءوا ليثنوا الناس عن لا إله إلا الله ،
والتقارير التي تتحدث عن الغزو التنصيري في العراق غنية عن التعريف
لا يجادل فيها إلا أعمى البصر والبصيرة ، فإذا كان ابتداء القتال
للمشركين ليقولوا لا إله إلا الله مشروعا بنص هذا الحديث ، بل مأمورا
به كما هو منطوق الحديث ، فكيف لو كان المشركون يسعون لهدم الدين
وهدم كلمة التوحيد وتنصير المسلمين واغتصاب النساء وهتك الأعراض
وسلب الأموال واقتحام البيوت والحرمات ؟؟؟ لا شك أن القتال يتعين
في هذه الحال أكثر من غيرها ...

الثاني : قوله صلى الله عليه وسلم : ( من قتل دون نفسه فهو شهيد
ومن قتل دون ماله فهو شهيد .. ) وقد جاء الأمريكان ونالوا من النفوس
ألآمنة المطمئنة والأموال المحرمة المصونة ، فكان قتالهم مشروعا
بلا جدال ، وكلام الشيخ الفوزان يقتضي هذا ولكن لما حصل فيها من
التناقض لزم التنويه والرد ، فقد ( أجاز ) الشيخ الفوزان القتال
لو تعرض الأمريكان للمسلمين ، ولا شك أن التعرض المقصود هو التعرض
بما يصبب ضررا غيرمقبول ولا محتمل ، ومثل هذا حاصل لكل ذي عين ،
بل لمن ليس له عيون أصلا ...

الثالث : قوله صلى الله عليه وسلم : ( من خير معاش الناس لهم رجل ممسك
بعنان فرسه في سبيل الله ، يطير على متنه كلما سمع هيعة ، أو فزعة ،
طار عليه ، يبتغي القتل والموت ، مظانة ) رواه مسلم .

أما الإجماع من الأمة على وجوب القتال في العراق فهو معلوم قطعا من
دين الله تعالى ، فقد أجمع السلف على وجوب قتال العدو الصائل حتى ولو
كان مسلما ، فكيف لو كان كافرا ، وهذا مجمع عليه في محله بأوصح
نص ، نقله غير واحد من أئمة المسلمين كالنووي وابن حجر وابن تيمية
وغيرهم رحمهم الله ... فجهاد الدفع لا خلاف في مشروعيته بين أحد في
امة الإسلام ، ولا خلاف أيضا أن ما في العراق احتلال وصيال من ألأمريكان
على أرواح وأموال واعراض وحرمات المسلمين ، فدفع هذا الصيال واجب
لا خلاف عليه في دين الله تعالى ....

هذه هي الأدلة الشرعية التي لا مناص من حملها على الواقع لمن فهمه
فهما صحيحا يطابق الحقيقة ... أما من يجادل في المسلمات ويحرف
الواقع ويهرف بما لا يعرف فلا نستطيع أن نساعده ...

أما الفتاوى المذكورة عن الشيخ العبيكان والشيخ الفوزان فهي مخالفة
للشرع والإجماع لذا فهي خاطئة باطلة يجب بيان فسادها وعدم موافقتها
لشرع الله تعالى ...
مع حفظ جناب العلماء والمفتين ... فليس من البشر أحد معصوم إلا الأنبياء
والرسل عليهم صلوات الله وسلامه ..

أما الرد على الفتوى تفصيلا فكالتالي :

فتوى الشيخ الفوزان :
الشيخ الفوزان ( على حسب نقل ابن مفلح ) يقول إن القتال في العراق
قتال فتنة لا يجوز لعدم الراية ، لكن الشيخ يجيز للمسلم الدفاع
عن نفسه لمن تعرض له مع كف النفس وعدم المشاركة في أي قتال لأن
الراية ليست واضحة ...

وبطلان هذه الفتوى للكتاب والسنة وإجماع الأمة من وجوه :
الأول : أن الجهاد في العراق ذود عن الدين وعن الأرض والمال والعرض
والنفس وهذا كله من الضروريات التي جاءت الشريعة بحفظها ، فكيف
يكون القتال فتنة ، بل ترك القتال هو الفتنة ، لأن به يتحقق الشرك
والتنصير وعلو الرافضة والعلمانيين والبعثيين والصليبيين ، واي
فتنة اعظم من هذا ، والله يقول : ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون
الدين كله لله ) ..

الثاني : أن وجود الأمريكان والصليبيون في العراق وجود احتلال لا خلاف
في ذلك ، حتى ولاة الأمر في المملكة يعتبرون الوضع احتلالا محضا ،
وتصريحات المسئولين في هذا مستفيضة ، وإذا كان هذا رأي ولاة الأمر
أنه احتلال ، وجب على العلماء أن يفتوا بمقتضى هذا الوضع ، وإذا
كان الوضع احتلالا محضا فيكون الجهاد في العراق جهاد دفع جزما ،
وجهاد الدفع حكمه معروف لا نحتاج أن نبينه لمن هم في مقام الشيخ
الفوزان ولا لمن هم أقل منه علماء ...

الثالث : جهاد الدفع لا يشترط فيه راية ولا قيادة واضحة ، بل هو لدفع
العدو الصائل بأي وجه ، فمتى تحقق الدفع فهو جهاد ، ولم يشترط في
جهاد الدفع راية أحد من علماء الأمة ، ولا نعلم أحد قال ذلك ، فمن
كان لديه نقل فليتحفنا به مشكورا أما اشتراط الشروط التي لا دليل
عليها من كتاب أو سنة ، وخاصة في الظروف الحرجة فهو من التقول على
دين الله ، ومن تحريف الكلم عن مواضعه ، قال صلى الله عليه وسلم : كل
شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان ألف شرط ) ..

الرابع : أن الراية التي يتحدث عنها الشيخ الفوزان موجودة ، فراية
المجاهدين واضحة ، والمجموعات التي تقاتل لها بيانات تعلن فيها أهداف
القتال والجهاد ، ولهم فكر واستراتيجية واضحة ، كما أن لهم مرجعيات
وعلماء وخطط مدروسة وليس مجرد أفراد يقاتلون .. فالجهاد مشروع أصلا ،
والقائد المسلم موجود فعلا ، والراية موجودة فعلا ، فلماذا يتأخر حكم
الجهاد ؟؟؟

الخامس : أن اشتراط الراية ( بالمعنى الذي يفهمه البعض وهو وجود
الدولة والقائد ووو ) يجعل جهاد الدفع غير متصور بحال من الأحوال ،
فلو حل الكفار بديار المسلمين ففرقهم شذر مذر ، وأقصاهم أيادي
سبأ ، فهل نقول لكل من هذا حاله : لا تقاتلوا حتى تكون لكم دولة
وراية وووو ؟؟؟ فلا جهاد إلى يوم الدين إذا !!!

السادس : أن فتاوى علماء المسلمين على مر العصور والقرون لم يتعضروا
لهذا الشرط الباطل ومنهم الشيخ الفوزان نفسه .. فله فتاوى مدونة
بتوقيعه تؤيد الجهاد في أفغانستان وفلسطين والشيخ كان في مجالس
فقهية كثيرة أيدت الجهاد في افغانستان وفلسطين ، ومعلوم أن الراية
في أفغانستان ( في حينها ) وفي فلسطين غير موجودة ، بل مختلطة
بكثير من الرايات العلمانية الباطلة ، فكيف أجاز الشيخ لهم الجهاد
هناك ولا يجيزه للمسلمين في العراق هنا ؟؟؟ وما المؤثر الذي فرق
بين المتماثلين ؟؟؟

السابع : أن هيئة كبار العلماء ، والشيخ الفوزان منها لها فتوى
صريحة في اعتبار قتال صدام حسين من أكبر الجهاد ، وهذا في دفعه
عند احتلاله الكويت ، واعتبرت هيئة كبار العلماء الراية حينئذ
راية يمكن القتال تحتها ، مع أن الأعلام المرفوعة من قبل القوات
متعددة الجنسيات كانت منها أعلام يعلوها الصليب ، بل أعلام لدول
عربية علمانية كافرة مثل لبنان وسوريا ... فلماذا كان قتال صدام
لدفعه عن الكويت جهادا بل من أكبر الجهاد ، ببنما قتال الأمريكان
لدفعهم عن العراق قتال فتنة ؟؟؟

الثامن : شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب صرح في كثير من رسائله أن
حروبه مع أعدائه كانت لدفع الصائل والمعتدي ، ومعلوم أن دعوة
الشيخ محمد بن عبد الوهاب كانت منضوية تحت الخلافة العثمانية ، ومع
ذلك كان قتال الشيخ مشروعا وألف العلماء في مشروعيته مؤلفات كثيرة
بل ألف العلماء في مشروعية مقاتلة الأتراك الذي ارادوا اصطلام الدعوة
والإغارة على حدودها ... فتأمل .

التاسع : كلام الشيخ الفوزان واضح في أن القتال في العراق قتال فتنة ،
يعني أنه ليس من الجهاد في شيء ، وبهذا يكون واضحا أن من يتقاتل في
العراق بما فيهم الحكومة العميلة ليست شرعية ، بل هي مجموعة تقاتل
قتال فتنة ، ولو قارنا بين الحكومة العميلة والأمريكان ، وبين المجاهدين
لرجحنا كفة المجاهدين ، فمقاصدهم واضحة ، وأهدافهم صريحة في إعلاء
كلمة الله ، ورايتهم واضحة لكل ذي عينين ، فلماذا لا نعتبر أن راية
المجاهدين هي الراية الشرعية الوحيدة ؟؟؟ خاصة أن المجاهدين لم يقولوا
إنهم يجاهدون لأجل مال او منصب ، بل لأجل طرد الصليب المحتل لأرض
الإسلام ... وهذا مقصد شرعي واضح ، فما هو مقصد العلاوي وحكومته العميلة
من موالاة الأمريكان ؟؟؟ وما هو قصد الأمريكان أصلا من احتلال العراق ؟؟؟


العاشر : في فتوى الشيخ الفوزان تناقض في أنه أجاز لمن اعتدي عليه
أن يذود عن نفسه ، وما رأيناه في العراق أن الثروات تنتهب والأعراض
تنتهك والأنفس تهدر ، وكل هذا ألا يعتبر اعتداء ، أفلو هب الغيورون
لدفع هذا العدو ومن يناصره يكونون مقاتلين للفتنة ؟؟؟
أفلو رأى رجل زوجته أو ابنته اغتصبت في سجن أبي غريب ففجر معسكر
الأمريكان ومن يقطن فيه حتى لو كانوا عراقيين أو مسلمين هل يكون
مقاتلا لأجل الفتنة مع أننا نعرف أن القوة الأمريكية والعراقية هي
التي تمهد للظلم والاغتصاب والسرقة والقتل للأبرياء ؟؟؟؟
تلك عشرة كاملة ...

هذا ما يتعلق بفتوى الشيخ الفوزان ..

أما فتوى الشيخ العبيكان .. فردها من عشرة أوجه أيضا غير متعرضين
للأوجه التي ذكرناها في في فتوى الشيخ الفوزان وإن كانت ترد هنا
أيضا ... ...
الأول : أنها فتوى عرية عن الدليل الشرعي ... بل قائمة على الرأي
والتعليل ...
الثاني : أن الفتوى اعتمدت على كلام أهل السنة في اعتبار الولاية
بالغلبة ولكن نسي الشيخ العبيكان أن مجرد الغلبة غير كافية ، بل
لا بد من البيعة ، وإلا فلا تنعقد الولاية ، هذا معلوم بإجماع أهل
السنة ، لأن الطاعة لا تكون إلا ببيعة ، وما دام الشيخ العبيكان
يتكلم عن الحكم الشرعي فلا بد أن يأتي بالحكم الشرعي كاملا ،
فلو تغلب العلاوي وحكومته العميلة ببنادق الأمريكان فلا تنعقد له ولاية
( على التعليل الواهي المذكور ) إلا أن يبايعه المسلمون ، ولكن
المسلمين لم يبايعوه ، بل كراهيتهم له معروفة للقاصي والداني ،
بل فتوى أهل الحل والعقد صريحة في عدم شرعية مجلس الحكم ومن بعده
الحكومة العميلة ، وهم ( هيئة العلماء المسلمين في العراق ) وهي
هيئة تشمل كل علماء السنة في العراق ، وإجماعهم في هذا الباب يعتبر
إجماعا شرعيا من أهل الحل والعقد يجب أخذه بعين الاعتبار ، أما
مخالفة الشيعة فلا يضر إلا أن يعتبر الشيخ العبيكان خلاف الشيعة
الروافض في الإجماع معتبرا فيكون لكل حدث حديث ...

الثالث : استدلاله ( أو مساعدة الأخ ابن مفلح له ) بأن بعض الملوك
في الأندلس انتصروا بمساعدة الصليبين ولم يفت العلماء بالخروج عليهم
باطل جزما ، فما استدل به غير ما نحن فيه ، فالصليبيون ساعدوا
بعض الملوك ولكن تحت راية أولئك الملوك المسلمين وليس تحت راية
الصليبيين ، مثل ما حدث في تحرير الكويت ، وهيئة كبار العلماء
اعتبرت هذا من باب الاستعانة بالكافر وليس من باب الموالاة ، وكذلك
ذاك ، أما في العراق فالحكومة العميلة تغلبت تحت راية الأمريكان
واستعلت على الحكم بقوة الأمريكان وسلطة الأمريكان ، وهذا محض
الموالاة الذي هو ردة على قول الشيخ الفوزان والشيخ العبيكان لو كان
يقول بنواقض الإسلام العشرة التي درسها هو وكل علماء المملكة ...

الرابع : قوله بشرعية الحكم العراقي باطل قطعا ، لثلاثة وجوه :
الأول : أن الحكومة المذكورة ارتكتبت ناقضا صريحا من نواقض
الإسلام عند مشايخ بلاد الحرمين وهي موالاة الكافرين على المسلمين ..
الثاني : أن الحكومة المذكورة قائدها عميل للسي آي إيه يعني
بالصريح جاسوس ، فلا تصح ولايته قطعا .
الثالث : أن القائد المذكور ( العلاوي ) رافضي خبيث ، فلو قلنا
بتكفيره انتهى النقاش ، وإن قلنا بأنه غير كافر فهو فاسق على أقل تقدير
وقد حكم علماء المسلمين بعدم شرعية ولايته ولا ولاية حكومته ...

الخامس : أن الحكومة العميلة ارتكتبت ما يسقط شرعيتها من وجوه :
الأول : أن أهل الحل والعقد لم يبايعوها ، بل لم يبايعها أحد
من المسلمين بيعة شرعية معتبرة ..
الثاني : أن الحكومة العميلة شاركت الأمريكان في قتل المسلمين
وانتهاك أعراضهم وسرقة أموالهم ( وخاصة البترول ) وواحدة منها كفيلة
بنقض البيعة ( إن وجدت ) فكيف بها مجتمعة .
الثالث : أن الحكومة العميلة أرست قواعد العلمانية ، باعتماد
القوانين الوضعية ، والعصبية الجاهلية بالتلميح بالفيدرالية التي ستقسم
العراق إلى شيعة وسنة وأكراد ، والولاء التام للغرب بتصريح رئيس الحكومة
أن الحكومة ستحتاج إلى أمريكا طويلا لاستتباب الأمن في العراق ...

أفيكون هؤلاء أولى من المجاهدين في الفلوجة الذين أعلنوا تطبيق الشريعة
وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ؟؟؟

السادس : ألشيخ العبيكان لا يخالف في أن وجود الأمريكان في أرض العراق
كمحتل غير جائز شرعا ، ولا أظنه يخالف أيضا أن الحكومة العميلة تؤطر
وتوطن وتقنن الوجود الأمريكي كمحتل ... وها هي النجف يقصفها الأمريكان
ومن قبلها الفلوجة ، فأين الجنود المسلمون ؟؟؟ وأين استتباب الأمن
بجنود هذه الحكومة العميلة ؟؟؟

السابع : لو احتلت أميركا السعودية ، وعينت حكومة عميلة بقيادة
رافضي ، فماذا سيكون قول الشيخ العبيكان ؟؟؟

الثامن : عندما غزا صدام الكويت عين حكومة عميلة ، وقد أفتى كل
العلماء حينها بعدم شرعية هذه الحكومة لأنهم يرون كفر صدام حسين
اصلا .. فما الفرق بين الحالتين ؟؟؟ تلك الحكومة العميلة حاربها
حكام الكويت ، ولم يقل لهم العلماء هي حكومة شرعية تمكنت بالغلبة
ويجب طاعتها ولا يجوز الخروج عليها !!!

التاسع : الحكومة العميلة التي يفتي الشيخ العبيكان بطاعتها وعدم
الخروج عليها تأمر الناس بعدم مقاومة الأمريكان ، وأفاعيل الأمريكان
في العراق واضحة ظاهرة في الظلم والطغيان والكفر الصراح البواح ،
فالأمريكان كفرهم بواح .
وفعلهم كفر بواح
والحكومة علمانية كفرها بواح
وقائدها رافضي كفره بواح
والحكومة تكرس الوجود الأمريكي بتوابعه كالتنصير وهو كفر بواح ..

كل هذا الكفر البواح ولا يجوز الخروج على تلك الحكومة العميلة ؟؟؟

العاشر : أيهما أكثر شرعية :
الحكومة العميلة التي عينها الأمريكان
أم مجلس هيئة علماء المسلمين الذي يحترمه كل الشعب العراقي بما
فيهم الشيعة والروافض ؟؟؟ وهؤلاء هم أهل الحل والعقد في عرف الشرع
فايهم أولى بالطاعة العلماء أم الحكومة العميلة ؟؟؟ مع العلم
أن الحكومة العميلة لم تأمر هيئة العلماء المسلمين بحل نفسها
دليلا على أنها تقر بشرعيتها ، فإذا كان ذلك كذلك فلماذا نطيع
الحكومة العميلة ولا نطيع العلماء وأهل الحل والعقد ؟؟؟

تلك عشرة كاملة ...


كل هذا ونؤكد أن احترام العلماء قضية لا نقبل أن يزايدنا عليها
أحد ، ولكن دين الله أحب إلينا من كل شيء ومن كل احد ، والحق أحق
أن يتبع ... والله ولي التوفيق وهو أعلى وأعلم ....
والحمد لله رب العالمين ...



منقول: الشيخ رضا أحمد صمدي

*أهداب*
20-01-2006, 01:47 AM
بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين ، ولي الصالحين ، والصلاة والسلام على آله وصحبه أجمعين .... أما بعد :



فكم آلمنا وأحزننا ما يبلغنا من أمور جرت على إخواننا في العراق ، نسأل الله جل وعلا أن يجعله تكفيرا للذنوب ورفعا للدرجات ، ونظرا لما تمر به بلدكم من ظروف عصيبة ؛ فقد حرصنا على أن تكون أموركم وأعمالكم تدور في فلك الشريعة السمحاء ، ومبنية على فتاوى أهل العلم المشهود لهم بالفضل والمكانة ، وكم آلمني وأحزنني حين وجهت لي مجموعة من الأسئلة - والتي قد تكون مصيرية - ومن أنا حتى توجه لي مثل هذه الأسئلة ؟ !



ولذا أقول أحزنني حيث وضع الأمر وأسند إلى غير أهله فالله المستعان . ولذلك ، وبحسب ما تعلمنا من مشايخنا وعلمائنا الذين وجهونا إلى وجوب رد الأمر إلى أهله ؛ اقتداء بقول الله تبارك وتعالى : " وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ " .



لذلك كله قمنا بأخذ الأسئلة والتوجه بها إلى العلماء من أمثال سماحة المفتي : عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ ، وسماحة الشيخ : صالح بن فوزان الفوزان ، وسماحة الشيخ : عبد الله المطلق ، وسماحة الشيخ : محمد بن حسن آل الشيخ ، وفضيلة الشيخ : عبد العزيز السدحان ، فتطابقت إجاباتهم على وجوب التعاون بين جميع المنتسبين لأهل السنة وعلى الدفاع عن النفس والعرض والمال إذا تم التعرض لهم . وعلى كف اليد ما لم تكن هناك راية وما لم تعد العدة .

وعلى لزوم الدعوة إلى الله ونشر العقيدة الصحيحة بين الناس ، وعلى عدم إثارة أي طرف عليهم ، وعلى أن ينظموا صفوفهم وأن تتحد كلمتهم ، وعلى أن يكونوا حذرين ممن حولهم ولا مانع أن يجعلوا لهم أميرا .



والله أعلى وأعلم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



كتبه /

عثمان بن محمد الخميس

http://www.almanhaj.net/images/fatwa101.gif


هذا ما وجدته لك لعله يخدم بحثك ويفديك .......ونعتذر عن أي تقصير ....فهذا الحهد وعلى الله التكلان.

سمووره
20-01-2006, 02:06 AM
الله يجزاك كل خير عزيزتي اهدااب

بارك الله فيك

وأتمنى من الله العلي القدير الأستفاده للجميع

شكرا لك

(*)~سدوومة~(*)
20-01-2006, 02:34 PM
جزاكــ الله خير عزيزتي

اهداب

علي الجواب الكافي والوافي....

تقبلي شكري لكــِ

حاتم أبوعوف
20-01-2006, 08:42 PM
أشكر الأخت أهداب على ما بذلته من جهد ....
ولكن ما أردته غير هذا حيث سمعت أن الشيخ أصدر فتوى منذ زمن بين فيها أدلته التى بنى عليها قوله هذا الغريب ، وهو الذي أريده .
وجزاكِ الله كل خير .

سيف العدالة
20-01-2006, 09:49 PM
عندي سؤال؟؟

ليه العبيكان حرم قتال الأمريكان بالعراق ليه المفروض انه يسير جهاد لأنهم احتلوا العراق والعراق بلد اسلامي

والأمريكان كفار

حاتم أبوعوف
20-01-2006, 11:22 PM
الأخت أشجان الفؤاد
سؤالك هو سبب طلبي لنص فتوى الشيخ ؛ حتى أعرف المنطلقات التي انطلق منها الشيخ لتبرير قوله .
وجزاك الله خيراً للاهتمامك باخوانك في العراق .

*أهداب*
20-01-2006, 11:39 PM
أخي الكريم ..لم أجد نصاً للفتوى ......بل كل الردود ترد على العبارة التي أطلقها عبر ..الإذاعة .......

فلقد فتحت عدة صياغات للعبارة ..عبر القوقل ...وفتح معي أكثر من 30 صفحة وقرأتها كلها ونفس العبارات ......
أي ما يقارب ......3 ساعات فقط بحث لفتوى العبيكان .....وهذى ما وجدت لك .....

وكانت هذه الحلقة أولى حلقة يصدر فيها تلك الفتوى وهي بداية لفتنة الفتوى والتي بعدها نراه في كل قناة وكأن بلادي تريد هذا الشيء . فلو كان غير الشيخ من قال هذا الكلام .. لقت أنه جاهل أو مدفوع الأجر

سيف العدالة
20-01-2006, 11:42 PM
معقولة يفتي العبيكان فتوى نتص يتحريم ذلك

ليه هذا المفروض يحث المسلمين بالعراق على قتل العلوج
لأنهم اغتصبوا النساء وقتلوا الأطفال والرجال يعني لازم بل وجب الجهاد اي فرض عين على كل اهل العراق

حاتم أبوعوف
21-01-2006, 08:21 PM
الأخت أهداب
السلام عليك
لك الأجر من الله ، ثم الشكر مني على ما بذلته من وقت وجهد في سبيل المساعدة .
وهذه أول مشاركة لي في منتدى من المنتديات ، ولم أكن أتوقع أن هناك من يتحمس بهذا الشكل لمساعدة إخوانه ، فجزاك الله خيراً ، فقد وقع جهدك وبذلك في محله مني .
والسلام عليك وعلى كل القائمين بالمنتدي .

بـــشـــرى
22-01-2006, 05:11 AM
لا تعليق

السامية بدينها
22-01-2006, 12:20 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته


لقد شدني العنوان .. فقطعتُ الغياب فقط لأرد


أخي الكريم
عند قيامي بالبحث عن الفتوى صُدمت
حقاً صُدمت فيمن يتهاون بأعراض العلماء و يتهمهم في دينهم
فلا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
ألم يجدوا طريقةً مؤدبةً في الرد غير تلك الطريقة اللاأخلاقية ؟؟!!!
سبحان الله
إن كانوا يتحدثون عن العلماء بهذه الطريقة فكيف إذن سيتحدثون و ماذا سيقولون إن أخطأ غيرهم
أكل ذلك من أجل عالم أخطأ !!!!!
فإن كان قد اجتهد و أخطأ فهذا أمره مرده إلى الله و ليس من الصحة بمكان انتهاك عرضه و التقول عليه في دينه لخطأ أخطأه
و العلماء بما أنهم قد قاموا بواجبهم و ردوا عليه فهذا يكفي !!!!

أصبح الكل مجتهداً ليرد على قوله أو فتواه
كل نصّب نفسه مفتياً و محامياً و عالماً بما في النيات

أقول لمن آذى الشيخ و اتهمه في دينه اتقِ الله
فإن كان قد أخطأ فأمره إلى الله هو العالم بما في النيات


لعل ما طلبت هنا أخي الكريم


العبيكان لـ «الشرق الاوسط» ردا على بيان أصدره 26 من السعوديين: ما يحدث في الفلوجة سببه هذه الفتاوى التي جلبت المآسي والدمار للعراقيين


جدة: ماجد الكناني
انتقد الفقيه السعودي عبد المحسن العبيكان رجال الدين السعوديين الذين اصدروا فتوى امس تدعو الامة والعراقيين الى الجهاد ضد من سموهم «بالمحتلين الغزاة» في العراق، مشيرين الى انهم سيقدمون النصح دائما للعراقيين (خاصة والبلد مفتوح على كافة الاحتمالات بغير استثناء، من حرب داخلية، إلى تفكك وانقسام، إلى قيام حكومة مهيمنة تابعة للمحتل) حسب البيان.
ودعا العبيكان هؤلاء الاشخاص الى ان يتقوا الله، لان هذه المقاومة تخلف المآسي والدمار على العراق واهله.

وقال العبيكان في حديث لـ«الشرق الاوسط» ما يحدث في الفلوجة الان سببه مثل هذه الفتاوى والبيانات، وهي ما جنى على الفلوجة، لذلك فليتق الله اولئك الذين دخلوا اليها من خارج العراق وأثاروا فيها الفوضى والقتل، وكذلك مصدرو هذه البيانات التي لا تستند الى دليل».

وأضاف «هذه المقاومة ليست شرعية من حيث الدليل كما بينت ذلك في مقالاتي التي انشرها في «الشرق الاوسط»، كما انها لو كانت صحيحة من حيث الدليل، فهي لا تصح في الواقع لانها تجلب المآسي والدمار على العراق والفلوجة واهلها». وأكد العبيكان «الدليل على صحة ذلك ما حدث من اهل النجف في الايام الماضية، حيث طلب منهم الانضمام الى الحزب السياسي غير انهم رفضوا ذلك، وبعد ان دمرت النجف وقتل الناس، وافقوا على الانضمام، فهل يريد هؤلاء ان يتكرر ما حدث في النجف في بقية المدن العراقية».

يذكر ان 26 ممن اطلقوا على انفسهم (ابرز علماء ودعاة السعودية) قد وقعوا امس على بيان وجه من خلال مواقع على الإنترنت «الى الامة عامة والى الشعب العراقي خاصة»، يزعمون فيه «دعم صمود أهل العراق، وجهادهم ضد المحتلين الغزاة»، ويؤكدون على حقهم في الدفاع عن حرماتهم. كما انهم حرموا في البيان «التعاون مع قوات الاحتلال ضد المجاهدين».

ودعوا من خلال البيان «كل ذي قدرة على جهاد المحتلين من العراقيين على القيام بذلك، وان ذلك من جهاد الدفع، وبابه دفع الصائل، ولا يشترط له ما يشترط لجهاد المبادأة والطلب، ولا يلزم له وجود قيادة عامة، وإنما يعمل في ذلك بقدر المستطاع».

واختتم البيان بدعوة المسلمين في العالم بالوقوف إلى جانب العراقيين بالدعاء الصادق والتعاطف والتراحم والنصرة قدر الإمكان.



و هذا كما يتضح لنا من القراءة أنه تعليق و ليس فتوى كما تناقل الناس الخبر


أرجو أن يكون هذا ما أردت أخي الكريم

*أهداب*
22-01-2006, 01:36 PM
نعم ..... السامية

لم اجد فتوى فلقد فتشت عنها واستغربت المقال .....وهو رجل كان يبحث في الإذاعة أو عبر القنوات ......
فأقاموا الدنيا وأقعدوها .......وغير من شكك في صحة فتاوية وعقليته .نسأل الله لنا ولهم الهداية ..

،
والى هذا الوقت لم اترك باباً الا وطرقته بحثاً عنها ...لعلني أجد لها سبيل أو أمر يقطع الشك باليقين .....والله المستعان

السامية بدينها
22-01-2006, 05:01 PM
نعم ..... السامية

أختي أهداب ..

على الرغم من سعادتي الكبيرة لردك و تأييدكِ لما قلتُ في ردي السابق
إلا أنني في ذات الوقت حزينة ... لأنني افتقدمتُ كلمة (أختي) و التي كنت ُ أتمنى حقاً وجودها فيما اقتبست من ردك ..

على العموم شكر الله لكِ تأييدك
و لن تجدين فتوى مهما بحثتِ صدقيني .. لا تُتعبي نفسكِ أبداً
إنما هي أقوال صحف و إشاعات بشر لا حيلة لهم و لا شغل إلا تناقل الإخبار و تحويلها عن مجراها الصحيح
هذا ما استنتجته من بحثي ..
هو مقال ... حوّله الجهلة من الناس إلى فتوى فلا حول و لا قوة إلا بالله
ألم يدركوا أن هناك من الصحفيين و رجال الإعلام من يريد أن يدس السم في العسل ...
اذهبي إلى موقع جريدة الشرق الأوسط و اكتبي في مربع البحث (العبيكان) و انظري بنفسك إلى المقالات التي تُكتبُ فقط إلقاءً للضوء على الشيخ ..

ثم من يؤكد أن ما في المقال هو نصاً كما قاله الشيخ ؟؟!!
ألم يسأل من شكك في عقيدة الشيخ و أمره نفسه هذا السؤال ؟؟!!
أليس لنا عقلٌ نفكر به لنعرف به الصائب من الخاطيء ؟؟!
ثم إنكِ ستستغربين لو قلتُ لكِ أن المقال قديم و هذا تاريخه (الاحـد 24 رمضـان 1425 هـ 7 نوفمبر 2004 العدد 9476)
فمالداعي إذن لفتح مقالات و أقوال قديمة ؟؟..
ألا نظن بالشيخ خيراً يامن تقتاتون على لحوم العلماء ليل نهار ؟!!!!!!!

و الله يا أختي إنني لفي استغراب من عنوان موضوع قرأته فقط طعناً في دين الشيخ
العنوان كما أذكر هو (هل يصبح العبيكان مفتياً للمسلمين من قبل أمريكا ؟)..
و يسمون الشيخ أيضاً (مفتي البلاط الأمريكي) !!!!!
و الله حقاً أمر محزن أن يصدر هذا من مسلمين يعلمون حق العلم أن لحوم العلماء مسمومة !!!
فلا حول و لا قوة إلا بالله !!!


و هذا ما وجدتُه عن اللقاء الذي أُجري مع الشيخ في إحدى القنوات ..
يقولون أنه منقول نصاً و لا أدري .. هل ذلك صحيحاً أم لا ؟؟
فلا يؤمن جانب الناقل إلا إذا أتى بمصدر موثوق .. لا أن يكون في منتدى !!!!!!!...


////////////////////////

السامية بدينها
22-01-2006, 05:07 PM
كلام الشيخ العبيكان في أحداث العراق



بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

السلام عليكم
هذا هو نص ما جاء في البرنامج الذي عرضته القناة المذكورة وأرجو العذر عن بعض المقاطع بسبب ضعف في الصوت. علماً أن (بداية البرنامج وفيه يرحب مقدم البرنامج بالشيخ ويذكر أرقام هواتف الاتصال بالبرنامج) غير موجودة في هذا التفريغ.

مقدم البرنامج: الأخت عائشة علي من العراق رسالة بريدية:

تتكلم وتقول أتمنى من جميع العلماء يحذون حذوك في هذه الفتاوى التي أصدرتها بشأن العراق وتقول أن هذا البرنامج ولله الحمد وجد صدى كثير خاصة من المواطنين العراقيين وتتكلم بعدة أسئلة عن حرمة المسلم وعن قتل الشرطة العراقية بما أنهم مسلمين وما تعليقكم على ذلك.
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحابته والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
فإنه لا شك أن الأخت عائشة تقول بقولها هذا وتعقيبها هذا من منطلق الفهم للواقع ومن منطلق معرفة المصالح والمفاسد ومن منطلق التجرد عن الهوى، إذا تجرد العبد عن الهوى وأخذ بالنصوص الشرعية والأحكام الشرعية حتى وأن لم يكن في ذلك ما يبتغيه هو لشهوة نفسه لأنه يجب على كل مسلم أن يُحكم الشريعة على هواه لا أن يحكم هواه على الشريعة وأن يُحكم عواطفه على الشريعة، ولهذا نجد أن بعض الناس إما طلبة علم أو بعضهم ليس بطلبة علم يخوضون في هذه المسائل من منطلق الهوى ومنطلق العواطف فقط وهذا الذي يضر بالمسلمين وهذا الذي يُحدث اللبس والخلط وأيضاً الضلال ما يحصل الضلال إلا إذا حكمت العواطف أو حُكمت الأهواء لكن إذا حُكم الشرع حتى وأن لم يكن في ذلك إرضاء لبعض النفوس إذا حكم الشرع صلح الناس واستقام أمرهم ونصرهم الله عز وجل فالأخت عائشة حفظها الله وكذلك بعض الأخوة يتصلون بنا في هذا البرنامج ويتصلون على الاتصال المباشر بي من الأخوة العراقيين علماء وغيرهم يقولون مثل ما قالت عائشة لأن هناك ولله الحمد قبول وهناك استجابة وهناك قناعة بأنهم سمعوا ما قال الله وما قاله رسوله صلى الله عليه وسلم وما قال أئمة الإسلام وأيضاً عرفوا أن هذا هو الذي يناسب الوضع الذي هم فيه وهذا هو الحل الصحيح لمساكنهم.
هل الحل هو في إخراج المحتل قتل النساء والأطفال والرجال من مسلمين ومن معصومين من عراقيين ومن غير عراقيين هل هذا هو الحل في إخراج المحتل ليس هذا هو الحل لا من حيث الشرع ولا من حيث العقل.

اتصال من الأخ سنان من العراق:
السلام عليكم يا شيخ بارك الله فيك يا شيخ كيف حالك والله يا شيخ حبيت أوضح للأمة الإسلامية أولاً وللأمة العربية ثانياً بعض النقاط لأنه الأمر يعنينا أولاً.
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
صحيح
سنان:
وأنا فرد في العراق وبالتحديد في بغداد وأعرف ما يدور الآن في العراق أكثر من غيري، المتصلين من مصر والأردن وسوريا والسعودية والكويت لا أظن أنهم يفهمون ما يجري حالياً في العراق، بالتحديد يا شيخ المسألة ما هي مقاومة ولا جهاد وهي مسألة اجتهادية وتنافس وهناك بعض من أزلام النظام السابق وكذلك القوة الإسلامية المتطرفة في العراق وهذه كلها متناحرة من أجل ضغوط سياسية ليس لها صلة بالإسلام ولا بالجهاد.
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
بارك الله فيك.
سنان:
الرجاء من كل مواطن عربي أن يفهم هذا الشيء، ما دخل الجهاد في قتل آلاف العراقيين هل الجهاد أن يقتل آلاف المسلمين يا شيخ لدي إحصائية من وزارة الصحة تقول أن 85% من العراقيين يقتلون و15% من الأمريكان يقتل هل هذا هو الجهاد؟ أنا أسألك بالله هل هذا هو الجهاد من يرضى بذلك نحن غير أمنيين في منازلنا غير أمنيين في وظائفنا هنالك الكثير ترك العراق يا شيخ من أجل هذا، الرجاء أن يكف المصري وأن يكف السوري وأن يكف كل شخص وإذا هم يحبون هذا الوطن ويحبون الإسلام والمسلمين أن يدعو لنا هذا يكفينا.
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
هذا صحيح
مقدم البرنامج:
أخي سنان إذا تكرمت أرجو أن تتحدث ولو بشكل بسيط عن الأحداث الحاصلة الآن في العراق إذا تكرمت.
سنان:
أي شيء تقصد
مقدم البرنامج:
عن الأحداث التي الآن حاصلة في العراق من تفجيرات وغيرها من المتضرر أساساً الآن.
سنان:
والله المتضرر الوحيد هم العراقيون والله أنا رأيت بعض السيارات الانتحارية وقد فُجرت أمام مراكز شرطة والله يا شيخ أنا رأيت أعضاء بشرية أرجل ورؤس معلقة فوق الأشجار
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
لا حول ولا قوة إلا بالله
سنان:
هل هذا يرضي أحد والله العظيم أنا رأيتها بأم عيني الأشلاء متقطعة في كل مكان هل هذا هو الجهاد والله يا شيخ هناك من هو قليل الإيمان فالإيمان يزيد وينقص ليس الإيمان ثابت في قلب شخص هناك من هم قليلي الإيمان الذين يسمون بالمسلمين وهم من العوام الآن بدءوا يتحدثون هذا هو الإسلام انظروا هذا الذي كنا نتحدث عنه لا يوجد أمان في الإسلام.
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
لا حول ولا قوة إلا بالله
سنان:
أنها رسالة خطأ والله يا شيخ لقد سمعتها من أشخاص
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
جزاك الله خير
مقدم البرنامج:
أخ سنان إذا تكرمت هل يستطيع المسلمون أداء الصلاة في المساجد بشكل أمن أرجو أن تجاوب على هذه النقطة هل يستطيع المسلمون أن يؤدوا الصلاة في العراق الآن في بغداد بالتحديد بشكل أمن.
سنان:
نعم يا أخي أنهم آمنون يستطيع الشخص أن يذهب إلى المساجد لماذا لا.
يستطيع كل أحد أن يتكلم عن الحكومة يتكلم عن الأمريكان لا أحد يقول له لماذا يستطيع أن يقول هذا خطأ وهذا صواب كنا لا نستطيع.
مقدم البرنامج:
أنا اقصد في ظل هذا التفجيرات وفي ظل هذا الشغب أقصد هل يستطيع المسلم الآن أن يؤدي الصلاة بشكل أمن.
سنان:
يا أخي أنا قلت لك في البداية أنت غير أمن في منزلك
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
كلام جميل وواضح يا أخ سنان
سنان:
في المنزل قد تسقط عليك قذيفة أو قنبلة هاون بالخطأ يقول المجاهدون نحن نريد أن نضرب الأمريكان وهو اخطأ الهدف وسقطت فوق بيت أمن هل هذا هو الجهاد وثم يقولون أن الأمريكان ضربونا نعم يا أخي أنت ضربتهم في البداية فضربوك
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
نعم هذا الذي
سنان:
أنا لا أدافع عن الأمريكان يا شيخ أنا لا أدافع عن الأمريكان
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
نعم نعم هذا هو الواقع أنت تتكلم بالواقع
سنان:
نعم، في الفلوجة هناك عناصر مشاغبة تؤثر على من يسكن في الفلوجة يضربون القطعات الأمريكية التي تمر من خلال بعض الشوارع هناك يضربونها فيقوم الأمريكان بالرمي العشوائي على بعض البيوت فنشاهد على بعض القنوات الفضائية انظروا أن الأمريكان يضربون ويقصفون البيوت لا يا أخي مو هيجي أنت لم تتكلم الحق
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
كلامك جميل يا أخي الكريم
مقدم البرنامج:
حقيقة نشكرك يا أخ سنان على مداخلتك
سنان:
والله يا شيخ بارك الله فيك فنحن بحاجة إلى كلمة حق
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
ونحن في الحقيقة نتألم لألمكم. إنما نتكلم بما دل عليه الدليل من الكتاب والسنة ومن كلام أهل العلم وما هو المصلحة للعراقيين لأنهم إخواننا ونتألم لألمهم والذي يحب العراق ويحب أهل العراق ويقول أتعاطف معهم فهو الذي يسعى لصلاح أمرهم وحصول الطمأنينة والأمن والاستقرار في ذلك البلد أما الذين يزعمون أنهم يحبون الإسلام والمسلمين وأنهم يجاهدون ثم يعملون أعمال في الحقيقة هي إجرامية لا في حق الإسلام ولا في حق المسلمين ولا في حق المعصومين، هؤلاء أبعد ما يكونون عن معرفة الواقع.
الذي ذكرته يا أخ سنان وأيضاً أبعد ما يكونون عن النصوص حتى وأن قال أنه /ن أهل الفتوى ليس كل أحد يؤخذ من قوله، كلٌ يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن أخطأ البعض ممن ينتسبون للعلم ويقولون أنه يعتبر هذا من الجهاد ويعتبر هذا من إخراج المحتل هذا كلام في الحقيقة باطل وليس من الجهاد في شيء لأن الجهاد له ضوابط وله شروط، هؤلاء لا ينظرون إلى الشروط ولا إلى الضوابط تجد أن بعضهم، لو تكلمنا عن الذين في المملكة العربية السعودية تجد أن بعض المعنيين يقولون أخرجوا من هنا وقاتلوا الأمريكان في العراق أخرجوا إلى العراق هذا يتضمن عدة محظورات شرعية باتفاق أهل العلم
الأول: أنهم يفتاتون على الإمام ولي أمرهم يفتاتون عليه ويخرجون من طاعته والأمر الثاني أنهم وقد أشترط العلماء للجهاد أن يكون تحت رأية إمام وبإذن إمام لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال وإذا استنفرتم فانفروا إذا استنفرك الإمام فانفر أما قبل ذلك لا تنفر هذا هو النص الصحيح الصريح في صحيح البخاري وغيره والأحاديث كثيرة في هذا.
الثاني: أنهم ينقضون العهود والمواثيق، بيننا وبين تلك الدول عهود ومواثيق والله عز وجل في محكم التنزيل يقول (وإذا استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق) حتى وأن كانوا مظلومين وأن احتلت بلادهم وأن سفكت دماءهم وأن أخذت أموالهم وأن استبيحت دماءهم يقول الله عز وجل وأن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا (أستثنى) إلا على قوم فهناك احترام للعهود والمواثيق فالنبي صلى الله عليه وسلم يحترم العهود والمواثيق مع مشركي قريش الذين قتلوا المسلمين وأهانوا الكعبة بالشرك والأصنام والذين عذبوا المسلمين من نساء ورجال ممن أسلموا أذوهم وعذبوهم، لما عقد النبي صلى الله عليه وسلم معهم الهدنة ماذا فعل رد أبا جندل وهو يقول كيف تردني وقد فزعت إليكم وقد استجرت بكم كيف تردونني إلى الكفار فالنبي صلى الله عليه وسلم يردهُ احتراماً للعهود والمواثيق هذه هي النصوص الصحيحة الصريحة والذي يقول أذهبوا بدون إذن إمامكم وانقضوا عهودكم ومواثيقكم واذهبوا إلى العراق الأمران الأولان محظوران شرعيان لمن هو خارج العراق والذين في العراق يفتاتون على إمامهم وهذا سوف ننقل أن شاء الله كلام لأهل العلم في أن الإمام يجب طاعته والإمام جُنة يقاتل الناس من وراءه فلا يُقاتلون إلا من وراء الإمام ومن خلف الإمام أما الفوضى الحاصلة الآن يسمونها جهاداً هؤلاء جماعة يمسكون الأبرياء وينحرونهم ويذبحونهم والأسير في الشريعة الإسلامية الأمر مفوض فيه إلى ولي الأمر، الإمام هو الذي يُخير فيه بين أربعة أمور وهؤلاء هم الذين يتولون القتل قتلهم، ما هم أسرى حتى ليسوا أسرى هؤلاء أبرياء إما شخص أتى للعمل أو شخص صحفي أو نحو ذلك حتى ليسوا بعسكريين ويؤخذون ويقتلون.
أعمال إجرامية لا يقول عاقل ولا عالم أن مثل هذا العمل ينسب إلى الإسلام والله الإسلام بريء من هذه الأعمال الإجرامية ومثل ما ذكر الأخ سنان جزاه الله خير هناك عدد من الأخوة الذين ممن يتألمون من مثل هذه الأعمال في العراق وغيره هذه أعمال إجرامية ثم الذين في العراق أصبحوا فئات ومثل ما تفضل الأخ سنان كنا نقول أنه ليس الأمريكان يقتلون كل أحد مثل ما ذكر الأخ سنان أنا كنت أقول هذا والأخ سنان أيد هذا وهو ينظر وهو يعايش الوضع من قريب وينظر بعينيه ماذا يحصل ويحس بما يحصل ويحس بالمعانات التي يعاني منها أهل العراق لأنه هناك طوائف خارجين الحقيقة خارجين عن الإسلام وخارجين عن العقل الصحيح هؤلاء ليسوا بعقلاء الذين يفعلون هذه الأفعال الإجرامية ليسوا عقلاء ثم يأتينا من يقول أخرجوا إلى العراق قاتلوا ثم أين المصلحة لو فرضنا أن هذهِ الأعمال صحيحة شرعية هل الآن وجدنا مصلحة أم وجدنا مفسدة، مفاسد كل يوم تزداد من كثرة القتلى والتدمير واختلال الأمن أشياء لا تحصى ولا تعد ليس هذا هو الجهاد وكما قال الأخ سنان أنا لا أدافع عن الأمريكان وأنا كذلك قلت أكثر من مرة أنا لا أدافع عن المحتل ولكني أقول كيف نعالج الأمر بحيث نعالجه كما عالج النبي صلى الله عليه وسلم الظلم الذي حصل في مكة وعلى المسلمين عالجهُ بالطرق الصحيحة.
مقدم البرنامج:
شكراً يا شيخ فاصل.
اتصال الأخ تركي من الكويت:
السلام عليكم، الحقيقة يا شيخ أنا لم أتابع البرنامج منذ البدء لكن تقريباً منذ أسبوعين بديت أتابع البرنامج والصراحة صدمت من بعض الفتاوى التي تصدر عنك، يعني تثبيط للأمة ولا حول ولا قوة إلا بالله والله المستعان
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
ليش تثبيط
تركي:
يعني تحولون ذرائع عندكم كل الذرائع تستخدمونها للأمريكان وحجج للأمريكان
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
لحظة يا أخي التثبيط.
سنان:
خليني أتكلم
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
لا أنو ما يصلح أني أتركك تتكلم لازم كل نقطة يرد عليها
التثبيط الذي أنت تقوله (المتصل يحاول المقاطعة) اسمع هداك الله المثبط كما جاء في القرآن وفي سنة النبي صلى الله عليه وسلم والمخذل هؤلاء إذا أقام الإمام الجهاد
تركي:
أي إمام أي إمام يا شيخ
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
إذا أقام إمام المسلمين
تركي:
أين إمام المسلمين
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
إذا كنت ما ترى إذا كنت ترى أنك في فوضى وكما قاله الأخ هانيء (متصل في حلقة سابقة) وقال تعدد الدول وتعدد الحكام ليس بشرعي ويطلب الخلافة
تركي:
نحن نتكلم عن إمام منصب في العراق هذا إمام نصبه الأمريكان، لم يُختر من مجلس شورى مسلمين
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
ومن قال، أنت عطني من كلام الله أو كلام النبي صلى الله عليه وسلم أو كلام الأئمة أن الإمام لا بد أن ينصب من الناس ذكر العلماء
تركي:
يا شيخ هذا منصب من دولة كافرة
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
والله عز وجل في محكم التنزيل في قصة يوسف عليه السلام جعل يوسف في ولاية صحيحة والذي ولاه كافر فرعون مصر.
تركي:
يا شيخ أنت ما ترى نهائياً بالجهاد في العراق
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
من قال، أنا أقول بالجهاد إذا كان تحت راية إمام يقول الإمام الطحاوي في عقيدته ونرى الجهاد مع كل إمام براً كان أو فاجراً
تركي:
يعني سبحان الله الأمريكان أي شيء يفعلونه هم على صح ونحن
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
ليش أنت تقول لماذا أنت تحيد، نحن لا ندافع عن الأمريكان نحن نقول إذا قام أئمتنا بجهاد الأمريكان أو جهاد غيرهم من الأعداء فنحن معهم وتحت رايتهم وسوف نحمل السلاح تحت راياتهم ونقاتل معهم كما قرره أهل السنة والجماعة أما أن يأتي الشخص ويقول أنني سوف أجاهد لا تحت راية ولا يأتي بضابط شرعي من يقول بأن هذا يسمى جهاد شرعي ما يصلح يا أخي اتقوا الله في أنفسكم أنا أنقل من كلام العلماء
يقول الإمام احمد (من غلب عليهم (يعني الولاة) بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الأخر أن يبيت ليلة واحدة ولا يراهُ إماماً براً كان أو فاجراً)
وروى البيهقي في مناقب الشافعي عن حرملة قال: سمعت الشافعي يقول كل من غلب على الخلافة بالسيف حتى يسمى خليفة ويجمع الناس عليه فهو خليفة هذا كلام الإمام الشافعي فيما رواه البيهقي في مناقب الشافعي
هذا كلا أئمة أنت تقول من منطلق العاطفة أنت لا تتكلم (تركي يقاطع)
تركي:
مني رسالة أحب أوجهها للأخوة العرب
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
أسمع يا أخي العراقيون يسمعون من العلماء الذين يتكلمون بقال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم وقال الأئمة أما الذي يتكلم بمنطلق عاطفة ومن منطلق
مقدم البرنامج:
هو يقول لا يوجد إمام في العراق
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
الأئمة ماذا يقولون، الآن الحكومة في العراق
تركي:
أحب أن أوجه رسالة للأمة العربية، لا ينظرون إلى أي جماعة تخطف هناك بأنها جماعة مجاهدة، في جماعات تستغل هذه الأشياء
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
الآن أنت تعترف بأن هناك فوضى
تركي:
لكن في هناك أخوة نسأل الله أن يثبتهم، أنظر اليوم ماذا فعلوا في الفلوجة بيت يهدم على أسرة كاملة
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
أنت سمعت من الأخ سنان عندما قال أن هناك من بقايا الحزب الحاكم يأتون في الفلوجة ويختفون في البيوت فإذا ضربت البيوت قالوا أنظروا هؤلاء (تركي يحاول المقاطعة ويقول ومن يتولهم يومئذ ...)
يقتلون الأبرياء والنساء والأطفال وهم بقايا من الحزب السابق ممن يأتون ويفجرون ثم يرجع إلى بعض البيوت فإذا قاتلوا انظروا هؤلاء يقتلون النساء والأطفال، هل قتلوا جميع أطفال العراق ونساء العراق ورجال العراق وهدموا جميع البيوت هذا كلام مو صحيح لأن الأعمال محصورة لماذا هي محصورة في بعض أحياء وليست حتى في كل مدينة في بعض أحياء من بعض المدن لماذا السبب؟ السبب لأن هذه الأحياء يدخل فيها الذين يذهبون ويفجرون ثم يختفون فيها ويأتون فيقاتلون ونحن نقول لا تفعلوا هذا الفعل حتى لا تسببون في الدمار والقتل وهذا هو الواقع وحتى الأخ سنان هو يؤكد ذلك.
مقدم البرنامج:
حتى الأخ المتصل يؤكد الفوضى الحاصلة الآن في العراق
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
إذن كيف هناك جهاد مع هذه الفوضى
مقدم البرنامج:
ولكن يقول ليس هناك إمام
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
مو صحيح نحن ننقل كلام أهل العلم ونقول قال الله يقول الله عز وجل عن يوسف عليه السلام قال أجعلني على خزائن الأرض أني حفيظ عليم ثم ولاه وجعله صاحب ولاية عظيمة والذي ولاه هو كافر فرعون والعلماء قرروا بأنه إذا ولاه كافر يكون إمام، قال العلماء من تغلب سواء من كافر أو غيره تغلب وهذا كلام الإمام احمد ثم كلام الشافعي كل من غلب على الخلافة بالسيف حتى يسمى خليفة ويجمع الناس عليه يسمى خليفة هذا كلام واضح ما يحتاج إلى أكثر من هذا البيان.
يقول أبن حجر وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه على السلطان المتغلب ما قالوا لا بد أن يتغلب بطريقة ما، ما أتوا بشروط للتغلب قالوا متغلب يعني بأي طريقة كان تغلب ما دام تغلب بأي طريقة فهو متغلب فيجب طاعته هذا كلام أبن حجر يقول الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ وهو من العلماء المحققين الفقهاء يقول حصول ولاية آل مروان بالتغلب ....وكذلك مبدأ الدولة العباسية ثم قال وأهل العلم مع هذهِ الحوادث متفقون على طاعة من تغلب عليهم في المعروف يرون نفوذ أحكامهم وصحة إمامته لا يختلف في ذلك اثنان لا يختلف اثنان من أهل العلم المعتبرين، مو يأتينا واحد متعالم أو شخص ليس من أهل العلم صاحب هوى ولذلك زلة العالم مما يهدم الدين، يأتي شخص يفتي ويقول لبعض السعوديين أذهبوا إلى العراق قالوا كيف نذهب وهناك عهود ومواثيق ماذا أجاب العهود والمواثيق هي فقط بين الحكام وأما أنتم فلا يلزمكم. لا يقول بهذا لا عاقل ولا طالب علم مصادم لجميع الأدلة وكلامهُ ساقط وفتوى ساقطة لأن الحاكم عندما يعقد العهود والمواثيق هو بصفة ماذا؟ بصفته غمام للمسلمين يلزم جميع المسلمين الذين تحت ولايته هذه العهود والمواثيق إما يكون النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يعاهد الغير كان يقول بيني وبينك أنت فقط أما بقية الصحابة والمسلمين لا يلزمهم، لما عاقد قريش وغضب الصحابة لو كان ما يلزمهم كان الصحابة قاتلوا، قالوا العهد بينك وبين زعيم قريش فقط وأن ما يلزمنا هذا، هذا لا يقوله عاقل لكن الهوى إذا تغلب الهوى عليه أو العاطفة والعياذ بالله جنح عن الصواب إذا ما غلّب الدليل نحن ما نقول إلا قال الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اهل العلم وإلا كيف نكون مسلمين ونحن فقط نحكم الأهواء نقول لو ما حصل يحصل كذا كله كلام ما عليه أدلة كل الذي ينبغي أن يتكلم بالدليل.
وقال الشيخ محمد عبد الوهاب، كل هؤلاء ينقلون الإجماع والاتفاق، الشيخ محمد عبد الوهاب الإمام المجدد رحمه الله يقول الأئمة مجمعون من كل مذهب لاحظ مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد أو بلدان له حكم الإمام في جميع الأشياء ولولا هذا ما استقامت الدنيا لأن الناس من زمن طويل قبل الغمام احمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد ولا يعرفون أحد من العلماء ذكر أن شيء من الأحكام لا يصح إلا بالإمام الأعظم هذا يقرره الإمام محمد عبد الوهاب وهذا رد على الأخ هانيء من الكويت عندما يقول إذا تعدد الحكام وإذا تعددت الدول هو ينقل كلام في سابق هو نظري يقولون هل يجوز نصب إمامين في قطر واحد لأن هذا سوف يكون اضطراب لكن العلماء من حين ما وقع تفرقت الأمة وصارت دول كل العلماء ما واحد منهم يقول أنا لا أقبل هذا إمام كلهم قضاة وعلماء كلهم يسمعون ويطيعون ويحكمون وإلا كانت الأحكام، لأن القضاة ولايتهم مستمدة من ولاية الغمام الأعظم فإذا كان الغمام ولايته غير صحيحة ولايته غير صحيحة إذن القاضي أحكامه كلها باطلة في الأنكِحة في الفروج في الدماء في الأموال هذه فوضى بعينها، معنى أن الناس فوضى وأن كل الأحكام باطلة وأن الناس كيف عاشوا
الكلام هذا مجمع عليه كما نقله الأئمة ولا يجوز أن يأتي اليوم ويتكلم بكلام العلماء كلهم منذ أزمنة طويلة يقرون الوضع يفتون ويقضون ويتولون القضاء ويتولون الولايات ويقرون الوضع ثم يأتينا شخص علمه قليل ثم يقول نريد خلافة، يريد أن الناس يتقاتلون بزعمه إلى أن يصلون إلى الخلافة يعني كيف يبدأ بالخلافة يعني يقول للناس لا تسمعوا وشقوا عصى الطاعة وكل الناس يخرجون على إمامهم وتبدأ الدول الإسلامية كلها بالفوضى والقتل وإراقة دماء، هذا كلام ما يقوله عقلاء ولا علماء يقول شيخ الإسلام أبن تيمية ينقلون عنه بعض الكلام ويتركون بعض يقول شيخ الإسلام إذا تغلب الكفار على بلد وجب على المسلمين، يأخذون بعض كلامه ويتركون بعضه أفتأمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، شيخ الإسلام يقرر هذا متى إذا كان هناك قوة وقدرة ما تبقي إخوانك المظلومين وأنت تنظر إليهم وتسكت لا بد أن تعينهم لكن إذا كنت لست بقادر وفي حال ضعف انظروا إلى كلامه لكن أولاً أنقل كلامه بالنسبة للتعدد والسنة أن يكون المسلمين تحت إمام واحد والباقون نوابه فإذا فرض أن الأئمة خرجت عن ذلك لمعصية من بعضها أو لمعجزة عن بعضها وغير ذلك فكان لها عدة أئمة لكان يجب على كل إمام أن يقيم الحدود ويستوفي الحكم هذا كلامه بالنسبة لهذا وتكلمنا كلام ابن كثير والشوكاني وهنا يلاحظ كلام شيخ الإسلام نص الفقهاء أولاً قبل كلام شيخ الإسلام إنه إذا ازداد الكفار أي ضعف قوة المسلمين أوجب الخطر بأن ظننا أن ثبتنا استهلكنا وأن غلب على ظننا الهلاك بلا نكاية وجب علينا الفرار يعني ما يجوز أنك تقاتل وأنت ما ترجو النصر وأنت في وضع مو قوة هذا قديماً يوم الأسلحة كلها سيوف ورماح مو بالقوات الموجودة الآن أسلحة دمار، مساكين هؤلاء الذين ما يفهمون الشرع وقال تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) الله عز وجل في الحديث الصحيح لما يأجوج ومأجوج جاءوا إلى عيسى عليه السلام أخر الزمان يقول الله عز وجل لهم أني بعثت عباداً.... بالقتال فحرز عبادي إلى الطور قال لا تقاتلهم لانه ما تستطيع حرز عبادي وأترك قتالهم هذه النصوص الصحيحة الصريحة ما تلقي بالناس إلى التهلكة.
مقدم البرنامج:
وهذا دليل أخر فضيلة الشيخ بضعف المسلمين
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
نعم إذا كان في حال ضعف، يقاتلون من الأفراد في العراق جماعات يقاتلون من؟ يقاتلون من يملك أسلحة الدمار هل هذا من العقل.
مقدم البرنامج:
فاصل
اتصال عبد الرحمن من السعودية:
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين نرجو منكم إتاحة الوقت ويتسع صدر الشيخ لنا
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
أن شاء الله
عبد الرحمن:
نحن نبحث عن الحق، عند الشيخ أو عندنا أو عند أي شيخ أخر فهو الغاية التي نرجو أن شاء الله
في البداية يا شيخ قصة يوسف عليه السلام أنه حكم تحت كافر وبأمره وهو لم يكفر والعياذ بالله، كما يعلم الشيخ أجمع أهل العلم أن الأنبياء معصومين من الكبائر ومن الكفر وكما قال من حكم بالكفر فهو كافر وكما قال أهل العلم أن يوسف عليه السلام لم يحكم بالكفر لأسباب أو لم يحكم حتى تحت إمرة الكافر (يتكلم المتصل بكلام يبين فيه للشيخ أن العزيز يختلف عن فرعون موسى الصوت غير واضح)
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
لكن هو فرعون كل من حكم مصر فهو فرعون، مهو فرعون موسى أنت تعرف مدة طويلة بين موسى ويوسف عليهما السلام لكن ما نقول أن فرعون هو فرعون موسى، لأن كل من ملك مصر يسمى فرعون فلعل أختلط عليك الأمر ما نقول فرعون واحد لا، كل من ملك مصر يسمى فرعون كما يقال كل من ملك الروم يسمى قيصر وكل من ملك الفرس كسرى.

السامية بدينها
22-01-2006, 05:08 PM
عبد الرحمن:
نعم كل من ملك مصر يسمى فرعون لكن الألفاظ تختلف، كما تعلم يا شيخ بين موسى ويوسف عليه السلام سنين طوال (وبدأ يتكلم عن حكم يوسف عليه السلام أعتذر الصوت غير واضح من المصدر)
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
أنت يا أخي عبد الرحمن كأنك تريد أن تقول أن يوسف عليه السلام ما حكم بالكفر، نعم نحن متفقون أنو ما يحكم بالكفر ولا يجوز لأحد أن يحكم بالكفر لكن أليست ولايته مستمدة من ولاية هذا الكافر، هو الذي ولاه وحكم بالشرع لا شك.
عبد الرحمن:
من قال أن العزيز كان كافراً يعني لا يوجد في القرآن ما يثبت أنه كافر.
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
لا، لأن في الأصل أن يوسف بُعث وأُرسل إلى قوم كفار وأيضاً في الآيات ما يدل على هذا، لو قرأت سورة يوسف
عبد الرحمن:
قراءة سورة يوسف ولم أجد هذا حتى أنه الملك كان يحكم بشريعة يعقوب عليه السلام.
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
ما هو هذا صحيح، أخي عبد الرحمن راجع معلوماتك لا أعرف أحد خالف في أنه كافر وأنه ولاه يوسف عليه السلام لأنه كافر ولذلك قالوا ولى يوسف وهو كافر قال اجعلني على خزائن الأرض فولاه، ثم الكلام الذي نقلناه عن العلماء قالوا المتغلب لم يقولوا كيف تغلب قالوا المتغلب بأي طريق كان يجب طاعته ما دام تغلب
عبد الرحمن:
جزاك الله خير يا شيخ، يعني هذه المسألة قد أُراجعها، لكن المسألة الآن مسألة المتغلب كما قال أهل العلم وكما قال الإمام احمد من تغلب على الحكم بالسيف فهو حاكم هذه المسألة قد تنطبق على معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه الذي قد تغلب بالسيف قد تنطبق على الملك الذي تغلب بالسيف يعني من تغلب بالسيف فله الحكم كما قال ذلك أهل العلم لكن يا شيخ هناك في العراق المسألة ليست مسألة تغلب بالسيف لكن في العراق كان هناك حاكم وحاكم موجود
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
راح أنتهى الحاكم
عبد الرحمن:
انتهى الحاكم، لكن هناك شروط في الشريعة الإسلامية
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
لاحظ
عبد الرحمن:
الخروج على الحاكم حرام
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
لاحظ يا أخي عبد الرحمن لا تختلط عليك الأمور الخروج على الحاكم لا يجوز لكن لاحظ الخروج على الحاكم القائم لا يجوز لكن الآن الحكومة قائمة هذه قامت بعد أن زال الحاكم، أزالته أمريكا ذهب وانتهى حكمه ما عد له حكم
عبد الرحمن:
والحكومة الحالية لم تخرج أمريكا وتحكم العراق (الشيخ يسأل المتصل ما هو السؤال) الحكومة الحالية في العراق لم تخرج أمريكا وتحكم في العراق بل أحضرتها في العراق
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
سواء أحضرتها أو ما أحضرتها الآن أصبحت حكومة والآن يهيئون لانتخابات جديدة
عبد الرحمن:
لكن هناك دلائل أقرها أهل العلم أن ولي أمر المسلمين له شروط بعضهم جعلها سبعة
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
يا أخي الكريم لا تختلط عليك الأمور لحظة معي، الشروط التي ذكروها فيمن يجتمع أهل الحل والعقد ليقيموه إماماً هذه الشروط، أما إذا تغلب شخصٌ فلا تنطبق فيه الشروط أنتبه لهذا وراجع المعلومات فرقٌ بين الذي سوف يولى والذي تغلب.
الذي تغلب لا يشترط فيه الشروط أنتبه لهذا، ذكره أهل العلم ووضحوه في الكتب
عبد الرحمن:
نفترض يا شيخ أن من تغلب إمراءة أو شخص كافر أو غير مسلم
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
يا أخي الكريم أنت ما تفترض افتراضات، الآن نحن نتكلم يا أخي الكريم عن واقع موجود أمامنا ما نجي نفترض نفترض، نقول لك الآن هناك حكومة في العراق وخير لأهل العراق يلتفوا حول هذه الحكومة ولا يكونون فوضى، أنت ترضى أن يقول العراق لا نرضى هذه الحكومة ثم يبدءون في فوضى ويقتل بعضه بعضاً ويسبي بعضهم بعض ويدمر بعضهم منشآت بعض هل هذا هو الحكم الشرعي، هذا تشويه لصورة الإسلام، الإسلام ما يأمر بهذه الفوضى الإسلام يقول في القاعدة الأصولية ترتكب أدنى المفسدتين لرفع أعلاهما مهما كانت المفسدة
عبد الرحمن:
وهل المفسدة في القتل أو في تطبيق الشريعة وأحكامها
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
ما في تحكيم شريعة من زمان من عهد صدام ما في تحكيم شريعة ما هي توها راحت فما في تحكيم شريعة وما جد شيء جديد إنما الاستقرار والأمن مطلوب الآن، فكونهم تنتهك أعراضهم وتسفك دماءهم وتنهب أموالهم أسلم
عبد الرحمن:
والله العظيم أي أبحث عن الحق
الشيخ عبد المحسن العبيكان:
أنا أرشدك، في كتب قيمة أُلفت من بعض طلبة العلم الأخيار الصالحين جمعوا فيها كلام العلماء قديماً وحديثاً حتى من كلام الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله والشيخ صالح الفوزان والشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله من العلماء السابقين واللاحقين، نقلوا نقلاً في مهمات للجهاد لفضيلة الشيخ عبد العزيز الريس، فيه أيضاً الشيخ عبد الله أبى حسين مهمات حول الجهاد أيضاً في كتاب ممتاز طلع أيضاً الآن وجادلهم بالتي هي أحسن للأخ بندر بن نايف العتيبي ذكر كل شبهة والرد عليها كتاب جميل جداً طبع هذه الأيام، يا أخي لو قراءت كلام العلماء السابقين واللاحقين يذكر الشبهة ويذكر الرد عليها ولي كلام فيه وقد قدمت لهذا الكتاب الجيد هذه كتب نافعة فاقرءوها يا أخوان وأفهموا الأحكام الشرعية والآن أنا أنقل من كلام الأئمة شيخ الإسلام ماذا يقول شيخ الإسلام ابن تيمية فمن كان من المؤمنين بأرض هو فيها مستضعف أو في وقت هو فيه مستضعف فليعمل بأية الصبر والصفح هم يقولون تثبيط وذل وهوان هذا مهو صحيح هذا كلام باطل وإلا لنسب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الذل والهوان والتثبيط وهذا خطر كبير جداً على القائل، النبي صلى الله عليه وسلم يرسم لنا سيرة عطرة في معالجة الأمور، صبر ولم يُقاوم ولم يُقاتل ولم يُجاهد وهو يؤذى وأصحابه يؤذون لما كانوا في حال الضعف
شيخ الإسلام ابن تيمية الذي ينقل كلامه البعض، يقولون إذا نزل العدو بأرض من بلاد المسلمين وجب على المسلمين أن يناصروهم ويخرجوهم كلام ابن تيمية ما يؤخذ ويترك كلامه الأخر فهو يتكلم عن قدرة المسلمين وقوتهم إذا كانوا في زمن لهم قوة وقدرة وجاءوا ناس واستولوا مثل لما استولى صدام حسين على الكويت وجب على الناس أن يناصرونهم ويخرجونهم هذا المعتدي الظالم هذا كلام شيخ الإسلام يُنزّل، لكن ماذا كلامه في مسألة الضعف يقول ومن كان من المؤمنين في أرض هو فيها مستضعف فليعمل بأية الصبر والصفح عمن يؤذي الله ورسوله من الذين أوتوا الكتاب والمشركين أما أهل القوة فأنهم يعملون بأية القتال
إلى أخرى الوقت ضاق
مقدم البرنامج:
انتهى وقت البرنامج والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته






هذا ما أردتُ إضافته و عذراً على الإطالة

حاتم أبوعوف
22-01-2006, 06:47 PM
اخواني وأخواتي
السلام عليكم
(اللهم اسلل سخائم قلوبنا)
سبب طلبي لفتوى الشيخ العبيكان ؛ هو أنني طالب في مرحلة الماجستير ، وفي رسالتي مبحث عن الجهاد ، وكنت أسمع أن الشيخ العبيكان يفتي بحرمة القتال في العراق ، بسبب أنه قتال فتنة ، وأن الحكومة التي عينها الأمريكان هي حكومة شرعية ...
وحيث أن البحث الأكاديمي يجب أن يكون موثقاً ، بحثت عن الفتوى لأوثق بحثي لا أكثر .
وعندما تتأملون في نص المشاركة الاولى ، كتبت (الشيخ العبيكان) ، ولم أنتقص من حقه أو اُسيء إليه .
وهذا هو الواجب علينا تجاه أهل العلم ، أن نحترمهم ونقدرهم ونعرف لهم فضلهم وإن لم تركنا قول أحدهم لقول عالم آخر .
وما زال العلماء يختلفون من لدن الصحابة إلى يومنا هذا في قضايا أبسط من هذه ، فما بالكم في مثل هذه القضايا الكبرى
فأنا أويد ما قالته الأخت (السامية بدينها ) كل التأييد .
وإن كان هناك من تجاوز حده من الذين أخذتهم الغيرة على إخوانهم في العراق فتطاولوا على الشيخ ، وهم من غير العلماء حتماُ ، فإن العلماء الربانيين ناقشوا الشيخ فيما ذهب إليه بكل أدب واحترام شأنهم شأن أسلافهم من أهل العلم .
ثم أعيد شكري لكل الذين ساهموا محاولين الوصول إلى الفتوى ولم يجدوها ، حتى أنا بحثت في موقع الشيخ العبيكان فلم أجد شيئا كثيرا ؛ لأن الموقع جديد فيما يبدوا لي .
وكتبت لهم رسالة فأنا في انتظار الرد منهم.
لكني أؤكد أن هذا رأي الشيخ العبيكان في المسألة ، وإن لم يكن كذلك لسارع إلى تكذيب ما يُتناقل عنه ، وأرجح أن هناك فتوى له لأنني سمعت أنه يستدل بقصة يوسف مع ملك مصر ، وبقوله تعالى ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر .....) .
والله أعلم .

حاتم أبوعوف
22-01-2006, 06:51 PM
الأخت السامية بدينها
السلام عليكم
كتبت ردي السابق قبل أن أجد مشاركتك هذه الأخيرة ، فعذراً
وعندما أنتهي من قرأتها كاملا يكون لكل حادث حديث

السامية بدينها
22-01-2006, 08:04 PM
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته



جوزيت خيراً أخي الكريم

أتمنى لك التوفيق في بحثك


أما بالنسبة للحلقة التي عُرضت في محطة الام بي سي و التي نقلتُها لك سابقاً فهي الحلقة الثالثة و هناك حلقتين سابقتين وجدتُهما .. سأبدأُ في عرضها هنا غداً ..

*أهداب*
23-01-2006, 01:18 AM
الأخت.......السامية

لست متابعة للإذاعة ولا التلفاز الاّ ما ندر من الوقت ......ونحن على عجل ......

ونحن نعلم يقيناً .....ان لحوم العلماء مسمومة .......

وهنا عضو سأل فأجبنا ........وبينا له ..هل هي فتوى أم لا راجعي ...ما كتبنا جيداً .....

ولسنا في مكان يخولنا أن ندافع بل جواب على قدر السؤال ..........
لماذا ؟؟؟لأننا لانعلم مصداقية الفتوى ولم نسمعها بإذن ...بل قرأنا فقط .......وكل من قرأ أدلى بدلوه فيها ....
وما الزيادة في الرد الا لبعث العيوب على علماء الأمة والخوض في سيرتهم وسريرتهم ......وقد يتعرض الموضوع الى الحذف ......


فإن كان لديك ما تضيفينه لتعينين الأخ الكريم ......
فمرحباً وأهلاً ......

لأنه شخص وعضو أحببنا خدمته .......بالنقل وليس بالبحث عن حقيقة الأمور ....ومن ثم ابراء الساحات ....
فالكاتب كتب يطلب ..طلباً معين .........
ثم طلب الفتوى نصاً فأجبنا .......


وهذا ما عندنا ........

ولك كل شكر وتقدير ...........


وجزاءك الله كل خير ومنه على مابذلتي وما حويتي من غيره ......نسأل الله لك السداد

السامية بدينها
23-01-2006, 10:14 AM
لست متابعة للإذاعة ولا التلفاز الاّ ما ندر من الوقت ......ونحن على عجل
و أنا أيضاً كذلك .. فليس لدي وقت لمتابعتها لكن ما سأنقله من موقع إسلامي .. أرجو أن يكون موثوقاً
و أما التلفاز فليس له وجود لدي حتى أتابعه و أضيع وقتي فيما لا يفيد ..



ونحن نعلم يقيناً .....ان لحوم العلماء مسمومة .......

وهنا عضو سأل فأجبنا ........وبينا له ..هل هي فتوى أم لا راجعي ...ما كتبنا جيداً .....

ولسنا في مكان يخولنا أن ندافع بل جواب على قدر السؤال ..........
لماذا ؟؟؟لأننا لانعلم مصداقية الفتوى ولم نسمعها بإذن ...بل قرأنا فقط .......وكل من قرأ أدلى بدلوه فيها ....
وما الزيادة في الرد الا لبعث العيوب على علماء الأمة والخوض في سيرتهم وسريرتهم ......وقد يتعرض الموضوع الى الحذف ......
أنا هنا لا أُشهدكِ أنتِ .. بل أُشهدُ الله ربي و خالقي و مولاي أني لم أعُد إلى هنا من بعد الغياب في هذه الفترة إلا للدفاع عن شيخنا ثم مساعدة الأخ الفاضل .. فلم أكن أعلم أصلاً بهذا الأمر إلا من خلال موضوع الأخ ..
أقول أُشهدُ الله لأنني لم أفهم من ردكِ المقتبس هذا شيئاً !!!
أما الدفاع عن الشيخ فلا بد منه .. حتى عندما ترون ما أنقل تعلمون حق العلم أني ضده و لستُ ممن يتحدثون عن العلماء .. هذا فقط كان المغزى من الزيادة في الرد .. فإن كان توضيح وجهة النظر حول ما أنقل سبباً لحذف الموضوع فهذا أمر يخصكِ أختي كمشرفة على هذا الركن..

أوضح لكِ ما التبس عليكِ بهذا المثال ..

ألا ترين أختي أنه عند نقل العضو لموضوع ما سواءً كان هذا الموضوع في الركن العام أو غيره .. ألا ترين انه من المناسب ان يُوضح وجهة نظره حول الموضوع .. حتى يعلم الذي يرد و القاريء للموضوع وجهة نظر صاحب الموضوع فيما نقل ليعلم كيف يرد ..
أنا قد قمتُ بنفس الشيء قمت بتوضيح وجه نظري حتى لا أُتهم بالتحدث عن العلماء ..
فإن لم يُعجبكِ ردي في غير ما يطلبه الأخ فاحذفيه .. لكِ في هذا الخيار ..



فإن كان لديك ما تضيفينه لتعينين الأخ الكريم ......
فمرحباً وأهلاً ......

لأنه شخص وعضو أحببنا خدمته .......بالنقل وليس بالبحث عن حقيقة الأمور ....ومن ثم ابراء الساحات ....
فالكاتب كتب يطلب ..طلباً معين .........
ثم طلب الفتوى نصاً فأجبنا .......
لدي الكثير بإذن الله مما سيُفيد الأخ في بحثه بالنقل و ليس بالبحث عن حقيقة الأمور
أسأل الله له التوفيق في بحثه و أن يُعيننا جميعاً على الذود عن أعراض العلماء ..


شكر الله لكِ ردك

السامية بدينها
23-01-2006, 12:14 PM
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته



أخي الكريم هذه الحلقات التي وجدتُها مفرغة من برنامج الحوار الغائب
و الذي استضاف الشيخ عدة حلقات تجدها في الملفين المرفقين


و لدي هنا لقاءات أُجريت مع الشيخ في جريدة الشرق الأوسط
سأكتبُ لك عنوان المقال بالأحمر و من ثم المقال نفسه إلى أن أنتهي ..





جناية الفهم السقيم للجهاد

ونحن نتحدث عن الجهاد نتطرق لبعض مباحثه

، وفي المقدمة نستعرض تعريف الجهاد.

فتعريفه لغة:

الجهاد مصدر جاهد جهاداً ومجاهدة، وجاهد فاعل من جَهَدَ إذا بالغ في قتل عدوّه وغيره، ويقال: جَهَدَه المرض، وأجهده إذا بلغ به المشقة، وجَهَدته الفرس، وأَجْهَدتُه إذا استخرجت جُهده، والجهد بالفتح المشقة، والضم الطاقة، وقيل: يقال بالضم وبالفتح في كلُّ واحدٍ منهما فمادة ج هـ د حيث وُجدت فيها معنى المبالغة.

وشرعاً:

بذل الجهد في قتال الكفار خاصة بخلاف المسلمين من البغاة وقطاع الطريق وغيرهم.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني «الجهاد شرعاً بذل الجهد في قتال الكفار ويطلق أيضاً على مجاهدة النفس والشيطان والفسّاق، فأما مجاهدة النفس فعلى تعلم أمور الدين ثم على العمل بها ثم تعليمها وأما مجاهدة الشيطان فعلى ما يأتي به من الشبهات وما يزينه من الشهوات.

وأما مجاهدة الكفار فتقع باليد والمال واللسان والقلب

وأما مجاهدة الفسّاق فباليد ثم اللسان ثم القلب «وجنسه فرض عين»، كما قال ابن القيم وغيره،

إما بالقلب وإما باللسان وإما بالمال وإما باليد فعلى كل مسلم ان يجاهد بنوع من هذه الأنواع.

المبحث الثاني:

الجهاد في الشريعة الاسلامية (مشروع لغيره) وهو إقامة دين الله في الأرض وليس مقصوداً لذاته، فليس مقصود الشارع الحكيم قتال الناس وقتلهم ولو كانوا غير مسلمين، حتى إن المرتد عن دينه الذي هو أعظم ذنباً من الكافر الاصلي، لم يأمر الشرع بقتله حتى يستتاب ثلاثة أيام ويحسن إليه خلال تلك المدة، كما أمر بذلك عمر رضي الله عنه فإن تاب وإلا قتل، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا غزا قوما خيرهم بين ثلاثة أمور إما الاسلام، أو البقاء على الكفر مع دفع الجزية، وإما القتال فهو آخر الخيارات الثلاثة، والسبب صدهم عن سبيل الله ووقوفهم ضد نشر دعوة الإسلام.

وقد كان في العصور المتقدمة لا يسمح لمسلم بأن ينشر دعوته في بلاد الكفار ولا أن يجاهر بشعائر دينه. أما اليوم فقد كفى المسلمين القتال وتحمّل اعبائه لنشر دعوة الاسلام حيث فتحت جميع الدول الابواب امام دعوة المسلمين وأذنت لهم بانشاء المساجد وفتح المراكز الاسلامية، وكان ينبغي من المسلمين استغلال هذا الفتح العظيم ونشر الدعوة اكثر فربما أتى يوم يصبح المسلمون فيه الغالبية الغالبة في تلك الدول، لكن للأسف اصبح بعض المسلمين معول هدم لهذا الخير، والسبب فهمهم السقيم للاسلام ونظرتهم القاصرة للمصالح والمفاسد وعدم تعمقهم في فهم القواعد الاصولية فقاموا بأعمال استفزازية لاعدائهم، وارتكبوا محرمات في الدين لإرضاء رغباتهم وتنفيذ مخططاتهم ظنا منهم انهم ينصرون الدين وينتصرون للمظلوم وما علموا ـ هداهم الله ـ انهم اساءوا الى الدين، وشوهوا صورته، ووقفوا بتلك الاعمال حجر عثرة في طريق نشر الاسلام، ولم ينصروا مظلوما، بل زاد الظلم وتوسعت دائرة الاضرار.

ولا أدل على ذلك من حادث الاعتداء على برجي مركز التجارة العالمي في 11 سبتمبر وما نتج عنه من سلبيات كثيرة على الاسلام والمسلمين، فأسقطت حكومة طالبان ودبت الفوضى في افغانستان واحتل العراق، وضيق الخناق على الدعوة في كثير من الدول وحد من تصرفات المسلمين فيها وفقدوا بعض ما كانوا يتمتعون به من حرية وغير ذلك من السلبيات والمفاسد الكثيرة.




لا جهاد إلا بإذن الإمام



الجهاد من مهمات وحقوق الإمام (ولي الامر). قال الحسن البصري: (هم يولون من أمورنا خمساً: الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود. والله لا يستقيم الدين الا بهم، وإن جاروا وظلموا والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون).

وقال سهل بن عبد الله التستري: (اطيعوا السلطان في سبعة: ضرب الدراهم والدنانير والمكاييل والموازين والاحكام والحج والجمعة والعيدين والجهاد). ومعنى الامامة نص عليه أهل العلم، قال ابن عابدين: (رياسة وسياسة الدين والدنيا، خلافة عن النبي (صلى الله عليه وسلم). ولا يخرج الجهاد منها. قال: الرياسة عند التحقيق ليست الا استحقاق التصرف إذ أن نصب أهل الحل والعقد للإمام ليس الا اثبات هذا الاستحقاق.

قلت: فهو صاحب التصرف وطاعته واجبة.

ولأجل ذلك قال الخرقي: وواجب على الناس إذا جاء العدو أن ينفروا والمقل منهم والمكثر ولا يخرجون الى العدو الا بإذن الامير الا ان «دهمهم» عدو غالب يخافون كلبه فلا يمكنهم ان يستأذنوه. فاشترط إذن الامير في الجهاد الذي هو فرض عين، وقال الزركشي: لا يجوز الخروج الى العدو الا بإذن الامير، إذ أن أمر الحرب موكول اليه وهو أعلم بكثرة العدو وقلته ومكامنه، فاتبع رأيه في ذلك، الا ان يتعذر استئذانه كطلوع عدو غالب عليهم بغتة ويخافون شره إن استأذنوه فإن إذنه إذاً يسقط ارتكابا لأدنى المفسدتين لدفع أعلاهما.

وقال ابن قدامة في حالة مجيء العدو الى أرض المسلم التي هو فيها : لا يجوز لأحد التخلف إلا من يحتاج الى تخلفه لحفظ المكان والأهل والمال، ومن يمنعه الامير من الخروج لأنهم إذا جاء العدو صار الجهاد عليهم فرض عين فوجب على الجميع.. فلم يجز لأحد التخلف عنه فإذا ثبت هذا فإنهم لا يخرجون إلا بإذن الامير لأن أمر الحرب موكول اليه وهو أعلم بكثرة العدو وقلتهم ومكامن العدو وكيدهم، فينبغي ان يرجع الى رأيه، لأنه أحوط للمسلمين الا ان يتعذر استئذانه لمفاجأة عدو لهم فلا يجب استئذانه لأن المصلحة تتعين في قتالهم والخروج اليه لتعين الفساد في تركهم.

وقال: وأمر الجهاد موكول الى الامام واجتهاده، ويلزم الرعية طاعته فيما يراه من ذلك. وقال الأوزاعي في رجلين خرجا من مصرهما لدار الحرب بغير إذن الإمام: إن شاء عاقبهما. وقال الشافعي عن إذن الامام في حالة الحرب والقتال: ولكنا نكره أن يخرج القليل الى الكثير بغير إذن الامام. وتكلم القاضي ابو يعلى محمد بن الحسين الفراء في الاحكام السلطانية عن تأمير السلطان لأمير على ناحية ثم قال: فإن تاخمت ولاية هذا الامير ثغرا لم يبتدئ جهاد أهله الا بإذن الخليفة، وكان عليه دفعهم وحربهم إن هجموا عليه بغير إذن لأن دفعهم من حقوق الحماية ومقتضى الذب عن الحريم.



أهل اللسان وأهل القتال


كنا قد اتينا، في الحلقة الماضية، على طرف من اقول العلماء في ان الجهاد واعلانه من تصرفات الامام او ولي الامر.

ونكمل الان الحديث عن هذه المسألة:

قال شيخ الاسلام ابن تيمية: «يجب ان يُعرف ان ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم الا بالاجتماع لحاجة بعضهم الى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس حتى قال النبي ،صلى الله عليه وسلم،: (اذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم» رواه أبو داود من حديث ابي سعيد وأبي هريرة.

وروى الإمام أحمد في المسند عن عبد الله بن عمرو، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال «لا يحل لثلاثة يكونون بفلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدهم».

«فأوجب تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر تنبيهاً بذلك على سائر أنواع الاجتماع، ولأن الله تعالى أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة، وكذلك سائر ما أوجبه من الجهاد والعدل وإقامة الحج والجمع والاعياء ونصر المظلوم وإقامة الحدود لا تتم إلا بالقوة والإمارة، ولهذا روي أن السلطان ظل الله في الأرض، ويقال: ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان، والتجربة تبين ذلك».

ويلاحظ القارئ لكلام شيخ الإسلام أنه يسمي الأمراء بأهل اليد والقتال، ويسمي العلماء والعباد بأهل اللسان والعمل، فلا قتال بلا أمراء.

قال الأئمة: سعد بن عتيق، وعمر بن سليم، ومحمد بن عبد اللطيف، وعبد الله العنقري، ومحمد بن إبراهيم: «إذا فهم ما تقدم من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية وكلام العلماء المحققين في وجوب السمع والطاعة لولي الأمر وتحريم منازعته والخروج عليه، وان المصالح الدينية والدنيوية لا انتظام لها إلا بالإمامة والجماعة تبين أن الخروج عن طاعة ولي الأمر والافتيات عليه بغزو أو غيره معصية ومشاقة لله ورسوله ومخالفة لما عليه أهل السنة والجماعة».

وقالوا: «إذا تقرر ذلك فليعلم أن الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل قد ثبتت بيعته وإمامته ووجبت طاعته على رعيته فيما أوجب الله من الحقوق. فمن ذلك أمر الجهاد ومحاربة الكفار ومصالحتهم وعقد الذمة معهم; فإن هذه الأمور من حقوق الولاية وليس لآحاد الرعية الافتيات أو الاعتراض عليه في ذلك مبنى هذه الأمور على النظر في مصالح المسلمين العامة والخاصة. وهذا الاجتهاد والنظر موكول إلى ولي الأمر».
وللحديث صلة وتكملة ...



الفوضى والطاعة والجهاد

ونواصل الحديث حول الموقف الفقهي من أحكام الجهاد، إذ أفتت اللجنة الدائمة للافتاء في السعودية بما نصه: «الجهاد لإعلاء كلمة الله وحماية دين الإسلام والتمكين من إبلاغه ونشره وحفظ حرماته فريضة على من تمكن من ذلك وقدر عليه، ولكنه لا بد له من بواعث الجيوش وتنظيمها خوفاً من الفوضى وحدوث ما لا تحمد عقباه، ولذلك كان بدؤه والدخول فيه من شأن ولي أمر المسلمين فعلى العلماء أن يستنهضوه لذلك فإذا ما بدأ واستنفر المسلمين، فعلى من قدر عليه أن يستجيب للداعي إليه مخلصاً وجهه لله راجياً نصرة الحق وحماية الإسلام ومن تخلف عن ذلك مع وجود الداعي وعدم العذر فهو آثم».

وقال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: «لا يجوز غزو الجيش إلا بإذن الإمام مهما كان الأمر لأن المخاطب بالغزو والجهاد هم ولاة الأمور وليس أفراد الناس فأفراد الناس تبع لأهل الحل والعقد، فلا يجوز لأحد أن يغزو دون إذن الإمام إلا على سبيل الدفاع، إذا فاجأهم عدو يخافونه فحينئذ لهم أن يدافعوا عن أنفسهم لتعيّن القتال إذاً».

«وإنما لم يجز ذلك لأن الأمر منوط بالإمام فالغزو بلا إذنه افتيات عليه وتعد على حدوده، ولأنه لو جاز للناس أن يغزوا من دون إذن الإمام لأصبحت المسألة فوضى. كل من شاء ركب فرسه وغزا. ولأنه لو مكن الناس من ذلك لحصلت مفاسد عظيمة، فقد تتجهز طائفة من الناس على أنهم يريدون العدو وهم يريدون الخروج على الإمام أو يريدون البغي على طائفة من الناس».

وقال الشيخ رحمه الله تعالى: «إذا قال الإمام انفروا، والإمام هو ولي الأمر الأعلى في الدولة، ولا يشترط ان يكون إماماً عاماً للمسلمين، لأن الإمامة العامة انقرضت من أزمنة متطاولة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «اسمعوا وأطيعوا ولو تأمر عليكم عبد حبشي» فإذا تأمر إنسان على جهة ما، صار بمنزلة الإمام العام، وصار قوله نافذاً، وأمره مطاعاً، ومن عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه والأمة الإسلامية بدأت تتفرق، فابن الزبير في الحجاز، وابن مروان في الشام، والمختار بن عبيد وغيره في العراق فتفرقت الأمة، وما زال أئمة الإسلام يدينون بالولاء والطاعة لمن تأمر على ناحيتهم، وإن لم تكن له الخلافة العامة، وبهذا نعرف ضلال ناشئة نشأت تقول: إنه لا إمام للمسلمين اليوم، فلا بيعة لأحد، نسأل الله العافية، ولا أدري أيريد هؤلاء أن تكون الأمور فوضى ليس للناس قائد يقودهم؟ أم يريدون أن يقال كل إنسان أمير نفسه؟ هؤلاء اذا ماتوا من غير بيعة فإنهم يموتون ميتة جاهلية، لأن عمل المسلمين منذ أزمنة متطاولة على أن من استولى على ناحية من النواحي له الكلمة العليا فيها فهو إمام فيها».

«وقد نص على ذلك العلماء مثل صاحب سبل السلام وقال: إن هذا لا يمكن الآن تحقيقه، وهذا هو الواقع الآن، فالبلاد التي في ناحية واحدة تجدهم يجعلون انتخابات ويحصل صراع على السلطة ورشاوى وبيع للذمم إلى غير ذلك، فإذا كان أهل البلد الواحد لا يستطيعون أن يولوا عليهم واحداً إلا بمثل هذه الانتخابات المزيفة فكيف بالمسلمين عموماً؟! هذا لا يمكن».

إذا استنفر الإمام وجب على المسلم الخروج لقوله تعالى: «يا أيها الذين آمنو ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله اثاقلتم إلى الأرض أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل إلا تنفروا يعذبكم عذابا أليما ويستبدل قوما غيركم ولا تضروه شيئا والله على كل شيء قدير» (التوبة: 38 ـ 39).

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «وإذا استُنفِرتم فانفروا»، ولأن الناس لو تمردوا في هذا المجال على الإمام لحصل الخلل الكبير على الإسلام، إذ إن العدو سوف يقاتل ويتقدم إذا لم يجد من يقاومه ويدافعه».




ما يجري في العراق ليس جهادا

من سبر حال العراق، وما فيه من طوائف ومذاهب متعددة، يعلم انه ليس من المصلحة ان يسمح بمقاومة «فوضوية» لا تنتظم تحت راية واحدة، حيث انه في ظل المقاومة الحالية واختلال الامن، استغل الاشرار هذا الوضع فكونوا عصابات للسطو على البيوت ونهب الاموال والاعتداء على الاعراض وسفك الدماء وتصفية الحسابات القديمة.

وقد افاد بعض من ذهب الى العراق بنية الجهاد فخاب ظنه عندما رأى الوضع الذي لا يتسم بالجهاد المشروع، افاد بذلك وبأن هناك من العراقيين من يقتل بعض القادمين من خارج العراق بنية الجهاد لأنهم تسببوا في انتشار الفوضى والقتل والدمار، وهناك من يسلم بعضهم لقوات المحتل مقابل مبالغ مالية.

انه ما دام ان المحتل وعد بالخروج متى استقر الوضع، وطلب منه ذلك، وقامت حكومة مؤقتة، ووعد بانتخابات حرة بل وصدر قرار الامم المتحدة بذلك ولم يعترض عليه المحتل، ولم يستخدم حق النقض فلماذا لا تتوحد الصفوف مع الحكومة الحالية للتعجيل بخروج المحتل بعد استقرار الوضع، وانتهاء الانتخابات، واذا لم يف المحتل بوعده بعد انتهاء ما يوجب بقاءه، فلكل مقام مقال، وعندئذ تتضافر جهود الامة الاسلامية لحل المشكلة بالطرق المناسبة حسب النصوص والقواعد الشرعية.

وإن مما يدل على ان الفتاوى التي صدرت بشرعية الجهاد في العراق، بوضعه الحالي، لم تبن على اساس صحيح، أن أولئك المفتين قد تناقضوا في اقوالهم واختلفت فتاوى بعضهم عن فتاوى البعض الآخر، فمنهم من يفتي بذلك للعراقيين فقط وبعضهم يفتي به للعراقيين ولمن هو خارج العراق تحت ولاية امام آخر، ضاربا عرض الحائط بالعهود والمواثيق التي احترمتها الشريعة الاسلامية، وبعضهم قصر الحكم بجواز القتل لجنود المحتل، وبعضهم أجاز قتل المدنيين ايضا، وبعضهم اباح لنفسه قتل الابرياء وقتل العراقيين بما فيهم من نساء واطفال، وبأبشع الصور والوسائل، مما شوه صورة الاسلام ونفر بعض الناس منه و«إنا لله وإنا إليه راجعون»، وبعضهم يجيز تلك المقاومة ويشترط لها شروطا لا تتفق مع الواقع، مما يدل على التناقض وعدم بنائه الفتوى على اسس صحيحة.

ومما يدعو للتعجب ان بعض من يفتي بالجهاد في العراق، من السعوديين، انه كان في محاضرة يلقيها في جامع فسئل عن ذلك فأفتى به، فقال له أحد الطلبة النجباء: كيف تريدنا ان نذهب الى العراق وبين حكومتنا والحكومة الاميركية عهود ومواثيق ولا يجوز لنا نقضها؟ فأجابه هذا المفتي بقوله: العهود والمواثيق بين الحكومات فقط!.

فسبحان الله ما ابعد هذا الجواب عن الشرع والعقل وكأن الرسول صلى الله عليه وسلم، لما كان يبرم العقود والعهود، كان يفعل ذلك ليلتزم بها وحده فقط، وأما غيره من سائر الرعية فلهم ان يفعلوا ما شاءوا، ولو كان هذا هو المراد لما غضب عمر رضي الله عنه من صلح الحديبية، ولأمكنه ان يقود جيشا لقتال مشركي مكة، لأنه لا يلزمه هذا الصلح وفي الحقيقة ان هذا القول في غاية السقوط ولا يحتاج الى ان يرد عليه.



جهاد العراق وخطبة أهل حمص !


ما زلنا نتحدث عن حقيقة الجهاد في العراق ، والموقف الشرعي الصحيح منه .

وأتمنى على القارئ الكريم هنا أن يتأمل قول الله تعالى «وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر إلا على قوم بينكم وبينهم ميثاق».

فمن العجيب ان البعض يفتي بأن القتال في العراق فرض عين، ولم يقم هو أو احد أقاربه بأداء هذا الفرض ، وانما يغرر بالشباب المتحمسين، فأينه من قول الله تعالى «أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم» وقوله تعالى « يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتا عند الله ان تقولوا ما لا تفعلون».

وفعله هذا يذكرني بقصة قديمة، ...

وهي ان خطيبا من جامع في بلدة «حمص» كان بيته ملاصقا للمسجد الجامع، فخطب يوم جمعة خطبة في الزهد في المأكل والمشرب وأورد حديث (بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه) وذكر ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يأكل القليل من الطعام ، وأن بعض الصحابة والائمة يأكلون الخبز اليابس بالزيت، وقد كان هذا الخطيب معتادا ان تقدم له وجبة غداء دسمة ، وتوضع له مائدة فيها اصناف الاطعمة اللذيذة ، فاستمعت زوجته لتلك الخطبة فظنت ان الرجل قد تغير وزهد، فتصدقت بذلك الطعام ، فلما انصرف من صلاة الجمعة وعاد الى البيت طلب الغداء فجاءت زوجته واحضرت له خبزا وزيتا، فسألها ما الأمر؟ فاخبرته انها استمعت الى خطبته فتصدقت بالطعام ، فغضب منها وقال لها «هل انا اخطب لك أو لأهل حمص؟»

ومن الشروط التي لم يعتبروها عند اصدار تلك الفتاوى ،

مراعاة المصالح والمفاسد،

فنحن نعلم ماذا حصل في النجف، ففي بداية الامر عرضت الحكومة المؤقتة على مقتدى الصدر ان يسلم هو ومن معه اسلحتهم ويكوِّن حزبا سياسيا، فرفض واعتصم هو ومن معه في المرقد، وبعد قتال شديد ذهبت فيه ارواح الكثيرين من العراقيين، وبعد دمار شديد ايضا في البيوت والمنشآت، نرى مقتدى الصدر يسلم الاسلحة وينفذ رغبة الحكومة المؤقتة ، فهلا كان ذلك قبل الكارثة.

وما يحصل في الفلوجة شبيه بتلك الحالة؟ وهذا الذي يحصل هو بسبب عدم تقدير المصالح والمفاسد وبُعد النظر ومعرفة الثمار، والنتائج المترتبة على العمل قبل القيام به. ومما يؤكد ما ذكرت ان كل من اتصل بي على الهاتف الخاص أو عبر برنامج الحوار الغائب، من الاخوة العراقيين من علماء وعامة يؤيدون وجهة نظري وصحة ما ذكرت من المفاسد المترتبة على تلك الفتاوى وعلى استمرار تلك المقاومة، ويتذمرون من أولئك الذين تسببوا في معاناة الشعب العراقي.

السامية بدينها
23-01-2006, 12:29 PM
ولاية الحاكم المسلم صحيحة ولو كلفه بها الكافر


وصلا لحديثنا السابق عن تفاصيل احكام الجهاد وطبيعته في العراق، نسوق الآن الأدلة على صحة ولاية المسلم المولى من قبل الكافر كما وعدت سابقا. ولنبدأ بأقوال الفقهاء:

قال شيخ الاسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ (مجموع الفتاوى 325/15) في معرض كلامه على طلب الولاية : «وكذلك ما ذكره عن يوسف الصديق (عليه السلام) وعمله على خزائن الارض لصاحب مصر لقوم كفار، وذلك ان مقارنة الفجار انما يفعله المؤمن في موضعين: احدهما: ان يكون مكرها عليها، الثاني: ان يكون في ذلك مصلحة دينية راجحة على مفسدة المقارنة، او ان يكون في تركها مفسدة راجحة في دينه، فيدفع اعظم المفسدتين باحتمال ادناهما». أهـ.

وقال في موطن آخر من (مجموع الفتاوى 68/28): «وكذلك يوسف كان نائبا لفرعون مصر، وهو وقومه مشركون، وفعل من العدل والخير ما قدر عليه، ودعاهم الى الايمان بحسب الامكان».
وقال في موطن آخر من (مجموع الفتاوى 114/15): «وقوله «اذكرني عند ربك» مثل قوله «قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم»، فلما سأل الولاية للمصلحة الدينية، لم يكن هذا منافيا للتوكل، ولا هو من سؤال الامارة» أ. هـ.

وقال في موطن آخر من (مجموع الفتاوى 56/20): «ان الولاية وان كانت جائزة، او مستحبة، او واجبة، فقد يكون في حق الرجل المعين غيرها اوجب، فيقدم حينئذ خير الخيرين وجوبا تارة واستحبابا اخرى».

ومن هذا الباب تولي يوسف الصديق (عليه السلام) على خزائن الارض لملك مصر، بل ومسألته ان يجعله على خزائن الارض، وكان هو وقومه كفارا كما قال تعالى «ولقد جاءكم يوسف من قبل بالبينات فما زلتم في شك مما جاءكم به» (غافر: 34).

وقوله تعالى «أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار، ما تعبدون من دونه إلا اسماء سميتموها انتم وآباؤكم ما انزل الله بها من سلطان ان الحكم الا لله أمر الا تعبدوا الا إياه ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون» (يوسف: 39ـ40).

ومعلوم انه مع كفرهم لا بد ان يكون لهم عادة وسنة في قبض الاموال وصرفها على حاشية الملك، وأهل بيته، وجنده، ورعيته، ولا تكون تلك جارية على سنة الانبياء وعدلهم.

ولم يكن يوسف يمكنه ان يفعل كل ما يريد، وهو ما يراه من دين الله، فإن القوم لم يستجيبوا له، لكنه فعل الممكن من العدل والاحسان ونال بالسلطان من إكرام المؤمنين من أهل بيته، ما لم يكن يمكن ان يناله بدون ذلك، وهذا كله داخل في قوله «فاتقوا الله ما استطعتم» (التغابن: 16).

وقد نقل الخطيب الشربيني في (مغني المحتاج 132/4) نقلا عن الشيخ عز الدين بن عبد السلام قوله:«ولو استولى الكفار على اقليم، فولوا القضاء رجلا مسلما، فالذي يظهر انعقاده».

قال الشيخ أبو منار العلمي: ثم وجدت ما نقله الخطيب عن العز بن عبد السلام في (قواعده الكبرى 122/1) ما نصه:

«ولو استولى الكفار على اقليم عظيم، فولوا القضاء لمن يقوم بمصالح المسلمين العامة، فالذي يظهر انفاذ ذلك كله، جلبا للمصالح العامة، ودرءا للمفاسد الشاملة. اذ يبعد عن رحمة الشارع ورعايته لمصالح عباده، تعطيل المصالح العامة، وتحمل المفاسد الشاملة لفوات كمال فيمن يتعاطى توليتها لمن هو أهل لها».



هكذا تكلم الفقهاء قديما عن نظائر الحالة العراقية


كنا قد ذكرنا في الحلقة الماضية هذا النقل عن العز بن عبد السلام، حول الموقف من تولي المسلم ولاية من قبل كافر.

وقد قال العز في (قواعده الكبرى 122/1) ما نصه:
(ولو استولى الكفار على اقليم عظيم، فولوا القضاء لمن يقوم بمصالح المسلمين العامة، فالذي يظهر انفاذ ذلك كله، جلبا للمصالح العامة، ودرءا للمفاسد الشاملة.

اذ يبعد عن رحمة الشارع ورعايته لمصالح عباده، تعطيل المصالح العامة، وتحمل المفاسد الشاملة لفوات كمال فيمن يتعاطى توليتها لمن هو اهل لها).

ثم إني قد قرأت في الفتاوى التتارخانية لعالم بن العلاء الانصاري الاندريني الدهلوي الهندي هذا النص (الفتاوى 325 ـ 326): قال الامام الأجل (لم يتبين لي من هو): «هذه البلية واقعة في زماننا، وهي احتلال الكفار بلاد المسلمين (قلت: كما في العراق اليوم) فلا بد فيها من تعرف الاحكام، اما البلاد التي في ايديهم، اي الكفار المتغلبون على بلاد الاسلام، فلا شك انها بلاد الاسلام، لا بلاد الحرب، فإنها غير متاخمة لبلاد الحرب، ولأنهم لم يظهروا فيها حكم الكفر، بل القضاة مسلمون.

ومن قال منهم (أنا مسلم) او يشهد بالكلمتين يحكم باسلامه، ومن رافقهم من المسلمين، فهو فاسق غير مرتد، ولا كافر، وتسميتهم مرتدين من اكبر الكبائر. وكل مصر فيه وال مسلم من جهتهم (اي من جهة الكفار الذين ولوه على المسلمين) يجوز فيه اقامة الجمعة والاعياد، واخذ الخراج، وتقليد القضاة وتزويج الايتام، لاستيلاء المسلم عليه.

واما طاعة الكفرة فذلك موادعة او مخادعة (اما الموادعة فلتغلبهم، واما المخادعة فلقوله صلى الله عليه وسلم: (الحرب خدعة). «رواه مسلم». واما بلاد عليها ولاة كفار، يجوز للمسلمين اقامة الجمعة والاعياد، ويصير القاضي قاضيا بتراضي المسلمين، ويجب عليهم ان يلتمسوا واليا مسلما).

ثم وجدت ما شرحته لك آنفا، ان ابن نجيم الحنفي قال قريبا من ذلك في (النهر الفائق 604/3) وما نصه: «فإذا ولى سلطان البغاة قاضيا، وعزل قاضي العدل، ثم ظهرنا عليهم، احتاج قاضي اهل العدل الى تجديد التولية. وبقي هل يدخل في الجائر الكافر؟ ثم احال الجواب الى التتارخانية فقال: الاسلام ليس بشرط فيه، اي: في السلطان، الذي يقلد بلاد الاسلام، التي في ايدي الكفرة، لا شك انها بلاد الاسلام لا بلاد الحرب، لأنهم لم يظهروا فيها حكم الكفرة والقضاة مسلمون، والملوك الذين هم يطيعونهم عن ضرورة مسلمون.

ولو كانت غير ضرورة منهم ففساق، وكل مصر فيه وال من جهتهم تجوز فيه اقامة الجمع والاعياد، واخذ الخراج وتقليد القضاة.... الى ان قال: وعزاه مسكين في (شرحه) الى الاصيل ونحوه وفي (جامع الفصوليين) وفي (الفتح): «واذا لم يكن سلطان، ولا من يجوز التقليد منه كما في بعض بلاد المسلمين، غلب عليهم الكفار كقرطبة، وهي بلدة تغلب عليها الكفار وبقي القضاء الاسلامي فيها».

«الا انه يجب على المسلمين ان يتفقوا على واحد منهم يجعلونه واليا (قلت: كما فعل اليوم في العراق حيث الانتخابات التي جرت لاختيار الولاة والقضاة) فيولى قاض، ويكون هو الذي يقضي بينهم، وكذا ينصب امام يصلي بهم الجمعة انتهى. وهذا هو الذي يظهر تطمئن النفس اليه فليعتمد».

هذا ولحديثنا هذا صلة بعون الله...




السلطان الإسلامي

ها نحن نواصل استعراض اقوال الفقهاء حول صحة ولاية الحاكم المسلم من قبل الكافر:

قال البرزلي في (جامع وسائل الاحكام لما نزل من القضايا بالمفتين والحكام ص 49):

وسئل المازري عن احكام تأتي من صقلية ـ وكانت قد استولى عليها الكفار وقضاتها مسلمون ـ من عند قاضيها، وشهادة عدول فيها، هل يقبل ذلك ام لا، مع انها ضرورة ولا يدري اقامتهم هناك تحت اهل الكفر، هل هو اضطرار او اختيار؟

فأجاب: القادح في هذا وجهان:

الاول: يشتمل على القاضي وبيناته من جهة العدالة، فلا يباح المقام بدار الحرب في قياد اهل الكفر،

والثاني: من ناحية الولاية، اذ القاضي مولى من قبل اهل الكفر فالاول... ثم ذكره...

ثم قال: وأما الوجه الثاني:

وهو تولية الكافر القضاة، والامناء وغيرهم، لحجز الناس بعضهم عن بعض واجب. حتى ادى بعض اهل المذاهب انه واجب عقلا، وان كان باطلا ( قلت :لأن الاصل عدمه، لكن كان للضرورة كما مر معك)، فتولية الكافر لهذا القاضي العدل اما: بطلب الرعية له، او إقامة لهم للضرورة لذلك. فهذا لا يقدح في حكمه، وتنفذ احكامه كما لو ولاه سلطان مسلم.

وقال العلامة الشنقيطي في (رحلة الى بيت الله الحرام ص 105) ما نصه: «تولية المسلم على المسلم اذا كانت صادرة من غير مسلم متغلب منعقدة ام لا؟».

ان المؤمنين اذا تغلب عليهم الكفار باحتلال بلادهم اذا امكن الانضمام الى سلطان اسلامي وجب عليهم ذلك، ولم يجز لهم موالاة الكفار، واحرى توليتهم. لأن موالاة المسلمين للكفار مع القدرة على موالاة المسلمين تتضمن الفتنة والفساد الكبير بنص القرآن العظيم، وهو قوله تعالى (ألا تفعلوه تكن فتنة في الارض وفساد كبير) «الانفال: 73». وقال تعالى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم ان الله لا يهدي القوم الظالمين) «المائدة:51».

واما ان كان المسلمون الذين تغلب عليهم الكفار لا صريخ لهم من المسلمين يستنقذهم بضمهم اليه، فموالاتهم للكفار بالظاهر دون الباطن، لدفع ضررهم جائزة لنص القرآن العظيم، وهو قوله تعالى (لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله في شيء الا ان تتقوا منهم تقاة) «آل عمران: 28».

وكذلك توليتهم بعض المسلمين على بعض في الجاري على اصل مذهب مالك ومن وافقه، من ان: شرع من قبلنا شرع لنا، ان ثبت بشرعنا الا لدليل يقتضي النسخ. وايضاح ذلك ان نبي الله يوسف بن يعقوب بن اسحاق بن ابراهيم، عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام طلب التولية من ملك مصر، وانعقدت له منه وهو كافر، كما قال تعالى حكاية عنه (قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم) «يوسف: 55».

فلو كانت التولية من يد الكافر المتغلب حراما غير منعقدة لما طلبها هذا النبي الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم من يد الكافر، ولما انعقدت له منه. ويوسف من الرسل الذين ذكرهم الله في سورة الانعام بقوله: (ومن ذريته داود وسليمان وايوب ويوسف وموسى وهارون) «الانعام: 84».

وقد أمر نبينا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم، حيث قال له بعد ذكرهم (عليه وعليهم صلاته وسلامه): (اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده) «الانعام: 90». وأمر نبينا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم امر لنا، لأن الخطاب الخاص بالنبي صلى الله عليه وسلم يتناول الامة من جهة الحكم، لأنه قدوتهم، الا ما ثبتت فيه الخاصية بالدليل على ما ذهب اليه اكثر المالكية، وهو ظاهر قول الامام مالك).

وللحديث صلة



العزيز «الكافر» يولي النبي يوسف

أما وقد أتينا على بعض طرف من اقوال الفقهاء في حكم تولي الحاكم المسلم ولاية من قبل كافر، فسنأتي الآن على اقوال المفسرين.

فهذه اقوالهم في قوله تعالى حكاية عن يوسف عليه السلام: «قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم» (يوسف: 55).

قال النحاس في (معاني القرآن 286/4): «اني حفيظ لها ممن لا يستحقها، عليم بوجوه التصرف فيها، وفيه دليل على جواز طلب الولاية، اذا كان الطالب ممن يقدر على اقامة العدل، واجراء احكام الشريعة، وان كان من يد الجائر او الكافر».

قال النسفي في (تفسيره 194/2): «وفيه دليل على انه يجوز ان يتولى الانسان عمالة من يد سلطان جائر، وقد كان السلف يتولون القضاء من جهة الظلمة، واذا علم النبي او العالم انه لا سبيل الى الحكم بأمر الله، ودفع الظلم الا بتمكين الملك الكافر او الفاسق، فله ان يستظهر به».

قال الالوسي في (روح المعاني 5/13): «عليم بوجوه التصرف فيها، وقيل: بوقت الجوع، وقيل حفيظ للحساب عليم بالألسن، وفيه دليل على جواز مدح الانسان نفسه بالحق اذا جهل امره. وجواز طلب الولاية اذا كان الطالب ممن يقدر على اقامة العدل، واجراء احكام الشريعة، وان كان من يد الجائر او الكافر. وربما يجب عليه الطلب اذا توقف عن ولايته اقامة واجب مثلا، وكان متعينا لذلك، وما في الصحيحين من حديث عبد الرحمن بن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا عبد الرحمن لا تسأل الامارة فانك ان اوتيتها عن مسألة وكلت اليها وان اعطيتها من غير مسألة اعنت عليها»، وارد في غير ما ذكر، وعن مجاهد انه(عبد الرحمن) اسلم على يده عليه السلام ولعل ايثاره عليه السلام لتلك الولاية خاصة، انما كان للقيام بما هو اهم من امور السلطنة، اذ ذاك، من تدبير امر السنين، لكونه من فروع تلك الولاية لا لمجرد عموم الفائدة كما قيل».

وفي زبدة التفسير للدكتور محمد سليمان الاشقر: «وتدل الآية على انه يجوز تولي الاعمال من جهة السلطان الجائر، بل الكافر، لمن وثق من نفسه القيام بالحق».

وفي محاسن التأويل للقاسمي: «وهذه الآية أصل في طلب الولاية، كالقضاء ونحوه، لمن وثق من نفسه بالقيام بحقوقه، وجواز التولية عن الكافر والظالم، وأصل في جواز مدح الانسان نفسه لمصلحة، وفي ان المتولي امرا شرطه ان يكون عالما به، خبيرا ذكي الفطنة (كذا في الاصل)».

وفي أنوار التنزيل للبيضاوي «وفيه دليل على جواز طلب التولية، واظهار انه مستعد لها، والتولي من يد الكافر اذا علم انه لا سبيل الى اقامة الحق، وسياسة الخلق الا بالاستظهار به».

وفي الكشاف للزمخشري: «وعن قتادة: هو دليل على انه يجوز ان يتولى الانسان عملا من يد سلطان جائر، وقد كان السلف يتولون القضاء من جهة البغاة ويرونه، واذا رأى النبي او العالم انه لا سبيل الى الحكم بأمر الله ودفع الظلم الا بتمكين الملك الكافر، او الفاسق، فله ان يستظهر به».

وللحديث صلة بعون الله ...



هل بعد هذا البيان القرآني من بيان؟!

كنا قد اشرنا في مقالة الامس، في سياق ذكر اقوال المفسرين، حول الاية الكريمة ( قال اجعلني على خزائن الأرض اني حفيظ عليم) الى ما ورد في تفسير أنوار التنزيل للبيضاوي: «وفيه دليل على جواز طلب التولية، واظهار انه مستعد لها، والتولي من يد الكافر اذا علم انه لا سبيل الى اقامة الحق، وسياسة الخلق الا بالاستظهار به».

وما ورد في الكشاف للزمخشري: «وعن قتادة: هو دليل على انه يجوز ان يتولى الانسان عملا من يد سلطان جائر، وقد كان السلف يتولون القضاء من جهة البغاة ويرونه، واذا رأى النبي او العالم انه لا سبيل الى الحكم بأمر الله ودفع الظلم الا بتمكين الملك الكافر، او الفاسق، فله ان يستظهر به».

ونستكمل ذكر هذه النقول في هذا الشأن.

قال ابن حيان الاندلسي في (البحر المحيط 318/5): «ودل إثناء يوسف على نفسه، على انه يجوز ان يثني على نفسه بالحق، اذا جهل امره، ولا تكون تلك التزكية المنهي عنها، وعلى جواز عمل الرجل الصالح للرجل الفاجر بما يقتضيه الشرع والعدل، لا بما يختاره ويشتهيه مما لا يسيغه الشرع. وانما طلب يوسف هذه الولاية ليتوصل الى امضاء حكم الله، واقامة الحق، وبسط العدل، والتمكن مما لاجله تبعث الانبياء الى العباد، ولعلمه ان غيره لا يقوم مقامه في ذلك.

فإن كان الملك قد اسلم، كما روى مجاهد فلا كلام، وان كان كافرا، ولا سبيل الى الحكم بأمر الله ودفع الظلم الا بتمكينه، فللمتولي ان يستظهر به.

وقيل: كان الملك يصدر عن رأي يوسف، ولا يعترض عليه في كل ما رأى، فكان في حكم التابع، وما زال قضاة الاسلام يتولون القضاء من جهة من ليس بصالح، ولولا ذلك لعطلت احكام الشرع، فهم مثابون على ذلك اذا عدلوا».
وقال القرطبي ـ رحمه الله ـ في (تفسيره 215/9): «قال بعض اهل العلم: في هذه الآية ما يبيح للرجل الفاضل ان يعمل للرجل الفاجر، والسلطان الكافر، بشرط ان يصلح ان يفوض اليه في فعل لا يعارض فيه، فيصلح منه ما شاء، واما اذا كان عمله بحسب اختيار الفاجر وشهواته وفجوره، فلا يجوز ذلك».

وقال الشوكاني في (فتح القدير): «وقد استدل بهذه الآية على انه يجوز تولي الاعمال من جهة السلطان الجائر، بل الكافر، لمن وثق من نفسه القيام بالحق».

فهذه النصوص الصريحة المستفيضة عن اهل العلم الذين يجيزون ولاية الوالي المسلم والقاضي المسلم الذي نصبه الكفار.

فهل بعد هذا البيان من بيان؟ وماذا بعد الحق الا الضلال؟ نعوذ بالله من الخذلان، ومن العمى بعد البصر، ومن الضلال بعد الهدى. فلينظر المنصف بعين الحق، ويتجنب التقليد ثم ليقرأ: «انما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولوا سمعنا واطعنا واولئك هم المفلحون» (النور: 51).



احذروا من الفتنة

نستعرض الآن مواقف السلف الصالح حول الحرص على السكينة، ونبذ الفتنة.

وكان ابن عمر رضي الله عنهما، في زمان الفتنة لا يأتي أمير إلا صلّى خلفه، وأدى إليه زكاة ماله. وروى البخاري عن عبد الله بن دينار قال: شهدت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، حيث اجتمع الناس على عبد الملك قال: إني أقرّ بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على سنة الله وسنة رسوله، ما استطعت، وإن بنيّ قد أقرّوا بمثل ذلك.

قال ابن حجر: «قوله: حيث اجتمع الناس على عبد الملك، يريد ابن مروان بن الحكم، والمراد بالاجتماع، اجتماع الكلمة وكانت قبل ذلك مفرقة، وكان في الأرض قبل ذلك اثنان كلّ منهما يُدعى له بالخلافة، وهما عبد الملك بن مروان وعبد الله بن الزبير». وقال «وكان ابن عمر في تلك المدة امتنع أن يبايع لابن الزبير أو لعبد الملك، فلمّا غلب عبد الملك واستقام له الأمر، بايعه»أ.هـ. وروى البيهقي في مناقب الشافعي عن حرملة قال: سمعت الشافعي يقول «كل من غلب على الخلافة بالسيف حتى يُسمّى خليفة ويُجمِع النّاس عليه، فهو خليفة». قال ابن حجر: «وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه»أ.هـ.

وذكر الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن، رحمهما الله تعالى، حصول ولاية آل مروان بالتغلب، ومع ذلك انقاد لهم سائر أهل القرى والأمصار، وكذلك مبدأ الدولة العباسية، ثم قال: «وأهل العلم مع هذه الحوادث متفقون على طاعة من تغلب عليهم في المعروف، يرون نفوذ أحكامه وصحة إمامته لا يختلف في ذلك اثنان».

وقال الإمام محمد بن عبد الوهاب: «الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد أو بلدان له حكم الإمام في جميع الأشياء، ولولا هذا ما استقامت الدنيا، لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا، ما اجتمعوا على إمام واحد، ولا يعرفون أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يصح، إلا بالإمام الأعظم». وفي كلامه هذا فائدة ومسألة مهمة وهي: صحة تعدّد الأئمة عند الاضطرار، وكل إمام منهم في قطره يأخذ حكم الإمام.

لذلك قال شيخ الإسلام: «والسنّة أن يكون للمسلمين إمام واحد والباقون نوّابه، فإذا فرض أن الأئمة خرجت عن ذلك لمعصية من بعضها وعجز من الباقين أو غير ذلك، فكان لها عدة أئمة لكان يجب على كل إمام أن يقيم الحدود ويستوفي الحقوق». ولما تكلم ابن كثير عن هذه المسألة قال: «وهذا يشبه حال الخلفاء من بني أمية والعباس بالعراق، والفاطميين بمصر، والأمويين بالمغرب».



نصيحة الشوكاني العزيزة

كنا قد أتينا في مقالة امس على كلام بعض العلماء في السمع والطاعة للامام المتغلب حرصا على السكينة وكفا للفتنة.

وقد اشرنا الى نصين هامين هما:

الأول هو

: قال الإمام محمد بن عبد الوهاب: «الأئمة مجمعون من كل مذهب على أن من تغلب على بلد أو بلدان له حكم الإمام في جميع الأشياء ولولا هذا ما استقامت الدنيا، لأن الناس من زمن طويل قبل الإمام أحمد إلى يومنا هذا ما اجتمعوا على إمام واحد ولا يعرفون أحداً من العلماء ذكر أن شيئاً من الأحكام لا يصح إلا بالإمام الأعظم». وفي كلامه هذا فائدة ومسألة مهمة وهي: صحة تعدّد الأئمة عند الاضطرار وكل إمام منهم في قطره يأخذ حكم الإمام.

والثاني هو

: لذلك قال شيخ الإسلام: «والسنّة أن يكون للمسلمين إمام واحد والباقون نوّابه، فإذا فرض أن الأئمة خرجت عن ذلك لمعصية من بعضها وعجز من الباقين أو غير ذلك، فكان لها عدة أئمة لكان يجب على كل إمام أن يقيم الحدود ويستوفي الحقوق». ولما تكلم ابن كثير عن هذه المسألة قال: «وهذا يشبه حال الخلفاء من بني أمية والعباس بالعراق، والفاطميين بمصر، والأمويين بالمغرب».
الآن نذكر طرفا آخر:

قال الشوكاني في شرح قول صاحب الأزهار: (ولا يصح إمامان): «وأما بعد انتشار الإسلام، واتساع رقعته، وتباعد أطرافه، فمعلوم أنه قد صار في كل قطر أو أقطار الولاية إلى إمام أو سلطان، وفي القطر الآخر كذلك، ولا ينعقد لبعضهم أمر ولا نهي في قطر الآخر وأقطاره التي رجعت إلى ولايته. فلا بأس بتعدد الأئمة والسلاطين، ويجب الطاعة لكل واحد منهم بعد البيعة له على أهل القطر الذي ينفذ فيه أوامره ونواهيه، كذلك صاحب القطر الآخر. فإذا قام من ينازعه في القطر الذي قد ثبتت فيه ولايته، وبايعه أهله، كان الحكم فيه أن يقتل إذا لم يتب . ولا تجب على أهل القطر الآخر طاعته، ولا الدخول تحت ولايته، لتباعد الأقطار، فإنه قد لا يبلغ إلى ما تباعد منها خبر إمامها أو سلطانها، ولا يدري من قام منهم أو مات، فالتكليف بالطاعة والحال هذا تكليف بما لا يطاق. وهذا معلوم لكل من له اطلاع على أحوال العباد والبلاد».


ثم قال في آخر كلامه: «فاعرف هذا فإنه المناسب للقواعد الشرعية، والمطابق لما تدل عليه الأدلة، ودع عنك ما يقال في مخالفته، فإن الفرق بين ما كانت عليه الولاية الإسلامية في أول الإسلام وما هي عليه الآن أوضح من شمس النهار . ومن أنكر هذا فهو مباهت لا يستحق أن يخاطب بالحجة لأنه لا يعقلها» أ. هـ .





هذي جميع المقالات التي للشيخ و الموجودة في موقع الجريدة المذكورة ...
بإمكانك التأكد من وجودها في موقع الجريدة بعمل بحث عن (العبيكان) و ستجدها جميعاً بل و ربما أكثر منها ..

السامية بدينها
23-01-2006, 12:47 PM
و إليك حوار مع الشيخ العبيكان حول جهاد الدفع
وجدتُ هذا الحوار في موقع المختار الإسلامي

سأنقلُ لك الحوار كاملاً الذي دار بين أحمد بن محمد الخضيري و الشيخ العبيكان ..





صدر البيان الذي وقع عليه عدد من أساتذة الجامعات والمتخصصين في العلوم الشرعية، ومضمون هذا البيان هو في نصرة إخواننا المسلمين المضطهدين في العراق الذين تكالبت عليهم قوى الشر وأرادت منهم الخنوع والذل، وأعملت فيهم يد القتل والتشريد والأسر، وقد تضمن البيان توجيهات ونصائح لإخواننا في العراق يفرح بها كل مسلم، ولم يأت البيان بأمر مخالف لما عليه جماعة المسلمين كي يثير هذه الضجة المفتعلة التي أشعلتها بعض وسائل الإعلام، ولهذا فإن علماء المسلمين يكادون يتفقون على مضمون البيان، وقد لقي بعد صدوره قبولا حسنا لدى العلماء المهتمين بأحوال المسلمين في مختلف بلدان العالم الإسلامي، فعلى سبيل المثال رحبت هيئة علماء المسلمين في العراق التي يرأسها الشيخ: حارث مثنى الضاري بالبيان، كما أصدر مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في بيروت بيانا مشابها لهذا البيان، وأصدرت رابطة علماء الصومال بيانا مماثلا استنكروا فيه الاعتداء على المسلمين في العراق، وأوصوا عموم المسلمين بالوقوف إلى جانب إخوانهم في العراق، كما قام جمع من علماء اليمن بتأييد هذا البيان والمصادقة عليه.



وفي المقابل كان لهذا البيان عدد من المعارضين، وهؤلاء المعارضون عند استقراء حالهم نجد أنهم لا يخرجون عن أحد صنفين:

الصنف الأول: عدد من غير المختصين بالعلوم الشرعية من الصحفيين، ولهذا تجدهم في ردودهم لا ينطلقون من منطلقات عقدية أو مبادئ شرعية يمكن محاكمتهم إليها، وقد أجلبوا على هذا البيان وشنعوا عليه، وأكثروا من النكير دون أن يكون لهم سند علمي يمكن مناقشتهم فيه، ولهذا لم يتحرج بعضهم من وصم معدي البيان بالإرهاب والتشدد، والكذب عليهم بأنهم يحرضون الشباب على الذهاب إلى العراق والجهاد هناك، مع أن هذا لم يرد في البيان لا من قريب ولا من بعيد، لأن البيان موجه أساسا إلى المسلمين في العراق، ولم يبرزوا من البيان ما يصدق هذه الفرية، وتغافلوا عن فتاوى متعددة لأهل العلم الموقعين على البيان تنص صراحة على عدم جدوى ذهاب الشباب إلى العراق، لعدم تحقق المصلحة من ذهابهم، وقد ذكر كثير من أهل العراق أنهم ليسوا بحاجة إلى من يأتي إليهم من خارج بلادهم، لأن هذا قد يثير عليهم من المشاكل أكثر مما ينفعهم.

وحرص بعضهم على استعداء ولاة الأمر.

وقد تجاوز بعض هؤلاء وحاول أن يختلق رابطا بين ما يحصل في هذه البلاد المباركة من أعمال تخريبية إجرامية من قبل بعض من شذ في فكره وتصرفه وما تضمنه هذا البيان من ذكر لمشروعية جهاد الدفع في العراق مع أن البيان موجه أساسا إلى أهل العراق الذين ابتلوا في أنفسهم وديارهم، وموقف المشايخ في بلادنا ومنهم الموقعون على هذا البيان واضح بحمد الله في إدانة وتجريم مثل هذه الأعمال التي تقع في المملكة، وقد كانوا من أوائل من فند أفكار هذه الفئة وشبهاتها، وصبر على مناقشة أصحابها قبل أن تقودهم هذه الأفكار إلى الأعمال التخريبية، ولكن الهوى يعمي ويصم.

وماذا ينقم هؤلاء من البيان وقد تضمن النصيحة لأهل العراق بالإخلاص، والتوجه الصادق إلى الله - تعالى -، والتخلي عن المطامع، والحرص على المحافظة على وحدة العراق ومصالح البلد وأهله، وتضمن التأكيد على حرمة دماء المسلمين وأعراضهم، وضرورة السعي إلى حقنها، والبعد عن الأعمال التي تشوه سمعة الإسلام والمسلمين، والتحذير من الانجرار إلى إثارة المعارك الداخلية وتجنب أسباب الفتن والاحتراب، وتضمن الدعوة إلى الإصلاح والبناء والعمار المادي والمعنوي والأعمال الإنسانية والتربوية والعلمية، وتضمن دعوة المسلمين في العالم إلى الاهتمام بشأن إخوانهم المضطهدين في العراق بالدعاء والتعاطف والتراحم والدعم والرأي السديد بقدر الإمكان، ومؤازرتهم بكل مايحتاجونه من ضرورات الحياة من دواء وغذاء ونحو ذلك.

فهل مثل هذه الأمور التي لا يجادل فيها مسلم تكون سببا في إشعال الحرب على البيان و الموقعين عليه.


الصنف الثاني: من يرى من أهل العلم أن البيان يشتمل على الخطأ في مضمونه، والقائل بهذا هو الشيخ عبد المحسن العبيكان - وفقه الله -، ولا أعلم أحدا قال برأيه سوى من لا يعتد برأيه من الشيعة.

وقد أبرز الشيخ العبيكان - وفقه الله - رأيه في مقابلة له مع صحيفة المدينة، وتكرر هذا في برامجه في بعض القنوات الفضائية.

ومناقشة الشيخ في رأيه الذي انفرد به مفيدة في نظري لما فيها من الإثراء العلمي، ولما تقود إليه من البحث عن الحق، ولكون الشيخ ينطلق من منطلقات شرعية، والقواسم المشتركة معه أكثر من مسائل الخلاف، وإحسان الظن به متحقق لما له من سابقة وفضل، ولهذا فإني أناقش الشيخ في آرائه وما أورده من ملاحظات وأرى أني لا أخسر الوقت والجهد في هذا لعلمي بأن البحث عن الحق هو رائدنا جميعا إن شاء الله - تعالى -.
وقد أظهر الشيخ العبيكان - وفقه الله - رأيه في البيان في لقاء له مع جريدة المدينة الصادرة يوم الثلاثاء 26/9/1425 العدد (15175).
ونشر هذا اللقاء بعنوان: الدعاة ال26 يعرضون أهل العراق للهلاك والدمار وكأنهم يريدون بقاء المحتل.
وقد أثار الشيخ في هذا اللقاء المنشور أمورًا عدة، وسأذكر بعضها مرتبة مع مناقشتها على النحو الآتي:





· يصف الشيخ العبيكان - وفقه الله - الدعاة الموقعين على البيان بأنهم يريدون تأجيج الفتنة في العراق واستمرار بقاء المحتل بحث المقاومة على الاستمرار في قتالها.

المناقشة:
تأجيج الفتنة لا يأتي من إنصاف صاحب الحق السليب ونصرته وتأييده في مطالبته بحقه بأي طريقة مشروعة، ومنها طريقة المقاومة والجهاد، بل الفتنة هي في مصادرة حقه المشروع في مقاومة العدوان وخذلانه، والفتنة تدافع بما يمكن، وقد يكون القتال من أسباب دفعها كما قال الله - تعالى -: " وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله "، وقد ورد عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في تفسير قوله: حتى لا تكون فتنة: أي حتى لا يكون شرك، وعن عروة بن الزبير: حتى لا يفتن مسلم عن دينه. وورد عن ابن عباس في تفسير: ويكون الدين كله لله: أي يخلص التوحيد لله. ينظر: تفسير ابن كثير 2/309.

ولهذا ورد عن سعيد بن جبير أنه قال: خرج علينا ابن عمر فقال رجل: يا أبا عبد الرحمن ما تقول في القتال في الفتنة؟ قال: ثكلتك أمك، وهل تدري ما الفتنة؟ إن محمدا - صلى الله عليه وسلم - كان يقاتل المشركين فكان الدخول فيهم أو في دينهم فتنة، وليس كقتالكم على الملك " أخرجه البخاري في صحيحه 4/1706(4374) : التفسير، وأحمد في مسنده 2/70.

والقول بمشروعية الجهاد في العراق وحق العراقيين في مقاومة المحتل لا يعني إقحام العراقيين في مواجهات غير متكافئة ولكن المقاومة بحسب قدرتهم وبالطريقة التي تناسبهم وهذا ما يقرره أهل البلد علماؤها ورجالاتها وأهل الخبرة فيها، ولهم الأخذ بالهدنة والصلح إذا احتاج المسلمون إلى ذلك ورأوا أنه يحقق لهم المصلحة.

ولكن المهم ألا يصادر حقهم المشروع في الدفاع والمقاومة وهو الحق الذي كفلته شرائع السماء وقوانين الأرض والمواثيق الدولية.

وإني أحيل الشيخ إلى موقف الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - من الاستعمار عندما كتب بيانا في زمانه يحث المسلمين على جهاد الإنجليز والفرنسيين تحت عنوان " بيان إلى الأمة المصرية خاصة وإلى الأمة العربية والإسلامية عامة "، وأودعه في كتابه: كلمة الحق.

السامية بدينها
23-01-2006, 12:52 PM
ذكر الشيخ العبيكان - وفقه الله- أن الشريعة توجب على المسلم في حال الضعف ترك المقاومة، ونص كلامه: " والنصوص الشرعية التي بيناها في مقالاتنا نصوص كثيرة جدا من الكتاب والسنة ومن كلام العلماء قديما وحديثا كلها مع سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة في حال ضعفه كلها توجب على المسلم أنه في حال الضعف أنه لا يجوز له أن يقاوم ولا أن يقاتل لأن الأصول الشرعية تقضي بارتكاب أدنى المفسدتين بدفع أعلاهما فبقاء المحتل مفسدة ولكن المفسدة الأعظم هو العمل على استمرار بقائه بإثارة الفتنة ومقاتلته مع الضعف الحاصل " إلى أن قال: " فالرسول - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن الله يوحي إلى عيسى - عليه السلام - عندما يأتيه يأجوج و مأجوج أن يفر قال ": فحرز عبادي إلى الطور (أي اهرب منهم واترك مقاتلتهم لأنه لا يدان لك بقتالهم) "....وقال العلماء أنه يجب على المسلمين مع الضعف يجب عليهم الفرار فما حصل لأهل مؤتة حينما فروا من الجيش الكبير وظنوا أنهم قد أخطأوا قالوا للرسول - صلى الله عليه وسلم - ": إننا نحن الفرارون " فقال لهم الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " بل أنتم الكرارون " فأيدهم الرسول على الفرار لعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم.. "

المناقشة:
الحكم الذي أطلقه الشيخ في هذه المسألة يحتاج إلى تفصيل وبيان، لما فيه من الإجمال، وكثيرا ما يقع الخطأ بسبب الإجمال، وبيان ذلك: أنه ليس كل ضعف يسقط وجوب جهاد الدفع، وإنما الذي يسقط الوجوب هو الضعف الشديد الذي يصل إلى حد العجز عن القتال، وهو وضع استثنائي فيرخص لمن هذه حاله بترك القتال لقول الله - تعالى -: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها "، وقوله: " فاتقوا الله ما استطعتم ".

وقد كان هذا هو الحكم في العصر المكي فقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بالعفو والصفح وكف اليد عن المشركين بسبب عجزهم عن القتال كما قال الله - تعالى -"كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ" [النساء: من الآية77] إلى أن نسخ هذا بالمرحلة الأخيرة بقتال المشركين كافة ونزول آية السيف، وللمسلم في حال العجز أن يأخذ بالكف عن القتال، لأن القدرة شرط في وجوب الجهاد وغيره من الواجبات الشرعية.

وتعبير الشيخ بوجوب ترك جهاد الدفع ونسبته ذلك إلى العلماء كما في قوله: " وقال العلماء أنه يجب على المسلمين مع الضعف يجب عليهم الفرار.. " ليس بصحيح على هذا الإطلاق، فإن التعبير الشائع لدى الفقهاء هو لفظ: يجوز، أو يرخص، أو لا بأس، ونحو ذلك من الألفاظ، وذلك لأنهم يرون أن القدرة شرط لوجوب الجهاد وليست شرطا في صحته، ولا ريب أن بين التعبيرين فرقا من ناحية ترتب الإثم.

وقد دلت النصوص الشرعية أن غير القادر إذا تكلف الجهاد فجاهد لا شيء عليه، ولو أدى هذا إلى قتله وعدم تحقيق الظفر على الأعداء مادام هذا يحقق مصلحة شرعية كإحداث نكاية في العدو أو بث للرعب في قلوبهم، أو تجرئة لقلوب أهل الأيمان ونحو ذلك، ولا يدخل هذا في إلقاء النفس إلى التهلكة.



ومن هذه النصوص:

1. ما جاء في قصة عاصم بن ثابت لما بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - على رأس نفر من أصحابه إلى عضل والقارة، فخرج عليهم قرابة مائة رام، فأحاطوا بهم فقالوا: لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلا، فقال عاصم: أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر...، فقاتلوهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر بالنبل... " أخرجه البخاري في صحيحه 3/1108(2880) ك: الجهاد، وأبو داود في سننه 3/115، 116 (2660) ك: الجهاد.

ووجه الاستدلال: أن قدرة عاصم ومن معه أقل من أن يقاتلوا مائة رام، وكان لهم رخصة في ترك القتال، ومع ذلك أبى عاصم إلا أن يقاتلهم فقاتلهم حتى قتل - رضي الله عنه -.

2. ما ورد في قصة عمرو بن الجموح - رضي الله عنه - فقد كان رجلا أعرج شديد العرج وكان له بنون أربعة مثل الأسد يشهدون مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المشاهد، فلما كان يوم أحد أرادوا حبسه وقالوا: إن الله قد عذرك فأتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: إن بني يريدون أن يحبسوني عن هذا الوجه والخروج معك فيه، فوا لله إني لأرجو أن أطأ بعرجتي هذه في الجنة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أما أنت فقد عذرك الله فلا جهاد عليك، وقال لبنيه: ما عليكم ألا تمنعوه لعل الله أن يرزقه الشهادة فخرج معه فقتل يوم أحد ". سيرة ابن هشام 3/96 عن ابن إسحاق قال: وحدثني أبي إسحاق بن يسار عن أشياخ من بني سلمة به "، قال الألباني: " وهذا سند حسن إن كان الأشياخ من الصحابة، و إلا فهو مرسل، وبعضه في المسند 5/299 من حديث أبي قتادة - رضي الله عنه -... وسنده صحيح ". تخريج فقه السيرة للألباني 282.

ووجه الدلالة: أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - أذن لعمرو بالقتال مع كونه معذورا بالعرج ولا يجب عليه الجهاد رجاء تحصيل الشهادة.

3. حديث سلمة بن الأكوع حين أغار عبد الرحمن الفزاري ومن معه على سرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاستاقه وقتل راعيه، فتبعهم سلمة بن الأكوع وحده فمازال يرميهم بنبله حتى استخلص منهم ما أخذوه، وقد جاء فيه من قول سلمة: " فما برحت مكاني حتى رأيت فوارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتخللون الشجر، قال: فإذا أولهم الأخرم الأسدي على إثره أبو قتادة الأنصاري...، قال فأخذت بعنان الأخرم، قال: فولوا مدبرين، قلت: يا أخرم احذرهم لا يقتطعوك حتى يلحق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، قال: يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بيني وبين الشهادة، قال فخليته فالتقى هو وعبد الرحمن... وطعنه عبد الرحمن فقتله وتحول على فرسه، ولحق أبو قتادة فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعبد الرحمن فطعنه فقتله، فو الذي كرم وجه محمد - صلى الله عليه وسلم - لتبعتهم أعدو على رجلي حتى ما أرى ورائي من أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - ولا غبارهم شيئا حتى يعدلوا قبل غروب الشمس إلى شعب فيه ماء يقال له: ذا قرد، ليشربوا منه وهم عطاش قال فنظروا إلي أعدوا وراءهم فجليتهم عنه (يعني أجليتهم عنه) فما ذاقوا منه قطرة... "، وفيه من قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: " كان خير فرساننا اليوم أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة " أخرجه مسلم في صحيحه 3/1433(1807) ك: الجهاد والسير.

وقد أورد هذا الحديث ابن النحاس الدمياطي في كتابه: مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق في الجهاد وفضائله، وبوب عليه بقوله: فضل انغماس الرجل الشجيع أو الجماعة القليلة في العدد الكثير رغبة في الشهادة ونكاية في العدو. ثم قال: " وفي هذا الحديث الصحيح الثابت أدل دليل على جواز حمل الواحد على الجمع الكثير من العدو وحده وإن غلب على ظنه أنه يقتل إذا كان مخلصا في طلب الشهادة، كما فعل الأخرم الأسدي - رضي الله عنه - ولم يعب النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك عليه، ولم ينه الصحابة عن مثل فعله، بل في الحديث دليل على استحباب هذا الفعل وفضله، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - مدح أبا قتادة و سلمة على فعلهما كما تقدم، مع أن كلا منهما قد حمل على العدو وحده ولم يتأن إلى أن يلحق به المسلمون " مشارع الأشواق ص 539، 540.



وتأمل فيما يأتي دقة الفقهاء - رحمهم الله تعالى - وفهمهم للنصوص عندما عبروا عند العجز عن القتال ب: جواز الانصراف " ولم يعبروا بالوجوب كما فعل الشيخ العبيكان وفقه الله-:

قال ابن قدامة - رحمه الله - ": وإذا كان العدو أكثر من ضعف المسلمين فغلب على ظن المسلمين الظفر فالأولى لهم الثبات لما في ذلك من المصلحة، وإن انصرفوا جاز لأنهم لا يأمنون العطب... وإن غلب على ظنهم الهلاك في الإقامة والنجاة في الانصراف فالأولى لهم الانصراف، وإن ثبتوا جاز لأن لهم غرضا في الشهادة ويجوز أن يغلبوا أيضا " المغني 13/189.

وقال القرطبي: " قال محمد بن الحسن: لو حمل رجل واحد على ألف رجل من المشركين وهو وحده لم يكن بذلك بأس إذا كان يطمع في نجاة أو نكاية في العدو، فإن لم يكن كذلك فهو مكروه، لأنه عرض نفسه للتلف في غير منفعة للمسلمين، فإن كان قصده تجرئة المسلمين عليهم حتى يصنعوا مثل صنيعه فلا يبعد جوازه، ولأن فيه منفعة للمسلمين على بعض الوجوه، وإن كان قصده إرهاب العدو و ليعلم صلابة المسلمين في الدين، فلا يبعد جوازه، وإذا كان فيه نفع للمسلمين فتلفت نفسه لإعزاز دين الله وتوهين الكفر فهو المقام الشريف الذي مدح الله به المؤمنين في قوله: " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم " الآية إلى غيرها من آيات المدح التي مدح الله بها من بذل نفسه، وعلى ذلك ينبغي أن يكون حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه متى رجا نفعا في الدين فبذل نفسه فيه حتى قتل كان في أعلى درجات الشهداء ". تفسير القرطبي 2/364.

وقال السر خسي: " لا بأس بالانهزام إذا أتى المسلمين من العدو مالا يطيقهم، ولا بأس بالصبر أيضا بخلاف ما يقوله بعض الناس إنه إلقاء النفس في التهلكة بل في هذا تحقيق بذل النفس لابتغاء مرضاة الله - تعالى -فقد فعله غير واحد من الصحابة - رضي الله عنهم -، منهم عاصم بن ثابت حميُ الدبر، وأثنى عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بذلك، فعرفنا أنه لا بأس به والله الموفق " شرح السير الكبير 1/125.

وينبغي أن يعلم أن جهاد الدفع أعظم من جهاد الطلب، ولهذا لا يشترط له ما يشترط لجهاد الطلب، ويتأكد القيام به أكثر من جهاد الطلب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: " وأما قتال الدفع فهو أشد أنواع دفع الصائل عن الحرمة والدين، فواجب إجماعا، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين والدنيا لا شيء أوجب بعد الإيمان من دفعه، فلا يشترط له شرط بل يدفع بحسب الإمكان، وقد نص على ذلك العلماء: أصحابنا وغيرهم، فيجب التفريق بين دفع الصائل الظالم الكافر وبين طلبه في بلاده " الاختيارات الفقهية ص 309، 310

وقال أيضا: " وقتال الدفع مثل أن يكون العدو كثيرا لا طاقة للمسلمين به، لكن يخاف إن انصرفوا عن عدوهم عطف العدو على من يخلفون من المسلمين فهنا قد صرح أصحابنا بأنه يجب أن يبذلوا مهجهم ومهج من يخاف عليهم في الدفع حتى يسلموا، ونظيرها أن يهجم العدو على بلاد المسلمين، وتكون المقاتلة أقل من النصف فإن انصرفوا استولوا على الحريم، فهذا وأمثاله قتال دفع لا قتال طلب لا يجوز الانصراف فيه بحال، ووقعة أحد من هذا الباب ". الاختيارات الفقهية ص 311.

وكان يتعين على الشيخ أن يقيد القول بوجوب ترك القتال بالحالة التي يبلغ الضعف فيها بالمسلمين الحد الذي لا يستطيعون معه تحقيق أي مصلحة للمسلمين، أو إحداث نكاية في العدو، ويترتب على القتال مفاسد عظيمة بالمسلمين لا تقابله أي مصلحة فحينئذ يتجه القول بالمنع من القتال، قال أبو حامد الغزالي: "لا خلاف في أن المسلم الواحد له أن يهجم على صف الكفار ويقاتل وإن علم أنه يقتل، وهذا ربما يظن أنه مخالف لموجب الآية، وليس كذلك فقد قال ابن عباس - رضي الله عنهما -: ليس التهلكة ذلك، بل ترك النفقة في طاعة الله - تعالى -، أي: من لم يفعل ذلك فقد أهلك نفسه... ولكن لو علم أنه لا نكاية لهجومه على الكفار كالأعمى يطرح نفسه على الصف أو العاجز فذلك حرام و داخل تحت عموم آية التهلكة وإنما جاز له الإقدام إذا علم أنه يقاتل إلى أن يقتل أو علم أنه يكسر قلوب الكفار بمشاهدتهم جراءته واعتقادهم في سائر المسلمين قلة المبالاة وحبهم للشهادة في سبيل الله، فتنكسر بذلك شوكتهم " إحياء علوم الدين 2/315.

وقال الحافظ ابن حجر: " وأما مسألة حمل الواحد على العدد الكثير من العدو فصرح الجمهور بأنه إن كان لفرط شجاعته وظنه أنه يرهب العدو بذلك أو يجرئ المسلمين عليهم أو نحو ذلك من المقاصد الصحيحة فهو حسن، ومتى كان مجرد تهور فممنوع ولا سيما إن ترتب على ذلك وهن في المسلمين والله أعلم " فتح الباري 8/34.

وقال الشوكاني في تفسير قول الله - تعالى -: " ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ": " فكل ما صدق عليه أنه تهلكة في الدين أو الدنيا فهو داخل في هذا وبه قال ابن جرير الطبري، ومن جملة ما يدخل تحت الآية أن يقتحم الرجل في الحرب فيحمل على الجيش مع عدم قدرته على التخلص وعدم تأثيره لأثر ينفع المجاهدين " فتح القدير 1/170.

ويتبين من هذا أن المنع ليس راجعا لمطلق الضعف، ولكن لما يترتب على القتال حينئذ من مفاسد محققة لا يقابلها أدنى نكاية في العدو أو فائدة للمسلمين.

وعلى هذا فلا يشترط في صحة جهاد الدفع أن يغلب على ظن الفئة المجاهدة أنها تملك من القدرة ما يحقق لها الظفر على الأعداء، بل يكفي أن تتمكن من إحداث نكاية في العدو ولوكان ذلك بمجرد بث الرعب في قلوبهم، أو أن يحقق للمسلمين مصلحة ولو كانت هذه المصلحة مجرد تجرئة قلوب أهل الأيمان، وهذا بحمد الله حاصل كما نشاهده في فلسطين إذ يقوم المجاهدون هناك مع ضعفهم بمقاومة اليهود، وأحدثوا مع هذا نكاية قوية باليهود، فأخافوهم وأضعفوا أمنهم واستـنـزفوا اقتصادهم.

ولا ينبغي أن يغيب عن علم الشيخ أن فنون القتال متعددة، والقتال اليوم له أشكال متنوعة و لا يعني بالضرورة المواجهة المباشرة، وحروب التحرير في الغالب لا تعتمد على المواجهة المباشرة بقدر ما تعتمد على استنزاف العدو وعدم تمكينه من الاستمتاع بثمرة النصر، ومثال ذلك حال المقاومة في فلسطين، فلماذا نتغاضى عن هذه النتائج ونصدر حكما عاجلا لم يعتمد على دراسة واستشارة لأهل المعرفة والخبرة بالقتال. وإذا كان قد وقع في بعض مواطن الجهاد عدوان أو خطأ و سوء اجتهاد فلا يجوز أن يستدل به على منع الجهاد والتنفير منه، لأن المجاهدين بشر وليسوا معصومين، والواجب أن نسددهم ونرشدهم ونقوم أعمالهم وننصحهم مع قيامهم بجهاد الدفع الضروري.

ولا ريب أن تقدير المصلحة أو النكاية التي يمكن أن يحدثها القيام بعمل من أعمال الجهاد قد تختلف فيه الآراء، وحينئذ لا بد من الاجتهاد في تقدير ذلك الأمر، ويوكل هذا الاجتهاد إلى أولي الأمر من الولاة و أهل العلم المطلعين على واقع الجهاد مع الاستعانة بآراء أهل الخبرة العسكرية من أهل الواقعة واستشارة من يفيد رأيه في المسالة.

وأما ما ذكره الشيخ من الاستدلال بقصة عيسى - عليه السلام - عند ظهور يأجوج ومأجوج فمع كونها حالة خاصة لأنها في آخر الزمان عند ظهور علامات الساعة الكبرى، وعيسى - عليه السلام - مؤيد بالوحي من الله - تعالى -. إلا أنه يجاب عنه بأن عيسى - عليه السلام - كان يريد قتالهم بقاء على الأصل وهو قتال الكفار، ولكنه ترك مواجهتهم لأن الله - تعالى -نهاه عنها وأعلمه أنه لا قدرة له عليهم، ولهذا جاء في الحديث الذي رواه مسلم: " لا يدان لأحد بقتالهم فحرز عبادي إلى الطور ".

قال النووي: "قوله: لا يدان... قال العلماء معناه: لا قدرة ولا طاقة، شرح صحيح مسلم للنووي 18/281.

فليس في مواجهة عيسى لهم مصلحة ولن تحقق نكاية كما يفيده لفظ: لا يدان لأحد بقتالهم "، وهذا الحكم متفق عليه كما سبق، وهي حالة خارجة عن محل النزاع.

ومن وجه آخر: فإن الله - تعالى -لم يأمر عيسى - عليه السلام - بأن يسلم لهم، بل أمره بترك المواجهة والاحتماء بالمسلمين إلى جهة الطور، وهذا عمل حربي للقائد أن يتخذه إذا رأى أنه يحقق له مصلحة، والمعارك لا تقتصر على المواجهة فقط بل فيها الكر والفر والخدعة، وهذا نظير ما فعل المسلمون في معركة الأحزاب عندما حفروا الخندق لصد الكفار عن دخول المدينة والالتحام مع المسلمين، إلى أن حسم الله المعركة بجند من عنده، فهل يقال: إن المسلمين في معركة الأحزاب فروا من قتال عدوهم، وجبنوا عن ملاقاتهم، واستسلموا لهم، وتركوا القتال مطلقا؟.



وأما استدلاله بمعركة مؤتة وما حصل فيها فيجاب عنه بما يأتي:

1- الجهاد في معركة مؤتة ليس من قبيل جهاد الدفع الذي يدفع فيه العدو القاصد بلاد المسلمين، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - ابتدأ إرسال الجيش إلى أدنى البلقاء من أرض الشام، وكان سبب المعركة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث الحارث بن عمير الأزدي بكتابه إلى ملك الروم أو بصرى، فعرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فقتله لما علم أنه رسول رسول الله، فغضب النبي - صلى الله عليه وسلم - وبعث جيشا قوامه ثلاثة آلاف واستعمل عليهم زيد بن حارثة - رضي الله عنه -. ينظر: زاد المعاد 3/381.

2- هذه المعركة لم يفر فيها المسلمون بل انحازوا إلى فئة، وهذا جائز لقول الله - تعالى -: " إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة "، ولهذا لما ظن طائفة منهم أنهم فروا وقالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم -: نحن الفرارون، قال لهم: لا، بل أنتم العكارون (أي: الكرارون إلى الحرب والعطافون نحوها) أنا فئتكم، وأنا فئة المسلمين ". أخرجه أحمد في مسنده 2/70، وأبو داود في سننه 3/106، 107(2647) ك: الجهاد.

3- الذين انسحبوا من المعركة هم بعض الجيش، وكان انسحابهم بسبب عجزهم عن قتال العدو، وهذه الحالة يرخص فيها بترك القتال، قال ابن كثير: " قلت: لعل طائفة منهم فروا لما عاينوا كثرة جموع العدو، وكانوا أكثر منهم بأضعاف مضاعفة، فإن الصحابة - رضي الله عنهم - كانوا ثلاثة آلاف وكان العدو على ما ذكروه- مائتي ألف، ومثل هذا يسوغ الفرار على ما قد تقرر، فلما فر هؤلاء ثبت باقيهم وفتح الله عليهم، وتخلصوا من أيدي أولئك وقتلوا منهم مقتلة عظيمة كما ذكره الواقدي وموسى بن عقبة من قبله " البداية والنهاية 6/433، 434

4- معركة مؤتة حققت هدفها وهو تأديب الكفار وإخافتهم، وأصيب الروم فيها بخسائر كبيرة، وانكشف بعض فرقهم، فاكتفى خالد - رضي الله عنه - بهذه النتيجة، وآثر الانصراف بمن معه، وهذا لا يعد فرارا، ويؤيد هذا ما ورد عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نعى زيدا وجعفرا وابن رواحة للناس قبل أن يأتيهم خبرهم، فقال: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذ جعفر فأصيب، ثم أخذ ابن رواحة فأصيب وعيناه تذرفان حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله حتى فتح الله عليهم " أخرجه البخاري في صحيحه 4/1554(4014) ك: المغازي.

ولهذا ذهب بعض أهل السير إلى أن المسلمين انتصروا في هذه المعركة كما هو رأي موسى بن عقبة والواقدي والبيهقي وظاهر كلام ابن كثير لحديث أنس المتقدم، ينظر: البداية والنهاية 6/430، فتح الباري 7/586.

وقال ابن القيم: "وقد ذكر ابن سعد أن الهزيمة كانت على المسلمين، والذي في صحيح البخاري أن الهزيمة كانت على الروم، والصحيح ما ذكره ابن إسحاق أن كل فئة انحازت عن الأخرى " زاد المعاد 3/383.

وقال ابن حجر بعد أن ذكر الأقوال: " ثم وجدت في مغازي ابن عائذ بسند منقطع أن خالدا لما أخذ الراية قاتلهم قتالا شديدا حتى انحاز الفريقان عن غير هزيمة، وقفل المسلمون فمروا على طريقهم بقرية بها حصن كانوا في ذهابهم قتلوا من المسلمين رجلا، فحاصروهم حتى فتح الله عليهم عنوة، وقتل خالد بن الوليد مقاتلهم، فسمي ذلك المكان نقيع الدم إلى اليوم " فتح الباري 7/586، 587.

السامية بدينها
23-01-2006, 12:56 PM
· ذكر الشيخ العبيكان -وفقه الله- أن المتغلب تجب طاعته ولا يجوز الخروج عليه وعد من ذلك الحكومة التي نصبتها أمريكا في العراق ولم يستتب لها الأمر بعد.

المناقشة:
يجاب عن هذا بأننا وإن كنا نتفق على أن المتغلب المسلم تجب طاعته إلا أننا لا نسلم أن الواقع في العراق من هذا القبيل، فالحكومة المدعاة في العراق الآن قد نصبها العدو المحتل، وتستمد قوتها من قوته، ولم تتغلب على البلاد بعد، ولم تنتخب، ولم ينصبها أهل العراق، ولم يذعنوا لها فكيف يقال بوجوب الطاعة لها، وهل كلما احتل عدو بلاد المسلمين وفوجئ بشدة المقاومة وضع له من أعوانه من يتولى بالوكالة عنه قضاء مصالحه، قلنا: يجب على المسلمين حينئذ التسليم له بالطاعة وترك المقاومة؟!.

إن هذه خدمة جليلة لم تخطر على بال العدو ، كيف وهي تصدر ممن يحسب من المشايخ وأهل العلم، وهذا يذكرنا بما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لما قدم التتار إلى الشام: " وهكذا لما قدم هذا العدو كان من المنافقين من قال: ما بقيت الدولة الإسلامية تقوم، فينبغي الدخول في دولة التتار، وقال بعض الخاصة: ما بقيت أرض الشام تسكن، بل ننتقل عنها إما إلى الحجاز واليمن، وإما إلى مصر، وقال بعضهم: بل المصلحة الاستسلام لهؤلاء كما قد استسلم لهم أهل العراق، والدخول تحت حكمهم " مجموع فتاوى ابن تيمية 28/450، 451، وذكر أن هذه المقولات قيلت في معركة الخندق.

والغريب أن الشيخ بدأ كلامه في هذه المسألة في وقت ولاية بريمر على العراق في أثناء التحضير للحكومة الحالية، فهل نفهم من هذا أن الشيخ يقر في ذلك الوقت بحكومة الكافر المحتل ويوجب الإذعان لها، ولا أعلم شبها لهذا إلا حال القاديانية في قولهم بإبطال الجهاد ضد الإنجليز إبان احتلالهم للهند، قال الألباني في تعليقه على قول الطحاوي: " ونرى طاعتهم (أي طاعة الأئمة وولاة الأمور) من طاعة الله - عز وجل - فريضة.. ": " قلت: ومن الواضح أن ذلك خاص بالمسلمين منهم لقوله - تعالى -: " أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " وأما الكفار المستعمرون فلا طاعة لهم بل يجب الاستعداد التام مادة ومعنى لطردهم وتطهير البلاد من رجسهم، وأما تأويل قوله - تعالى -: " منكم " أي: فيكم فبدعة قاديانية ودسيسة إنجليزية ليضلوا المسلمين ويحملوهم على الطاعة للكفار المستعمرين، طهر الله بلاد المسلمين منهم أجمعين " تعليق الألباني على العقيدة الطحاوية ص 48.




· استدل الشيخ -وفقه الله- بقصة يوسف - عليه السلام - حينما قال للملك: اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم " إذ تولى الولاية من فرعون مصر وهو كافر، فيدل على أن الكافر إذا قام بتولية المسلم فإن ولايته صحيحة، وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ناسخ له.

المناقشة:
ينبغي أن يعلم أنه قد اختلف أهل العلم في صحة تولي الولاية من الكافر: فمنهم من منعه، لما في ذلك من تولي الظالمين بالمعونة لهم، وأجاب عن تولي يوسف - عليه السلام - من الملك بأن الملك كان صالحا ولم يكن كافرا كفرعون موسى، وعلى افتراض كونه كافرا فإن يوسف قد تولى النظر في أملاكه دون أعماله فزالت عنه التبعة فيه.

قال الماوردي: "واختلف لأجل ذلك في جواز الولاية من قبل الظالم، فذهب قوم إلى جوازها إذا عمل بالحق فيما يتولاه، لأن يوسف - عليه السلام - تولى من قبل فرعون ليكون بعدله دافعا لجوره. وذهبت طائفة أخرى إلى حظرها والمنع من التعرض لها، لما فيها من تولي الظالمين والمعونة لهم وتزكيتهم بتقلد أمرهم، و أجابوا عن ولاية يوسف - عليه السلام - من قبل فرعون بجوابين:

أحدهما: أن فرعون يوسف كان صالحا وإنما الطاغي فرعون موسى.

والثاني: أنه نظر في أملاكه دون أعماله. " الأحكام السلطانية ص (145).

وهناك من أهل العلم من أجاز تولي الولاية من الكافر ولكنهم اشترطوا لهذا: أن يكون مصلحا على وفق الشرع ولا يعارضه الكافر في عمله، أما إذا كان الكافر يتدخل في عمله ويوجهه إلى ما يخدم مصالحه وشهواته فلا يجوز تولي هذه الولاية لما فيه من الضرر، واستدلوا بقصة يوسف - عليه السلام -، فقد تولى هذه الولاية للإصلاح ومكنه الملك من الحكم بشريعة الله دون أن يعترض عليه أحد، ولذلك قال الله - تعالى -: " وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء ".

قال القرطبي في تفسيره عند آية " قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم ": " قال بعض أهل العلم: في هذه الآية ما يبيح للرجل الفاضل أن يعمل للرجل الفاجر، والسلطان الكافر بشرط أن يعلم أنه يفوض إليه في فعل لا يعارضه فيه، فيصلح منه ما شاء، وأما إذا كان عمله بحسب اختيار الفاجر وشهواته وفجوره فلا يجوز ذلك، وقال قوم: إن هذا كان ليوسف خاصة، وهذا اليوم غير جائز، والأول أولى إذا كان على الشرط الذي ذكرناه، والله أعلم " تفسير القرطبي 9/ 215، [وينظر للاستزادة: الهداية مع فتح القدير 7/263، 264، تبيين الحقائق 4/177، شرح أدب القاضي للصدر الشهيد 1/131].

فكيف يطلق الشيخ العبيكان وفقه الله- القول بالجواز دون النص على هذا الشرط الذي يعلم يقينا عدم تحققه، وهو يرى من هؤلاء المولين التنازل عن تحكيم الشريعة وإظهار العداوة على أهل السنة وتأليب الكفار على قتلهم واستئصالهم.

ثم يجب التنبه إلى فارق جوهري في المسألة يجعل الاستدلال في غير موضعه وهو أن حال يوسف - عليه السلام - مع الملك لم تكن حال قتال وحرب، فقد كان يوسف في غير بلده ولم يعتد عليه الملك بسلب أرضه وقتل أهله، فهو ليس كافرا حربيا بل يحكم في أرضه التي استتب له الحكم فيها، ولهذا نجد أن من استدل من أهل العلم بولاية يوسف - عليه السلام -، إنما يستدل بها على جواز تولي المسلم ولاية في بلاد الكفر ينتفع بها المسلمون بشرط أن يقوم المسلم بالعدل ولا يخالف شريعة الله في ولايته، فمثال قصة يوسف في واقعنا أن تولى بريطانيا مثلاً مسلمًا ولاية لديها وتعطيه صلاحيات مطلقة.

فأين هذا من واقع العراق الذي جاء الكافر إليه محاربا، فاجتاح البلاد وعاث في الأرض الفساد، فقتل المسلمين وشردهم من دورهم ومدنهم، وسفك الدماء وأتلف الأموال والممتلكات، ودنس المساجد والمقدسات، وانتهك الحرمات والأعراض، وعذب المسلمين والمسلمات، وما يزال مستمرا في هذا الإفساد والإجرام، وتآمر معه في هذا عدد من أصحاب المذاهب المنحرفة، فأعانوه على المسلمين الذين يدافعون عن أنفسهم وأهليهم وممتلكاتهم، ومع ذلك لم يستتب له الأمر بعد فما زالت الحرب قائمة، وهو في قتال مع المسلمين، ولهذا لم يلجأ المحتل إلى هؤلاء الأعوان إلا عندما واجه هؤلاء الذين يقومون بجهاد الدفع عن دينهم وبلادهم، فأراد أن يجعل هؤلاء في الواجهة لكي يدفع عن جنده القتل، ومن أجل ضرب البلاد بعضها ببعض.

إن هذا الاستدلال يلغى معنى الاحتلال والاستعمار فيستطيع أي محتل أن يضع بعض عملائه في الواجهة ويأمر الشعب بالسمع والطاعة لهم ويبقى احتلاله للبلد محفوظًا مصانًا بمثل هذه الفتوى، وهل سنقول نفس المقولة لو أن شارون أمر بعض العملاء بتكوين حكومة فلسطينية فهل سنأمر الفلسطينيين بالسمع والطاعة لها في المنشط والمكره وعلى أثرة عليهم؟!




· ذكر الشيخ العبيكان -وفقه الله- أن الجهاد لا يكون إلا مع راية حتى في جهاد الدفع، وأن هذا من الثوابت.

المناقشة:
هذا الكلام حق عند إمكانه، ولكن ينبغي أن يعلم أن جهاد الدفع يدخل في أحكام الضرورات، ومن المعلوم أن الضرورات تبيح المحظورات، وأن الضرورة تقدر بقدرها، فإذا لم يمكن للمسلمين المدافعين عن أنفسهم وبلادهم أن تكون لهم قيادة عامة يرجعون إليها، وراية يقاتلون تحتها فإنهم يصطلحون على قيادة خاصة يقاتلون تحتها مع حرصهم على أن تكون نيتهم إعزاز دين الله والدفاع عن أنفسهم وبلادهم وأموالهم إلى أن يزول حكم الضرورة، ويكفوا بأس الذين كفروا، كما فعل الصحابة - رضي الله عنهم - عندما اصطلحوا على قيادة خالد بن الوليد - رضي الله عنه - في معركة مؤتة، قال ابن حجر في تولي خالد أمر الجيش في معركة مؤتة: ".. وفيه جواز التأمر في الحرب بغير تأمير، قال الطحاوي: هذا أصل يؤخذ منه أن على المسلمين أن يقدموا رجلا إذا غاب الإمام يقوم مقامه إلى أن يحضر ". فتح الباري 7/586.

وقد نص الفقهاء - رحمهم الله - تعالى -على أنه في حال الضرورة عند عدم وجود الإمام فعلى أهل الحل والعقد من المسلمين أن ينصبوا عليهم من يتولى أمورهم ويقوم بشؤونهم، ويقضي بينهم ممن يرونه أهلا لذلك، قال ابن عابدين: " البلاد التي ليست تحت حكم سلطان بل لهم أمير منهم مستقل بالحكم عليهم بالتغلب، أو باتفاقهم عليه يكون ذلك الأمير في حكم السلطان فيصح منه تولية القاضي عليهم " رد المحتار 5/ 369، [وينظر للاستزادة: الفواكه الدواني 2/298، تبصرة الحكام 1/23، تحفة المحتاج 10/105، فتاوى ابن حجر الهيتمي 4/297، 298، 326، الأحكام السلطانية لأبي يعلى 73].

أما القول بأن جهاد الدفع لا يصح إلا بوجود قيادة عامة يرجعون إليها، وراية ينضوون تحتها، ولو مع تعذر وجود ذلك، وأنه في حال تعذر وجود هذه القيادة والراية فعلى المسلمين أن يدعو القتال، فهذا قول ينشأ عنه مفسدة كبيرة، وهي تمكين العدو من أراضي المسلمين وإعلان الاستسلام التام، وما أشبه هذا بقول الرافضة: إنه لا جهاد إلا مع المعصوم، وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - قصة طريفة لبعض شيوخ الرافضة، قال شيخ الإسلام: " قيل لبعض شيوخ الرافضة: إذا جاء الكفار إلى بلادنا فقتلوا النفوس وسبوا الحريم وأخذوا الأموال هل نقاتلهم؟ فقال: لا، المذهب أنا لا نغزوا إلا مع المعصوم. فقال ذلك المستفتي مع عاميته: والله إن هذا لمذهب نجس، فإن هذا المذهب يفضي إلى فساد الدين والدنيا " منهاج السنة النبوية 6/118.

وأما موضوع وصف القتال هناك بأنه من جهاد الدفع فهذا ما يفتي به علماء الأمة الإسلامية وصدرت فيه فتاوى سابقة على البيان من أهل العلم المعتبرين من داخل البلاد وخارجها، وهو يتوافق مع رأي علماء المسلمين في العراق الذي سبقت الإشارة إليه أول هذه المناقشة وهم أدرى بأحوالهم، بل هو أيضا لا يتعارض مع رأي الهيئة الشرعية الرسمية في المملكة، فقد سئل المفتي الشيخ عبد العزيز آل الشيخ عن الجهاد في العراق فأجاب بقوله: " أما هم في أنفسهم (أهل العراق) فلا شك أن عليهم أن يدافعوا عن أنفسهم وأنهم ابتلوا في نفوسهم وفي أموالهم وبلادهم، فلا شك أنهم مدافعون، ونرجو لهم التوفيق، أما غيرهم فعليه أن يبدأ بسؤال الله والدعاء لهم وهم بأمس الحاجة إلى دعاء الله لهم ". ونشر هذا في جريدة الوطن الصادرة في 29/2/1425هـ العدد (1298).

ثم إن حق مقاومة الشعوب للمحتل تعترف به حتى الأنظمة الأرضية الوضعية عند غير المسلمين.

وهذا لا يفهم منه تزكية ما قد تقع فيه المقاومة من أخطاء، بل البيان صريح في التحذير من هذه الأخطاء وإنكارها وتوجيه نظر المسلمين هناك إلى الحرص على سلامة المقاصد والأفعال.

فالخلاصة أن البيان تناول المسائل العامة البارزة المعلومة لكل مسلم نصرة وتأييدا وتوجيها لنظر المسلمين لكي يهتموا بقضية إخوانهم في العراق، لأنها لم تعد شأنا داخليا لأهل العراق وحدهم بل أصبحت قضية إسلامية كثر من يخوض فيها بحق وبباطل ومن حق إخواننا في العراق أن ننصرهم ببيان الحق ولو باللسان، كما ننصر إخواننا المسلمين في فلسطين مثلا، وأن نستثمر وسائل الإعلام الحديثة في هذا الجانب، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم و ألسنتكم " رواه أحمد وأبو داود والنسائي.

وأذكر الشيخ أخيرا بقول ابن حزم - رحمه الله -: " ولا إثم بعد الكفر من إثم من نهى عن جهاد الكفار وأمر بإسلام حريم المسلمين إليهم". المحلى 7/478.



وأسأل الله - تعالى -أن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه إنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، كما أسأله أن يرينا الحق حقا ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه، وأن يصلح أحوال أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - في كل مكان إنه خير مسئول.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.



28/10/1425

11/12/2004





هذا ما استطعت جمعه أخي الكريم
أتمنى لك التوفيق في بحثك



و عذراً أختي أهداب أتمنى أن لا أكون ممن يقعون في أعراض العلماء
فهذا و الله ليس هدفي من الرد .. لكِ الحق في حذف ما تريدين إن لم يلائمكِ من المنقول موضوع أو مقال


فشكراً لكِ ... و شكراً للأخ الكريم

*أهداب*
23-01-2006, 02:13 PM
الاخت الفاضلة .......جزاك الله كل خير ......

والاشراف ليس لفرض الرأي .....والتعصب .....
ولكن لنا حدود معينه ......ولسد الذرائع وعدم الخوض خارج المطلوب .....لم نرد للردود أن تطول .....

ومنذ البداية ذكرنا للعضو..بأنه لايوجد فتوى ....ولكنه اصر .......

والموضوع سواءاً كان في الإسلامي أم غيره ....فهو يضل ويبقى في حدود .......

وما كتبنا الاً ونحن أعلم بما أردنا ...فلمنتديات غرابيل نظام يفرض نفسه على المشرفين ........


وكل ما نقلتي وجدته في مواقع عدة .......وراجعي ما كتب للعضو في ردودي ..........

وأعيد وأكرر هنا طلب فتوى فقط ........فتوى نصي ..........


وأكتب ما كتب العضو لتأكيد ......




ولكن ما أردته غير هذا حيث سمعت أن الشيخ أصدر فتوى منذ زمن بين فيها أدلته التى بنى عليها قوله هذا الغريب ، وهو الذي أريده .



لكني أؤكد أن هذا رأي الشيخ العبيكان في المسألة ، وإن لم يكن كذلك لسارع إلى تكذيب ما يُتناقل عنه ، وأرجح أن هناك فتوى له لأنني سمعت أنه يستدل بقصة يوسف مع ملك مصر ، وبقوله تعالى ( وإن استنصروكم في الدين فعليكم النصر .....) .
والله أعلم



الى هنا ........ونكتفي ..........

وأعيد مره أخرى ......جزاك الله خيراً ............

جواهر عبدالله
23-01-2006, 02:27 PM
معقولة يفتي العبيكان فتوى نتص يتحريم ذلك

ليه هذا المفروض يحث المسلمين بالعراق على قتل العلوج
لأنهم اغتصبوا النساء وقتلوا الأطفال والرجال يعني لازم بل وجب الجهاد اي فرض عين على كل اهل العراق

أشجان !!!

هذا كلام مربية أجيال على حد قولكـ ؟

من تكونين عشان تستغربين فتوى يفتيها عالم ؟!!

أنتِ هنا تفتحين المجال لمناقشة فتاوى العلماء

وتعترضين .. وتقولين المفروض .. والمفروض ...

اتقي الله في نفسكـ قبل كل شيء

وتذكري إن لحوم العلماء مسمومة

وإذا عارضتي بمواضيع كثيرة .. على راحتكـ وما يهم

لكن يوصل الأمر للدين .. فاسمحي لي

وهذا مو أول موضوع ديني .. تعرضين فيه آراءكـ الخاصة !ّ!

*أهداب*
23-01-2006, 02:54 PM
رائع جداً يا جواهر .......هذه العبارة هي ما أردت فعلاً .....وأردت البعد عنها ........منذ البداية


أنتِ هنا تفتحين المجال لمناقشة فتاوى العلماء

وسأغلق الموضوع عند هذا الحد ....أرجوا من الكاتب .ان يكون قد وجد ضالته .....
ونسأل الله له التوفيق .......والسداد ........