المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصةُ بداية الشيخ/ شعيب الأرناؤوط حبَّه لعلم الحديث!



أهــل الحـديث
07-10-2012, 07:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



بسم الله، والحمد لله، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله، وعلى آلهِ وصحبهِ ومن والاه.
وبعد.
إذا لامست الوسائد خدودَ الخلقِ تشهّى وتمنى كلٌّ منهم ما يريد، فقد يكون أسمى أمانيّه أن يكونَ صاحبَ شركةٍ، أو أن يرزق بزوجةٍ صالحة، أو يسافرَ سفرًا لا أمدَ له، أو علمًا يرفعُ به عن نفسه الجهل، ويقربه إلى الله جل وعلا، أو سلاحًا يجولُ به ساحات الوغى، فينالَ الشهادة.
فإذا كانَ = فالصادقُ من يكدح لهذه الأماني، ويكبح جماح النفس عن كلِّ ما يكونُ عقبةً لها في طريقها، فلا يلتفت لكلّ ناعق، ولا يتقلّبُ مع كلّ هبةٍ ريح، وجريةِ ماء، والكاذبُ من لا يجدُ لحياتِه إلا (معذرةً إلى ربكم)، وأعلى هذه الأماني ما يزادد به الإنسانُ رفعةً وتقىً وصلاحًا إلى ربه، وما ينفعُ به الناس فيمكث في الأرض.


مثال عزّ مثلُه!

حدثنا الشيخ شعيب الأرناؤوط –رحمه الله-:
حُبّبَ إليّ علم الحديثِ حين كنتُ مدرسًا لعلمي الفقه واللغة العربية؛ لبعض الأتراك، حين جاءني أحدُ الطلبةِ سائلًا عن صحةِ حديث، ففتشتُ أياما ثلاث عن الحديثِ فلم أجدهُ، حتى قدّر اللهُ أن حاذاني تركيّ وبيده " الأربعون الودعانية " فنظرتُ فيه، فوقعت عيني على الحديثِ، وهذه الأربعون كلها أحاديث ضعيفة ومكذوبة.
فجاء في نفسي: فقيهٌ تعرفُ العربية، تجهلُ علم الحديث؟! لو سُئلت عن حديثٍ ما أنا قائل؟ فألهمني الله لدعوة قلتُها [أسألك اللهم أن تعينني على معرفة حديث رسول اللهِ] ولم أقل: لحفظ حديث رسول الله، وكان عمري آنذاك واحدا وعشرين سنة، فمنذ تيك اللحظة حتى هذه الساعة وقد مضى ما يقرب عن خمسينَ سنة، قد حُبب إلي هذا العلم، ورزقتُ معرفتَه، حتى يسّر الله لي هذا الطريق، فأخرجت ما يزيد عن مائتين وخمسٍ وتسعين كتابًا في خدمة العلوم الشرعية، وبالأخص علم الحديث!.
وذُلل إلي هذا العلم، فقرأت على شيخي صالح فرفور " تدريبَ الراوي " وأما العلم التطبيقي فقد رُزقت إلى طريقةٍ خاصةٍ بي، وأعظمُ ما أخرجتُه " مسند الإمام أحمد بن حنبل " أنا وبعض العاملين –لا يزيدون عن عشرة أنفس- وكانوا تلامذة أقلّهم درسَ علي اثنا عشرة سنة، وأكثرهم ثلاثون عامًا، وأفادني بعض الأفاضل كالشيخ محمد العجمي في " المخطوطات " وغيره –جزاهم الله خيرا-، وأخص تلاميذي : عادل مرشد، فهو تلميذي منذ ثلاثين سنة " .
ثم ذكر للشيخِ وفاة حمدي السلفي – رحمه الله – فقال: رحمه الله، رجل طيب، خدم السنة، وإن كان سلفيّ النزعة! لكنه ما قدر على شيء إلا فعله، ولما أنهى معجم الطبراني عرضت عليه تكميلَه بالملاحظات، ولكن بعدت بيننا المسافة ".


دوّن / ظهر السبت
(ـ1433/1/11هـ)
أخوكم/ أبو الهُمام البرقاوي