تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : فوائد الفواكه البنفسجية



معلم
21-09-2012, 03:20 AM
http://www.vitiligoteam.com/up/uploads/images/vitiligo-20eda6279c.jpg (http://www.vitiligoteam.com/)




تحتوي الفاكهة والخضروات الأرجوانية (أو البنفسجية) اللون على عناصر غذائية هامة تظهر الدراسات العلمية يوماً بعد يوم فوائدها الصحية والحيوية ككثير من الأغذية الطبيعية الأخرى، لكن هذه الأرجوانيات تمتاز بخاصة تجعل منها إكسير الشباب والصحة الذي تكافح به الشيخوخة والهرم، حيث تحوي على مواد تدعى بالانثوسيانين (Anthocyanins) ، وهي مواد مضادة للأكسدة ثبت أنها توفر حماية للقلب والبصر وتعزز التركيز الذهني وتمنع عمليات الأكسدة التي تضر بالجسم وتسرع شيخوخة وهرم الخلايا.

والأنثوسيانين؛ هي صبغات ذوابة بالماء تظهر بألوان تتدرج من الأحمر إلى البنفسجي إلى الأزرق بحسب درجة حموضة الوسط، وكيميائياً هي عبارة عن مركبات فلافونويد (مركبات حلقية متعددة غير مشبعة) لذا تعتبر من مضادات الأكسدة الفعالة جداً.

إن عوامل الأكسدة والالتهابات هي عوامل شديدة التأثير في هرم الدماغ، وقد أظهرت الدراسات العلمية أن ثمار التوت المتنوعة (والتي تتميز بمحتواها العالي من الأنثوسيانين) ذات قيمة حيوية في حماية الدماغ من هذين العاملين، كما أظهرت الدراسات أن الأغذية والحميات الغذائية الحاوية على نسبة عالية من مضادات الأكسدة والالتهاب – كمادتنا هذه – تساعد في خفض مخاطر الأمراض المرافقة للتقدم بالعمر أو الشيخوخة كالزهايمر وداء باركنسون، وكذلك تساعد هذه المواد على خفض مسببات الالتهاب في مصل الدم، كما وتزيد أو تعزز وجود الكوليستيرول النافع أو الجيد (HDL: High Density Lipoprotein) وبالتالي تخفض نسبة الكوليستيرول الضار أو السيئ (LDL: Low Density Lipoprotein)، أي تؤدي إلى حد ما دور يشابه عمل الأسبرين – مع اختزال طبيعي للآثار الجانبية للأسبرين- لذالك فهذه المواد ليست نافعة وجيدة فقط للدماغ بل أيضاً لعمل القلب ونظام الدوران والشرايين والأوردة.

وأظهرت دراسات حديثة أيضاً أن مادة مثل الريسفيراترول (Resveratrol ) تمنع نمو الخلايا السرطانية في الحيوانات وتزيد أيضا في طول العمر لدى الحيوانات


تحفل الطبيعة بالكثير من الفواكه ذات اللون البنفسجي، التي تزخر بمركبات تساهم بشكل مباشر أو غير مباشر، في دعم صحة الإنسان وفي وقايته من الأمراض، فماذا تحمل لنا هذه الفواكه البنفسجية مثل العليق والكرز والمشمش والتين والخوخ؟
- إنها غنية بمركبات الفلافونيدات التي تحمي القلب والأوعية الدموية وتقي من كثير من العلل. وتمتاز هذه المركبات بفعلها المضاد للأكسدة، فهي تعمل على حماية الخلايا من براثن الجذور الكيماوية الحرة التي ينتجها الجسم خصوصاً عندما يتعرض للتلوث، وهذه الجذور عبارة عن جزيئات غير مستقرة، وكي تحصل على استقرارها فإنها تضرب الخلايا ومكوناتها مثيرة العديد من الأمراض الخطيرة كالسرطان، والأمراض العصبية الاستحالية، والأمراض القلبية الوعائية، وبعض أنواع داء السكري، وأمراض نقص المناعة. كما تقوم الفلافونيدات بوظيفة مهمة إذ تمنع التصاق الفيحات الدموية ببعضها البعض، الأمر الذي يسهل انسياب الدم داخل الأوعية الدموية، وبالتالي منع حدوث الجلطات القاتلة.
- غنية بالأملاح المعدنية، خصوصاً معدن البوتاسيوم الذي يساعد الجسم في التخلص من أملاح الصوديوم الضارة، وبالتالي الوقاية من القاتل الصامت مرض ارتفاع ضغط الدم. أما المعادن الأخرى من حيث الأهمية فهي المغنيزيوم، والكلس، والحديد، والزنك، وغيرها.
- تحتوي على نسبة عالية من فيتامين سي الذي يعتبر بدوره من أهم مضادات الأكسدة، إذ يحمي الخلايا من التلف الذي يمكن أن تسببه الجذور الكيماوية الحرة الناتجة من عملية تحلل الأوكسيجين في الدم. وجسم الإنسان لا يستطيع صنع الفيتامين سي، وعلى عكس الحيوانات اللبونة، لذا لا بد له من تأمينه من طريق الأغذية الغنية به. وإلى جانب الفيتامين سي نجد الفيتامين ي، وفيتامينات المجموعة ب.
- غنية بالألياف الغذائية التي تساعد الأنبوب الهضمي على القيام بوظيفته على أفضل وجه من خلال تنشيط حركة الأمعاء، وتسهيل طرد الفضلات، ومنع حصول الإمساك.
- تحتوي على طائفة من الأحماض العضوية خصوصاً حامض الماليك، وحامض السيتريك ؛ وحامض الأيروسيك، وحامض التانيك، وغيرها من الأحماض التي تفيد في فتح الشهية، وفي قتل البكتيريا الضارة، والمساعدة على عملية الهضم.
- تساعد في منع حدوث أمراض القلب من خلال زيادة مستوى الكوليسترول الجيد الواقي للشرايين، وفي المقابل تخفض من مستوى الكوليسترول السيئ المسبب لتصلب الشرايين، ما يقلل من خطر التعرض للأزمات الدماغية والقلبية.
- تساعد على تقوية الذاكرة، ووفقاً لبحث نشر في مجلة «أركاييف أو توكسيكولوجي» من قبل الباحث دوغلاس كيل من جامعة مانشستر البريطانية فإن الفواكه ذات اللون البنفسجي تضم مركباً كيماوياً طبيعياً يربط شوارد الحديد الضارة، وبالتالي يساهم في وقف مرض الخرف الشيخي الزهايمير. وعلى صعيد اللون البنفسجي فهو بحد ذاته مفيد،إذ يساعد في الوقاية من العصبية الشديدة، وفي تنقية الدم، وفي الوقاية من التسمم، ويملك تأثيرات إيجابية على وظائف الطحال تلك الغدة الواقعة في أعلى البطن من الجهة اليسرى.

ومنذ القدم والمهتمون بالغذاء والصحة يتحدثون عن الفوائد الكبيرة لهذه الثمار الأرجوانية فبالإضافة لكونها تحوي المواد المضادة للأكسدة، فقد أظهرت الأبحاث أن تناول ثمار العنب يمكن أن يساعد على فقدان الوزن عن طريق الحد من الإقبال على الطعام بشراهة، حيث أن أولئك الذين استهلكوا ثمار التوت أو العنب الأرجوانية قل لديهم الاستهلاك الغذائي بنسبة 8 %.

وكذلك فإن العنب البري يساعد على خفض الكولسترول الضار جنبا إلى جنب مع التوت البري، وثمار التوت تساعد على منع التهابات المسالك البولية لأنها تحوي على مواد مغذية تدعى بروأنثوسياندين (Proanthocyanidin) التي تبطن وتكسو جدران المسالك البولية وبالتالي تمنع البكتيريا من الالتصاق بها، كما أظهرت الاختبارات أيضا أن استهلاك الثمار العنبية يبطئ المظاهر المتعلقة بالتقدم بالعمر مثل فقدان الذاكرة.

وخضار مثل الملفوف الأرجواني تحتوي على 36 نوع مختلفة من المواد المضادة للأكسدة، بما في ذلك أكسير الصحة والشباب مادة الأنثوسيانين، فإن هناك أدلة تشير إلى أن الملفوف الأرجواني يساعد في بناء المخ السليم والقلب السليم ويقوم بدور حرق للدهون. وكذلك ثمرة فاكهة التين التي استخدمت منذ العصور القديمة للتحلية، فقد أظهرتها الرسوم اليونانية، وذكرها القرآن بشكل خاص جنباً إلى جنب مع الزيتون العظيم الفائدة والذي يحوي أيضاً على الأنثوسيانين حيث أقسم بهما الله لعظيم قدرهما في الخلق (والتين والزيتون وطور سنين) (التين 1)، وهذه الفاكهة الأرجوانية والتي هي أيضاً من المواد المغذية، لاحتوائه على الكالسيوم والمغنيزيوم والألياف، فقد استخدمها اليابانيون للحد من ارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة السكر في الدم.

إن هذه الفوائد والكنوز الثمينة التي تقدمها الثمار الأرجوانية والتي ثبت من خلال الدراسات العلمية الموثقة دورها في منع عمليات الأكسدة والالتهابات والحد من مظاهر الشيخوخة للخلايا وتنشيط الجسم للدفاع ضد الإجهاد والعمل على التئام الجروح، تجعل منها مادة بحثية دسمة للأبحاث المستقبلية التي سوف تتجه لاكتشاف الإمكانات الكامنة وقدرة هذه الأطعمة على الشفاء.