المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : (نعم نريدها جاهزة بدون تعب ولا أذى )



أهــل الحـديث
07-10-2012, 11:00 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





(نعم نريدها جاهزة بدون تعب ولا أذى )



قال تعالى:(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)، وقال تعالى:( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ).

ـ لقد جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزف دمه كثيرا ...لإعلاء كلمة الله وفي سبيل الله ....
عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - أنه سُئلَ عن جرح النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد فقال: «جُرِحَ وجه النبي صلى الله عليه وسلم وكُسِرَت رباعيته، وهُشِمَتِ البيضة على رأسه، فكانت فاطمة - عليها السلام - تغسل الدم، وعليٌّ يمسك، فلما رأت أن الدم لا يرتد إلا كثرة أخذت حصيرًا فأحرقته حتى صار رمادًا، ثم ألزقته فاستمسك الدم» ..رواه البخاري ومسلم.

ونحن نخجل من أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة ... ونخاف أن يردنا الناس ويؤذوننا بالكلام كقولهم ....



ـ (روح يلا الله يساهلك)
ـ (خليك في حالك).
ـ(كل واحد عارف الصح من الغلط)
ـ (ملقيتش واحد غيري تتكلم معاه)
ـ (وبسلامتك انتى تبع جماعة مين)...
أو أن تُرمى ورقة النصيحة أو تقطع في وجهك ...
أو أن يردك الناس ولا يُعِيرونك أسماعهم ...



إن هذا لا يساوي شيئا مع ما فُعل بالنبي صلى الله عليه وسلم ....
إن دماءه الطاهرة الزكية كانت تنزف وتنزف حتى أوقفوا النزيف ... ليس بالقطن الفاخر في المستشفيات الخاصة ...وإنما بالحصير المحروق الذي صار رمادا...

ـ وما يضيركَ أخي الحبيب إن ضُرِبتَ وأنت تنصح الناس وتعظهم وتقول لهم هذا حلال وهذا حرام ....
قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بن عمر : كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْكِي " نَبِيًّا مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ ، وَيَقُولُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ " . رواه البخاري ومسلم .

ـ وما يضيرك أخي الحبيب إذا أحرجك الناس ولم يستجيبوا لك ...
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , قَالَ : حَدَّثَنِي عُرْوَةُ , أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ أَشَدُّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ ؟ ، قَالَ : " لَقِيتُ مِنْ قَوْمِي مَا كَانَ أَشَدَّ , قَالَ : وَكَانَ أَشَدُّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ ثَقِيفٍ , إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِي عَلَى عَبْدِ يَا لَيْلَ بْنِ عَبْدِ كِلالٍ , فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ , فَانْطَلَقْتُ عَلَى وَجْهِي وَأَنَا مَغْمُومٌ , فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلا وَأَنَا بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ , فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي , فَنَظَرْتُ , فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ , فَنَادَانِي , فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ , وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ , فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ , فَسَلَّمَ عَلَيَّ , وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ أَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ , وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِمَا شِئْتَ , فَإِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ , فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلابِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ وَلا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا " . رواه البخاري ومسلم .

فقوله صلى الله عليه وسلم واضح في عدم الاستجابة له(فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ , فَانْطَلَقْتُ عَلَى وَجْهِي وَأَنَا مَغْمُومٌ ) ولذا قال النووي رحمه الله: باب ما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من أذى المشركين والمنافقين.

ـ وما يضيرك أخي الحبيب إذا شتمك الناس وسخروا منك وأنت تدعوهم إلى الله تعالى....
عن جندب بن سفيان رضي الله قال اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءت امرأة فقالت يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثة فأنزل الله عز وجل (والضحى والليل إذا سجى ما ودعك ربك وما قلى)...
فقولها (يا محمد إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركك لم أره قربك منذ ليلتين أو ثلاثة) واضح في الأذى الذي وقع عليه صلى الله عليه وسلم في قيامه بالدعوة...




فكذلك إخواني لا تنتظروا فتوحات للدولة الإسلامية بدون جهاد منا