المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حـــــــزنُ قائــــــدنـا العـظيـم



عميد اتحادي
21-09-2012, 08:10 PM
http://www11.0zz0.com/2012/09/20/21/104271947.jpg (http://www11.0zz0.com/2012/09/20/21/104271947.jpg)


ترانيمٌ من جوفِ المجرَّات الحزينة,وهوجاءٌ في عمقِ المحيطات الهادئة,
ونيرانٌ تضرمُ في براكينِ ليل الحنين, وينسابُ ألمٌ نبيل على هضباتِ قلبٍ حزين,
أوآهُ ..أيُّ قلبٍ يقوى لإحتمالِ عذاباتُ الشَّوق الطويل ..
قد فاضتْ روح والدهِ إلى بارئها في عامِ 2004..
فتغتاله فاجعة أيلول (سبتمر) بفقدٍ ليس كمثله في الدهرِ يفقدُ ..
وبالرغمَ الحُزن الأسيفْ إلا أن نفسه المكابرة ترفضُ الخُنوع لليأس ..
فنبشَ النُّور في خنادقٍ معتمة وضمَّد جناحيه ..
ليحلِّق بعيداً عابراً من فوقِ قارة آسيا إلى أقاصى حلمه المعهُود ..
وكما قالَ إبراهيم الدباغ "عظمة الإنسان، في تحرره من مصائد الأزمنة والأمكنة،
وفي قدرته على احتمال عذب الحنين،
وعذاب الشوق الدفين حاديه إلى الخلود حيث يرسو مركبه على أبواب الأبدية،
وحيث ترتفع البراقع، وتنـزاح الحجب،
وتتعرى حقائق الأفكار والأشياء،
ويتنفس الإنسان أنفاس الحياة الأبدية دون خوف من فقدانها أبدًا"
وتمرُّ الأيام وخيباتُ الفقد يطاردهُ حيثُما يتواجد ..
وفي العام التاسعِ من الألفان يواري جثمانَ شقيقتِه والجرحُ الأولُ لم يلتئِمُ بعد..
يدواي رحيلاً وينفجرُ يرحيلٍ آخر .. يالله ما أشدُّ فقده ..
- فأينَ لي بلسمٌ يداوي جراحي, فقرة العين ومهجة الروح قد برحا إلى حيثُ الخلود -
يمضي حزيناً إلى حبيبتهِ آسيَا ليقصَّ عن حزنه الشديد ..
إلا أنه يتفاجئ بالجفاء منها .. قد سلبها ذوي العيون الصغيرة ..
فلم يتمالكَ نفسه فبكى جهراً أمام الملأ حتى أرتوى منه غابات الآلامِ لأبدِ الآبدين ..
هرب بعيداً إلى حيثُ الهدوء ولكن هذه المرَّة يرتطمُ بسيلٍ عرمٍ من الإنتقادات اللاذِعات..
والسفهاء يتسافهون عليه بأنه "اشتعل رأسه شيباً .. وأمتلئ مالاً .. بعد أنْ آتى من أرضٍ يابسات,
رجموه بدنسِ العنصرية القذرة .. وقذفو نسبه الشريفْ ..ويتآمرون لإطاحته الحاقدين"
ضمَّر حزنه في فؤاده .. واستقبلُ شتائمهم بعفوٍ وتسامح .. وهو يردد ويقول "سامحكم الله"
أهكذا تشكرون - من ضحِّي بأموالٍ طائِلات .. وحياة هانئات -
ومرةٌ أخرى يدورُ ألمُ الرحيل وينتزعُ منه أخاه حيثُ ذهبَ إلى أبيه وشقيقتِه .. وهو يتأوه من فراقٍ لفراق ..
إلا أنه يصرُّ أنْ يكون أسطورة عصره .. وقوة زمانه ..
ويأبَى البُعد عن أنيسَ وحشتِه .. فقد تيمّم قلبه لناديه وجماهير العاشقة ..
يرفضُ الوقت المسمُوح للعزَاء .. يقولو: ما مضى مضى والآتي هو الأهم ..
فالتفكير في ذَلك لن يعيدهم إلى الحياة مجدداً ..
يا ربّآه ما أعظمُ روحه ..
وفي تلك المستديرة الخضراء كالعادة يفجرُ حزنه وينتزعُ الإبداعات المفقودة ..
من أضرحة الحضارات القديمة .. ويتيهُ تيهاً في سماوتِ التألق ويسطعُ كنجمٌ قطبي لا يأفل..
ولكن زارهُ طيفٌ على حينِ غفلةٍ من الفرح .. فانفلت الحنين من المأق وسال الدموع من عيناه ..
وتفجرت ينابيعُ شوقه الدفين .. وتبعثرَ بينَ أرجاءِ الكون العتيم ..
-آه يا أخي من يهاتُفني ويباركُني, وإنْ غبتَ عني فمن ذاكَ يسليني -
فقد باتَ حزنه يروقُ لأعدائه ..
وأجبرهم على الإعترافِ به حتَّى قالو: "ما علمنا عليه من سوء"
وحاشَى أنْ نقول عنه سوءاً .. فإنه قدوةٌ يقتدي به من يأتي بعده ..!
.. فسجِّلِي يا تاريخ .. وارقصي يا أمجاد ..
إنَّ آسيا لن تلدَ روحه مرةٌ أخرى..!
هذا هو حزنُ قائدنا السامق .. رضي الله عنه..!
فحبَّذا بالموت إنْ لم يفرح نور.!
.
.
سحابْ