المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : " توطئة دعوية بلاغية "



أهــل الحـديث
15-10-2012, 05:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


" بلاغٌ إلي كل مسلمٍ يُحْسِنُ الفَهْمَ عن اللهِ ورسوله "


الحمدلله وكفي ، وصلاة وسلاماً علي عباده الذين اصطفي ، أما بعدُ :

فإنَّ وحدة الدعائم والأسس والأصول ، ومن ثمَّ وحدة المرجعية الشرعية والمنهج ، هي السبب فحسب ، الموصل إلي وحدة الكلمة والصف ، وجمع شمل الأمة .

وإنَّ تَسْلِيف المرجعية العلمية ، وحصرها في أقوال السلف الكرام وكتبهم ، ومن تبعهم بإحسان ، هو السبب فحسب الموصل إلي صلاح الدعوة والعلم والعلماء ، بل إلي صلاح الدين والدنيا .

قال تعالي :{قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف 180 }

وقال سبحانه : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ). [الأنعام:153].

وقال -جل وعلا- : ﴿ وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ) { النساء 115 }

ثم أما بعد :

فإنَّ مَنْ أصَّل دعوته علي الكتاب والسنة بفهم وهدي سلف الأمة ، فقد لزم الجماعة ، ونبذ الفُرْقة والاختلاف ، وكان الفِرقة الناجيةَ والطائفةَ المنصورةَ والسوادَ الأعظم – ولوكان وحده ــ وأظهرَ الفرقان ، وميَّز بين الخبيث والطيِّب ، والسنِّيِّ والبدعي ، والموحد والملحد ، وجمع الأمة علي أصول الديانة ، وعري الشريعة المجيدة ، ومنهاج النبوة ، ودعَّم قوله وفعله بدعائم الدين المتين ، وأصاب طريق الأنبياء والمرسلين .

فمن زعم أنَّ هذا يُفرق الأمة ، ويشتت وحدة الصف ، فارموه عن قوس واحدة بسهام السنة والآثار ، واشهدوا له بالزيغ والغي والميل والانحراف والابتداع والضلال ، واعلموا أنه أضلُّ علي الأمة من إبليس ؛ فإن غاية أهل الأهواء : خلطُ الحقِّ بالباطل ، والحابل بالنابل ، والمسلم بالكافر ، والرويبضة بالعالم الرباني ، وتميعُ القضية ،، وجمعُ الشمل علي غير دين ربّ البرية ، بلا تمييز ، ولا تأصيل ، ولا تبيين ، ولا تحذير ، ولا توحيد ، ولا تفريق بين مسلم وكافر ، ومبتدع ومستن ، الكل تحت لواء واحد ، لواءِ المواطنة ، وهذا أصل هلاك الأمم وفساد الدين ، فاعتبروا يا أولي الأبصار والألباب ، من المؤمنين والمسلمين ، والحمد لله رب العالمين ".

بلاغٌ بلَّغَهُ
ابنُ الكَيَّال

من كتاب " الصِّبْغَةِ التَّقَعَّدِيَّةِ لِدَعَائِمِ مِنْهَاجَ النُّبُوَّةِ المصطفوية " للشيخ عيد بن أبي السعود الكيال