المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كم أساء بعضُ ذوي اللِّحى بِجَفَائهِمْ !!



أهــل الحـديث
23-09-2012, 12:10 AM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم



كم أساء بعضُ ذوي اللِّحى بِجَفَائهِمْ !!


.... لَا شَكَّ فِي أَنَّ القُلُوبَ تَتَقَلَّبُ بَيْنَ سَعَادَةٍ فِي حِينٍ ، وَحُزْنٍ فِي حِينٍ آخَرَ ، أَمَّا أَنْ يَنْفَطِرَ القَلْبُ إِلَى شِقَّيْنِ فَيضْحَكَ بِشِقٍّ وَيَبْكِيَ بِشِقٍّ فَهَذَا مَا حَدَثَ مَعِي :

.... ارْتَحَلْتُ يَوْمًا عَنْ سُكْنَايَ إِلَى رَحْلٍ جَدِيدٍ (وَيَا لَكَثْرَةِ تَرْحَالِي وَرَحِيلي!) ، فَلَقِيتُ بَعْضَ مَنْ جَاوَرْتُهُمْ مِنْ عَوَامِّ النَّاسِ ، وَقَدْ طُبِعُوا عَلَى كَرَمِ الخُلُقِ وَسَمْحِ الضَّرِيبَةِ ، إِلَّا أَنِّي وَجَدْتُ مِنْهُمْ أَنَفَةً مِنْ مُجَالَسَتِي ، فَخُيِّلَ إِلَيَّ أَنَّ البَاعِثَ عَلَى ذَلِكَ هُوَ عُزُوبَتِي ، فَخَشِيتُ - يَوْمَئِذٍ - أَنْ يَأْبَوْا عَلَيَّ مُجَاوَرَتِي لَـهُمْ .

.... ثُمَّ مَضَتِ الأَيَّامُ ، فَوَقَعَ شَيْءٌ مِنَ المُخَالَطَةِ وَالمُجَالَسَةِ ، فَتَبَيَّنَ لِي أَنَّ الأَمْرَ قَدْ جَاوَزَ العُزْبَةَ إِلَى شَيْءٍ عَهِدْنَاهُ جَمِيعًا ، وَلَا سَبِيلَ إِلَى إِنْكَارِهِ ، وَلَا مَحِيدَ عَنْ إِقْرَارِهِ ، وَهُوَ مَا عَايَنُوهُ مِنْ فَظَاظَةِ بَعْضِ ذَوِي اللِّحَى المُجَاوِرِينَ لَـهُمْ وَغِلَاظَتِهِمْ ، وَهَذَا هُوَ السَّبَبُ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ تَنَزَّهُوا عَنْ مُصَاحَبَةِ مُلْتِحٍ مِثْلِي وَالتَّحَدُّثِ إِلَيَّ فِي أَوَّلِ الأَمْرِ ، وَلَرُبَّمَا جَالَسُونِي بَعْدَ ذَلِكَ لِتَوَسُّمِهِمْ فِيَّ غَيْرَ الَّذِي خَبَرُوهُ مِنْهُمْ .

.... وَبَعْدَ أَنْ تَكَشَّفَ السَّبَبُ : تَرَاءَى لِي أَنَّ مِنْ وَاجِبِي أَنْ أَطْرَحَ تِلْكَ المَذَمَّةَ عَنْ مُخَيِّلَتِهِمْ ، وَحَسْبِي مِنْ ذَلِكَ أَنْ أَجْعَلَ مِنْ نَفْسِي مِثَالًا حَسَنًا - فِي أَعْيُنِهِمْ – يُمَثِّلُ كُلَّ ذَوِي اللِّحَى المُلْتَزِمِينَ الَّذِينَ تَغْلِبُ عَلَيْهِمُ الرِّقَّةُ وَالرَّحْمَةُ وَاللِّينُ ، فَيَحْسُنَ وَقْعُ ذَلِكَ فِي قُلُوبِهِمْ .

.... فَأَخَذْتُ لِلأَمْرِ أُهْبَتَهُ - دَعْوَةً إِلَى اللهِ - ، وَجَهِدْتُ فِي ذَلِكَ ؛ فَمَا رَأَوْا مِنِّي إِلَّا جَمِيلَ عِشْرَةٍ ، وَلِينَ جَانِبٍ ، وَبَشَاشَةَ وَجْهٍ - وَالفَضْلُ لِلهِ وَحْدَهُ - .

.... وَبَعْدَ مُضِيِّ شُهُورٍ مِنْ جِهَادٍ فِي الدَّعْوَةِ وَصَبْرٍ لَا يُبَارَى وَعَزْمٍ لَا يُجَارَى ؛ تَيَقَّنْتُ أَنَّهُ سَيَأْتِي اليَوْمُ الَّذِي أَرَى فِيهِ ثَمَرَةَ مَا دَعَوْتُ وَعَائِدَةَ مَا بَذَلْتُ !!

.... وَقَدْ جَاءَ هَذَا اليَوْمُ بَعْدَ أَنْ لَقِيتُ (الجَارَةَ) العَجُوزَ (الحَجَّة!) ، وَقَالَتْ لِي - بِلَهْجَتِهَا العَامِيَّةِ - : (وَاللهِ يَا ابْنَيّ مَا شُفْنَا مِنْكَ إِلَّا كُلْ خِيرْ ... يَا رِيتْ لَوْ كُلِّ النَّاسْ زَيَّكْ ... وَاللِّي مِثْلَكْ حَرَامْ يِكُونْ شِيخْ !!؟) .
منقول من حازم خنفر