المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مدمنو الفيسبوك ورقصة الطير المذبوح بقلم محمود الجوهري



معلم
23-09-2012, 12:30 PM
مدمنو الفيسبوك ورقصة الطير المذبوح
بقلم محمود الجوهري
لم أدرك الإحساس بالألم وقسوته إلا عندما أجد إنسانا أمامي يتألم كالطير المذبوح يرقص من الألم وأنا عاجز عن مساعدته فأدعو الله أن يمنحني المقدرة على تخفيف المعاناة لقد قرأت بين سطور أغلب من شاهدت مشاركتهم وتعليقاتهم على صفحات الفيسبوك ما يخفي وراءه من محاولات الهروب من إعادة بناء الشخصية القوية التي تستطيع صناعة القرار ..وتساءلت في صمت كيف يستطيع مثل هؤلاء سماع صوت العقل وسط ضجيج وفوضى من الأعمال المبعثرة التي نشأت من خلال القص واللصق؟ ! دون أي إثارة للعقل المفكر فشاهدت جنون الهوس والإكتئاب يتناوبان في الشخصية الواحدة وشاهدت الإدمان على الفيسبوك لدرجة المتابعة من خلال الجوال وقت العمل رغم ما ينشرونه من الحكم عن قيمة الإخلاص والصدق في العمل!.. وقت الأكل رغم ما ينشرونه عن أداب الطعام!.. حتى عند النوم ..مما أدى إلى تصدع في شخصية مثل هؤلاء .. رأيت كلمات (يقال عنها شعرا) مثل ذهبت إلى بابك فلم أجدك فبكت روحي !! ولو كانت المشاركة من أنثى توال العديد بالضغط على أعجبني وتحركت الأصابع متلهفة على التعليق (أبدعتي سيدتي ..يعجز القلم عن التعبير!! إلى مثل هذه التعليقات الجوفاء التي إن كشفت إنما تكشف عن فراغ في العمل وموت للفكرومرض في المشاعر وهروب من الواقع ..فأين هم من الصمت المفكر ؟! أين هم من الاعتزاز بالنفس التقية؟! أين هم من المشاعر النبيلة التي تمنحهم الحياة الإنسانية الرشيقة؟! هل هؤلاء يضيفون أم يأخذون أم يبعثرون ؟! لا أنكر أن هناك فئة عاقلة تشارك بفكر جيد موزون لا موتور ..ولكنها لا تستطيع الإبداع إلا في أماكن خصبة فيها العقول حاضرة والقلوب صافية من الرياء .. ولذلك سرعان ما تبحث عن أرض أخرى خصبة تتوالد فيها الأفكار وترتقي فيها المشاعر في إطار من الاحترام وحسن النوايا ..فأين متعة الحديث بين القلب والعقل؟!