المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من لطائف القران (وهو الرحيم الغفور) لماذا قدم الرحيم



أهــل الحـديث
12-10-2012, 06:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


في سورة سبا

الحمد لله الذي له ما في السماوات وما في الأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير (1) يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السماء وما يعرج فيها وهو الرحيم الغفور (2)
حاصل ما ذكره اهل العلم في مناسبة تقديم الرحيم على الغفور في هذا الموضع من القران فقط
هو انهما ذكرا بعد ذكر الخلق وتعداد النعم فناسب تقديم الرحمة بخلاف المواضع الاخرى في القران فانما جائت بعد ذكر السيئات والترغيب في التوبة ونحوذلك فناسب تقديم المغفرة

قال ابن القيم رحمه الله تعالى في بدائع الفوائد ، جـ 1 ص 65 : " وفي موضع واحد الرحيم الغفور إلى غير ذلك مما لا يكاد ينحصر وليس شيء من ذلك يخلو عن فائدة وحكمة؛ لأنه كلام الحكيم الخبير ". انتهى.
وقال في ص 68 :" وأما قوله: { وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ }سبأ2 في سبأ :فالرحمة هناك متقدمة على المغفرة :فإما بالفضل والكمال وإما بالطبع لأنها منتظمة بذكر أصناف الخلق من المكلفين وغيرهم من الحيوان فالرحمة تشملهم والمغفرة تخصهم والعموم بالطبع قبل الخصوص كقوله: { فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ }الرحمن68 وكقوله:{ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ }البقرة98 " . انتهى.
وذكر مثل ذلك الزركشي في البرهان فقال
وإنما تأخرت في آية سبأ في قوله هذا الغفور ثم لأنها منتظمة في سلك تعداد أصناف الخلق من المكلفين وغيرهم وهو قوله: { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ }سبأ1 رسول فالرحمة شملتهم جميعا والمغفرة تخص بعضاً