أبي عبد الله
13-01-2006, 08:46 PM
بين الكاتب والناقل
الحمدلله والصلاة السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما بعد
فيقول المولى جلا وعلا ( مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد )
ويقول سبحان ( ووجدوا ما عملوا حاضرا ) الاية
وفي حديث معاذ رضي الله عنه أو إنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال النبي صلى الله عليه وسلم ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو قال مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم .
والقول والكتابة سواء في ذلك فكما أنه يحاسب على قوله فهو يحاسب على كتابته
أقول وبالله التوفيق :
هناك من يكتب أو ينقل كيفما اتفق معه فهو كحاطب ليل إن كتب تراه يذم أن يتهجم أيستهزئ أو يغتاب أو أو
وإن نقل تجده ينقل الغث والسمين لا يميز في نقله ولا ينتقٍ فيه الموضوعات الهادفة والمؤثرة .
إن نقل تراه يذم الناس
تراه يتهجم على الهيئات
تراه يتهجم على العلماء ما إن يسمع بمحاضرة أو ندوة إلا ويشهر قلمه في تصيد السقطات المتصنعة من عنده
تراه يلوم المستقيم على دينه
تراه عبوس في كل وجه
تراه يقنط الناس من دينهم
تراه يزهد الناس في عبادتهم
تراه يربط الأمور بالأسباب وينسى المسبب لها
تراه هو الصح دائما وغيره هو المخطئ
تراه دائما سلبي في طرحه ، وإن نقل نقل لك السم في السمن ، إما نقد لاذع ، أو كلام جارح ، لا كثرهم الله
نسأل الله أن لا نكون من هذا الصنف ، ولا حول ولا قوة إلا بالله
***
وهناك من يكون ذا عقل سليم وتفكير متزن ونضوج في العلم
إن كتب أو نقل فكتابته ونقله لهدف فهو ينتقى أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمار، لأنه يعلم أنه سيفني ويبقى الدهر ما كتبت يداه ، فهو لا يقدم إلا النافع المثمر.
تراه يتلمس حاجة الناس
تراه يعظم الله في قلبك
تراه بشوش بكل أحد
تراه يرغب الناس في دينهم
تراه يحث الناس على طاعة ربهم
تراه يذكر الناس بأوقات المواسم والطاعات
تراه يأتي بمواعظ وقصص تقوى الإيمان
تراه ذا أدب جم وخلق عال
تراه وقافا عند كتاب الله
تراه في طرحه يجعلك تحبه وتحب كلامه ، وإن نقل نقل لك الدرر ، كلمات مؤثرة ، تصويره بليغ ، يربطك بالآخرة ، ويجعلك تعيش مع آيات الله سبحانه وتعالى . نسأل الله من فضله
***
إن المسلمين اليوم بحاجة إلى من يردهم إلى دينهم ، من يذكرهم بربهم ، من يصور لهم الحقائق ، ويكشف لهم الأمور ويجليها لهم ، ويبصرهم بحالهم ، ويفتح لهم الأمل في رجوع وتوبة ودمعة لله سبحانه وتعالى .
بحاجة إلى كلمات تهز القلوب حتى تردها إلى خالقها .
وسبحان الله القلوب مثل صناديق الحديد وقوتها متفاوته ، فأحيانا يأتي من هو ضعيف في طرحه أو نقله فيحرك الصناديق الضعيفة التي تؤثر فيها الكلمات ،
ويأتي من هو أقوى ويحرك أيضا ، ويأتي من هو أقوى ويحرك ، حتى يأتي الأقوى فيحرك الأقوى ، ولذلك تجد في بعض ما تقرأ أو تسمع أنه تأثر البعض ، وتجد في قراءة أو سماع أنه تأثر الكل .
فكم كلمة قوية كان لها أصداء قوية .
فمن كان مطرقته قوية وساعده قوى فسوف يكون تأثيره قوي في هذه الصناديق ،
ومن كان مطرقته ضعيفة وساعده ضعيف فسوف يكون تأثيره ضعيف وهكذا
فليحرص من يكتب أو ينقل أن يكون نقله هادفا ومؤثراً ، فلا ينقل إلا ما يرى أنه نافع ، ويؤتي ثماره
أما أن يكتب العضو موضوعا قد يسبب النزاع والشقاق والاختلافات فكفي تفكك بالأمة ، فينتج عن هذا انشقاقات جديدة ونزعات قد لا تلتئم جرحها ولو بعد حين .
والله سبحانه يقول ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ويقول ( وتعاونوا على البر والتقوى ) وسبحان الله هذه أوامر من الله
وبالمقابل يجئ النهى ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم)
فأوصي نفسي وإخواني وأخواتي بأن يكونوا لبنات في بناء الأمة ، ولا يكونوا معاول هدم ، وسهام تفريق بين المسلمين .
دعاني إلى كتابة هذا الموضوع لأنني قرأت موضوعين لكاتبين مختلفين فالأول من الصنف الأول ، والثاني من الصنف الثاني الذين ذكرتهما في أول المقال .
أسأل الله التوفيق والسداد وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا
الحمدلله والصلاة السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما بعد
فيقول المولى جلا وعلا ( مايلفظ من قول الا لديه رقيب عتيد )
ويقول سبحان ( ووجدوا ما عملوا حاضرا ) الاية
وفي حديث معاذ رضي الله عنه أو إنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال النبي صلى الله عليه وسلم ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو قال مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم .
والقول والكتابة سواء في ذلك فكما أنه يحاسب على قوله فهو يحاسب على كتابته
أقول وبالله التوفيق :
هناك من يكتب أو ينقل كيفما اتفق معه فهو كحاطب ليل إن كتب تراه يذم أن يتهجم أيستهزئ أو يغتاب أو أو
وإن نقل تجده ينقل الغث والسمين لا يميز في نقله ولا ينتقٍ فيه الموضوعات الهادفة والمؤثرة .
إن نقل تراه يذم الناس
تراه يتهجم على الهيئات
تراه يتهجم على العلماء ما إن يسمع بمحاضرة أو ندوة إلا ويشهر قلمه في تصيد السقطات المتصنعة من عنده
تراه يلوم المستقيم على دينه
تراه عبوس في كل وجه
تراه يقنط الناس من دينهم
تراه يزهد الناس في عبادتهم
تراه يربط الأمور بالأسباب وينسى المسبب لها
تراه هو الصح دائما وغيره هو المخطئ
تراه دائما سلبي في طرحه ، وإن نقل نقل لك السم في السمن ، إما نقد لاذع ، أو كلام جارح ، لا كثرهم الله
نسأل الله أن لا نكون من هذا الصنف ، ولا حول ولا قوة إلا بالله
***
وهناك من يكون ذا عقل سليم وتفكير متزن ونضوج في العلم
إن كتب أو نقل فكتابته ونقله لهدف فهو ينتقى أطايب الكلام كما ينتقى أطايب الثمار، لأنه يعلم أنه سيفني ويبقى الدهر ما كتبت يداه ، فهو لا يقدم إلا النافع المثمر.
تراه يتلمس حاجة الناس
تراه يعظم الله في قلبك
تراه بشوش بكل أحد
تراه يرغب الناس في دينهم
تراه يحث الناس على طاعة ربهم
تراه يذكر الناس بأوقات المواسم والطاعات
تراه يأتي بمواعظ وقصص تقوى الإيمان
تراه ذا أدب جم وخلق عال
تراه وقافا عند كتاب الله
تراه في طرحه يجعلك تحبه وتحب كلامه ، وإن نقل نقل لك الدرر ، كلمات مؤثرة ، تصويره بليغ ، يربطك بالآخرة ، ويجعلك تعيش مع آيات الله سبحانه وتعالى . نسأل الله من فضله
***
إن المسلمين اليوم بحاجة إلى من يردهم إلى دينهم ، من يذكرهم بربهم ، من يصور لهم الحقائق ، ويكشف لهم الأمور ويجليها لهم ، ويبصرهم بحالهم ، ويفتح لهم الأمل في رجوع وتوبة ودمعة لله سبحانه وتعالى .
بحاجة إلى كلمات تهز القلوب حتى تردها إلى خالقها .
وسبحان الله القلوب مثل صناديق الحديد وقوتها متفاوته ، فأحيانا يأتي من هو ضعيف في طرحه أو نقله فيحرك الصناديق الضعيفة التي تؤثر فيها الكلمات ،
ويأتي من هو أقوى ويحرك أيضا ، ويأتي من هو أقوى ويحرك ، حتى يأتي الأقوى فيحرك الأقوى ، ولذلك تجد في بعض ما تقرأ أو تسمع أنه تأثر البعض ، وتجد في قراءة أو سماع أنه تأثر الكل .
فكم كلمة قوية كان لها أصداء قوية .
فمن كان مطرقته قوية وساعده قوى فسوف يكون تأثيره قوي في هذه الصناديق ،
ومن كان مطرقته ضعيفة وساعده ضعيف فسوف يكون تأثيره ضعيف وهكذا
فليحرص من يكتب أو ينقل أن يكون نقله هادفا ومؤثراً ، فلا ينقل إلا ما يرى أنه نافع ، ويؤتي ثماره
أما أن يكتب العضو موضوعا قد يسبب النزاع والشقاق والاختلافات فكفي تفكك بالأمة ، فينتج عن هذا انشقاقات جديدة ونزعات قد لا تلتئم جرحها ولو بعد حين .
والله سبحانه يقول ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ويقول ( وتعاونوا على البر والتقوى ) وسبحان الله هذه أوامر من الله
وبالمقابل يجئ النهى ( ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات وأولئك لهم عذاب عظيم)
فأوصي نفسي وإخواني وأخواتي بأن يكونوا لبنات في بناء الأمة ، ولا يكونوا معاول هدم ، وسهام تفريق بين المسلمين .
دعاني إلى كتابة هذا الموضوع لأنني قرأت موضوعين لكاتبين مختلفين فالأول من الصنف الأول ، والثاني من الصنف الثاني الذين ذكرتهما في أول المقال .
أسأل الله التوفيق والسداد وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا