المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : لماذا يكون للماضي حنينٌ دائم؟



عميد اتحادي
12-10-2012, 05:40 PM
لكل شخص منا حاضرٌ بُنيَ على ماضٍ قوي سواءً كان سعيدًا أم حزينًا، فمنا من لا يزال يتمنّى أن يعود به الزمن لتلك اللحظات الراسخة في الذاكرة التي لم ولن تتلاشى منا بسهولة، ومنا من يتمنى أن يُصاب بفقدان الذاكرة بسبب ما عاناهُ في الماضي، فالماضي هو الحاضر والمستقبل، وهو أيضًا الركيزة الأساسية التي ينشأ عليها كل جديد وحديث سواء في يومنا هذا أو للمستقبل قريباً كان أو بعيداً.

فها أنا أكتب حروفي في سطور من ذلك الماضي، الذي لم أكن أخشى فيه شيئًا، ولم أكن فيه منطوي
أو خائف، حيث إننا كنّا نعيش في محبة وألفة دون التفكير في ردة فعل الآخرين، لأننا كنّا كالأسرة الواحدة المترابطة دون أي عوائق أو حواجز أو حقد، حيث إن كل فرد فينا يقوم بنصح الآخر دون كلل أو ملل.

قد تغرق تلك اللحظات في بحر الهوان وطي النسيان، ولكن ما أحلاها من لحظات وما أعذبها من لمسات تلامس روح البشرية. ذلك هو الماضي ذكريات وأحلام وما أجمل عالم الذكريات، والآن فلقد كبرت ونلت من الماضي لمسات تقول: لقد كنت زمن الشجون والإنجازات، زمن زُرعت فيه القيم والمبادئ الصحيحة التي تستند على كلام الله وسنة نبيه "صلى الله عليه وسلم" فما هو حصاد حاضركم؟
حاضرنا هو أيامٌ تزرع فيها من كل شيء جديد، فنحن نزرع السرعة والإنجازات المحلية والعلمية والعالمية، منها ما يصيب ومنها ما يخيب، ولكن هل كل مشروع أُقيم تمت دراسته برويّة وتمعّن.. أي هل أُعطي كل ذي حقٍ حقه؟. أما أطفالنا في هذه الأيام فأصبحوا مترقبين لما هو جديد وحديث في صيحات التكنولوجيا من أي باد وأيبود وغيرهما من معالم الحداثة والتطوّر، فأحيانًا يكون من الصعب التواصل معهم وفهم تفكيرهم ونظرياتهم ومعتقداتهم التي تكوّنت لديهم دون مناقشتهم بها.
فهنا سؤال يطرح نفسه هل غرسنا في أبنائنا المعتقدات والأفكار الصحيحة التي غرسها آباؤنا وأجدادنا فينا؟ هل أسسناهم على الكتاب والسنة؟
فكم من أُناسٍ فقدناهم في زمن السرعة هذا ولم نستطع ردعهم أو توعيتهم، ولكن لا يزال حبهم في قلوبنا وما زالت عبارات أنينهم في صدورنا.