المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دموعٌ علي أستار الكعبة...(قصيدة عن الحج)



أهــل الحـديث
15-10-2012, 03:40 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


إليكم القصيدة:

يا مَنْ أتاه الناسُ كي يتطهروا ****** وأتيتُ فيهم كي أعودَ مُطَهَّرا
لكنني دون العبادِ جَميعِهِم ****** ذنبي عظيمٌ قد يَنُوءُ به الورى
فَطَمِعتُ فيكَ وجئتُ بيتك ضارعًا ****** مُتضرعًا والعيبُ مني قد جرى
ناديتُ يا ألله فاقبل توبتي ****** هَذِيْ صحيفةُ مَنْ تَجَنَّى وافترى
وخلعتُ ثوبيَ والحياةَ وما بها ****** ولبستُ ثوبَ الفقرِ أشعثَ أغبرَا
أنا ما أتيتكُ بالصلاة فليس لي ****** علمٌ ولا عملً ولا ما أذْكُرا
بل جئتُ بابكَ يا رحيمُ بِذَلَّتِي ****** وبُكل هذا الدمعِ يجري أَنْهُرا
لبيك يا ألله فاقبلها إذًا ****** مِنْ عائبٍ قد عابَ ثم استغفرا
وخطوتُ نحو البيتِ يسبقني فمي ****** لِيُقَبِّلَ الحجرَ العتيقَ الأَنْورا
فلثمتُه وشفعتُها وأعدتُّها ****** وكتبتُ في سِفر المحبة أسْطُرا
وبدأتُ أسعى حوله متثاقلاً ****** فمعي ذنوبُ المشرقين وما ورا
فإذا رَمَلْتُ . أقضًّ ذنبي كاهلي ****** وإذا مشيتُ . فَمَنْ سِوايَ مُقَصِّرا
يا وحشتي ، لا شيءَ أحمِلُه معي ****** غيرَ الذي كتب الملاكُ وسَطَّرا
يا ربُّ ، إني قد أتيتكُ راكعًا ****** عند المقام ، مُسَبِّحًا ومُكَبِّرا
فاغفر ذنوبًا لا يضُرُّك حَجْمُها ****** واسْتُرْ على عبدٍ رجاك لِتَسْتُرا
يا ماءَ زمزم ، هل ستغسِلُ عاصيًا ****** بالأمس عاش على الخطيئةِ وامترا
واليومَ قد جاء الكريمَ بذنبه ****** يرجو من الرحمان عفوًا ظاهرا
وأنختُ رحلي عند أحجار الصفا ** والرَّحلُ فيه من المعاصي ما ترى
وهناك ألقيتُ الذنوبَ على الحصى ****** فإذا ذنوبي تعتليه وأكثرا
فسعيتُ نحو الْمَرْوِ أبكي حالتي ****** والكل يَسعى ضاحكًا مُسْتَبْشِرا
ورملتُ في بطن المسيل تأسيًا ****** ودعوتُ مَنْ جعل الكتابَ بَصَائرا
فقضيتُ سبعًا ، والرجاءُ بخالقي ** أن يستر الذنبَ العظيمَ ويغفرا
يا راحلين إلى منًى . هذي منى ****** هذي الجبالُ ، وتلك سُنَّةَ مَنْ سَرَى
صَلُّوا بها خمسًا كما فعل الذي ****** قد جاءكم بالنورِ حتى أزهرا
فإذا قضيتَ الفجرَ فيها فانتظر ****** حتى الشروق لكي تَهُبَّ مُغَادِرا
وازحفْ مع الجمع العظيم ملبيًا ****** واجمعْ من العرفاتِ خيرًا وافرا
وانزلْ بأرضٍ دَبَّ فيها المصطفى ****** واحْلُلْ على وادٍ رآه وعَاصَرا
واسألْ صُخُورًا ها هنا عن رِفْقَةٍ ****** حَجَّتْ مع المختارِ نُورًا أنورا
يا صَخْرَ نَمِرَةَ هل سَمِعْتَ خِطَابَهُ؟ ****** أَسَمِعْتَ مَنْ رُزِقَ البَيَانَ فَعَبَّرَا
أَسَمِعْتَ : (هَلْ بَلَّغْتُ ؟) تُسْأَلُ أُمَّةٌ ****** (قالوا : نعم) ، والدِّينُ أصبحَ ظَاهرا
أَسَمِعْتَ (اللهم فاشهد) حُجَّةً ****** أرأيتَ و(القَصْواءُ) كانت مِنْبَرا
وأقامَ مبعوثُ السماءِ صلاَتَهُ ****** جَمْعًا مع التقديمِ هَدْيًا خَيِّرا
هذا الحبيبُ أَحِبَّتِي مِن أجلنا ****** قد جاء بالدين القويم مُيَسِّرا
فاتْبَعْ هُدَاهُ تَفُزْ بِخَيرِ شَفاعةٍ ****** من خالفَ المختارَ يُحْشَرُ كَافِرا
عرفاتُ يا جبلَ الدعاء تحيةً ****** من عاشقٍ لكَ في هواه تَحَيَّرَا
قد جاء يدعو ربَّهُ في ذِلَّةٍ ****** والله يَقْبَلُ مَنْ يشاء وينصرا
يهواك ، يشهدُ دَمْعُه وأنينُه ****** وَلْتَشْهَدِ الأحجارُ عندك والثَّرَى
قِفْ ها هنا ، واسترجع الذكرى معي ****** واسأل جبالاً ، تَسْتَجِيبُ وتُخْبِرا
قِفْ ، ها هنا نزل الختامُ ، فَمِسْكُهُ ****** ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ﴾ ، فَأَكْمَلَ مَنْ بَرَا
واقرَأْ : ﴿وَأَتْمَمْتُ﴾ ، فقد نَزَلَتْ هُنا ****** فَأَقَرَّتِ الإسلامَ دِينًا آخِرَا
واقرَأْ : ﴿رَضِيتُ﴾ وقد تَبَاعَدَ عهْدُها ****** وانظر ، فقد صار الكمالُ مُبَعْثَرا
وتَفَرَّقُوا . وتَمَذْهَبُوا . وتَشَرْذَمُوا ****** والكل أصبح تائهًا أو حائرا
فتحول الإفكُ المبينُ إلى هدًى ****** وتصدَّر الجهلُ الحياةَ وفسَّرا
عرفاتُ ، قد نسي الجميعُ ختَامَهم ****** ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ﴾ ، وجئتُ مُقَرِّرا
أن الرسولَ هو الإمامُ لِمَنْ نَجَا ****** حَمَلَ الرسالةَ مُنذرًا ومُبَشرا
يا ربُّ ، إني قد أتيتكُ بارئًا ****** مِنْ كُلِّ نِدٍّ للعبادِ مُزَوَّرَا
فارحم عُبَيْدك يا رحيمُ برحمةٍ ****** واجعله في عِلْمِ الشريعة مُبْصِرا
يا ربُّ ، إني قد رفعتُ يدي هنا ****** فاقْبَلْ ، ولا تُرْجِعْ عُبَيْدَك خَاسِرا
واغفر لإخواني جميعًا ذنبَهم ****** واستر عليهم يا حليم وَكَثِّرَا
عرفاتُ ، قد حان الوداعُ وقارَبَتْ ****** ساعَاتُه والقلبُ فيكَ مُصَوَّرا
قد شاء ربُّ العالمين فراقَنا ****** بعد الغروبِ لكي أعود القهقرى
وشددتُ رحلي نحو جَمْعٍ قاصدًا ****** وِدْيَان جَمْعٍ للصلاة مع الكَرى
جمع النبيُّ بها الصلاةَ جماعةً ****** والفجرَ قد أداه فيها مُبْكِرا
يا جَمْعُ ، قد فاضت دموعي حسرةً ****** جاء الكسيرُ إلى العزيز لِيَجْبُرا
فأتيتُ مَشْعَرَها ألوذ بناصري ****** ولِسانُ حالي قد أبان وعَبَّرا
فذكرتُ ربي عنده متمثلاً : ****** ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ﴾ والهدايةَ أَشْكُرا
ثم انتهينا والرحيلُ إلى منًى ****** قد حان قبل شُروقها أن تظهرا
يا راحلين إلى منًى ، هيا بنا ****** هيا إليها بادئًا ومُكَرِّرا
فقصدتُ جمرتَها لأرمي سَبْعها ****** ورفعتُ بالتكبير صوتًا هَادِرا
الله أكبر عند كل قذيفةٍ ****** في وجه ذنبي كي أعود مُحَرَّرا
الله أكبر قد رميتُ خطيئتي ****** الله أكبر والذنوبَ على الثرى
الله أكبر نَجِّنِي يا خالقي ****** مِنْ خِزْي يومٍ خاب فيه مَنِ افترى
ومضيتُ أذبح ما تيسر مُقْتَدٍ ****** بكتابِ ربِّي هاديًا ومُقَدِّرا
يا ربُّ ، هَذِي من عُبَيدك فِدْيَةٌ ****** قَلَّتْ . وَقَلَّ البيعُ ، قَلَّ المُشْتَرَى
فاقبل من العبد الفقير سؤاله ****** قد جاء بيتكَ ، هل سيرجع أفقرا
وحلقتُ بعد الذبح مقتديًا به ****** تالله لا تسأل سواه مُفَسِّرا
فاليومَ يَسَّرَ للحجيج أمورَهُم ****** لا حرج فيما قَدَّمُوا أو أُخِّرا
ورجعتُ نحو البيتِ يسبقني فمي ****** فأنا المُتَيَّمُ مُقْبِلاً أو مُدْبِرا
واسأل دهورًا كم عَشِقْتُ خيالَه ****** وملأت عيني منه حتى أُبْصِرا
وشربت كأسًا من هواه تيمنًا ****** فَغَسَلْتُ كُلِّي منه طيبًا عَنْبَرا
فبدأت أسعى بالإفاضة طائفًا ****** متذللاً . متضرعًا . مُستغفرا
ئم اتخذتُ من المقام صلاتَه ****** قد جاء تنزيلُ الهداية آمرا
وشربتُ من ماء السقاية زمزمًا ****** فغسلتُ نفسي حامدًا أو شَاكرا
ثم اتجهتُ إلى الصفا بدءًا به ****** وختمتُ بالمرو العتيق شعائرا
يا ربُّ ، عند المَرْوِ أَختم حَجَّتي ****** فاسْتُرْ عُبَيْدك بالهدايةِ إذْ عَرَى
واختم له بالحق عند مماته ****** واجعل له من فيض جودك ناصرا
فأنا الصغيرُ ، فَقَدْتُ كُلَّ وسائلي ****** ولقد هفوتُ وجئتُ بابك صاغِرا
وَشَرَعْتُ بالعَوْدِ الأخير إلى منّى ****** لا حَرَج في يومين تَبْقَى ذاكرا
أو من أراد ثلاثة يَبْقَى بها ****** فكتابُ ربِّك قد أجاز وخيَّرا
جاء الفُراقُ لأرضِ مَكَّةَ بعد ما ****** كان اللقاءُ على القلوب مُؤَثِّرا
فذهبتُ للبيت العتيق مُوَدِّعًا ****** فَاثَّاقَلَتْ رجلاي أَنَّى أَهْجُرا
وانْهَلَّ من تلك العيونِ سحائبٌ ****** بالجمرِ يغلي هائجًا أو فائرا
فوضعت كفي فوق أحجارٍ بَدَتْ ****** للبيتِ . هل يا بيتُ أَرْجِعُ زَائِرا
يا بيتُ ، هل هَذي نهايةُ عهدِنا ؟ ****** يا بيتُ وَدِّعَ بالسلامِ مُسَافِرا
طَوَّفْتُه بالدمع سبعًا داعيًا ****** عَوْدًا من الرحمان برًّا طاهرا
تلك المناسكُ قد جمعتُ صحيحها ****** واسأل كتاب الحج ، واسأل جابرا
وشددتُ رحلي للمدينة زائرًا ****** فهناك مَسجده أقام وعَمَّرَا
وهنا المُهَاجَرُ والمُقَامُ وروضةٌ ****** وهنا مشى ، وهنا أقام المنبرا
وهنا تربى خيرُ قرنٍ قد أتى ****** وهنا خيارُ الناس كانوا ، والقِرى
مَنْ كَرَّمَ الوحيُ الكريمُ خِصالَهم ****** في ﴿يُؤْثِرُونَ﴾ ، ومَنْ سواهم آثِرا
ودخلتُ من باب السلام مُسَلِّمًا ****** ومشيتُ في وسط الزحام مُخاطرا
ووجدتُ عمري قد توقف ها هنا ****** وتحولت طرفاتُ عينيَ أَشْهُرا
فأنا هنا وأمام قبر محمد!! ** أين الحياء ومن أتى بك يا تُرى
ونسيت نفسك يا ظلوم وجئته ** هذا أمامك من أتاك وحذرا
والله لولا قوله ﴿لا تقنطوا﴾ ****** لرجعت من فرط الحياء تأثرا
والله لولا أن ربي ساترٌ ** لفررت من هذا المكان مغادرا
وتتابعت لغةُ الدموعِ سخيةً ****** فهنا البكاءُ هو الكلامُ مُعَبرا
وخرجتُ من هذا المكان يلُفُّني ****** ثوبُ الحياء مُدَاريا ومُدَثِّرا
فأنا الذى قد جئتُ أحمل عثرتي ****** وأتيتُ للحرمين أشعثَ حاسرا
وطرقتُ بابًا ليس يطرد تائبًا ****** ورجوتُ ربًا لم يُقَنِّط فاجِرا
يا ربُّ ، هذي دمعةٌ من مذنبٍ ****** تَعِبَتْ قواه فصار وهنًا خائرا
وأتاك يخشى أن ترد رجاءه ****** وأبان في تلك السطور مشاعرا
والظن فيك بأن عفوكَ لاحقي ****** ولذا أتيتُ لكي أعود مطهرا
فطمعتُ فيك ، وجئتُ بابك ضارعًا ****** متضرعًا والعيبُ مني قد جرى
وختمتُ قولي بالصلاة على الذي ****** مَنْ زانه الرحمانُ لما صَوَّرا
يا ربُّ ، قد زِنْتَ الختامَ ببعثه ****** فاجعل لي الإسلامَ ختمًا آخرا



<div style="padding:6px"> الملفات المرفقة
: دموع على أستار الكعبة.doc&rlm; (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=97062&d=1350303652)
: 79.0 كيلوبايت
: <font face="Tahoma"><b> doc