أهــل الحـديث
08-10-2012, 03:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم
انبعاث العثمانيين الجدد
مرحبا بأردوغان وآل عثمان
بقلم : عماد بن حسن المصري
إن النفس الأبية العربية الشجاعة - غير المستكينة الخاضعة - لتقف بشموخ وإباء وهي ترى عملاقاً من آل عثمان عاد يزأر ويصول ويجول ، ويملئ الدنيا بطلته ، وكلامه ، ومواقفه . ولتقف مندهشة أمام صبر ومثابرة وحلم هذا الإمبراطور العثماني الجديد . نعم : والله لم أكن في يوم من الأيام في صف حكام تركيا الجدد , منذ اعتلى نجم الدين أربكان وحزبه الفضيلة سدة الحكم ، وذلك لتوجههم - العلماني- الذي طُبعت به الجمهورية التركية التي طبعها بها - أتاتورك - الذي سار بالخلافة العثمانية سير أوروبا العلمانية فسلخها عن جسمها الجغرافي ، وانتمائها الإسلامي ليلحقها زوراً بأوروبا .
ولكن لحسن الحظ لم تستطع هذه القوانين أن تقلع الشعب التركي من إسلامه وجذوره وقضيته ، إلى مجتمع هجين مهجَّن وهو الأوروبي , فَخَلْعُ العمامة أو الطربوش , ولبس الطاقية الأوروبية لا يسلخ بالتالي المجتمعات من عقائدها المترسبة في عقلها وقلبها .
ولكن منذ صعود ( أردوغان ) هذه السدة وأنا متوجس خيفة من توجهاته ومواقفه اتجاه قضايا الأمة الإسلامية , وخاصة قضية المسلمين الأولى فلسطين .
رجب طيب أردوغان :
ولد رجب طيب في 26 يناير عام 1954م في اسطنبول لأسرة من أصول جورجية [1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1) ، أمضى طفولته المبكرة في ريزة على البحر الأسود , ثم عاد مرة أخرى إلى اسطنبول وعمره 13 عاماً .
نشأنه :
نشأ أردوغان في أسرة فقيرة فقد قال في مناظرة تلفزيونية مع ( دانيزبا يكال ) رئيس الحزب الجمهوري ما نصه [2] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2) : ( لم يكن غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية ، كي أستطيع معاونة والدي ، وتوفير قسم من مصروفات تعليمي , فقد كان والدي فقيراً ) .
حياة أردوغان السياسية :
انضم أردوغان إلى حزب الخلاص الوطني بقيادة نجم الدين أربكان في نهاية السبعينيات , لكن مع الانقلاب العسكري الذي حصل عام 1980م ثم إلغاء جميع الأحزاب [3] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3) ، وبحلول عام 1983م عادت الحياة الحزبية إلى تركيا وعاد نشاط أردوغان من خلال حزب الرفاه خاصة في محافظة اسطنبول , وبحلول عام 1994م رشح حزب الرفاه أردوغان إلى منصب عمدة اسطنبول واستطاع أن يفوز في هذه الانتخابات ، خاصة مع حصول حزب الرفاه في هذه الانتخابات على عدد كبير من المقاعد .
سياسية أردوغان الخارجية :
الملاحظ لتطورات مواقف الرئيس عبد الله غول رئيس الجمهورية , ورجب طيب أنهما متوافقان في الرؤى والرؤية , سيما الخارجية منها اتجاه القضية الإسلامية الأولى للعالم الإسلامي قضية فلسطين ، ورد العجرفة الصهيونية المتمثلة بكيان إسرائيل الهجين , ورغم صعوبة هذين الخطين اللذين يسير بهما أردوغان , ( الحفاظ على القنوات الدبلوماسية مع إسرائيل , ونقدها بأشد أنواع النقد ) بل تعداه إلى التلويح بمراجعة علاقتها مع إسرائيل , كما لوح بذلك أيضاً رئيس حكومة الأردن نادر الذهبي ، فإن شخصية أردوغان نابعة من عقيدته الإسلامية التي يحملها ، ويدافع عنها , وتوجهاته الخارجية نحو العرب ، وأوروبا لم تخلع شخصيته العثمانية الإسلامية الصحيحة . ففي كلمته أمام البرلمان التركي في 3 /2 / 2009م قال : على تركيا من الآن فصاعداً أن تفكر كالكبار, وتتصرف كالكبار من خلال موقعها الجوسياسي وارثها الثقافي.
وقال عقب وصوله الى تركيا يوم الجمعة الفائت : أحب أن أكون صريحاً وواضحاً وأدافع عن شرف وكرامة تركيا ، ومثلما يقول شاعرنا محمد عاكف : يمكن أن أبدو ليناً ولكني لست الحمل الوديع
وأعرف أن شعبي ينتظر مني مثل هذا الموقف , وقال : البعض لم يفهم كوني رئيس الحكومة التركية ولست رئيس حزب العدالة والتنمية فقط .
واقعة دافوس بين الإرهابي الدموي بيرس ورجب طيب أردوغان :
وتتخلص الحادثة أو تمخض عنها ما يلي :
1. انتقاد الكيان الهجين لتأخير المساعدات التركية لغزة عن طريق المعابر فقال : نحن كبشر يجب علينا التفكير في هذه المواقف ، وأؤكد على عدم وجود أي توجه غير إنساني لموقعي في دعم الناس في غزة , وأنا لست ضد السامية , ولا ضد أي دين كان ، وأذكركم بأنكم تؤخرون المساعدات الإنسانية للهلال الأحمر التركي على المعابر .
2. تعامل الكيان الهجين مع رجب خلال زيارته لرام الله ، وتوقيفه على المعابر نصف ساعة ، مع علمهم أنه رئيس الوزراء . فقال : في جلسة أمام البرلمان التركي ( لقد أوقفوني نصف ساعة وأنا رئيس وزراء تركيا وحفيد الدولة العثمانية ) .
3. كذب الكيان الهجين بشأن صواريخ حماس في الهدنة ففي سجال بين رئيس الكيان الهجين بيرس ورئيس وزراء تركيا قال أردوغان : إن إسرائيل لم تلتزم باتفاقية التهدئة مع حماس حيث قتلت 28 فلسطينياً في فترة ما بين يونيو وديسمبر 2008م كما أنها لم تفتح المعابر , فيما لم تطلق حماس أي صاروخ أو قذيفة ضد إسرائيل .
4. الحديث عن أسلحة حماس , وقال رجب في تعليقه على الضجة الإعلامية حول سلاح حماس : إن كل ذلك كذب لأن ذلك الحديث عن مثل هذه الأسلحة لا يعني أي شيء مقابل الترسانة العسكرية في إسرائيل ، بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل مقابل صواريخ حماس التي لا تقتل أحداً .
5. مخالفة الكيان الهجين للتوراة ، وانتقد أردوغان الذين يصفقون لبيريس لأنهم يصفقون للجرائم الإسرائيلية , وقال : إن الآية السادسة من التوراة تقول : لا تقتل , ولكن إسرائيل تقتل باستمرار .
6. قلب الحقائق من الكيان الهجين , وردها الى نصابها من أردوغان عندما حاول الإرهابي الدموي مصاص الدماء ( دراكولا ) أن يمرر إلى مستمعي دافوس دفاعه عن كيانه المسخ فقال لحفيد آل عثمان الذين أسكنوهم في أرضنا بحكم أنهم أهل ذمة , وقاسموهم الرغيف والماء ولكن ( اليهود ) كالأفعى ما أن تتدفأ حتى تقتل - ألم تكونوا ستفعلون الشيء نفسه لو ضربت اسطنبول بالصواريخ ؟ رد أردوغان إنها صواريخ لا تقتل أحداً , لكنكم قتلتم 1300 إنسان في 22 يوماً مقابل 13 فرداً منكم ( لم يقتلوا بالصواريخ ) حين يتعلق الأمر بالقتل تعرفون كيف تقتلون . إنني أعلم جيدا كيف قتلتم الناس على الشواطئ .
أردوغان وعزة الأجداد :
وفي ذروة الأحداث في غزة ، كان لهذه الأحداث من الأثر الطيب إخراج مكنون ما في صدر هذا العثماني الجديد - القديم - حيث قال : ( أنا لست أي رئيس أنا وريث الإمبراطورية العثمانية ) مما ينبؤك على أن الرجل قصد المعنى الحرفي والحقيقي لمعنى وريث الإمبراطورية ، من عزة ، وكرامة , وسؤدد , وقول الحق ولو كلف كثيراً في زمن كثر فيه الصَغَار والصِغِار , واستنسرت البغاث في أرضنا , وجاء الغراب إلى البازي يهدده .
وليس مفاجئاً على المراقب والسياسي والمحلل , أنه منذ اعتلاء حزب العدالة والتنمية سدة الحكم ولهجة الخطاب التركي مستمدة من التراث العثماني المشرف الأصيل ، المدافع عن الإسلام والمسلمين , بل إن أوروبا كانت تنظر الى الأتراك العثمانيين أنهم هم الرمز الحي المجسد للإسلام بكل معانيه وذلك في زمان هيبة السلطنة العثمانية .
ولا زالت صدى تلك الكلمة التي قالها ( لست زعيم قبيلة , بل أنا رئيس وزراء تركيا , وكان عليَّ أن أتصرف دفاعاً عن كرامة تركيا والشعب التركي , ويتعين عليَّ أن أتصرف على هذا النحو ) تأخذ صداها على المستويين التركي والعالمي ليستفيق العالم على المارد التركي الجديد بأبهى حلة قوية تهابها كل الدنيا .
محاصرة أردوغان :
وتعد محاصرة أردوغان من قبل أحزاب المعارضة ( العلمانية وغيرها ) أكبر العقبات التي تواجه ( خط أردوغان = العثماني ) فتواصل الهجوم من قبل أحزاب المعارضة واتهامها له بتقويض أسس العلمانية التي قامت عليها الجمهورية التركية ، والكشف عن أيدولوجيته الإسلامية المناهضة للنظام العلماني , وهذه التهم الموجه إليه من أحزاب المعارضة كما في سلفه نجم الدين أربكان ، تسببت في رفع ضده قضية حضر أمام المحكمة الدستورية العليا عام 2008م ، ولكن أردوغان فوت الفرصة عليهم بقوله ( نحن حزب أوروبي محافظ ) وهو بهذه الكلمة يضع عربة المعارضة أمام الحصان ملفتاً إلى أن الأحزاب الأوروبية المحافظة المسيحية يعطي وجودها مبرراً لإقامة أحزاب إسلامية معارضة في بلدانهم .
وهو بذلك يلفت إلى أنه يتبنى علمانية بريطانية ، وهي استقلال الكنيسة من ناحية واحتضان جميع مواطنها على حد سواء .
وفي ذلك مقالة للكاتب ( بوراك بيكديل ) في صحيفة( حريت ) يوم الجمعة من أن جعل الذين ركناً من أركان السياسية الخارجية سيضع أردوغان في خانة الأصولية والتطرف التي يعاديها الغرب .
ماذا جنى حزب العدالة والتنمية ؟
في تصوري المتواضع أن حزب العدالة والتنمية لو دخل الانتخابات الآن لفاز بأغلبية مطلقة , ولحصد مقاعد البرلمان بأغلبية ساحقة ، وليس هذا من نسج خيالي , أو تفاؤل كاذب , بل هي الحقائق بالأرقام .
أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة حريت التركية اليوم ، ارتفاع نسبة المؤيدين لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بنسبة عشرة بالمئة ، بعد موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أكاذيب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في دافوس بسويسرا ، وحسب الاستطلاع الذي أجراه مركز البحوث الاستراتيجية والاجتماعية ( ميتروبول ) أمس ، فإن أصوات حزب العدالة والتنمية ارتفعت من 38.9 بالمئة قبل شهر الى 49.3 بالمئة .
وبين الاستطلاع الذي شمل 1002 تركي في 30 محافظة أن نسبة المؤيدين لحزب الشعب الجمهوري المعارض الذي انتقد موقف أردوغان انخفضت من 22.3 بالمئة إلى 11.5 بالمئة .
وأكد 81.7 أن أردوغان كان محقاً في موقفه وفي تصريحاته تجاه إسرائيل ، كما أكد 78.3 بالمئة أن تصرف أردوغان بتركه المنصة بعد تفنيد ادعاءات بيريز كان صحيحاً وطبيعياً .
إلى ذلك أعلن ( دولت بهشلي ) رئيس حزب الحركة القومية تأييده لموقف أردوغان خلال ندوة دافوس مع شمعون بيريز .
وقال بهشلي في بيان للحزب إن تصرف أردوغان خلال الندوة وتركه المنصة كان صحيحاً ومبرراً ومنطقياً .
وأضاف أن تصرف بيريز وأسلوب حديثه كان يدل على التعجرف ويعكس قلة أدب وهذا أمر لا يمكن أن يقلبه الأتراك .
وقال إن رد فعل أردوغان كان تصرفاً نيابة عن الشغب التركي .
ودعا بهشلي أردوغان إلى مواصلة مواقفه هذه ، موضحاً أن مرحلة جديدة في العلاقات مع إسرائيل قد بدأت ، وأن حزب الحركة القومية سيواصل دعم المواقف المشرفة التي تظهر تجاه القضايا القومية .
وكان استطلاع آخر للرأي أجرته شركة غينار للبحوث خلال الفترة من 9 إلى 29 كانون الثاني الماضي ، ونشرت نتائجه صحيفة زمان أمس قد أظهر ارتفاع عدد الأتراك المناهضين للسياسة الإسرائيلية خاصة بعد العدوان الوحشي الإسرائيلي على غزة إلى 71.9 بالمئة ، فيما أبدى 63.2 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع استعدادهم للتطوع والقتال إلى جانب الفلسطينيين في غزة ، وطالب 75 بالمئة بقطع العلاقات التركية الإسرائيلية .
وبعد : فلقد عادت هيبة الدولة العثمانية بأسطورتها الفخمة ، وبرجالها الغيورين على الإسلام والمسلمين ، وأحرجت الأنظمة العربية المتمثلة ( بجامعة الدول العربية ) تلك المؤسسة التي تحتاج الى انبعاث جديد , وهيكلة جديدة مبنية على أصول جديدة , وإحراج للزعماء العرب الذين ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعله الزعيم التركي رجب طيب أردوغان , رغم أنه لا ينتمي لقحطان وعدنان , بل لمحمد صلى الله عليه وسلم ودينه خير الأديان ، كم فرحنا وسنفرح بعودة أحفاد بني عثمان الذين سنشيد معهم - وبعون الله وقوته - مجد الإمبراطورية الإسلامية الجديدة , ونقول لأوروبا وداعًا لزمن الذل والصغار , ومرحباً بزمن العزة والكرامة وأهلاً بأحفاد آل عثمان .
[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1). لم أعشر على مصدر لهذا الزعم لكن هكذا هو على الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) .
[2] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2). موقع على الإنترنت .
[3] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref3). موقع على الإنترنت .
انبعاث العثمانيين الجدد
مرحبا بأردوغان وآل عثمان
بقلم : عماد بن حسن المصري
إن النفس الأبية العربية الشجاعة - غير المستكينة الخاضعة - لتقف بشموخ وإباء وهي ترى عملاقاً من آل عثمان عاد يزأر ويصول ويجول ، ويملئ الدنيا بطلته ، وكلامه ، ومواقفه . ولتقف مندهشة أمام صبر ومثابرة وحلم هذا الإمبراطور العثماني الجديد . نعم : والله لم أكن في يوم من الأيام في صف حكام تركيا الجدد , منذ اعتلى نجم الدين أربكان وحزبه الفضيلة سدة الحكم ، وذلك لتوجههم - العلماني- الذي طُبعت به الجمهورية التركية التي طبعها بها - أتاتورك - الذي سار بالخلافة العثمانية سير أوروبا العلمانية فسلخها عن جسمها الجغرافي ، وانتمائها الإسلامي ليلحقها زوراً بأوروبا .
ولكن لحسن الحظ لم تستطع هذه القوانين أن تقلع الشعب التركي من إسلامه وجذوره وقضيته ، إلى مجتمع هجين مهجَّن وهو الأوروبي , فَخَلْعُ العمامة أو الطربوش , ولبس الطاقية الأوروبية لا يسلخ بالتالي المجتمعات من عقائدها المترسبة في عقلها وقلبها .
ولكن منذ صعود ( أردوغان ) هذه السدة وأنا متوجس خيفة من توجهاته ومواقفه اتجاه قضايا الأمة الإسلامية , وخاصة قضية المسلمين الأولى فلسطين .
رجب طيب أردوغان :
ولد رجب طيب في 26 يناير عام 1954م في اسطنبول لأسرة من أصول جورجية [1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1) ، أمضى طفولته المبكرة في ريزة على البحر الأسود , ثم عاد مرة أخرى إلى اسطنبول وعمره 13 عاماً .
نشأنه :
نشأ أردوغان في أسرة فقيرة فقد قال في مناظرة تلفزيونية مع ( دانيزبا يكال ) رئيس الحزب الجمهوري ما نصه [2] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2) : ( لم يكن غير بيع البطيخ والسميط في مرحلتي الابتدائية والإعدادية ، كي أستطيع معاونة والدي ، وتوفير قسم من مصروفات تعليمي , فقد كان والدي فقيراً ) .
حياة أردوغان السياسية :
انضم أردوغان إلى حزب الخلاص الوطني بقيادة نجم الدين أربكان في نهاية السبعينيات , لكن مع الانقلاب العسكري الذي حصل عام 1980م ثم إلغاء جميع الأحزاب [3] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3) ، وبحلول عام 1983م عادت الحياة الحزبية إلى تركيا وعاد نشاط أردوغان من خلال حزب الرفاه خاصة في محافظة اسطنبول , وبحلول عام 1994م رشح حزب الرفاه أردوغان إلى منصب عمدة اسطنبول واستطاع أن يفوز في هذه الانتخابات ، خاصة مع حصول حزب الرفاه في هذه الانتخابات على عدد كبير من المقاعد .
سياسية أردوغان الخارجية :
الملاحظ لتطورات مواقف الرئيس عبد الله غول رئيس الجمهورية , ورجب طيب أنهما متوافقان في الرؤى والرؤية , سيما الخارجية منها اتجاه القضية الإسلامية الأولى للعالم الإسلامي قضية فلسطين ، ورد العجرفة الصهيونية المتمثلة بكيان إسرائيل الهجين , ورغم صعوبة هذين الخطين اللذين يسير بهما أردوغان , ( الحفاظ على القنوات الدبلوماسية مع إسرائيل , ونقدها بأشد أنواع النقد ) بل تعداه إلى التلويح بمراجعة علاقتها مع إسرائيل , كما لوح بذلك أيضاً رئيس حكومة الأردن نادر الذهبي ، فإن شخصية أردوغان نابعة من عقيدته الإسلامية التي يحملها ، ويدافع عنها , وتوجهاته الخارجية نحو العرب ، وأوروبا لم تخلع شخصيته العثمانية الإسلامية الصحيحة . ففي كلمته أمام البرلمان التركي في 3 /2 / 2009م قال : على تركيا من الآن فصاعداً أن تفكر كالكبار, وتتصرف كالكبار من خلال موقعها الجوسياسي وارثها الثقافي.
وقال عقب وصوله الى تركيا يوم الجمعة الفائت : أحب أن أكون صريحاً وواضحاً وأدافع عن شرف وكرامة تركيا ، ومثلما يقول شاعرنا محمد عاكف : يمكن أن أبدو ليناً ولكني لست الحمل الوديع
وأعرف أن شعبي ينتظر مني مثل هذا الموقف , وقال : البعض لم يفهم كوني رئيس الحكومة التركية ولست رئيس حزب العدالة والتنمية فقط .
واقعة دافوس بين الإرهابي الدموي بيرس ورجب طيب أردوغان :
وتتخلص الحادثة أو تمخض عنها ما يلي :
1. انتقاد الكيان الهجين لتأخير المساعدات التركية لغزة عن طريق المعابر فقال : نحن كبشر يجب علينا التفكير في هذه المواقف ، وأؤكد على عدم وجود أي توجه غير إنساني لموقعي في دعم الناس في غزة , وأنا لست ضد السامية , ولا ضد أي دين كان ، وأذكركم بأنكم تؤخرون المساعدات الإنسانية للهلال الأحمر التركي على المعابر .
2. تعامل الكيان الهجين مع رجب خلال زيارته لرام الله ، وتوقيفه على المعابر نصف ساعة ، مع علمهم أنه رئيس الوزراء . فقال : في جلسة أمام البرلمان التركي ( لقد أوقفوني نصف ساعة وأنا رئيس وزراء تركيا وحفيد الدولة العثمانية ) .
3. كذب الكيان الهجين بشأن صواريخ حماس في الهدنة ففي سجال بين رئيس الكيان الهجين بيرس ورئيس وزراء تركيا قال أردوغان : إن إسرائيل لم تلتزم باتفاقية التهدئة مع حماس حيث قتلت 28 فلسطينياً في فترة ما بين يونيو وديسمبر 2008م كما أنها لم تفتح المعابر , فيما لم تطلق حماس أي صاروخ أو قذيفة ضد إسرائيل .
4. الحديث عن أسلحة حماس , وقال رجب في تعليقه على الضجة الإعلامية حول سلاح حماس : إن كل ذلك كذب لأن ذلك الحديث عن مثل هذه الأسلحة لا يعني أي شيء مقابل الترسانة العسكرية في إسرائيل ، بما في ذلك أسلحة الدمار الشامل مقابل صواريخ حماس التي لا تقتل أحداً .
5. مخالفة الكيان الهجين للتوراة ، وانتقد أردوغان الذين يصفقون لبيريس لأنهم يصفقون للجرائم الإسرائيلية , وقال : إن الآية السادسة من التوراة تقول : لا تقتل , ولكن إسرائيل تقتل باستمرار .
6. قلب الحقائق من الكيان الهجين , وردها الى نصابها من أردوغان عندما حاول الإرهابي الدموي مصاص الدماء ( دراكولا ) أن يمرر إلى مستمعي دافوس دفاعه عن كيانه المسخ فقال لحفيد آل عثمان الذين أسكنوهم في أرضنا بحكم أنهم أهل ذمة , وقاسموهم الرغيف والماء ولكن ( اليهود ) كالأفعى ما أن تتدفأ حتى تقتل - ألم تكونوا ستفعلون الشيء نفسه لو ضربت اسطنبول بالصواريخ ؟ رد أردوغان إنها صواريخ لا تقتل أحداً , لكنكم قتلتم 1300 إنسان في 22 يوماً مقابل 13 فرداً منكم ( لم يقتلوا بالصواريخ ) حين يتعلق الأمر بالقتل تعرفون كيف تقتلون . إنني أعلم جيدا كيف قتلتم الناس على الشواطئ .
أردوغان وعزة الأجداد :
وفي ذروة الأحداث في غزة ، كان لهذه الأحداث من الأثر الطيب إخراج مكنون ما في صدر هذا العثماني الجديد - القديم - حيث قال : ( أنا لست أي رئيس أنا وريث الإمبراطورية العثمانية ) مما ينبؤك على أن الرجل قصد المعنى الحرفي والحقيقي لمعنى وريث الإمبراطورية ، من عزة ، وكرامة , وسؤدد , وقول الحق ولو كلف كثيراً في زمن كثر فيه الصَغَار والصِغِار , واستنسرت البغاث في أرضنا , وجاء الغراب إلى البازي يهدده .
وليس مفاجئاً على المراقب والسياسي والمحلل , أنه منذ اعتلاء حزب العدالة والتنمية سدة الحكم ولهجة الخطاب التركي مستمدة من التراث العثماني المشرف الأصيل ، المدافع عن الإسلام والمسلمين , بل إن أوروبا كانت تنظر الى الأتراك العثمانيين أنهم هم الرمز الحي المجسد للإسلام بكل معانيه وذلك في زمان هيبة السلطنة العثمانية .
ولا زالت صدى تلك الكلمة التي قالها ( لست زعيم قبيلة , بل أنا رئيس وزراء تركيا , وكان عليَّ أن أتصرف دفاعاً عن كرامة تركيا والشعب التركي , ويتعين عليَّ أن أتصرف على هذا النحو ) تأخذ صداها على المستويين التركي والعالمي ليستفيق العالم على المارد التركي الجديد بأبهى حلة قوية تهابها كل الدنيا .
محاصرة أردوغان :
وتعد محاصرة أردوغان من قبل أحزاب المعارضة ( العلمانية وغيرها ) أكبر العقبات التي تواجه ( خط أردوغان = العثماني ) فتواصل الهجوم من قبل أحزاب المعارضة واتهامها له بتقويض أسس العلمانية التي قامت عليها الجمهورية التركية ، والكشف عن أيدولوجيته الإسلامية المناهضة للنظام العلماني , وهذه التهم الموجه إليه من أحزاب المعارضة كما في سلفه نجم الدين أربكان ، تسببت في رفع ضده قضية حضر أمام المحكمة الدستورية العليا عام 2008م ، ولكن أردوغان فوت الفرصة عليهم بقوله ( نحن حزب أوروبي محافظ ) وهو بهذه الكلمة يضع عربة المعارضة أمام الحصان ملفتاً إلى أن الأحزاب الأوروبية المحافظة المسيحية يعطي وجودها مبرراً لإقامة أحزاب إسلامية معارضة في بلدانهم .
وهو بذلك يلفت إلى أنه يتبنى علمانية بريطانية ، وهي استقلال الكنيسة من ناحية واحتضان جميع مواطنها على حد سواء .
وفي ذلك مقالة للكاتب ( بوراك بيكديل ) في صحيفة( حريت ) يوم الجمعة من أن جعل الذين ركناً من أركان السياسية الخارجية سيضع أردوغان في خانة الأصولية والتطرف التي يعاديها الغرب .
ماذا جنى حزب العدالة والتنمية ؟
في تصوري المتواضع أن حزب العدالة والتنمية لو دخل الانتخابات الآن لفاز بأغلبية مطلقة , ولحصد مقاعد البرلمان بأغلبية ساحقة ، وليس هذا من نسج خيالي , أو تفاؤل كاذب , بل هي الحقائق بالأرقام .
أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه صحيفة حريت التركية اليوم ، ارتفاع نسبة المؤيدين لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بنسبة عشرة بالمئة ، بعد موقف رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أكاذيب الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في دافوس بسويسرا ، وحسب الاستطلاع الذي أجراه مركز البحوث الاستراتيجية والاجتماعية ( ميتروبول ) أمس ، فإن أصوات حزب العدالة والتنمية ارتفعت من 38.9 بالمئة قبل شهر الى 49.3 بالمئة .
وبين الاستطلاع الذي شمل 1002 تركي في 30 محافظة أن نسبة المؤيدين لحزب الشعب الجمهوري المعارض الذي انتقد موقف أردوغان انخفضت من 22.3 بالمئة إلى 11.5 بالمئة .
وأكد 81.7 أن أردوغان كان محقاً في موقفه وفي تصريحاته تجاه إسرائيل ، كما أكد 78.3 بالمئة أن تصرف أردوغان بتركه المنصة بعد تفنيد ادعاءات بيريز كان صحيحاً وطبيعياً .
إلى ذلك أعلن ( دولت بهشلي ) رئيس حزب الحركة القومية تأييده لموقف أردوغان خلال ندوة دافوس مع شمعون بيريز .
وقال بهشلي في بيان للحزب إن تصرف أردوغان خلال الندوة وتركه المنصة كان صحيحاً ومبرراً ومنطقياً .
وأضاف أن تصرف بيريز وأسلوب حديثه كان يدل على التعجرف ويعكس قلة أدب وهذا أمر لا يمكن أن يقلبه الأتراك .
وقال إن رد فعل أردوغان كان تصرفاً نيابة عن الشغب التركي .
ودعا بهشلي أردوغان إلى مواصلة مواقفه هذه ، موضحاً أن مرحلة جديدة في العلاقات مع إسرائيل قد بدأت ، وأن حزب الحركة القومية سيواصل دعم المواقف المشرفة التي تظهر تجاه القضايا القومية .
وكان استطلاع آخر للرأي أجرته شركة غينار للبحوث خلال الفترة من 9 إلى 29 كانون الثاني الماضي ، ونشرت نتائجه صحيفة زمان أمس قد أظهر ارتفاع عدد الأتراك المناهضين للسياسة الإسرائيلية خاصة بعد العدوان الوحشي الإسرائيلي على غزة إلى 71.9 بالمئة ، فيما أبدى 63.2 بالمئة من الذين شملهم الاستطلاع استعدادهم للتطوع والقتال إلى جانب الفلسطينيين في غزة ، وطالب 75 بالمئة بقطع العلاقات التركية الإسرائيلية .
وبعد : فلقد عادت هيبة الدولة العثمانية بأسطورتها الفخمة ، وبرجالها الغيورين على الإسلام والمسلمين ، وأحرجت الأنظمة العربية المتمثلة ( بجامعة الدول العربية ) تلك المؤسسة التي تحتاج الى انبعاث جديد , وهيكلة جديدة مبنية على أصول جديدة , وإحراج للزعماء العرب الذين ما استطاعوا أن يفعلوا ما فعله الزعيم التركي رجب طيب أردوغان , رغم أنه لا ينتمي لقحطان وعدنان , بل لمحمد صلى الله عليه وسلم ودينه خير الأديان ، كم فرحنا وسنفرح بعودة أحفاد بني عثمان الذين سنشيد معهم - وبعون الله وقوته - مجد الإمبراطورية الإسلامية الجديدة , ونقول لأوروبا وداعًا لزمن الذل والصغار , ومرحباً بزمن العزة والكرامة وأهلاً بأحفاد آل عثمان .
[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref1). لم أعشر على مصدر لهذا الزعم لكن هكذا هو على الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت ) .
[2] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref2). موقع على الإنترنت .
[3] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftnref3). موقع على الإنترنت .