المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يومَ ندِم (أبو بكر الصدِّيق)، ثمّ (عُمرُ بنُ الخطَّاب)؛ أتدرون لماذا؟!



أهــل الحـديث
23-09-2012, 11:50 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



يومَ ندِم (أبو بكر الصدِّيق)، ثمّ (عُمرُ بنُ الخطَّاب)؛ أتدرون لماذا؟!




... روَى الإمامُ البخاريُّ في «صحيحِه» (3661)، و(4640) عن أبي الدرداءِ -رضي اللهُ عنهُ-، قال: كنتُ جالساً عند النبيِّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-، إذ أقبَلَ أبو بكر آخِذاً بطرفِ ثوبِهِ، حتّى أبدَى عن ركبتِه، فقال النبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم-: «أمّا صاحبُكم فقد غامَرَ».

فسلَّم، وقال: يا رسولَ الله! إنِّي كان بينِي وبينَ ابن الخطّابِ شيءٌ [مُحاورة]، فأسْرَعْتُ إليه، ثُمَّ (نَدِمْتُ).

[فأغضَبَ أبو بكرٍ عُمرَ، فانصرَفَ عنه مُغضَباً، فاتَّبَعَهُ أبو بكر].
فسألتُهُ أنْ يغفِرَ لي، فأبَى عليَّ، فأقبَلْتُ إليك.

فقال: «يغفِرُ اللهُ لك يا أبا بكر» -ثلاثاً-.

ثُمَّ إنَّ عُمَرَ (ندِمَ)، فأتَى منزلَ أبي بكر، فسألَ: أثمَّ أبو بكر؟

فقالوا: لا.

فأتَى إلى النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلّم-، فجعَلَ وجهُ النبيِّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- يَتَمَعَّرُ [وغضِبَ]، حتّى أشفقَ أبو بكر، فجَثَا على رُكبَتَيْه، فقال: يا رسولَ الله، واللـهِ أنا كنتُ أظْلَمَ -مرَّتَيْن-.

فقال النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: «إنَّ اللهَ بعَثَنِي إليكُم، فقُلتُم: كذبتَ، وقال أبو بكرٍ: صدقَ، وواساني بنفسِهِ ومالِهِ، فهل أنتُم تارِكُو لي صاحبِي؟!» -مرَّتَيْن-، فما أُوذِيَ بعدَها.

.. لقد (نَدِمَ) الأوَّلُ على إغضابِه الثَّانِي -رضي اللهُ عنهُما-، فجاءَهُ مُعتذِراً...

ثُمَّ (نَدِمَ) الثاني على عَدَمِ قَبُولِهِ عُذْرَ الأوَّلِ -رضيَ اللهُ عنهُما-، فرجَعَ إليه راضِياً...


فأين -أينَ- نحنُ منهُما؟!!


ولقد ذَكَرَ الحافظُ ابنُ حَجَر في «فتح الباري» (7/25) فوائد الحديثِ؛ فقالَ -رحمهُ اللهُ-:

«في الحديثِ مِن الفوائدِ:
فضلُ أبي بكر على جميعِ الصَّحابةِ.

وأنَّ الفاضلَ لا ينبغي له أنْ يُغاضِبَ مَن هو أفضلُ منه.

وفيه: جوازُ مدحِ المرءِ في وجهِهِ، ومحلُّه: إذا أَمِنَ عليه الافتتان والاغترار.

وفيه: ما طُبِعَ عليه الإنسانُ مِن البشريَّةِ حتَّى يحملَهُ الغضبُ على ارتكابِ خلافِ الأوْلَى؛ لكنَّ الفاضلَ في الدِّينِ يُسرع الرجوعَ إلى الأَوْلَى؛ كقولِه -تعالى-: {إنَّ الذين اتَّقَوْا إذا مسَّهُم طائفٌ مِن الشيطان تذكَّرُوا}.

وفيه: أنَّ غيرَ النبيِّ -ولو بَلَغَ مِن الفضلِ الغايةَ -ليس بمعصوم.

وفيهِ: استحبابُ سؤالِ الاستغفارِ والتحلُّلِ مِن المظلوم..».


... رضيَ اللهُ عنهُما، وألْحَقَنا بهما في جِنانِه ورضوانِهِ -تعالى-.




* * * * *
منقول من أبي الحارث