تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : شيخ الاسلام يستخير ويعزم على دخول النار مع اهل البدع امام السلطان



أهــل الحـديث
14-10-2012, 07:00 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


السلام عليكم ورحمة الله
من كمال قوة توكل شيخ الاسلام ونصرته لدين الله استخارته الله تعالى كي يدخل النار مع شيوخ طائفة البطائحية الذين كانو يزعمون ان النار لاتحرقهم كرامة من الله ويلبسون على الخلق حتى كشف شيخ الاسلام باطلهم امام السلطان وكبار رجال الدولة

وقد ذكر شيخ الاسلام قصته معهم ونذكرها باخنصار بعض الفقرات

قال رحمه الله
" فاستخرت الله تعالى تلك الليلة واستعنته واستنصرته واستهديته وسلكت سبيل عباد الله في مثل هذه المسالك حتى ألقي في قلبي أن أدخل النار عند الحاجة إلى ذلك وأنها تكون بردا وسلاما على من اتبع ملة الخليل وأنها تحرق أشباه الصابئة أهل الخروج عن هذه السبيل ..

فلما أصبحنا ذهبت للميعاد وما أحببت أن أستصحب أحدا للإسعاد لكن ذهب أيضا بعض من كان حاضرا من الأصحاب والله هو المسبب لجميع الأسباب . وبلغني بعد ذلك أنهم طافوا على عدد من أكابر الأمراء وقالوا أنواعا مما جرت به عادتهم من التلبيس والافتراء الذي استحوذوا به على أكثر أهل الأرض من الأكابر والرؤساء مثل زعمهم أن لهم أحوالا لا يقاومهم فيها أحد من الأولياء وأن لهم طريقا لا يعرفها أحد من العلماء

فلما حضرت وجدت النفوس في غاية الشوق إلى هذا الاجتماع متطلعين إلى ما سيكون طالبين للاطلاع . فذكر لي نائب السلطان وغيره من الأمراء بعض ما ذكروه من الأقوال المشتملة على الافتراء .
وذكرت للأمير أنهم مبتدعون بأنواع من البدع مثل الأغلال ونحوها وأنا نهيناهم عن البدع الخارجة عن الشريعة
فذكر الأمير حديث البدعة وسألني عنه فذكرت حديث العرباض بن سارية وحديث جابر بن عبد الله وقد ذكرتهما بعد ذلك بالمجلس العام كما سأذكره .

قلت للأمير : أنا ما امتحنت هؤلاء لكن هم يزعمون أن لهم أحوالا يدخلون بها النار وأن أهل الشريعة لا يقدرون على ذلك ويقولون لنا هذه الأحوال التي يعجز عنها أهل الشرع ليس لهم أن يعترضوا علينا بل يسلم إلينا ما نحن عليه - سواء وافق الشرع أو خالفه -

وأنا قد استخرت الله سبحانه أنهم إن دخلوا النار أدخل أنا وهم ومن احترق منا ومنهم فعليه لعنة الله وكان مغلوبا وذلك بعد أن نغسل جسومنا بالخل والماء الحار . فقال الأمير ولم ذاك ؟ قلت : لأنهم يطلون جسومهم بأدوية يصنعونها من دهن الضفادع وباطن قشر النارنج وحجر الطلق وغير ذلك من الحيل المعروفة لهم وأنا لا أطلي جلدي بشيء فإذا اغتسلت أنا وهم بالخل والماء الحار بطلت الحيلة وظهر الحق
فاستعظم الأمير هجومي على النار وقال : أتفعل ذلك ؟ فقلت له : نعم قد استخرت الله في ذلك وألقى في قلبي أن أفعله
ونحن لا نرى هذا وأمثاله ابتداء ؛ فإن خوارق العادات إنما تكون لأمة محمد صلى الله عليه وسلم المتبعين له باطنا وظاهرا لحجة أو حاجة فالحجة لإقامة دين الله والحاجة لما لا بد منه من النصر والرزق الذي به يقوم دين الله وهؤلاء إذا أظهروا ما يسمونه إشاراتهم وبراهينهم التي يزعمون أنها تبطل دين الله وشرعه وجب علينا أن ننصر الله ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ونقوم في نصر دين الله وشريعته بما نقدر عليه من أرواحنا وجسومنا وأموالنا فلنا حينئذ أن نعارض ما يظهرونه من هذه المخاريق بما يؤيدنا الله به من الآيات
. وليعلم أن هذا مثل معارضة موسى للسحرة لما أظهروا سحرهم أيد الله موسى بالعصا التي ابتلعت سحرهم .

فجعل الأمير يخاطب من حضره من الأمراء على السماط بذلك وفرح بذلك وكأنهم كانوا قد أوهموه أن هؤلاء لهم حال لا يقدر أحد على رده وسمعته يخاطب الأمير الكبير الذي قدم من مصر الحاج بهادر وأنا جالس بينها على رأس السماط بالتركي ما فهمته منه إلا أنه قال اليوم ترى حربا عظيما ولعل ذاك كان جوابا لمن كان خاطبه فيهم على ما قيل .

وحضر شيوخهم الأكابر فجعلوا يطلبون من الأمير الإصلاح وإطفاء هذه القضية ويترفقون فقال الأمير إنما يكون الصلح بعد ظهور الحق

وقمنا إلى مقعد الأمير بزاوية القصر أنا وهو وبها در فسمعته يذكر له أيوب الحمال بمصر والمولهين ونحو ذلك فدل ذلك على أنه كان عند هذا الأمير لهم صورة معظمة وأن لهم فيهم ظنا حسنا والله أعلم بحقيقة الحال ؛ فإنه ذكر لي ذلك . وكان الأمير أحب أن يشهد بهادر هذه الواقعة ليتبين له الحق فإنه من أكابر الأمراء وأقدمهم وأعظمهم حرمة عنده وقد قدم الآن وهو يحب تأليفه وإكرامه فأمر ببساط يبسط في الميدان .

وقد قدم البطائحية وهم جماعة كثيرون وقد أظهروا أحوالهم الشيطانية من الإزباد والإرغاء وحركة الرءوس والأعضاء والطفر والحبو والتقلب ونحو ذلك من الأصوات المنكرات والحركات الخارجة عن العادات المخالفة لما أمر به لقمان لابنه في قوله { واقصد في مشيك واغضض من صوتك } .

فلما جلسنا وقد حضر خلق عظيم من الأمراء والكتاب والعلماء والفقراء والعامة وغيرهم وحضر شيخهم الأول المشتكي وشيخ آخريسمي نفسه خليفة سيده أحمد

فلما حضروا تكلم منهم شيخ يقال له حاتم بكلام مضمونه طلب الصلح والعفو عن الماضي والتوبة وإنا مجيبون إلى ما طلب من ترك هذه الأغلال وغيرها من البدع ومتبعون للشريعة . ( فقلت أما التوبة فمقبولة . قال الله تعالى : { غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب } هذه إلى جنب هذه . وقال تعالى { نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم } { وأن عذابي هو العذاب الأليم } .

فأخذ شيخهم المشتكي ينتصر للبسهم الأطواق وذكر أن وهب بن منبه روى أنه كان في بني إسرائيل عابد وأنه جعل في عنقه طوقا في حكاية من حكايات بني إسرائيل لا تثبت .فقلت لهم : ليس لنا أن نتعبد في ديننا بشيء من الإسرائيليات المخالفة لشرعنا...

فقال هذا الشيخ منهم يخاطب الأمير : نحن نريد أن تجمع لنا القضاة الأربعة والفقهاء ونحن قوم شافعية .فقلت له هذا غير مستحب ولا مشروع عند أحد من علماء المسلمين ؛ بل كلهم ينهى عن التعبد به ويعده بدعة وهذا الشيخ كمال الدين بن الزملكاني مفتي الشافعية ودعوته وقلت : يا كمال الدين ما تقول في هذا ؟ فقال هذا بدعة غير مستحبة بل مكروهة أو كما قال . وكان مع بعض الجماعة فتوى فيها خطوط طائفة من العلماء بذلك .وقلت ليس لأحد الخروج عن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم ولا الخروج عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم وأشك هل تكلمت هنا في قصة موسى والخضر ؛ فإني تكلمت بكلام بعد عهدي به .

فانتدب ذلك الشيخ " عبد الله " ورفع صوته . وقال : نحن لنا أحوال وأمور باطنة لا يوقف عليها وذكر كلاما لم أضبط لفظه : مثل المجالس والمدارس والباطن والظاهر ؛ ومضمونه أن لنا الباطن ولغيرنا الظاهر وأن لنا أمرا لا يقف عليه أهل الظاهر فلا ينكرونه علينا ( فقلت له - ورفعت صوتي وغضبت : الباطن والظاهر والمجالس والمدارس والشريعة والحقائق كل هذا مردود إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ليس لأحد الخروج عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم لا من المشايخ والفقراء ولا من الملوك والأمراء ولا من العلماء والقضاة وغيرهم ؛ بل جميع الخلق عليهم طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . وذكرت هذا ونحوه .

فقال - ورفع صوته - : نحن لنا الأحوال وكذا وكذا . وادعى الأحوال الخارقة كالنار وغيرها واختصاصهم بها وأنهم يستحقون تسليم الحال إليهم لأجلها .

فقلت - ورفعت صوتي وغضبت - أنا أخاطب كل أحمدي من مشرق الأرض إلى مغربها أي شيء فعلوه في النار فأنا أصنع مثل ما تصنعون ومن احترق فهو مغلوب ؛ وربما قلت فعليه لعنة الله ؛ ولكن بعد أن نغسل جسومنا بالخل والماء الحار ؛ فسألني الأمراء والناس عن ذلك ؟ فقلت : لأن لهم حيلا في الاتصال بالنار يصنعونها من أشياء : من دهن الضفادع . وقشر النارنج . وحجر الطلق .

فضج الناس بذلك فأخذ يظهر القدرة على ذلك فقال : أنا وأنت نلف في بارية بعد أن تطلى جسومنا بالكبريت . ( فقلت فقم ؛وأخذت أكرر عليه في القيام إلى ذلك فمد يده يظهر خلع القميص فقلت : لا حتى تغتسل في الماء الحار والخل فأظهر الوهم على عادتهم فقال من كان يحب الأمير فليحضر خشبا أو قال حزمة حطب . فقلت هذا تطويل وتفريق للجمع ؛ ولا يحصل به مقصود ؛ بل قنديل يوقد وأدخل إصبعي وإصبعك فيه بعد الغسل ؛ ومن احترقت إصبعه فعليه لعنة الله ؛ أو قلت : فهو مغلوب . فلما قلت ذلك تغير وذل . وذكر لي أن وجهه اصفر .

ثم قلت لهم : ومع هذا فلو دخلتم النار وخرجتم منها سالمين حقيقة ولو طرتم في الهواء ؛ ومشيتم على الماء ؛ ولو فعلتم ما فعلتم لم يكن في ذلك ما يدل على صحة ما تدعونه من مخالفة الشرع . ولا على إبطال الشرع ؛ فإن الدجال الأكبر يقول للسماء أمطري فتمطر ؛ وللأرض أنبتي فتنبت وللخربة أخرجي كنوزك فتخرج كنوزها تتبعه ؛ ويقتل رجلا ثم يمشي بين شقيه ثم يقول له قم فيقوم ومع هذا فهو دجال كذاب ملعون لعنه الله ورفعت صوتي بذلك فكان لذلك وقع عظيم في القلوب . وذكرت قول أبي يزيد البسطامي : لو رأيتم الرجل يطير في الهواء ويمشي على الماء فلا تغتروا به حتى تنظروا كيف وقوفه عند الأوامر والنواهي وذكرت عن يونس بن عبد الأعلى أنه قال للشافعي أتدري ما قال صاحبنا يعني الليث بن سعد ؟ قال : لو رأيت صاحب هوى يمشي على الماء فلا تغتر به . فقال الشافعي : لقد قصر الليث لو رأيت صاحب هوى يطير في الهواء فلا تغتر به ؛ وتكلمت في هذا ونحوه بكلام بعد عهدي به . ومشايخهم الكبار يتضرعون عند الأمير في طلب الصلح وجعلت ألح عليه في إظهار ما أدعوه من النار مرة بعد مرة وهم لا يجيبون وقد اجتمع عامة مشايخهم الذين في البلد والفقراء المولهون منهم وهم عدد كثير والناس يضجون في الميدان ويتكلمون بأشياء لا أضبطها . فذكر بعض الحاضرين أن الناس قالوا ما مضمونه : { فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون } { فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين } وذكروا أيضا أن هذا الشيخ يسمى عبد الله الكذاب

فلما ظهر للحاضرين عجزهم وكذبهم وتلبيسهم وتبين للأمراء الذين كانوا يشدون منهم أنهم مبطلون رجعوا وتخاطب الحاج بهادر ونائب السلطان وغيرهما بصورة الحال وعرفوا حقيقة المحال ؛ وقمنا إلى داخل ودخلنا وقد طلبوا التوبة عما مضى

وسألني الأمير عما تطلب منهم فقلت : متابعة الكتاب والسنة .. فقالوا : نحن ملتزمون الكتاب والسنة أتنكر علينا غير الأطواق ؟ نحن نخلعها . فقلت : الأطواق وغير الأطواق ليس المقصود شيئا معينا ؛ وإنما المقصود أن يكون جميع المسلمين تحت طاعة الله ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم .

فقال الأمير فأي شيء الذي يلزمهم من الكتاب والسنة ؟ فقلت : حكم الكتاب والسنة كثير لا يمكن ذكره في هذا المجلس لكن المقصود أن يلتزموا هذا التزاما عاما ومن خرج عنه ضربت عنقه - وكرر ذلك وأشار بيده إلى ناحية الميدان -

وكان المقصود أن يكون هذا حكما عاما في حق جميع الناس ؛ فإن هذا مشهد عام مشهور قد توفرت الهمم عليه فيتقرر عند المقاتلة وأهل الديوان والعلماء والعباد وهؤلاء وولاة الأمور - أنه من خرج عن الكتاب والسنة ضربت عنقه ...

فلما أظهروا التزام الكتاب والسنة وجموعهم بالميدان بأصواتهم وحركاتهم الشيطانية يظهرون أحوالهم قلت له أهذا موافق للكتاب والسنة ؟ فقال : هذا من الله حال يرد عليهم فقلت : هذا من الشيطان الرجيم لم يأمر الله به ولا رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم ولا أحبه الله ولا رسوله فقال : ما في السموات والأرض حركة ولا كذا ولا كذا إلا بمشيئته وإرادته فقلت له : هذا من باب القضاء والقدر وهكذا كل ما في العالم من كفر وفسوق وعصيان هو بمشيئته وإرادته وليس ذلك بحجة لأحد في فعله ؛ بل ذلك مما زينه الشيطان وسخطه الرحمن . فقال : فبأي شيء تبطل هذه الأحوال . فقلت : بهذه السياط الشرعية . فأعجب الأمير وضحك وقال : أي والله بالسياط الشرعية تبطل هذه الأحوال الشيطانية كما قد جرى مثل ذلك لغير واحد ومن لم يجب إلى الدين بالسياط الشرعية فبالسيوف المحمدية . وأمسكت سيف الأمير وقلت : هذا نائب رسول الله صلى الله عليه وسلم وغلامه وهذا السيف سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن خرج عن كتاب الله وسنة رسوله ضربناه بسيف الله وأعاد الأمير هذا الكلام

وأخذ بعضهم يقول : فاليهود والنصارى يقرون ولا نقر نحن ؟ . فقلت : اليهود والنصارى يقرون بالجزية على دينهم المكتوم في دورهم والمبتدع لا يقر على بدعته . فأفحموا لذلك .

فلما ظهر قبح البدع في الإسلام وأنها أظلم من الزنا والسرقة وشرب الخمر وأنهم مبتدعون بدعا منكرة فيكون حالهم أسوأ من حال الزاني والسارق وشارب الخمر أخذ شيخهم عبد الله يقول : يا مولانا لا تتعرض لهذا الجناب العزيز - يعني أتباع أحمد بن الرفاعي - فقلت منكرا بكلام غليظ : ويحك ؛ أي شيء هو الجناب العزيز وجناب من خالفه أولى بالعز يا ذو الزرجنة (1) تريدون أن تبطلوا دين الله ورسوله
فقال : يا مولانا يحرقك الفقراء بقلوبهم
فقلت : مثل ما أحرقني الرافضة لما قصدت الصعود إليهم وصار جميع الناس يخوفوني منهم ومن شرهم ويقول أصحابهم إن لهم سرا مع الله فنصر الله وأعان عليهم . وكان الأمراء الحاضرون قد عرفوا بركة ما يسره الله في أمر غزو الرافضة بالجبل .
وقلت لهم : يا شبه الرافضة يا بيت الكذب - فإن فيهم من الغلو والشرك والمروق عن الشريعة ما شاركوا به الرافضة في بعض صفاتهم وفيهم من الكذب ما قد يقاربون به الرافضة في ذلك أو يساوونهم أو يزيدون عليهم فإنهم من أكذب الطوائف حتى قيل فيهم : لا تقولوا أكذب من اليهود على الله ولكن قولوا أكذب من الأحمدية على شيخهم وقلت لهم : أنا كافر بكم وبأحوالكم { فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون } .

ولما رددت عليهم الأحاديث المكذوبة أخذوا يطلبون مني كتبا صحيحة ليهتدوا بها فبذلت لهم ذلك

وأعيد الكلام أنه من خرج عن الكتاب والسنة ضربت عنقه وأعاد الأمير هذا الكلام واستقر الكلام على ذلك . والحمد لله الذي صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده .

انتهى بلفظه مع بعض الاخنصار
مجموع الفتاوىج11ص455 وما بعدها