جواهر عبدالله
16-01-2006, 01:35 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أواصل معكم الجزء الثاني من أشراط الساعة الصغرى في [ قسم لم يظهر إلى الآن ]
كثرة المطر وقلة النبات
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى تُمطر السماء مطراً لا تُكِنُّ منها بيوت المدر ولا تُكِنُّ منها إلا بيوت الشعر ) رواه أحمد .
[ المَدَر ] : هو الطين المتماسكـ اليابس . وأهل المدر : أهل القرى والأمصار .
وعن أنس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يُمطر الناس مطراً عاماً ، ولا تُنبت الأرض شيئاً ) رواه أحمد .
فإذا كان المطر سبباً في إنبات الأرض ، فإن لله تعالى أن يوجد ما يمنع هذا السبب من ترتُّب المسبَّب عليه ، والله تعالى خالق الأسباب ومسبباتها ، لا يعجزه شيء .
وفي الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ليست السَّنة بأن لا تُمطروا ، ولكن السَّنة أن تُمطروا وتُمطروا ولا تُنبت الأرض شيئاً ) رواه مسلم .
حسر الفرات عن جبلِ من ذهب
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ، يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مئة ، تسعة وتسعون ، ويقول كل رجلٍ منهم : لعلي أكون أنا الذي أنجو ) رواه البخاري .
[ الفرات ] : نهر عظيم ، مخرجه فيما زعموا من أرض أرمينية ، ثم يدخل بلاد الروم إلى ملطية ، ويصب فيها أنهار صغار ، ثم يمر بالرقة ، ثم يصير أنهاراً تسقي زروع السواد بالعراق ، ويلتقي بدجلة قرب واسط ، ثم يصبان في خليج العرب ـ بحر الهند سابقاً ـ
وليس المقصود بهذا الجبل من ذهب ( النفط / البترول الأسود ) ، كما يرى ذلكـ أبو عبية في تعليقه على [ النهاية / الفتن والملاحم ] لابن كثير
وذلكـ من وجوه :
1 ـ أن النص جاء فيه : ( جبل من ذهب ) والبترول ليس بذهب على الحقيقة ، فإن الذهب هو المعدن المعروف .
2 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن ماء النهر ينحسر عن جبل من ذهب ، فيراه الناس ، والنفط أو ( البترول ) يستخرج من باطن الأرض بالآلات من مسافات بعيدة .
3 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم خص الفرات بهذا دون غيره من البحار والأنهار ، والنفط نراه يُستخرج من البحار كما يُستخرج من الأرض ، وفي أماكن كثيرة متعددة .
4 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الناس سيقتتلون عند هذا الكنز ، ولم يحصل أنهم اقتتلوا عند خروج النفط من الفرات أو غيره ، بل أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى من حضر هذا الكنز أن يأخذ منه شيئاً .
كما في الرواية الأخرى عن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال : لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا ... إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يوشكـ الفرات أن يُحَسَر عن جبلٍ من ذهب ، فمن حضره ، فلا يأخذ منه شيئاً ) رواه مسلم .
ومن حمله على النفط ، فإنه يلزمه على قوله هذا النهي عن الأخذ من النفط ، ولم يقل به أحد .
وقد رجح الحافظ ابن حجر أن سبب المنع من الأخذ من هذا الذهب لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والقتال عليه .
كلام السباع والجمادات للإنس
ومن أشراط الساعة كلام السباع للإنس ، وكلام الجمادات للإنسان ، وإخبارها بما حدث في غيابه
وتكلُّم بعض أجزاء الإنسان ، كالفخذ يخبر الرجل بما أحدث أهله بعده .
فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء ذئب إلى راعي الغنم ، فأخذ منها شاةً ، فطلبه الراعي حتى انتزعها منه . قال : فصعد الذئب على تل ، فأقعى واستذفر ، فقال : عمدتَ إى رزقٍ رزقنيه الله عز وجل انتزعته مني . فقال الرجل : تالله إن رأيت كاليوم ذئباً يتكلم ! قال الذئب : أعجبُ من هذا رجلُ في النَّخلات بين الحرَّتين يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم ـ وكان الرجل يهودياً ـ فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبره ، فصدّقه النبي صلى الله وعليه وسلم ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنها أمارة من أمارات بين يدي الساعة ، قد أوشكـ الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تُحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده ) رواه أحمد .
وفي رواية له عن أبي سعيد الخدري ( فذكر القصة إلى أن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صدق والذي نفسي بيده ، لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس ، ويكلم الرجل عذبة سوطه ، وشراكـ نعله ، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده ) .
[ أقعى ] : الإقعاء : تقول أقعى الكلب إذا جلس على استه .
[ استذفر ] : أصلها استنفر ، فقلبت الثاء المثلثة ذالاً معجمة . تقول : استثفر الكلب : إذا دخل ذنبه بين فخذيه حتى يلتصق ببطنه .
وللحديث بإذن الله بقية .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أواصل معكم الجزء الثاني من أشراط الساعة الصغرى في [ قسم لم يظهر إلى الآن ]
كثرة المطر وقلة النبات
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى تُمطر السماء مطراً لا تُكِنُّ منها بيوت المدر ولا تُكِنُّ منها إلا بيوت الشعر ) رواه أحمد .
[ المَدَر ] : هو الطين المتماسكـ اليابس . وأهل المدر : أهل القرى والأمصار .
وعن أنس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تقوم الساعة حتى يُمطر الناس مطراً عاماً ، ولا تُنبت الأرض شيئاً ) رواه أحمد .
فإذا كان المطر سبباً في إنبات الأرض ، فإن لله تعالى أن يوجد ما يمنع هذا السبب من ترتُّب المسبَّب عليه ، والله تعالى خالق الأسباب ومسبباتها ، لا يعجزه شيء .
وفي الحديث عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ليست السَّنة بأن لا تُمطروا ، ولكن السَّنة أن تُمطروا وتُمطروا ولا تُنبت الأرض شيئاً ) رواه مسلم .
حسر الفرات عن جبلِ من ذهب
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب ، يقتتل الناس عليه ، فيقتل من كل مئة ، تسعة وتسعون ، ويقول كل رجلٍ منهم : لعلي أكون أنا الذي أنجو ) رواه البخاري .
[ الفرات ] : نهر عظيم ، مخرجه فيما زعموا من أرض أرمينية ، ثم يدخل بلاد الروم إلى ملطية ، ويصب فيها أنهار صغار ، ثم يمر بالرقة ، ثم يصير أنهاراً تسقي زروع السواد بالعراق ، ويلتقي بدجلة قرب واسط ، ثم يصبان في خليج العرب ـ بحر الهند سابقاً ـ
وليس المقصود بهذا الجبل من ذهب ( النفط / البترول الأسود ) ، كما يرى ذلكـ أبو عبية في تعليقه على [ النهاية / الفتن والملاحم ] لابن كثير
وذلكـ من وجوه :
1 ـ أن النص جاء فيه : ( جبل من ذهب ) والبترول ليس بذهب على الحقيقة ، فإن الذهب هو المعدن المعروف .
2 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن ماء النهر ينحسر عن جبل من ذهب ، فيراه الناس ، والنفط أو ( البترول ) يستخرج من باطن الأرض بالآلات من مسافات بعيدة .
3 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم خص الفرات بهذا دون غيره من البحار والأنهار ، والنفط نراه يُستخرج من البحار كما يُستخرج من الأرض ، وفي أماكن كثيرة متعددة .
4 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن الناس سيقتتلون عند هذا الكنز ، ولم يحصل أنهم اقتتلوا عند خروج النفط من الفرات أو غيره ، بل أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى من حضر هذا الكنز أن يأخذ منه شيئاً .
كما في الرواية الأخرى عن أُبي بن كعب رضي الله عنه قال : لا يزال الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا ... إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( يوشكـ الفرات أن يُحَسَر عن جبلٍ من ذهب ، فمن حضره ، فلا يأخذ منه شيئاً ) رواه مسلم .
ومن حمله على النفط ، فإنه يلزمه على قوله هذا النهي عن الأخذ من النفط ، ولم يقل به أحد .
وقد رجح الحافظ ابن حجر أن سبب المنع من الأخذ من هذا الذهب لما ينشأ عن أخذه من الفتنة والقتال عليه .
كلام السباع والجمادات للإنس
ومن أشراط الساعة كلام السباع للإنس ، وكلام الجمادات للإنسان ، وإخبارها بما حدث في غيابه
وتكلُّم بعض أجزاء الإنسان ، كالفخذ يخبر الرجل بما أحدث أهله بعده .
فقد جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء ذئب إلى راعي الغنم ، فأخذ منها شاةً ، فطلبه الراعي حتى انتزعها منه . قال : فصعد الذئب على تل ، فأقعى واستذفر ، فقال : عمدتَ إى رزقٍ رزقنيه الله عز وجل انتزعته مني . فقال الرجل : تالله إن رأيت كاليوم ذئباً يتكلم ! قال الذئب : أعجبُ من هذا رجلُ في النَّخلات بين الحرَّتين يخبركم بما مضى وبما هو كائن بعدكم ـ وكان الرجل يهودياً ـ فجاء الرجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخبره ، فصدّقه النبي صلى الله وعليه وسلم ، ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنها أمارة من أمارات بين يدي الساعة ، قد أوشكـ الرجل أن يخرج فلا يرجع حتى تُحدثه نعلاه وسوطه ما أحدث أهله بعده ) رواه أحمد .
وفي رواية له عن أبي سعيد الخدري ( فذكر القصة إلى أن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( صدق والذي نفسي بيده ، لا تقوم الساعة حتى يكلم السباع الإنس ، ويكلم الرجل عذبة سوطه ، وشراكـ نعله ، ويخبره فخذه بما أحدث أهله بعده ) .
[ أقعى ] : الإقعاء : تقول أقعى الكلب إذا جلس على استه .
[ استذفر ] : أصلها استنفر ، فقلبت الثاء المثلثة ذالاً معجمة . تقول : استثفر الكلب : إذا دخل ذنبه بين فخذيه حتى يلتصق ببطنه .
وللحديث بإذن الله بقية .