المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قد يبطيء الله النصر.......إن الله عليم حكيم



أهــل الحـديث
20-09-2012, 12:50 PM
أهل - الحديث - حديث شريف - محمد - صلى الله عليه وسلم - قرأن كريم




بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه.

لقد وعد الله تعالى بنصر المؤمنين والله لا يخلف الميعاد وإذا دال علينا عدونا أو تأخر نصرنا فالله حكيم عليم.

يقول سيد قطب رحمه الله تعالى كلاماً رائعاً عجيبا في أسباب تأخير النصر أو بطئه :

(( والنصرقد يبطىء على الذين ظلموا وأخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا: ربنا الله فيكون هذا الإبطاء لحكمة يريدها الله . قديبطى ء النصر لأن بنية الأمة المؤمنة لم تنضج بعد نضجها , ولم يتم بعد تمامها , ولم تحشد بعد طاقاتها , ولم تتحفز كل خلية وتتجمع لتعرف أقصى المذخور فيها من قوى واستعدادات . فلو نالت النصر حينئذ لفقدته وشيكا لعدم قدرتها على حمايته طويلا !
وقديبطى ء النصر حتى تبذل الأمة المؤمنة آخر ما في طوقها من قوة , وآخر ماتملكه من رصيد , فلا تستبقي عزيزا ولا غالبا , لا تبذله هينا رخيصا في سبيل الله .

وقديبطى ء النصر حتى تجرب الأمة المؤمنة آخر قواها , فتدرك أن هذه القوى وحدها بدون سند من الله لاتكفل النصر . إنما يتنزل النصر من عند الله عندما تبذل آخر ما في طوقها ثم تكل الأمر بعدها إلى الله .
وقد يبطى ء النصر لتزيد الأمة المؤمنة صلتها بالله , وهي تعاني وتتألم وتبذل ;ولا تجد لها سندا إلا الله , ولا متوجها إلا إليه وحده في الضراء . وهذه الصلة هي الضمانة الأولى لاستقامتها على النهج بعد النصر عندما يتأذن به الله . فلا تطغى ولاتنحرف عن الحق والعدل والخير الذي نصرها به الله .
وقد يبطيء النصر لأن الأمة المؤمنة لم تتجرد بعد في كفاحها وبذلها وتضحياتها لله ولدعوته فهي تقاتل لمغنم تحققه,أو تقاتل حمية لذاتها ,أو تقاتل شجاعة أمام أعدائها. والله يريد أن يكون الجهاد له وحده وفي سبيله, بريئا من المشاعر الأخرى التي تلابسه . وقد سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يقاتل حمية والرجل يقاتل شجاعة والرجل يقاتل ليرى ، فأيها في سبيل الله ؟ فقال:" من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " .
كما قد يبطى ء النصر لأن في الشر الذي تكافحه الأمة المؤمنة بقية من خير , يريد الله أن يجرد الشر منها ليتمحض خالصا , ويذهب وحده هالكا , لا تتلبس به ذرة من خيرتذهب في الغمار !
وقد يبطى ء النصر لأن الباطل الذي تحاربه الأمة المؤمنة لم ينكشف زيفه للناس تماما . فلو غلبه المؤمنون حينئذ فقد يجد له أنصارا من المخدوعين فيه , لم يقتنعوا بعد بفساده وضرورة زواله ; فتظل له جذور في نفوس الأبرياء الذين لم تنكشف لهم الحقيقة . فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عاريا للناس , ويذهب غير مأسوف عليه منذي بقية ! وقديبطى ء النصر لأن البيئة لا تصلح بعد لاستقبال الحق والخير والعدل الذي تمثله الأمة المؤمنة . فلو انتصرت حينئذ للقيت معارضة من البيئة لا يستقر لها معها قرار . فيظل الصراع قائما حتى تتهيأ النفوس من حوله لاستقبال الحق الظافر,ولاستبقائه ! منأجل هذا كله , ومن أجل غيره مما يعلمه الله ,
قد يبطى ء النصر , فتتضاعف التضحيات، وتتضاعف الآلام . مع دفاع الله عن الذين آمنوا وتحقيق النصر لهم في النهاية )) الظلال

اللهم انصر إخواننا في سوريا وبورما وفي كل مكان يدافع به المسلمون عن دينهم وعقيدتهم.