المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من روائع الغالية/ نوال الجبر/ عرايا الظل



شـــــووشـــــه
07-01-2006, 05:52 AM
:blushing:

[line]

نوال تركي الجبر

السعودية ـ الرياض ـ 1982

قاصة وكاتبة سعودية


طالبة : أدب إنجليزي ـ الجامعة العربية المفتوحة


بدأت الكتابة في سن مبكرة ..

[line]


يجتمع خليط من البشر في بقعة مضيئة ، ويرفعون أياديهم للسماء
لتلك الشمس المعلقة.. تتدلّى أشعتها (كأنثى مشنوقة على سقف الحياة) ، يسقط رأسها ،و تتساقط خُصلات شعرها الذهبية ، مضيئة كطُهرها الذي تسكبه على العالم ...

يصمتون فمها ، ويبقى الظلّ سيّداً لهذا العالم ...

يبعثر دفء السنوات التي جذلت بها الشمس ، ويسكن برودة في الأجساد والقلوب.


تمتدُّ يدها ، ويتمرغ ُجفنها بالرمال ؛ تزحف بجسدها النحيل ومعدتها الممتلئة ، تمسك بقبضتها رمال ، لا تلبث أن تتبعثر من بين أناملها..

الآهات مجنونة، تتقافز من شفتيها - حتى خلع الليل جلده - والفجر عاري الجسد يختبئ موارياً خجلة.


أطبقَ الصمت اللحظات ، وهي تلبس بعضها، دموع حمراء تحرق وجنتيها وتنسدل للأرض العطشى ( تتبخر روحها البيضاء)، وتهيم في تفاصيل صغيرة ،

جماجم زرقاء تتساقط، وعظام طويلة خالية ؛ لم يبقَ من أجزاء الأنثى سوى هيكلٌ يحملُ بين تقوّساتهِ (طفلة) تدور في محيط ممتلئ، دائرة ٌمازالت الحياة تصلُ لأعماقها ؛ انفجار ومياهٌ تغمر جفاف الصحراء، والطفلة تتزحلق على أكفِّ الأشباح ، يستيقظُ هيكلُ أنثى خالي، وتحمل الطفلة بين ذراعيها ،والطفلة في كل هذا لازالت صامتة ، صرخةُ الحياة مازالت متحجّرة، والهياكل ترقص، وتتبعثرُ في الأرض ، ثم تعود هياكل متكاملة من جديد ، النيران تعصف بالأكواخ التي بدت خالية حتى من وجودها، والهياكل تشع النيران حولها، وفي داخلها الشياطين تغتصب الأموات...


اجتمعت الهياكل المتأججة بحرائقها( تقضم أجزاء الطفلة )، حتى أخرست الكون بصرخاتها الصغيرة ، تبدّلت ملامحها ، وغزى الفجر شعرها الكاحل، فرّت الشياطين ، والهياكل التحفت التراب غطاء أبدي..


سكنها الهدوء وعادت - لملامحها- تفاصيلها القديمة ؛ وما أن ابتعدت توقف المشاة بأسمالهم ، اجتازتُهم تصعد أزقّةً ضيقة بامتداد متحالف ؛ محاولةً عدم النظر للآخرين حتى وجدت نفسها تخترق جدار الرياح،أعادت نظراتها للخلف

تحرك المشاة، استأنفت الحياة مسارها المعتاد .


الأمواج البيضاء تزحفُ نحو الشاطئ، و السمكاتُ الفضية تلاحقُ ركبَ الجموعِ المغادرة، وعلى امتداد النظر النوارس الثلجية تتبعثر ، ككُراتِ الثلج ثم تنتشرُ لتعودَ من حيث انطلقتْ ..تسافر في دائرة مغلقة ، البداية مغلفة كالنهاية ...

طفلةٌ تدور في عوالمِ الصخب ، تعلّمتْ كيف تتكوّر كدائرة لتحمي نفسها من أنياب الليل الناهشة ، من تلك الزخّات الضبابية السوداء، من اختناق الصمت وبخار الكلام ، رمت بحقيبتها أوراقها وأقلام عطشى، تفتش عن استرخائة ؛ من شيء يتفاقم داخلها ، وجهها كحائط ، تقلبات الحياة تبني الحزن عليه طوبة طوبة ...

خيمة التعجب ؛ من فلسفة الحياة التائهة في غياهب النفس، أنسدل عامودها ......وأفترش الأرض ...


(خيول الصبر) تسيل دماء سوداء تخثّرت من حمَّى الإنتظار , وحزنها تكبّلهُ بأقفال الصمت حتى لا تسرقه الأسئلة الفضولية ...

عناقيد الطفولة تقطفها طفلةً طفلةً ، جسدٌ يتضاعف حجمه، ( ومراهقةٌ ) تستقبل حضارة اللغة، حضارة تمردت على الإنسانية، تكادُ تخنقها ، جذور الطفولة ثابتة مخيفة ، وساق الأزهار تآكل ...


أشرعت لحياتها المسير كأجنحة تعصف لباب السماء دون بصمٍ لعبور،

هكذا تخدعُنا سماءُ الأمنيات حيثُ لا تحمل لنا من أمنياتنا سوى قبعاتٍ

تهبطُ ببطءٍ لأكفِّ واقع متأججة النيران فتحرقها ...


تضاجع حلم التفاؤل ، وبذور اليأس أضحت غابات ، تسكن أعماقها، تعلّمت في زمن الحزن كيف أنَّ الفرح بكاء بوجه آخر ...


غُرفتُها قطعة من ثلج ، وستائرها أجفان ساقطة ، أنهكتها الإغفاءات المسترسلة ، كفَّ الليل الأسود يصافحُ وِحدتها، والغيمات الرمادية أزكمها الشتاء ،ترشق كتفيها العاريين بحبَّات المطر ، وحُزنها لا يملّ التحديق إليها ، لقد رأته بحبّة مطرٍ أمسكتْها بشدّة( تأكدت أنَّ السماءَ تمطرُ كل شيء ) مشاعر ... وفرح ... ودموع حزينة ، إنها وجهٌ آخر للإنسانية.


كانت عيناها تلاحقُ شيئاً بالسماء ، لم تكن تقرأ له عنوان في الأرض ،

فجأةً هبطت السماء لحدود الأرض ، وانتشرت النجوم مدناً جفَّ وميضُها من كثافة البشر، وبقيَ القمر لغزاً آخر بعيداً رغم التصاقه، وباتتْ لحظات التحليق أشبه بالزحف الدائم ...


كان يمدُّ كفَّه البارد، يحتضنُ نحلَ أناملها، تلك البعيدة القادمة لزمنٍ لا يملُّ التغيير، تحتضنُ بجسدها المرتعش ألف شتاء قارص ، أحاط خاصرتها، وبدأت ترقصُ أو تنزفُ أو ربما تتبّخرُ من كل شيء حتى من نفسها ...

الأرض تتنفسُّ من أجسادٍ غارقة في أعماقها ، والسماء ملّت الأرواح المحلقة ، ورقص الليل يضيءُ أحلاماً متكسرّة على شطآن الأمنيات ..

يهمس لها: صدركِ جنَّة مختبئة ،لا نرحل إليها دون صلاة !

رقصُها ينجلي في ورق الشجر ، وركضَ قلبُها لنومٍ متواصل ، أيقظ في عقلها أنَّ ما حدث في فتنتها رقصُها النازف لحظات خرافية ...

) ينمو بين أكفها الناعمة ) ألف زهرة جاردينيا بيضاء في صُبحها العاري

وفرسٌ بيضاء تتجوّل في حدائق بيضاء ، وموجٌ أسود يغتصبُ طُهرَ البياض....

يتلاشى كل الزمن في إطلالة خرافة مسائية جديدة ...

حينما تفتش بين كفيّها ولا تجد سوى الفراغ يملؤه أو بقايا هواء ..

تدوسُها أقدامُ الشرود الطويلة.


أنسكب العمر وهي تنطلق كأنثى متمردة على كل شيء ، وبقي في الكأس كثير ... هاربة بفستانها الطويل ، تتلعثم خطواتها، وهي تلاحق عقارب الزمن

التي تسابقها ، تصعد سلالم سوداء باتجاهات اللآتوقف هناك حيث الانطلاق درجات لتوقفٍ موغل في العدم ...

تتوقفُ عند الطاولة ، ولا يتوقف لهثُها، وردة حمراء في نعشها الأخير على الطاولة معلقة بين إغفاءة وصحو ...


سحابةُ بيضاء تغطّي ملامحه من سيجارٍ ينفثه، ويسممّ رئتي الأجواء، لحظات توقف ، وقبلة باردة جداً يرسمها على كفيّ الدافئ ، وابتسامة تتابع نظراتي إليه ، أشعر أن ثمّة غموض يتراءى لي خلف أحاديثه..


قطف الوردة ، وتهادت بتلاتها كسربِ فراشات حمراء قدمَّها لي، أُمسكُها بأطراف أناملي خِشيةَ أن تتمزّق .. حتى رحلت لأزهارها بكفن الذبول ...

عدتُ أدراجي محملّةً ببقايا ثرثرة ، وذاكرة ثملة حتى انبلاج الصباح، والواقع يخلق في عقلي الصغير ألف حلم، يأستُ من ديمومة تجسيده .


وعلى أنقاض أضلعي يعلو نبضي ؛ طقوس عشقي لرجل فاض به موج الحياة ...

خفقاتي له أشبه بنجوم متدثرة بعتمة الليل، وميضها يشتد للحظات ، ولحظات أخرى تغيب فيها الحياة أو ربما أنسى فيها إنني أسير بقلب..

مخاض الغسق يلدُ كهلاً أسود اللون أقترب لسريري الأثير، وأستلقي

على بحر الأحلام الضبابية تلك التي تتمرد على واقع حياتنا ...

أجدُ المحار يتثائب وعينيِّ البحر تطلُّ منه، أُمسكُ دولفيناً أصفر...يفرُّ من أصابع البحر التي تدغدغ خاصرته، ونرحلُ حيثُ يسكن البعيد ...

تخلع اللحظات أثوابها هناك حيثُ يتوقفُّ الركض في زمن مترع بالمتناقضات...

وستائر المطر تكنسُ جفاف المدينة تلك التي خارج كل شيءٍ تقع (وداخل نفسي ) ، والمرايا البلورية تلاحقُ شبح نفسي ذلك الذي يطلُّ ويقهقه لجنون الشبه ...


كان هو المخلوع من الزمن حضر بهجةً لحياتي ، لاكَ أحاديث الذكرى ولحظات غاب فيها صوتي، واختفى جسدي إلَّا من أحضانه .

ظلَّ يفتش عمَّا يفتقده في داخلي ، يشعلُ عواصف، ظننتُها هدأت حتى اهترأ جسدي بين يديه، ونقوش الذكرى على حائطِ قلبي رسمها الآخرون بدموع

الوداع ( وغادروا ( ...


أنيابُ الحقيقة تمضغُني بشهيّّة حتى تقوقعتُ داخلها، لفضتني من فمها

لأعود بلا ماضٍ ؛ أجرُّ ذكرياتي المكشوفة بأقدامٍ مكبّلة بالاعتراف ..عِطر المساء ينثال بشاعرية ، رجل غادر لحظاتي للتو ، أغلقت بوابة الدنيا أتكئ

بجسدي على كتف الأشواك أنزف دموع، والقهر يكابدُني ، فوضى العتمةِ تتوالدُ على قارعةِ دربٍ مُضيء يُفضي للقمر الذي أصبح أذنً تلتهمُ الأسرار المحلِقة من أفواهٍ تقضمُها بشهيِّّة الحديث الممتد، شخوصُ الخيال ترتعشُ ، ترتادُ طموحاً كان أولُّ علاماتها السقوط وآخرُ نبضاتها الانكسار...


ألقى بها المستحيل ، ورحل يجرُّ ضحكاته ، عبثاً كنتُ أحاولُ منع طعناته على جسد ذاكرتي حاولت بالأمس وما استطعت ...

تنتابني حالة من التمزق الذاتي ، يتوالد أثرها في داخلي ألف نبض خارج ولا ينطفئ جسدي ، أشعر أني أحلقُ فوق فرس السعادة رأسي يتوسد ظهرك ويدي تحتوي خاصرتك. ...


يطلُّ صباحي فأرفع أحلامي على أرفف ذاكرتي لمساء آخر ، ينهمر حضوره كبحر ساكنٍ خدش صمته نياحي على غيابه ، وحاجزُ الملل الذي رسم جسوراً لمدنٍ رحلتُ لها أجرُّ مللي كظِلي منفعلةً أسقط داخل حضنه أبكي، وأشدُّ صدره، خصلات شعري تتبعثر لتخفي حزن ملامحي، تتعالى صرخاتي معلّقة بسؤالي لِما يرغب في الاحتفاظ بي ؟ بلا رغبة حقيقية أكون فيها له ... وأخرى جنونية أصبح فيها لغيره ؟


أفقتُ على جليدِ صدره ، وجذوة قلبي تقف مشدوهة من جليده، عباءة تعجب تكتسي تبرج اللحظات مصدومة بقانون لا ينصف العاشقة وكأنها أحبت خارج الزمن بلا ثمن لاستنزاف كيانها كأنثى متموّجة بعاطفة فطرية لولاها لبقيَ الكون يجرُّ عقلية الأشياء بلا تكافل ورحمة ترسم بركة الخالق عليها .


يسكن في اسوداد خصلاته بقايا فجر مكلّّّلة ببقعِ ليلة عذراء فرّت لانبلاج بُكارتها ،

غارت عيناها، وأصبحت جمرتين تحترق دون نار ( تقف امرأة نصفها حقيقة ،

ونصفها ظِل ) تتآكل ، يفترسها الظّل ، ويتلاشى من أختلس كل زمانها .


تهتف بجرح: (تفاحة الحلم أسقطتني من جنة العشق لدنيا نصفها وهم (، وقفتُ أمام المرآة البلورية أنظرُ للأنثى التي نصفها حقيقة ،أرى نفسي و أتسائل ؟:

أيٌّ منهما يرى الآخر ؟ جسدي الحقيقي أم انعكاساتي الساقطة على سطح البلّور؟ وأيٌّ منهما تعنيه تلك الحقيقة التي أكاد أفتقد معظمها؟

أسئلة تكاد تزدحم عند أبواب العقل الراكن للنسيان!...

تمتلئ الأسئلة كأبحُرٍ تبتعد عين عقلي هناك ، حيثُ الآخرين، وأتسائل: كم منهم وجد إجابات لأسئلة فقدت عذرية الجواب؟

كم منهم مزدحمٌ تكاد تُغرقه الإستفهامات كظله يوم الحساب ؟

وتصل لفوهته ممتلئ بأسئلة عميقة حدّ البحر الممتلئ بالرمال

أهذا ( عُمق الإشباع )؟!


أكفُّ الليل الطويلة تكشف صدر النهار، وأثداء الشمس تُسقي أجساد الظل ،تلك المختبئة دائماً خلف أجسادنا ، أحبال الصمت تقودني لمدارات الظل المتمردة، وأسقط داخل ظِلي، أنقش حكاية زمن أستعجب منه كيف يخلق القوانين وتدبُّ الفوضى في أرجاءه ...أرى العالم الآن بكل مصداقية ...

كل الأجساد التي تحتضن كبرياء في حقيقتها، تراقبُ النمل كيف يسير مزهوٌ بكل فخر ، العالم يجرُّ قدمين لا تثقلهما أيدي الظلم القاسية !

أعودُ تسجيل تبعثر خطواتي دروب الألم، وأطرد بصرخاتي شبح ظِلّي ، أجرُُّ ذاكرة تكاد تصل لحدود السماء !

محملةً بنتيجة محددة ، الإنسان مجرد تراكمات لحياة تختار الأسوأ فالأسوأ ...

لذا كانت نقطة الانطلاق إذا وجدها هي لا مُحال نقطة توقف ...


أطوفُ حول ظِلي فاستدار حول الأرض، وعاد يستوطن ركن بعيد، يطوي جناحه الأسود، ودمائه تسيل كالخطايا استقرت داخل عقلي مسألة كيف يلد الظل الألوان ؟


تموّج السؤال ورحل إليه - أبتسم الظل- وكأنني في عالم سحري !!

لا أتذكر ملامح للظل فقد كان الشيء الوحيد الذي يتموّه : أصواتٌ تتردد لا أدري من يتحدث ؟!

أهيَ الجبال التي تدعّي دائماً أن الصدى يتردد حولها مخفية تلك الحقيقة كهوف فمها التي تغطيها الأحجار الصلدة والتراب !...

أم أنه الظِل أصبح يمتلك ذلك الصوت الذي أحرقته الشمس منذ أمد ؟!

تلوّح تلك الإجابة على طاولة التفكير ...

ألم تلد الأجساد الملونة ظِلاً تجرُّه خلفها ؟!

أذاً أيُّهما يلدُ الآخر ؟!

أضاء دمي شارعاً سرتُ عليه، وضحكة دموعي يستوطنُها رحيل هذا العالم لكن ستبقى أسمائنا معلقة على سقف الخلود ...

شهقات الموت تتماثل في دروبي ، تعلن أن للزمن أطراف يرتاح فيها الجسد ...

أضاء جسدي نوراً وفرّت طفلة السنوات الإصبعية تركض، تسابق أرنباً أبيض يفرُّ منها لذعر الموقف، وضحكاتها كفقاعات لا تلبث أن تنفجر، توّقفَ ركضها، التحفت بعدها غطاءٌ من الورق الأخضر، كأنها أشجار الجنَّة، واستسلمت لنومٍ عميق

خشيتُ أن أوقضها ...

أسير خطوتين! ...

ومراهقة منفعلة تخرج من جسدي تبكي ، وهي نائمة، وعلى وجنتيها حبّات دموع وفي جفنها يسكنُ بقايا حلم ، شاهدة أنني عشتُ جحيم الظل، ترتدي عبائتها في عجل الرحيل ...

ورود حمراء ، تجرفها أشرعة الرياح، وأنثى متمردة تسقطُ من نجمة في السماء تحتضنُ في شفتيها اشتهاء البوح ...


بأظافرها النحاسية تمزّق لوح الكون، فينزفُ القمر، وتنطفئُ النجوم ، ومن دخان المدينة تشوي قتيل البحر على بقايا الزبد ، تشتري أحلامها بدماء الجسد، ووردة القلبِ تحترق بالنجيع ، أمتلأ القلب بالأمنيات ،جذوة انكسار تسابقت للأضلع، تشعل حريق الجسد،أصبح جسدها حمامات بيضاء حلقت لما وراء السماء ..

ورد الجــوري
10-01-2006, 02:59 AM
/
/
هلا اختي
وهلا بنقلك
تسجيل حضور
ولي عوده مع منقولك
/
/
كل عام وانت بخير

ورد