المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فضل عشر من ذي الحجة



إبراهيم الشهري
23-01-2003, 02:36 AM
عبدالملك القاسم - دار القاسم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:

فإنه من فضل الله ومنته أن جعل لعباده الصالحين مواسم يستكثرون فيها من العمل الصالح وأمد في آجالهم فهم بين غاد للخير ورائح.. ومن أعظم هذه المواسم وأجلَّها.. أيام عشر ذي الحجة.

وقد ورد في فضلها أدلة من الكتاب والسنة منها:


1- قول الله تعالى: وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ [الفجر:1--2]، قال ابن كثير رحمه الله: المراد بها عشر ذي الحجة.

2- قال تعالى: وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ [الحج:28]، قال ابن عباس: أيام العشر.

3- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { "ما العمل في أيام أفضل من هذه العشر" قالوا: ولا الجهاد؟ قال: "ولا الجهاد إلا رجلٌ خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء" } [رواه البخاري].

4- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : { ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد } [رواه الطبراني في المعجم الكبير].

5- كان سعيد بن جبير رحمه الله ( وهو الذي روى حديث ابن عباس السابق ) إذا دخلت العشر اجتهد اجتهاداً حتى ما يكاد يقدر عليه [رواه الدارمي بإسناد حسن].

6- قال ابن حجر في الفتح: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره.

7- قال المحققون من أهل العلم: أيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي.

مايستحب فعله في هذه الأيام :


1- الصلاة: يستحب التكبير إلى الفرائض، والإكثار من النوافل، فإنها من أفضل القربات. عن ثوبان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { عليك بكثرة السجود لله فإنك لا تسجد سجدة إلا رفعك إليه بها درجة، وحط عنك بها خطيئه } [رواه مسلم] وهذا عام في كل وقت.

2- الصيام: لدخوله في الأعمال الصالحة، فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي ، قالت: { كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر } [رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي]. قال الإمام النووي عن صوم أيام العشر: إنه مستحب استحباباً شديداً.

3- التكبير والتهليل والتحميد: لما ورد في حديث ابن عمر السابق: { فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد }. وقال الإمام البخاري رحمه الله ( كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما ). وقال أيضاً: ( وكان عمر يكبر في قبته بمنى فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج منى تكبيراً ).

وكان ابن عمر يكبر بمنى تلك الأيام، وخلف الصلةات وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه تلك الأيام جميعاً، والمستحب الجهر بالتكبير لفعل عمر وابنه وأبي هريرة.

فحريٌّ بنا نحن المسلمين أن نحيي هذه السنة التي هُجرت في هذه الأيام، وتكاد تُنسى حتى من أهل الصلاح والخير بخلاف ما كان عليه السلف الصالح.

4- صيام يوم عرفة: يتأكد صوم يوم عرفة لغير الحاج لما ثبت عنه أنه قال عن صوم عرفة: { أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده } [رواه مسلم].

5- فضل يوم النحر: يغفل عن ذلك اليوم العظيم كثير من المسلمين مع أن بعض العلماء يرى أنه أفضل أيام السنة على الإطلاق حتى من يوم عرفة. قال ابن القيم رحمه الله: ( خير الأيام عند الله يوم النحر، وهو يوم الحج الأكبر ) كما في سنن أبي داود عنه : { إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القر } ( يوم القر هو يوم الاستقرار في منى، وهو يوم الحادي عشر ) وقيل يوم عرفة أفضل منه، لأن صيامه يكفر سنتين، وما من يوم يعتق الله فيه الرقاب أكثر من يوم عرفة، ولأنه سبحانه وتعالى يدنو من عباده، ثم يباهي ملائكته بأهل الموقف، والصواب: القول الأول: لأن الحديث الدال على ذلك لا يعارضه شيء.. وسواء كان هو أفضل أم يوم عرفة فليحرص المسلم حاجاً كان أم مقيماً على إدراك فضله، وانتهاز فرصته.

بماذا تستقبل مواسم الخير؟


حريٌّ بالمسلم أن يستقبل مواسم الخير عامة بالتوبة الصادقة النصوح، وبالإقلاع عن الذنوب والمعاصي، فإن الذنوب هي التي تحرم الإنسان فضل ربه، وتحجب قلبه عن مولاه. كما يستقبل مواسم الخير علمة بالعزم الصادق الجاد على اغتنامها بما يرضي الله - عز وجل - فمن صدق الله صدقه الله: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا [العنكبوت:69]، وقال تعلى: وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ [آل عمران:133]. فيا أخي المسلم احرص على اغتنام هذه الفرصة السانحة، قبل أن تفوت عليك فتندم ولات ساعة مندم. فإن الدنيا أيام قلائل ونحن في دار العمل وغداً دار الجزاء والحساب واجنة والنار، وكن من الذين عناهم الله عز وجل بقوله: إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ [الأنبياء:90].

أبوعبدالرحمن
23-01-2003, 03:58 AM
أخي

جزاك الله عنا خير الجزاء ,,

عزوز
23-01-2003, 01:47 PM
السلام عليكم
اخي الحبيب الفاضل ابو سعد ........ وفقك الله
جزاك الله خير على ماتقوم به من جهد في رفعت هذه لمنتدى الى الامام اخي
وحبينا نشارك معك في الموضوع وصبر علينا 0

بعد ايام قليلة تظلنا أيامٌ كريمةٌ مباركة ، أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة ، أيام خير وفوز وفلاح ، فمن تعرض لنفحاتها سعد بها في دنياه وآخراه ، قال الله تبارك وتعالى: { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} .

العمل الصالح في هذه الأيام العشر أحب إلى من أي عمل صالح فيما سواها من أيام السنة.

وكان السلف الصالح يُعظمون ثلاثة أعشار (( العشر الأول من ذي الحجة – والعشر الأواخر من رمضان – والعشر الأول من شهر المحرم )).

عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر . قالوا ولا الجهاد في سبيل الله !! قال : ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء " أخرجه البخاري 2/457 .

وقد أورد ربنا تعالى هذه العشر الأول من ذي الحجة في كتابه العزيز فقال تعالى { والفجر وليال عشر } قال ابن كثير : ( المراد بها العشر من ذي الحجة ) وقال تعالى { ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام } الحج : 28 . والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما : ( الأيام المعلومات : أيام العشر )

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد )) . أخرجه احمد 7/224 وصحّح إسناده أحمد شاكر .

ومن أيام العشر الأول من ذي الحجة :

أ - يوم عرفة :- وهو اليوم المشهود الذي أكمل الله فيه الدّين ، يوم المغفرة والعتق من النار ، أكثر أيام السنة يُرى الشيطان فيه ذليلاً حقيراً مُغتاظاً لكثرة عتقاء الله من النار ، يباهي ربنا تعالى في يوم عرفة ملائكته بأهل الأرض .

ويتأكد صيام يوم عرفة لغير الحجاج ، لما رواه مسلم في صحيحه عن أبي قتادة – رضي الله عنه – قال : سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم عرفة ؟ فقال (( يُكفر السنة الماضية والباقية )).

وفي صحيح مسلم أيضاً عن عائشة – رضي الله عنها – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبيداً من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة)).

فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر ...)) الحديث أخرجه النسائي 4/205 وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/462 .

2- يوم النحر : - وهو يوم الحج الأكبر ، يومٌ يُصبح الحجيج فيه مغفوراً لهم ، يُكمل المسلمون حجهم الذي هو الركن الخامس من أركان الإسلام ، بعدما وقفوا بعرفة ، وحصلوا على المغفرة والعتق من النار.

فينبغي عليك أخي المسلم استغلال هذه الأيام بالطاعات والقربات ، ومن ذلك : -

أ - التوبة النصوح : بشروطها : الاستغفار باللسان ، والإقلاع بالأبدان ( بالجوارح ) ، وإضمار ترك العزم بالجنان ( بالقلب) ، ومهاجرة سيئ الخلان ( أصدقاء السوء) ورد المظالم إلى أهلها .

ب- صيام التاسع من ذي الحجة ( يوم عرفة ) :- لما ذكرنا من فضله.

ج - التكبير :- فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر . والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة ، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى ، لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ( فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد ).

د- الإكثار من الأعمال الصالحة عموما : - لقوله صلى الله عليه وسلم ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر .. ).

هـ - الأضحية : وسنفرد لها موضوع خاص ، من حيث أحكامها.

والله اعلم

همس البدر
24-01-2003, 12:32 AM
أخي الفاضل /أبراهيم الشهري

جزاك الله عنا خير الجزاء
نحن داخلون على أيام العشر الأول من شهر ذي الحجة ،
ونسأل الله عز وجل ان يبارك لنا فيها .

إبراهيم الشهري
25-01-2003, 11:16 PM
اللهم امين
اشكركم على المشاركه وجزاكم الله خير

مفرح بن مناحي
26-01-2003, 03:06 PM
اخي العزيز / إبراهيم الشهري

جزاك الله خيراً ,,,

وجعل ما كتبته لنا في موازين حسناتك ,,,

كما أشكر الأخ الفاضل / سعد التنومي على إضافته القيمة ,,,

فجزاكما الله خير الجزاء ,,,

تحياتي

أخوك / سهم المنايا

أمل عبدالعزيز
01-02-2003, 08:29 AM
أخى إبراهيم الشهرى 00

أجزل الله لك المثوبة والأجر فى هذه التذكرة والموعظة القيمة , وماكنَّا يوماً خير أمَّة إلا بنشر الحق والتواصى بالخير والحق00

ولقد أتم أخي الفاضل سعد البقية 00

لكن أردت هنا فقط تتمة شخصية مني وهي00

نجد البعض بمجرد دخول العشر يستحي من التكبير فى الأسواق ولسان حاله يقول:

الله وش بيقلون الناس عنى أنهبلت"00:confused:

طبعاً هذا غلط ياإخوان لأن إقامة السنن ليست فى حاجة منَّا لحياء وماوالاه بل لابد من أن نعلن بهذه الشعائر ولنا الشرف00

فالتكبير هنا يعتبر المطلق لا المقيد 000 فنبتديء من البداية ونقول الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله00

فى كل مكان لاونريد للشيطان أن يجد مدخل فيقول لك :" أنت تسوى كذا علشان الناس"

لا نعوذ بالله من هذا الخناس00

وأخيراً كل التقدير لك ولقلمك00

أختك الرهيبة :)