المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحياة تأثر وتأثير



عميد اتحادي
23-09-2012, 05:40 PM
الإنسان بطبعه يتأثر بمن حوله من الناس سواء بطريقة كلامهم أو سلوكهم أو حتى بطريقة ارتداء الملابس والمشي. وتعتبر الفئة العمرية ما بين 2 إلى 20 سنة من أكثر الفئات التي تتأثر بمن حولها. فالطفل قد يتأثر بما يراه في التلفاز من مشاهد عنف وكلام مُنافٍ للأخلاق، وقد يتأثر المراهق ما بين 15 إلى 19 سنة بشخصية مشهورة ذي شعبية واسعة فيقتدي به في جميع أفعاله فالملابس التي يبتاعها هي للمغني الفلاني أو اللاعب الفلاني وإذا ذهب لحلاقة شعره قال إنه يريد قصة شعر مشابهة لـ"س" من الشخصيات وإذا قال شيئًا معينًا قال إنه سمعها من الشخص"ص". ومن أكثر أشكال التقليد وضوحًا لدى الشباب هي موضة السراويل ذوات الخصر المنخفض الساقط المعروف بموضة "نزلني"، وكذلك القصات الغريبة لـ اللحية وارتداء الإكسسوارات والربطات حول العنق وقيادة الدراجات النارية.
هذا وقد يكون للتأثير جانبان أحدهما سلبي والآخر إيجابي. فالتأثير أو التقليد السلبي قد يتمثّل في مُحاكاة الطفل لما يراه أو يسمعه دون الشعور بذلك وكذلك ما قد يفعله الشاب من سلوكيات وتصرّفات لمجرّد التشبّه بشخص معين. أما التأثير الإيجابي فقد يتمثل في محاكاة عالم أو مفكر معين والاستفادة من خبراتهم الواسعة في الحياة، وكذلك يتمثل في السعي للجدّ والتحصيل وتحسين القدرات والمهارات. ومن أحد الأسباب التي تجعل الشباب ذوي الفئة العمرية ما بين 15-19 سنة أكثر الفئات عرضة للتأثر والمحاكاة، وعادة ما يكون السبب قلة خبراتهم في الحياة، فباتخاذهم سلوكيات شخصية معينة فقد يسهل ذلك الحياة عليهم بعيش حياة شخص آخر. ومن الأسباب التي تجعل الشباب والفتيات يقلّدون الشخصيات الأخرى هي الشعور بالنقص وعدم الرضا وقلة الثقة بالنفس ظنًا منهم بأن هذه الشخصيات هي الأفضل.
والمقلّد عمومًا شخص يشكو من النقص وعدم الثقة بالذات.. ولا يمكنه أن يحقق ذاته من خلال أعماله وسلوكها واستقلاليتها وإنتاجيتها.. ولا يستطيع النظر في أعماقه ليكتشف مواقع القوة والضعف بل يهرب إلى التفكير السطحي والكسب السريع والإطراء من الآخرين. كما أن شخصية المقلّد تكون أقل نضجًا وتماسكًا وفعالية.. ويتأثر بسرعة ويفتقد إلى القوة الحقيقية والعمق والنجاح.
لا بدّ للإنسان من أن يبحث عن ذاته وأن يفهمها ويطوّرها ويغنيها بما يناسبها من خلال الجدّ والكفاح والطموح والتحصيل في كافة المجالات المُفيدة والبنّاءة بالإضافة إلى النوع الآخر من التأثر والمحاكاة وهو التأثر الإيجابي لأن الإنسان بفطرته اجتماعي ولا يستطيع إتيان حاجاته دون الناس فالحياة عبارة عن التأثر والتأثير.