المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إليكم أيها الـ.... رحم الله من أهدى إلي عيوبي



أهــل الحـديث
07-10-2012, 10:30 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد الناصح الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد :



فيا أبطال سوريا.... يا علية القوم ويا حماة الدين ويانجوم المهتدين ويا رجوم المعتدين .
أيها المجاهدون أيها الصابرون أيها الأبطال جنودا وأمراء يامن اختاركم الله تعالى لدحر أعدائه ونصر دينه وكتابه قد عظمكم الله تعالى في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في سنته ووعدتمأعظم الوعد (جنات تجري تحتها الأنهار)، فأنتم خيار من خيار وصفوة من صفوة ، فيا جنود الإسلام ويا أمراء الجهاد أخاطبكم بنصيحة أرجو بها ما عند الله تعالى، انطلق فيها من قول إمام الأمراء والمجاهدين وقائد رايات العز والتمكين نبينا محمد عليه الصلاة والسلام عن تميم الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال(( الدين النصيحة قلنا لمن ؟ قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))رواه مسلم.

قال الإمام أبو سليمان الخطابي رحمه الله(( النصيحة كلمة جامعة معناها حيازة الحظ للمنصوح له ومعنى الحديث: عماد الدين وقوامه النصيحة

كقوله عليه الصلاة والسلام( الحج عرفة) أي عماده ومعظمه عرفة ... وأما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق وطاعتهم فيه وأمرهم به والمراد بأئمة المسلمين الخلفاء وغيرهم ممن يقوم بأمور المسلمين من أصحاب الولايات وأما نصيحة عامة المسلمين وهم من عدا ولاة الأمور فإرشادهم لمصالحهم في آخرتهم ودنياهم))
وهذا الصحابي الجليل جرير بن عبد الله قال(( بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم )) متفق عليه
ومن المعلوم اليوم أن ولاة أمركم هم المجاهدون فهم أصحاب رايات الحرب والجهاد كما يقول ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى :

(( ولهذا كانت السنة أن الذي يصلي بالناس هو صاحب الكتاب، والذي يقوم بالجهاد هو صاحب الحديد، إلى أنْ تفرق الأمر بعد ذلك ، فإذا تفرّق صار كل من قام بأمر الحرب من جهاد الكفار وعقوبات الفجار يجب أن يُطاع فيما أمر به من طاعة الله في ذلك. )) ج 18/1580


فشعار كل مؤمن ومخلص وبر وصادق يرجو ما عند الله تعالى ويخاف نفسه وعلى نفسه شعار الذين(( إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون )) أنهم يقولون (( رحم الله من أهدى إلي عيوبي )) لا يأنفون النصيحة بل يبايعون عليها.



فيا قادة الجهاد ويا أمراء الرايات ويا جنود الإسلام احذروا أن تفقدوا من الناس حولكم والذين معكم النصيحةاحذروا أن يخافوكم في قول كلمة الحق أمامكم فإن خافوكم لم يكن فرق بين ماضيهم وحاضرهم فبالأمس خوف من الأقلام واليوم خوف من السهام ،فماذا جنوا إذا ؟! فكونوا لهم أمنا وعينا وعونا...فهم حاضنتكم واحذروا خسارتهم واعتبروا بمن سبقكم فمن هو اليوم لك عون إن لم تتعامل معه بالسياسة الشرعية سينقلب عليك عين!


إحذر أيها المجاهد أن يخافك ناصح من أهل السنة فيفوتك خيره، ولا تبريء نفسك فلعلك مخطيء ومذنب فبالنصح تتوب وتؤوب قبل أن لا ينفع الاعتراف بالذنب والخطيئة ، فالكثير من الصادقين والمخلصين يريد نصرك بإعانتك على الخير وبنصرك بكفك عن الظلم فلعلك لا تدري ما تفعل وقد يشغلك من الحال الذي انت فيه ما ينسيك بعض ماهو واجب عليك ومستحب لك وأخوك مرآة لك فكيف إذا كان الناصح لك مجاهد مثلك ومعك، ولا يضرك إن كان من راية غير رايتك مادام في خندق جهادك ومنهجك ، فلا تحملك حساسيتك المفرطة على حمل النصيحة بأنها فضيحة، واحذروا الفرقة والشقاق وأن تزكوا أنفسكم فتبخسوا غيركم - ممن يكابدون ويجاهدون معكم - حقهم وجهادهم فللشيطان مسالك ومزالق .....

أيها المجاهدون أنتم اليوم من أكثر الناس حاجة للمعونة والنصيحة فمن أين تأتيكم النصيحة فخذوها فإنها نجاة لكم ورفعة، فالحكمة ضالتكم ،

وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( انصر أخاك ظالما أو مظلوما ) .

قالوا يا رسول الله هذا ننصره مظلوما فكيف ننصره ظالما ؟ قال تأخذ فوق يديه (أي تمنعه من الظلم) رواه البخاري .
وفي رواية مسلم (ولينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما إن كان ظالما فلينهه فإنه له نصر وإن كان مظلوما فلينصره )
وليس كل من انتقد الجهاد والمجاهدين مغرض ومفسد بل الكثير منهم صالحون ناصحون يحبون الخير للجهاد وأهله بل الكثير منهم مرتهن مصيره بالجهاد فمن كان له رأي يخالفك فليسعك ماوسع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عمر بن الخطاب يوم الحديبية يوم قال عمر (( يا رسول الله ألسنا على الحق أوَ ليس عدونا على الباطل قال بلى قال فعلام نعطي الدنية في ديننا قال إني رسول الله ولن أعصيه))

ألم يتبرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل خالد بن الوليد يوم قتل الذين قالوا صبأنا ولم يحسنوا أن يقولوا أسلمنا فمع أنه كان متأولا لم يمنع رسول الله أن يعلن (( أللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد)) حفاظا على سمعة الجهاد والمجاهدين ، فما ضر مجاهدا جنديا كان أو أميرا أن يقول لما يراه حراما ومخالفة أن يقول أللهم إني أبرأ إليك من فعل فلان أو الجماعة الفلانية ولو كانت جماعته! أليس هذا سنة نبوية.
أيها الأمراء ... اسمعوا ما قاله أبو بكر الصديق رضي الله عنه يوم صار خليفة للمسلمين فقال (( يا أيها الناس أني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن ضعفت فقوموني وإن أحسنت فأعينوني .... أطيعوني ما أطعت الله ورسوله فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم)) مصنف عبد الرزاق
وخطب عمر رضي الله عنه يوما فقال (( ألا أني والله ما أرسل عمالي إليكم ليضربوا أبشاركم ولا ليأخذوا أموالكم ولكن أرسلهم إليكم ليعلموكم دينكم وسنتكم فمن فعل به شيء سوى ذلك فليرفعه إلي فوالذي نفسي بيديه إذاً لأقصنه منه فوثب عمرو بن العاص فقال يا أمير المؤمنين أو رأيت إن كان رجل من المسلمين على رعية فأدب بعض رعيته أإنك لمقتصه منه قال أي والذي نفس عمر بيده إذاً لأقصنه منه وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقص من نفسه ألا لا تضربوا المسلمين فتذلوهم ولا تجمروهم (حبسهم في الثغور) فتفتنوهم ولا تمنعوهم حقوقهم فتكفروهم ولا تنزلوهم الغياض (الأماكن التي تكون سبب في تفرقهم ) فتضيعوهم )) رواه أحمد
أيها الأمير إحذر أن يكون منهجك (( لا أريكم إلا ما أرى)) فرأيك إن كنت عالما ! صواب يحتمل الخطأ ورأي غيرك خطأ ويحتمل الصواب وقد قَالَ رجل لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ : اتق الله يا عمر (وأكثر عليه ) فقَالَ له قائل : اسكت فقد أكثرت عَلَى أمير المؤمنين . فقَالَ لَهُ عُمَرُ : دعه , لا خير فيهم إن لم يقولوها لنا , ولا خير فينا إن لم نقبل . وأوشك أن يرد عَلَى قائلها .
ويا أيها المجاهد إحذر التعصب لأجل الحزب والجماعة فإنها ليست من صفات أهل السنة والجماعة،قال شيخ الإسلام (( وأما رأس الحزب فانه رأس الطائفة التي تتحزب أي تصير حزبا فان كانوا مجتمعين على ما أمر الله به ورسوله من غير زيادة ولا نقصان فهم مؤمنون لهم ما لهم وعليهم ما عليهم وان كانوا قد زادوا في ذلك ونقصوا مثل التعصب لمن دخل في حزبهم بالحق والباطل والإعراض عمن لم يدخل في حزبهم سواء كان على الحق والباطل فهذا من التفرق الذي ذمه الله تعالى ورسوله ))
وقال (( فمتى ترك الناس بعض ما أمرهم الله به وقعت بينهم العداوة والبغضاء وإذا تفرق القوم فسدوا وهلكوا وإذا اجتمعوا صلحوا وملكوا فإن الجماعة رحمة والفرقة عذاب)) ج3/420
ويقول رحمه الله في شأن من يوالي طائفته أو زعيمه ولاءاً مطلقاً في الحق والباطل، ومبيناً حكمه (( من مال مع صاحبه سواء كان الحق له أو عليه فقد حكم بحكم الجاهلية وخرج من حكم الله ورسوله )) ج28/17
ويقول رحمه الله " والصواب أن يحمد من حال كل قوم ما حمده الله ورسوله، كما جاء به الكتاب والسنة، ويذم من حال كل قوم ما ذمه الله ورسوله كما جاء به الكتاب والسنة ". الاستقامة 1/221

واحذر أيها المجاهد واحذر أيها الأمير أن يكون همك ومرادك وحالك ممن ذكرهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله – " أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نُسِبَ إليهم لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يكون الدين كله لله، بل يغضبون على من خالفهم وإن كان مجتهداً معذوراً لا يغضب الله عليه، ويرضون عمن يوافقهم وإن كان جاهلاً سيئ القصد ليس له علمٌ ولا حسن قصد، فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله، ويذموا من لم يذمه الله ورسوله، وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم لا على دين الله ورسوله … ومن هنا تنشأ الفتن بين الناس ". منهاج السنة 5/255


وواجب على الناس نصح ولاة أمورهم كما هو واجب عليهم طاعتهم0يقول عليه الصلاة والسلام (( ثلاث لا يغل عليهن قلب مسلم : إخلاص العلم لله ومناصحة أئمة المسلمين ولزوم جماعتهم فإن الدعوة تحيط من ورائهم )) رواه أحمد والترمذي

وقد قال شيخ الإسلام ((وما أمر الله به ورسوله من طاعة ولاة الأمور ومناصحتهم واجب على الإنسان وإن لم يعاهدهم عليه، وإن لم يحلف لهم الأيمان المؤكدة، كما يجب عليه الصلوات الخمس، والزكاة، والصيام، وحج البيت. وغير ذلك مما أمر الله به ورسوله من الطاعة، فإذا حلف على ذلك كان ذلك توكيدا وتثبيتا لما أمر الله به ورسوله من طاعة ولاة الأمور ومناصحتهم..... إلى أن قال: " أن معاقدة ولاة الأمور " هي أعظم العقود التي أمر الله بالوفاء بها“.ج35/ 9-11.
واعلموا أيها المجاهدون أن شأن الظلم عظيم وأنه يولد عند المظلومين ردات فعل لا يمكن ضبطها ومعرفة نتائجها والحدود التي تقف عندها فالضغط الزائد عن حده يولد الإنفجار ثم يعود على جهادكم بالإنحسار وبعدها يكون نار وعار وبدل أن تكون لنا الصولة والجولة ثم الدولة تكون لغيرنا ممن يصيد في الماء العكر .
ومعلوم أن ما زاد عن الحد انقلب في الضد ...
ورضي الله عن الفاروق القائل (( رحم الله من أهدى إلي عيوبي ))

والحمد لله رب العالمين .