المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قــصــة أصــحــاب الــكــهــف [ الجزء الرابع ]



جواهر عبدالله
11-01-2006, 11:42 PM
" وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً"

(الكهف:17)

قوله تعالى: " وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ "

في قوله: { تَزَاوَرُ }

قراءتان :

{تَزَّاور} بتشديد الزاي وأصلها تَتَزاور

و{تزَاور} بتخفيف الزاي

والمراد بذلك أنها تميل: { عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ }

تصور كيف يكون الكهف الآن إذا كانت تزاور عنه ذات اليمين؟

يكون وجه الكهف إلى الشمال.

ولهذا قال بعضهم: إن وجه الكهف إلى "بنات نعش" النجوم المعروفة في السماء، يعرفها أهل البر.

(وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ) تكون على شمال الغار.

وقوله: { تَقْرِضُهُم } قيل: المعنى تتركهم

وقيل: تصيب منهم، وهو الأقرب أنها تصيب منهم

وفائدة هذه الإصابة أن تمنع أجسامَهم من التغيُّر لأن الشمس كما يقول الناس: إنها صحة وفائدة للأجسام.

(وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ) الضمير يعود على هؤلاء الفتية، هذه الفجوة يعني الشيء الداخل

يعني ليسوا على باب الكهف مباشرة، بل في مكان داخل، لأن ذلك أحفظ لهم.

وفي قوله تعالى: { إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ } { وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُم} دليل على أن الشمس هي التي تتحرك

وهي التي بتحركها يكون الطلوع والغروب خلافاً لما يقوله الناس اليوم

من أن الذي يدور هو الأرض ، وأما الشمس فهي ثابتة

فنحن لدينا شيء من كلام الله ، الواجب علينا أن نجريه على ظاهره وألا نتزحزح عن هذا الظاهر إلاَّ بدليل بَيِّن

فإذا ثبت لدينا بالدليل القاطع أن اختلاف الليل والنهار بسبب دوران الأرض فحينئذ يجب أن نؤول الآيات إلى المعنى المطابق للواقع

فنقول: إذا طلعت في رأي العين وإذا غربت في رأي العين، تزاور في رأي العين، تقرض في رأي العين

أما قبل أن يتبين لنا بالدليل القاطع أن الشمس ثابتة والأرض هي التي تدور وبدورانها يختلف الليل والنهار فإننا لا نقبل هذا أبداً

علينا أن نقول: إنَّ الشمس هي التي بدورانها يكون الليل والنهار

لأن الله أضاف الأفعال إليها والنبي صلى الله عليه وسلم حينما غربت الشمس قال لأبي ذر: (أتدري أين تذهب؟)

فأسند الذَّهاب إليها، ونحن نعلم علم اليقين أن الله تعالى أعلم بخلقه

ولا نقبل حدْساً ولا ظناً

ولكن لو تيقنا يقيناً أن الشمس ثابتة في مكانها وأن الأرض تدور حولها

ويكون الليل والنهار

فحينئذ تأويل الآيات واجب حتى لا يخالف القرآن الشيء المقطوع به.

قال تعالى: { ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ } الضمير يعود على حال هؤلاء الفتية:

1 -خروجهم من قومهم.

2 -إيواؤهم لهذا الغار.

3 -تيسير الله لهم غاراً مناسباً.

لا شك أن هذا من آيات الله الدالة على حكمته ورحمته

هل نعتبر أن هذا كرامة ؟

الجواب: نعم نعتبره كرامة ولا شك .

(مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً)

(مَنْ يَهْدِ) "من" شرطية والدليل على أنها شرطية حذف الياء مِن يهدي

والجواب: "فهو المهتدِ" و"المهتد" أصلها "المهتدي" بالياء

لكن حذفت الياء تخفيفاً كما حذفت في قوله تعالى: {الكبير المتعال } (الرعد: 9)

( وَمَنْ يُضْلِلْ) أي يُقدِّر أن يكون ضالاً.

( فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً) أي من يتولاه ويرشده إلى الصواب

وفي هذا الخبر من الله تنبيه إلى أننا لا نسألُ الهداية إلاَّ من الله

وأننا لا نجزع إذا رأينا من هو ضال لأن الإضلال بيد الله

فنحن نؤمن بالقدر ولا نَسخطُ الإضلال الواقع من الله لكن يجب علينا أن نُرشد هؤلاء الضالين

فهنا شرع وقدَر

القدر يجب عليك أن ترضى به على كل حال، والمقدور فيه تفصيل.

والمشروع يجب أن ترضى به على كل حال

فنحن نرضى أن الله جعل الناس على قسمين مهتد وضال

ولكن يجب علينا مع ذلك أن نسعى في هداية الخلق.

http://www.al-wed.com/pic-vb/28.gif

" وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً"

(الكهف:18)

قوله تعالى: ( وَتَحْسَبُهُمْ ) أيها الرائي: إذا رأيتهم { أَيْقَاظاً } لأنه ليس عليهم علامة النوم

فالنائم يكون مسترخياً، وهؤلاء كأنهم أيقاظ

ولذلك يُفرِّق الإنسان بين رجل نائم ورجل مضطجع لمَّا يراه

حتى لو أن المضطجع أراد أن يتناوم ويخدع صاحبه لعرف أنه ليس بنائم.

( وَهُمْ رُقُودٌ ) جمع راقد.

( وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ) يعني مرة يكونوا على اليمين ومرة على الشمال

ولم يذكر الله الظهر ولا البطن

لأن النوم على اليمين وعلى الشمال هو الأكمل.

( وَنُقَلِّبُهُم ) فيه دليل على أن فعل النائم لا ينسب إليه

ووجه الدلالة أن الله أضاف تقلبهم إليه

فلو أنّ النائم قال في نومه: "امرأتي طالق" أو "في ذمتي لفلان ألف ريال" لم يثبت

لأنه لا قصد له ولا إرادة له؛ لا في القول؛ ولا في الفعل

والحكمة من تقليبهم ذات اليمين وذات الشمال:

بعض العلماء قال لئلاَّ تأكل الأرض الجانب الذي يكون ملاصقاً لها

ولكن الصحيح أن الحكمة ليست هذه، الحكمة

من أجل توازن الدم في الجسد لأن الدم يسير في الجسد

فإذا كان في جانب واحد أوشك أن ينحَرِم منه الجانب الأعلى

ولكن الله بحكمته جعلهم يتقلبون.

قوله تعالى: { وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ } يعني كأنه، والله أعلم، لم ينم.

( بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ )أي جالس على بطنه وقد مدَّ ذراعيه.

( بِالْوَصِيدِ ) وهو فتحة الكهف أو فِناء الكهف

يعني: إما أن يكون على الفتحة، وإما أن يكون إلى جنب الكهف في فِنائه ليحرسهم

وفي هذا دليل على جواز اتخاذ الكلب للحراسة، حراسة الآدميين

أما حراسة الماشية فقد جاءت به السنّة، وحراسة الحرث جاءت به السنة كذلك.

حراسة الآدمي من باب أولى لأنه إذا جاز اتخاذ الكلب لحراسة الماشية والحرث أو للصيد الذي هو كمال فاتخاذه لحراسة البيت من باب أولى.

قال الله تعالى: { لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً }

أي لو اطَّلعت أيها الرائي عليهم لولَّيت منهم فراراً

رهبة ينْزِلها الله في قلب من يراهم، حتى لا يحاول أحد أن يدنو منهم

ولهذا قال: { لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً } مع أنهم لم يلحقوه، لكنه خائف منهم.

وملئت: لم يُملأ قلبُه فقط، بل كلُّه، وهذا يدل على شدة الخوف الذي يحصل لمن رآهم

دعـــــواتــــــــــكــــ ـــــــم .



وللقصة بقية بإذن الله .

خالديه وأفتخر
11-01-2006, 11:45 PM
جزاك الله كل خير غاليتي

شاكره لك مجهودك وباذن الله في ميزان حسناتك يا قلبي

لي عوده لقراءة القصه

همسة الطـيف
11-01-2006, 11:57 PM
جزاك الله كل خير..

وجعله الله في ميزان حسناتك ..

وكل عام وأنت بخير ..

سعود
11-01-2006, 11:59 PM
الله يجزاك الجنة اختي الكريمة


ويجعل ماخطت يدك هناااا



شاهداً لك لا عليك


ويجعله في ميزان اعمالك



تسلمين والله على هذه المواضيع الاسلامية الروحانية


تحية عطرة

(*)~سدوومة~(*)
12-01-2006, 09:30 PM
جزاك الله كل خير

عزيزتي

جواهر عبدالله

شاكره لك مجهودك وجعله في ميزان حسناتك

ياااااااااااااااااااااااا اااارب

وبانتظار البقيه من القصه

جواهر عبدالله
13-01-2006, 12:30 AM
خالدية وأفتخر

جزاكـ الله خير على الحضور

لا حرمكـ الله أجره .

خــــالـــــد
13-01-2006, 12:35 AM
جواهر عبدالله
.
.

يعطيك ألف عاافية أختي

على روعتك في سرد المواضيع

فعلاً أنتي نجمة غرابيل في احترافك في المواضيع

لانزال متابعين لـ روائعك يا جواهر

شكراً لك من الأعماااق

جزاك الله خير .. وجعلها الله في موازين حسناتك






أخوكـ/خالد

جواهر عبدالله
13-01-2006, 01:23 AM
همسة حنان

وأنتِ بصحة وسلامة

والله يجزاكـ الجنة على حضوركـ .

جواهر عبدالله
13-01-2006, 01:32 AM
سعود

باركـ الله فيكـ على هذا الحضور

وأسأل الله لكـ الفردوس الأعلى من الجنة

ألف شكر لكـ .

جواهر عبدالله
13-01-2006, 01:34 AM
سدوومة

جزاكـ الله الجنة يا غالية على حضوركـ

ألف شكر لكـ .

جواهر عبدالله
13-01-2006, 01:36 AM
خـالــد

جزاكـ الله الجنة على تواصلكـ

ولا حرمكـ أجر الحضور

أسأل الله لكـ التوفيق في الدارين

ألف شكر لكـ .

امجاد نجد
13-01-2006, 11:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

مشكورة اختي جواهر عبد الله على هذة القصة

جعلة الله في موازين حسناتك

جواهر عبدالله
14-01-2006, 05:09 PM
بدور بنت فهد

جزاكـ الله خير على حضوركـ

وألف شكر لكـ .