المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مـــــــــــاذا لــــــــــــــــــــــــ ــو ؟!!!!



أهــل الحـديث
25-09-2012, 09:20 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم





بسم الله الرحمن الرحيم



مـــــــــــاذا لــــــــــــــــــــــــ ــو ؟!!!!




كتبتها



أم عبد الرحمن بنت خليل






إنه اليوم الذي انتظره بفارغ الصبر، يوم توزيع نتائج المسابقة التي اشترك فيها، لبس أجمل ما عنده وقف يسرح شعره بعناية، يبتسم لأمه ويقبلها، يلاعب أخاه ويمازح أخته، تعطر وألقى نظرة رضا أخيرة على المرآة، وغادر مسرعاً حتى لا يفوته شيئاً من الحفلة وحتى يجد مكاناً قي الصف الأول، وكيف لا يتصدر الحفل وهو الذي درس بجد، واجتهد استعداداً للمسابقة ...





صعد المحاضر المنبر بيده النتائج ، ساد الصمت في القاعة، تسمرت الأعين على شفتيه، تصاعدت دقات القلوب وبلغت الحناجر، الكل يمنن نفسه بالفوز، بل بنيل الدرجة الأولى.



الفائز الأول.... ياه خسارة ليس هو، ربما المرتبة الثانية ستكون من نصيبه.





الفائز الثاني.....لا غير معقول، هل درجتي لم تكن بالمستوى المطلوب الذي يخوّلني أن أتبوأ الدرجات العلى؟!! لا بأس أرضى بالمرتبة الثالثة.





الفائز الثالث .... تسارعت دقات قلبه حتى أحس أن كل من في القاعة يسمعها تلاحقت أنفاسه في صدره، سرت قشعريرة باردة من أعلى رأسه حتى أخمص رجليه ،اغرورقت عيناه بالدمع ومر شريط ذكريات وجه أمه مبتسمة له بحنان ويدها ملوّحة، وأباه يقف مشجعاً له، وجدّته تنتظر "الحلوانة"، وصديقه الذي وعده بقطع جزء من الجائزة هدية له ... تلاشت الصور سريعاً عندما سمع اسمه ينادى عليه لأخذ جائزة ترضية لفوزه بالمرتبة الرابعة!!!...





تماسك نفسه وصعد المنبر ليستلم جائزته المتواضعة راسماً على وجهه ابتسامة مريضة، شكر المحاضر وخرج من القاعة مسرعاً قبل أن يفطن أحد له، وقبل أن تفضحه عيناه الحزينتان.





مشى الى بيته مفكراً معتبراً قطع المسافة دون أن يحس ببعدها، الأحلام والآمال صار أبعد بكثير!! يــــــــــــــــــــــــ ـــاه، كم هو صعب أن تعتقد نفسك متقناً ثم تقف متفاجئاً أنك خاسرٌ، فَهِمَ كلُّ مَنْ في البيت ماذا دهاه. قال في نفسه: لو فزتُ لقلتُ { هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ } ( الحاقة، 19 ) لأفرحت أهلي وأصحابي...



اذاً كان كل هذا الحزن لفوات محبوب في الدنيا،





ماذا لو فاتني محبوب الآخرة..!!؟؟





ماذا لو كنت أعتقد أني من الصالحين فوجدت نفسي من الخاسرين؟؟؟





ماذا لو كنت أعتقد أن صلاتي وصيامي سيشفعان لي ثم لم أجدهما الا وقد ردّا في وجهي؟؟؟





ماذا لو كنت أعتقد أن قرآني سينير لي قبري ثم عندما صرت هناك لم أجد إلا نفسي والتراب؟؟؟





ماذا لو كنت أعتقد أن إحساني وصدقاتي سيفرّجان عني من كرب الآخرة ثم عند حاجتي لهما هناك لم أجد ما يثقل موازيني؟؟؟



ماذا لو كنت من أهل هذه الآية: { قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} ( الكهف، 103 – 104 ).