تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : ترجمة الضال (عبد الله القصيمي)..عبرة وعظة!



أهــل الحـديث
06-10-2012, 01:40 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


ترجمة الضال (عبد الله القصيمي)..عبرة وعظة!*

بقلم/ العلامة المحدث أحمد النجمي ـ رحمه الله ـ



ترجمة القصيمي عن كتاب (دراسة عن القصيمي) للدكتور صلاح الدين المنجد ؛قال :

أسرة القصيمي وأصله: ما سأذكره في هذا الفصل بعضه:

روى عن الشيخ عبد الرحمن آل عثمان القرعاوي الأمير السابق لخب الحلوة في منطقة القصيم بنجد في السعودية ،وبعضه الآخر مما يتحدث به القصيمي عن نفسه ،ثم قال :

ليس للقصيمي نسب عربي معروف وليس لأسرته اسم تعرف به،والقصيمي اسم جديد اتخذه عبدالله فعرف به،ذلك لأن أسرته ليست من نجد ولامن أي مكان في الجزيرة العربية،بل هي مصرية أخرجها صعيد مصر.

قلت:لوكان على الحق ماكان يضره من أين جاء!.

قال:واسم أبيه (علي) جاء إلى القصيم أيام ابن ضبعان أو محمود الزيد ،وكان من بقايا حملة إبراهيم باشا على نجد ،وعرف بالقصيم باسم علي الصعيدي،وطاب المقام لعلي في قصيم نجد أكثر من صعيد مصلر،فسكن خب الحلوة التابعة لمدينة بريدة ،وتزوج بموضي بنت عبد العزيز الملقب عِبده ـ بكسر العين ـ فولدت له ابنه عبدالله الذي نتحدث عنه.

نشأته وتركه القصيم:

قضى عبدالله طفولته في القصيم في حجر والدته موضي بخب الحلوة،ثم نراه صبياً يشتغل أجيراً في فلاحة عبد الرحمن آل عثمان القرعاوي، ولما انتقل أبوه للاشتغال باللؤلؤ انتقل معه،وقرأ هناك القرآن ثم رحل إلى الشيخ الشنقيطي في جنوب العراق فلازمه أياماً، ثم سافر إلى الهند وانتقل بالمدرسة الرحمانية ،ثم عاد من الهند بعد سنة ونصف إلى الزبير في جنوب العراق إلى الشنقيطي المذكور،ثم ترك الزبير وجاء إلى بغداد ليلقى الألوسي فوجده قد مات ،ثم قصد الكاظمية فلازمها شهوراً،ثم تركها إلى الشام،ثم إلى مصر والتحق بالأزهر،وبعد مدة تخاصم يوماً هو وأحد شيوخ الأزهرالمسمى بالدجوي،فألف عنه كتاباً سماه(البروق النجدية في اكتساح الظلمات الدجوية)وماترك طعناً إلا لصقه به،ولذلك فقد فصل بسببه من الأزهر،ولذلك كان ناقماً على الأزهر وعلمائه.

وقال في صـ24:وقد آلم القصيمي أن يطرد من الأزهر ألأماً عميقاً،ولعل هذا الطردكان من العوامل الأولى التي دفعت القصيمي لازدراء الأزهر ورجاله،ثم دفعته فيما بعد للتحول عن نهج الدين،كماوقع لـ(طه حسين)... إلى أن قال:

وأتبع القصيمي مؤلفه الأول بمؤلف ثان أراد أن يتحدى به الأزهر وعلماءه جميعاً سماه (صراع بين الإسلام والوثنية)صدرفي ثلاثة أجزاء،بلغت ألفين وخمسمائة صفحة ،دافع به عن الإسلام والتوحيد أمجددفاع،وكان دفاعه مملوءاً بالقوة والحرارة والحجة،وسارع الكثيرون من العلماء لتقريظ الكتاب والثناء عليه شعراً ونثراً،فمما قالهإمام الحرم المكي يومذاك ـ قلت:هوأبوالسمح رحمه الله ـ من قصيدة طويلة:


صراعٌ بينَ إسلامٍ وكفرٍ = يقومُ بهِ القصيميُ الشجاعُ

ألا للهِ ماخطَ اليراعُ = لنصرِ الدين واحتدمَ النزاعُ


قال:وشَعَرَ القصيمي بعد كتابه هذا بكثير من الزهو والفخر 2500 صفحة في الدفاع عن الدين
والإيمان،وتحطيم الوثنية والكفر،تكفي لأن تجعل منه الشيخ الذي ينظر إليه بعين الرضى في كل مكان ،والذي يحق له أن يتصدر المجالس والحلقات.



نقطة التحول:


وكانت الحرب العالمية الثانية قد قامت،وقد نشطت في مصر العناصر الشيوعية تبثأفكارها تحت شعار الهجوم على النازية الفاشستية،وكانت مؤلفات فلاسفة الغرب وأدبائه تنقل كل يوم في الصحف أو المجلات أو الكتب الخاصة ،ويذكر أن القصيمي كان مغرماً بأمرين:بالقراءة ،فدفعه فشله المتواصل وتعبه الطويل إلى اللجوء إلى القراءة ومن الطبيعي أن يقرأ الإنسان مايلذ في لنفسه أو مايوافق الحالة النفسية التي هو فيها، فكانت قراءته كلها ثورة أو مايدعو إلى ثورة ،وهبت عاصفة الشك في نفسه،لأن الأقدار لم تعطه ماأعطت غيره وجاء عام 1946م فكان نقطة التحول في حياة القصيمي ،فقد أصدر كتابه(([هذه] هي الأغلال))ثار فيه على كل شيء مما سماه عادات وتقاليد وعقائد وخرافات ،فأثار الكتاب ضجة عنيفة في صفوف الجمعيات ورجال الأزهر ،ورأوا في مؤلفه مستهتراً ملحداً،وقد قابل العلماء انقلاب القصيمي رأساً على عقب ،فألف الشيخ إبراهيم السُّويح كتاباً رد فيه على القصيمي سماه : ((بيان الهدى والضلال في الرد على صاحب الأغلال))ظهر في عام 1368هـ ،وألف الشيخ محمد عبد الرزاق حمزة كتاباً سماه: ((الشواهد والنصوص من كتاب الأغلال على مافيه من زيغ وكفر وضلال))،وكتب إبراهيم آل عبد المحسن في حوادث سنة1366من تاريخه((تذكرة[أولي النهى] والعرفان))بعنوان:ذكر ردة عبد الله علي القصيمي الصعيدي ..إلى أن قال:
"ثم كانت فترة استجمام عند القصيمي من سنة 1946حتى 1967عندماأصدر كتابه ((العالم ليس عقلاً))ثم أتبعه بعد سنتين بكتابين آخرين هما:((كبرياء التاريخ في مأزق)) و ((هذا الكون ماضميره))".

قال:"وفي هذه الكتب الثلاثة انطلق القصيمي في اتجاهه الجديد إلى أبعد الحدود ص31 هويته في اتجاهه الأخير".

وقال في ص33:"لايجد الباحث الذي يقرأ كتب القصيمي عناءً كبيراً في التعرف على هوية آرائه التي بثها في كتبه ،فلقد أعدت قراءة كتاب((هذا الكون ماضميره))مرتين وأصبح عندي كاليقين أن ما ملأ به صفحات الكتاب ماهو إلا ترداد لآراء ماركس والشيوعين وإن كان قد هاجم الشيوعين من قبل "اهـ .

ثم أورد نصوصاً من كتابه ((هذا الكون ماضميره))تؤيد أنه أخذها عن ماركس فارجع إليه من ص33إلى 53.


والذي أُعقب به على ترجمة هذا المارق :

أنه يجب على أهل العلم أن يأخذوا منها عبرة وعظة،وتتلخص مواطن العبرة منها في أمور:

أولها:الإخلاص لله في كل عمل ،وذلك أن عواقب النفاق والمقاصد السيئة قبيحة ووخيمة ،إذ لو كان
القصيمي مخلصاً عند تأليف كتابه لحماه الله عن الردة!.

ثانياً: أن الواجب على العبد ألا يعجب بنفسه أو يفخر بعمله ،فالفضل لله على العبد فيما أنجزه من أعمال وكل نعمة على العبد تستوجب شكراً،وشكرها نعمة تستوجب شكراً آخر.

ثالثاً:أن هذه القصة تعطينا درساً أن من أعرض عن القرآن بعد أن علمه واتجه إلى دعاة الضلال ليأخذ ثقافته ووعيه منهم ،عاقبه الله بالخذلان واستولى عليه الشيطان ،ولنأخذ مثلاً على ذلك الذين تركوا كتاب الله وسنة رسوله ،وزعموا أنها لاتكفي في العقيدة دون المنطق المأخوذ عن اليونان كيف ضلوا في العقيدة ،فعطلوا صفات الله ،وآل بهم ذلك العلم إلى الحيرة ،حتى صار بعض فُحولِهم عند موته يتمنى أن يموت على دين العجائز .

والآن من ترك كتاب الله وسنة رسوله وذهب يقرأ كتب الملحدين الضالين حتى لو كان بقصد النقد،يخاف عليه إذا أكثر من ذلك أن لايخرج منها سليماً.. وهذا حال هذا الرجل فيما نعتقد،كما قرر ذلك صلاح الدين المنجد.

رابعاً:أن العبد بحاجة إلى أن أن يكثر الابتهال إلى الله في أن يثبته على الصراط المستقيم ،ولذلك شرع الله قراءة الفاتحة في كل ركعة ،لأن فيها الدعاء بالهداية إلى الصراط المستقيم ،وقد كان النبي صلوات الله وسلامه عليه كثيراً مايقول:"يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك".

خامساً:أخذ الحذر من كل مايؤدي بالإنسان إلى الهلكة وإحباط العمل من الرياء والعجب،ومخالطة الأشرار ،وقراءة كتب الضلال والانحراف،ومطالعة القصص الخليعة والنظر إلى الصور الفاتنة بواسطة وسائل الإعلام المرئية ؛من سينما وفيديو وتلفاز وغير ذلك.. ومثل ذلك سماع التمثيليات والقصص الماجنة وأكل الحرام والوقوع في الكبائر من سكر وزنا وغير ذلك..

كل هذه الأشياء يخشى على من وقع فيها أن يتغير قلبه ويضعف إيمانه أو يضمحل حتى يذهب بالكلية ،فيشك بعد اليقين ويكفر بعد الإيمان ،والشأن كل الشأن في اللجوء إلى الله أن يحفظ عليك دينك ويصرف عنك كل ماينقصه ،فإن بدرت منك بادرة بحكم بشريتك فالجأ إلى الله أن يغفر ذنبك لعلك أن تقطع سفر الدنيا سالماً فإن حصل لك ذلك فتلك الغنيمة ،وإنما الأعمال بالخواتيم ،ذلك أن لنا عدواً متربصاً نغفل ولايغفل،ونسهو ولايسهو،ونتعب ولايتعب،فإن استعنا عليه بالله غلبناه،وإن غفلنا عن ذكر الله غلبنا.

اللهم أعنا على أنفسنا وعلى الشيطان ،واغفر لنا مابدر إنك أنت الغفور الرحيم

..................................
* "أوجز الإشارة في الرد على من أجاز الممنوع من الزيارة"(ص99ـ102).