المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تسلية المصاب



سائر
14-01-2006, 11:24 PM
أخي المصاب بفقد حبيب أو فراق عزيز ـ آجرك الله في مصيبتك وأخلف لك خير منها ـ إن لله ما اخذ وله ما أعطى ، وكل شئ عنده بأجل مسمى فأصبر وأحتسب ، ودع الجزع فأنه لا يفيد شيئاً ، بل يضاعف مصيبتك ، ويفوت عليك الأجر ويعرضك للإثم .
أخي ـ رزقك الله الصبر والاحتساب ـ إليك في هذه الأسطر بعض الأمور التي تخفف عليك مصيبتك ، وتهون وقع البلية في قلبك.
أولاً : الأيمان بالقضاء والقدر وأن ما أصابك من الفجيعة بفقد حبيب إنما هو بقدر الله ، لم يأت من عدو ولا حاسد إنما هو من ارحم الراحمين ، واحكم الحاكمين ، قال تعالى : قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا هو مولانا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) التوبة ـ 51 )
وقال تعالى : ( ما أصاب من مصيبة إلا بأذن الله ومن يؤمن بالله يهد قلبه ) التغابن ـ 11 ) وقال عليه الصلات والسلام : كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنه " رواه مسلم .
ثانياً : العلم بأن الموت سبيل كل حي وأن الجميع مصيرهم إليه . قال تعالى ( كل نفس ذائقة الموت ) وقال : (كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ) فكل مخلوق سوف يموت . قال الشاعر :
وما الناس إلا هالك وابن هالك وذو نسب في الهالكين عريق
ثالثاً : تذكر أن هذه الحياء معبر وطريق إلى الآخرة ، أن الجميع مسافرين إليها .
وسيقرون هناك ، وحينئذ يجتمع المسلم بحبيبه وقريبه في الجنة في نعيم دائم ،وحياة أبديه فسل نفسك عللها بقرب اللقاء فالموعد هناك إنشاء الله تعالى ،قال بعضهم _ قد مات ابن له .
وهون ما القي من الوجد أنني أجاور في داره اليوم أو غدا
رابعاً : أن تعلم أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان ، لذا فهي مليئة بالمصائب ، والاكدار ،الأحزان كما قال الله تعالى ( ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) وقال تعالى ( لقد خلقنا الإنسان في كبد ) .
خامساً : اعلم أن الجزع لا يفيد ،بل يضاعف المصيبة ، ويفوت الأجر ، ويعرض المرء للاثم . قال علي ابن أبي طالب : " إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور ، وإن جزعت جرت المقادير وأنت مأزور " وقال بعضهم : المصيبة للصابر واحدة وللجازع اثنان " .
سادساً : أن تتذكر أن العبد وأهله وماله ملك لله ـ عذ وجل ـ فله ما أخذ ، وله ما أعطى ، وكل شي عنده بأجل مسمى ، قال لبيد :
وما المال والاهلون إلا ودائع ولابد يوماً أن ترد الودائع
سابعاً : التعزي بالمصيبة العظمى ،وهي مصيبة فقد النبي صلى الله عليه وسلم كما قال عليه الصلاة والسلام : "إذا أصاب أحدكم مصيبة فليذكر مصيبته بي ،فأنها اعظم المصائب " رواه ابن سعد وصححه الألباني .
فلن تصاب الامه بعد نبيها بمثل مصيبتها بفقده عليه الصلاة والسلام .
ثامناً : الاستعانة على المصيبة بالصلاة ،قال تعالى ( استعينوا بالصبر والصلاة ) وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جزبه أمر صلى " رواه ابو داود وحسن سنده ابن حجر . ومعنى جزبه :أي نزل به مهم أو أصابه غم .ولما اخبر ابن عباس بوفاة أحد إخوانه استرجع وصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس ثم قام وهو يقول : ( استعينوا بالصبر والصلاة ) .قال ابن حجر : أخرجه الطبري بأسناد حسن " . ومعنى استرجع :إنا لله وانا إليه راجعون .
تاسعاً : تذكر ثواب المصائب والصبر عليها إليك شيئاً منه :
1ـ دخول الجنة :قال تعالى : ( والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبي الدار) وقال عليه الصلاة والسلام : "يقول الله عز وجل : ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيا من اهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة " .رواه البخاري . وصفيه هو الحبيب المصافي كالولد والأخ وكل من يحبه الإنسان ، والمراد بأحتسبه : صبر على فقده راجياً الأجر من الله على ذلك ، وفي الحديث القدسي ، قال الله عز وجل "ابن آدم إن صبرت عند الصدمة الأولى لم رض لك ثواباً دون الجنة " رواه ابن ماجة . وصحح سنده البصيري .
2ـ إن الصابرين يوفون أجرهم بغير حساب . قال تعالى : (إنما يوفي الصابرين إجرهم بغير حساب ) قال الاوزاعي : ليس يوزن لهم ولا يكال . إنم يغرف لهم غرفاً .
3ـ معية الله لهم . وهي المعية الخاصة المقتضية للمعونة والنصرة والتوفيق .قال تعالى : ( إن الله مع الصابرين ) .
4ـ محبته لهم .قال تعالى : ( والله يحب الصابرين ) .
5ـ تكفير السيئات . قال عليه الصلاة والسلام : " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولاهم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " متفق عليه .والنصب : التعب ، والوصب : المرض قال عليه الصلاة والسلام " ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقي الله وما عليه خطيئة " رواه الترمزي وقال حسن صحيح .
6 ـ حصول الصلوات والرحمة من الله والهداية . قال تعالى : (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا أليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون ) ."البقرة : 155 ـ157 " قال بعض السلف ـ وقد عزي على مصيبة نالته : " مالي لا اصبر وقد وعدني الله على الصبر ثلاث خصال كل خصلة منها خير من الدنيا وما عليها " ويعني الخصال المذكورة في هذه الآية .
7 ـ رفع منزلة المصاب.قال عليه الصلاة والسلام إن العبد اذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ثم صبر على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله تعالى "رواه ابو داود .وصححه الالباني ,ولهذا قال بعضهم : التهنئة باجل الثواب أولى من التعزية بعاجل المصيبة
وفي الختام : أسال الله أن يرحم ميتك ويغفر له وأن يفسح له في قبره وينور له فيه ، وان يدخله برحمته فسيح جنته ،انه سميع مجيب . ولا تغفل اخي المصاب عن الدعاء لميتك فهو بحاجة إليه ، وهو اعظم ما تهديه اليه .
وصلى الله وسلم علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه وسلم .
منقول من موقع الورقات الدعوية

ورد الجــوري
15-01-2006, 12:12 AM
جــــــزاك أخي كل خير
على طرح الموضوع
واللهم صلي وسلم على نبينا محمد
/
ورد

السُّلمي
15-01-2006, 02:58 AM
الاخ سائر.


جزيت كل خير على هذة الكلمات المطروحه .


فهاهي الحياة تفقدنا أب وأخ وعزيز وليس لنا إلا الصبر وإحتساب الاجر من الله.


فالموت طريق الجميع لابدلهم وأن يمشوة .

والنسيان أعظم ماوهبه الله للإنسان .


يقول ابو العتاهيه .

اصبـر لكـل مصيبـة وتجلد واعلم بأن المرء غير مخلد

أو مـا تـرى أن المصائب جمة وترى المنية للعباد بمرصد

من لم يصب ممن ترى بمصيبة هذا سبيل لست فيـه بآخـذ

فإذا ذكـرت محمـداً ومصابـه فأذكر مصابك بالنبي محمد



ولك مني فائق التحايا والاحترام لشخصك العزيز .



اخوك.. السُّلمي

سائر
18-01-2006, 12:19 AM
وردة الجوري
مشكور على المرور
وبارك الله فيك وسدد على الخير خطاك
أخوك سائر

سائر
18-01-2006, 12:19 AM
السلمي
مشكور على المرور
وبارك الله فيك وسدد على الخير خطاك
أخوك سائر