المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قف: رسالة هامة من أمك وأمي



قوت القلوب
26-07-2003, 03:16 PM
السلام عليكم ورحمة الله
الحمد لله فارج الهم، وكاشف الغم، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وبعد:

يا بني.. هذه رسالة مكلومة من أمك المسكينة.. كتبتُها على استحياء بعد تردد وطول إنتظار.. أمسكتُ بالقلم مرات فحجزته الدمعة! وأوقفتُ الدمعة مرات، فجرى أنين القلب.

يا بني.. بعد هذا العمر الطويل أراك رجلاً سوياً مكتمل العقل، متزن العاطفة.. ومن حقي عليك أن تقرأ هذه الورقة وإن شئت بعدُ فمزقها كما مزقت أطراف قلبي من قبل!

يابني.. منذ خمسة وعشرين عاماً كان يوماً مشرقاً في حياتي عندما أخبرتني الطبيبة أني حامل! والأمهات يا بني يعرفن معنى هذه الكلمة جيداً! فهي مزيج من الفرح والسرور، وبداية معاناة مع التغيرات النفسية والجسمية. وبعد هذه البُشرى حملتُك تسعة أشهر في بطني فرِحةً جذلى؛ أقوم بصعوبة، وأنام بصعوبة، وآكل بصعوبة، وأتنفس بصعوبة. لكن ذلك كله لم ينتقص من محبتي لك وفرحي بك! بل نَمَت محبتُك مع الأيام، وترعرع الشوق إليك!

حملتك يا بني وهناً على وهن. وألماً على ألم.. أفرح بحركتك، وأُسر بزيادة وزنك، وهي حمل عليَّ ثقيل!

إنها معاناة طويلة أتى بعدها فجر تلك الليلة التي لم أنم فيها ولم يغمض لي فيها جفن، ونالني من الألم والشدة والرهبة والخوف ما لا يصفه قلم، ولا يتحدث عنه لسان.. إشتد بي الألم حتى عجزت عن البكاء، ورأيت بأم عيني الموت مرات عديدة! حتى خرجت إلى الدنيا فامتزجت دموع صراخك بدموع فرحي، وأزالت كل آلامي وجراحي، بل حنوت عليك مع شدة ألمي وقبَّلتُك قبل أن تنال منك قطرة ماء!

يا بني.. مرت سنوات من عمرك وأنا أحملك في قلبي وأغسلك بيدي، جعلت حجري لك فراشاً، وصدري لك غذاء.. سهرت ليلي لتنام.. وتعبت نهاري لتسعد.. أمنيتي كل يوم أن أرى ابتسامتك.. وسروري في كل لحظة أن تطلب شيئاً أصنعه لك، فتلك هي منتهى سعادتي!

ومرت الليالي والأيام وأنا على تلك الحال خادمة لم تقصر، ومرضعة لم تتوقف، وعاملة لم تسكن، وداعية لك بالخير والتوفيق لا تفتر، أرقبك يوماً بعد يوم حتى اشتد عودك، واستقام شبابك، وبدت عليك معالم الرجولة، فإذا بي أجري يميناً وشمالاً لأبحث لك عن المرأة التي طلبت!

وأتى موعد زواجك، واقترب زمن زفافك، فتقطع قلبي، وجرت مدامعي، فرحة بحياتك الجديدة، وحزناً على فراقك! ومرت الساعات ثقيلة، واللحظات بطيئة، فإذا بك لست ابني الذي أعرفك، اختفت ابتسامتك، وغاب صوتك، وعبس محياك، لقد أنكرتني وتناسيت حقي! تمر الأيام أراقب طلعتك، وأنتظر بلهف سماع صوتك. لكن الهجر طال والأيام تباعدت! أطلت النظر على الباب فلم تأت! وأرهفت السمع لرنين الهاتف حتى ظننت بنفسي الوسواس! هاهي الليالي قد أظلمت، والأيام تطاولت، فلا أراك ولا أسمع صوتك، وتجاهلت من قامت بك خير قيام!

يا بني لا أطلب إلا أقل القليل.. إجعلني في منزلة أطرف أصدقائك عندك، وأبعدهم حظوة لديك! إجعلني يا بني إحدى محطات حياتك الشهرية لأراك فيها ولو لدقائق..

يابني.. إحدودب ظهري، وارتعشت أطرافي، وأنهكتني الأمراض، وزارتني الأسقام.. لا أقوم إلا بصعوبة، ولا أجلس إلا بمشقة، ولا يزال قلبي ينبض بمحبتك!

لو أكرمك شخص يوماً لأثنيت على حسن صنيعه، وجميل إحسانه.. وأمك أحسنت إليك إحساناً لا تراه ومعروفاً لا تجازيه.. لقد خدمتك وقامت بأمرك سنوات وسنوات! فأين الجزاء والوفاء؟! ألهذا الحد بلغت بك القسوة وأخذتك الأيام؟!

يا بني.. كلما علمت أنك سعيد في حياتك زاد فرحي وسروري.. وأتعجب وأنت صنيع يدي. أي ذنب جنيته حتى أصبحت عدوة لك لا تطيق رؤيتي وتتثاقل زيارتي؟! هل أخطأت يوماً في معاملتك، أو قصرت لحظة في خدمتك؟! إجعلني من سائر خدمك الذين تعطيهم أجورهم.. وامنحني جزءاً من رحمتك. ومُنَّ عليَّ ببعض أجري.. وأحسن فإن الله يحب المحسنين! يا بني أتمنى رؤيتك لا أريد سوى ذلك! دعني أرى عبوس وجهك وتقاطيع غضبك.

يا بني.. تفطر قلبي، وسالت مدامعي، وأنت حي ترزق! ولا يزال الناس يتحدثون عن حسن خلقك وجودك وكرمك!

يا بني.. أما آن لقلبك أن يرق لامرأة ضعيفة أضناها الشوق، وألجمها الحزن! جعلت الكمد شعارها، والغم دثارها! وأجريت لها دمعاً، وأحزنت قلباً، وقطعت رحماً..

يا بني هاهو باب الجنة دونك فاسلكه، واطرق بابه بابتسامة عذبة، وصفح جميل، ولقاء حسن.. لعلي ألقاك هناك برحمة ربي كما في الحديث: { الوالد أوسط أبواب الجنة، فإن شئت فأضع ذلك الباب، أو احفظه } [رواه أحمد].

يابني أعرفك منذ شب عودك، واستقام شبابك، تبحث عن الأجر والمثوبة، لكنك اليوم نسيت حديث النبي : { إن أحب الأعمال إلى الله الصلاة في وقتها، ثم بر الوالدين، ثم الجهاد في سبيل الله } [متفق عليه]، هاك هذا الأجر دون قطع الرقاب وضرب الأعناق، فأين أنت من أحب الأعمال؟!

يا بني إنني أُعيذك أن تكون ممن عناهم النبي بقوله: { رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه } قيل: مَنْ يا رسول الله؟ قال: { من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما ثم لم يدخل الجنة } [رواه مسلم].

يا بني.. لن أرفع الشكوى، ولن أبث الحزن، لأنها إن ارتفعت فوق الغمام، واعتلت إلى باب السماء أصابك شؤم العقوق، ونزلت بك العقوبة، وحلت بدارك المصيبة.. لا، لن أفعل.. لا تزال يا بني فلذة كبدي، وريحانة فؤادي وبهجة دنياي!

أفق يا بني.. بدأ الشيب يعلو مفرقك، وتمر سنوات ثم تصبح أباً شيخاً، والجزاء من جنس العمل.. وستكتب رسائل لابنك بالدموع مثلما كتبتها إليك.. وعند الله تجتمع الخصوم!

يا بني.. إتق الله في أمك.. { والزمها فإن الجنة عند رجلها } كفكف دمعها، وواس حزنها، وإن شئت بعد ذلك فمزق رسالتها!

يا بني إن من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها..

(=================

ماذا تقول لو سمعت هذه الكلمات ....
الكل يصوت لك
أمك ، أمك ، أمك ، ثم أبوك ...
فكر برضاهم وراحتهم ....
وتذكر فضلهم عليك ....

_______________

تحياتي:

منقول

مجروحة الزمن
26-07-2003, 06:10 PM
رساله رائعه من الام

اتمني من قلبي ان تصل مسامع الجميه

ويلحقون علي عمرهم قبل فوات الاوان

يعطيج الف عافيه قوت

تحياتي لج

السيف
26-07-2003, 06:30 PM
اثرتي فيني بشكل كبير

فعلا رساله تأثر بالقلب

و هي من اغلا و احن القلوب في الكون

من الأم

الله يقوينا و نرضيها

اقبلي التحيه

اخوك / السيف

قوت القلوب
26-07-2003, 10:28 PM
يسلمو اختي مجروحه على المشاركه


والف شكرا على مرورج الكريم


تحياتي

قوت القلوب
26-07-2003, 10:31 PM
يسلمووووو اخوي السيف على المشاركه


والف شكر على مرورك الكريم

تحياتي

طيف الوله
26-07-2003, 11:03 PM
يا الهي


كم من امٍ كتبت ما كتبته هذه الام؟


وكم من رجل تلقى مثل هذه الرساله؟


لا اصدق ابدااا ان هنالك من يرغم امه ان تكتب له مثل هذه الكلماااااات

بالفطره يشدنااااا حنيننا اليهااااا الى تلك الايدي التي كانت وما تزال تمنحنا الحب دون مقاااابل والعطاااء دون انتظار


كم انت رائعه اختي في هذه الرساله التي اتمنى ان تصل الى الكل

معاند الجرح
26-07-2003, 11:55 PM
الجزاء من جنس العمل ..


الى اخواني واخواتي ماتفعله اليوم تجده غداً


كثير من الابناء نجدهم يرمون اباءهم في دار العجزة بدون رحمة او شفقة فما فعلوه اليوم سيفعله ابنائهم بهم ..


موضوع رائع .. رائع .. جداً


فهل من متعظ


قوات جزاك الله الف خير

ياسميناة
27-07-2003, 04:30 AM
وأتى موعد زواجك، واقترب زمن زفافك، فتقطع قلبي، وجرت مدامعي، فرحة بحياتك الجديدة، وحزناً على فراقك! ومرت الساعات ثقيلة، واللحظات بطيئة، فإذا بك لست ابني الذي أعرفك، اختفت ابتسامتك، وغاب صوتك، وعبس محياك،


الله يجعله بوازينك قولي آآآآآآآمين


صدقيني ياقوت ما أحد يحس بلذة كلمة يمااااااااا إلا المحروم منها

والأم هي كل شئ

ولكن المعاصي كثرن وخااااااااااصة العقوق

الله يسامحنا أجمعين،،،،،،،،،،



سي ياااااااااااااا

أمل عبدالعزيز
28-07-2003, 09:39 PM
غاليتي :

جزاكِ الله خيراً على هذه الرسالة سواء منك أو منقولة.........

وياليت أننا بالفعل نعرف قدر الأم ومكانتها .........

والله إن القلب ليبكي حزناً وتوجعاً لألمها .........

ولانملك حيالها غير الدعاء ....... ونحرص على البر لها طول المدى .........

تحياتي أختى وعسى الله أن يرزقنا برهم فى كل وقتٍ وحين...........

قوت القلوب
29-07-2003, 02:08 AM
يسلمووو اختي طيف الوله على مرورج الكريم

والف شكرا على المشاركه الجميله


تحياتي

قوت القلوب
29-07-2003, 02:10 AM
يسلمووو اخوي المعاند على مرورك الكريم

والف شكرا على المشاركه الجميله


تحياتي

قوت القلوب
29-07-2003, 02:12 AM
يسلمووو اختي ياسمينا على مرورج الكريم

والف شكرا على المشاركه الجميله


تحياتي

قوت القلوب
29-07-2003, 02:15 AM
يسلمووو اختي الرهيبه على مرورج الكريم

والف شكرا على المشاركه الجميله


تحياتي