تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : سبب الخطأ في تفسير قول القاموس" أوما كان مكتفيا بنفسه



أهــل الحـديث
26-09-2012, 06:20 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم


الحمد لله أما بعد :
قال صاحب القاموس :الكَلامُ: القولُ، أو ما كان مُكْتَفياً بنَفْسِه
ففسر بعض النحاة ما كان مكتفيا بنفسه بقولهم : وما كان، وما، يعني: شيء، هذا الشيء ليس بلفظ، وما شيء كان هذا الشيء مكتفياً اكتفى بنفسه بذاته في إفادة المعنى دون ضميمة لفظ إليه، وهذا ما يسمى بالدوال الأربعة، كالكتابة والخط والإشارة والرمز راجع شرح الشيخ الحازمي على الألفية
و سبب الخطأ راجع إلى اختصار صاحب القاموس لعبارة العلامة أبي الحسن الضرير في محكمه ومحيطه الأعظم وذلك أنه حكى في تفسير الكلام قولين
1 - الترادف بين الكلام والقول فقال الكَلام: القَوْل
2- ثم حكى بصيغة التمريض القول الثاني فقال : وَقيل: الْكَلَام: مَا كَانَ مكتفيا بِنَفسِهِ، وَهُوَ الْجُمْلَة.
وَالْقَوْل: مَا لم يكن مكتفيا بِنَفسِهِ، وَهُوَ الْجُزْء من الْجُمْلَة فتبين بذلك أن المراد بالاكتفاء الجملة التامة
وهي لفظ وليست دوالا أربع كالاشارة ويؤيد هذا ما ذكره السوطي من أن إطلاق الكلام على الدوال الأربع الاشارة وغيرها مجاز
وفي التنزيل فأشارت إليه وقد نذرت ألا تكلم إنسيا
قال صاحب الأضواء : فَإِنَّ فِي هَذِهِ الْآيَةِ التَّصْرِيحَ بِنَذْرِهَا الْإِمْسَاكَ عَنْ كَلَامِ كُلِّ إِنْسِيٍّ، مَعَ أَنَّهُ تَعَالَى قَالَ: فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ أَيْ: أَشَارَتْ لَهُمْ إِلَيْهِ أَنْ كَلِّمُوهُ يُخْبِرْكُمْ بِحَقِيقَةِ الْأَمْرِ، فَهَذِهِ إِشَارَةٌ مُفْهِمَةٌ، وَقَدْ فَهِمَهَا قَوْمُهَا فَأَجَابُوهَا جَوَابًا مُطَابِقًا لِفَهْمِهِمْ مَا أَشَارَتْ بِهِ: قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَنْ كَانَ فِي الْمَهْدِ صَبِيًّا وَهَذِهِ الْإِشَارَةُ الْمُفْهِمَةُ لَوْ كَانَتْ كَالنُّطْقِ لَأَفْسَدَتْ نَذْرَ مَرْيَمَ أَلَّا تُكَلِّمَ إِنْسِيًّا
وقد وقفت على كلام نفيس جدا ربما يكون مستندا في تعريف ابن سيده الضرير للقول بأنه مَا لم يكن مكتفيا بِنَفسِهِ، وَهُوَ الْجُزْء من الْجُمْلَة
قال صاحب تاج العروس : وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ: واعْلَمْ أنّ {قُلْتُ فِي كَلَام العربِ إنّما وَقَعَتْ على أَن تحكي بهَا مَا كانَ كَلاماً لَا قَوْلاً.
يَعْنِي بالكلامِ الجُمَلَ، كقولِك: زَيدٌ مُنْطَلِقٌ، وقامَ زَيدٌ، وَيَعْنِي بالقَولِ الألفاظَ المُفردَةَ الَّتِي يُبنى
الكلامُ مِنْهَا، كَزَيْدٍ من قولِك: زَيدٌ مُنطَلِقٌ
والله تعالى أعلم
اللهم وفقني وسددني
وأستفيد من توجيهات إخواننا